Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الــگــطنه چــانت بحلوگــنا اليوم صارت بآذانهم

من السهل ان يعزى خضوع الشعوب وخنوعها الى جبروت الديكتاتور في سلب إرادتها أو الى آلوهية المؤسسات الدينيه وقدرتها على أسر العقول وحشرها في بودقة طاعتها, بينماتباين ثقافات الشعوب يؤكد بأن الكسل والتخلف والاتكاليه هي التي تمنعه من مواجهة الواقع و أخذ المبادرة بيده.

في لقاء صدفه مع كاهن محترم ,بادرني بسؤال ( أشو ما جاي تبيــّن ) طننت انه يسألني عن سبب عدم حضوري قداس الآحاد في الكنيسه .
إجابتي السريعه أمتعت الأب و قادتنا الى دردشه مفيده حيث أجبته : ( منكم) !! اي انتم السبب.
رد علي مبتسما ً:
حتى لو صــحّت إجابتك , لاتنسى قول السيد المسيح " أسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم".
توقفت قليلا امام حجته الدفاعيه التي أشك في توافقها مع ثقافات الشعوب ومتطلبات العصر , ثم سالته: متى قال سيدنا المسيح هذا الكلام ؟ أجابني " قبل ألفي عام".
قلت : حسنا رابي, بعد ألفين عام من التطور!! ألا تراني قادرا على قراءة ما عجزسواد الأميين عن قراءته وفهمه ؟ لكني أقر بعدم قدرتي على التفلسف لاهوتيا في تفسير نصوص الاناجيل, علماً أن أقوال السيد المسيح هي من السلاسه بحيث لا يتطلب تفسيرها اي تعمق, ثم ما تقييمكم لتفاسير اللاهوتيين المتضاربه ؟ ألم يـُـحـّملوا النص تعقيدات نتج عنها إنقسام المؤمنين البسطاء وزعزعة درجة إيمانهم ؟ هز الاب رأسه مبتسما قائلا: " نعم هذا قد حصل فعلا لكن لا يصح الا الصحيح".

في الحقيقه ,نباهة الأب وطيبته, شجعتني الى قول المزيد مما عندي , فبعد أن شكرته على رده , رجوته السماح لي بإبداء رأيا تمنيت أن لا يزعجه , أجابني: " تفضل بكل سرور".
قلت له: يا رابي العزيز , أود ان أؤكد بأن شخصكم الكريم وهكذا كافة الأديان, ليست المقصودة في تعليقي , ولكن حضرتكم إستشهدتم بقول السيد المسيح الذي يأمرنا الاستماع الى ما يقوله الكاهن بإعتباره حامل درجة الوسيط الروحي بيني وبين السيد المسيح , لكن المنطق يقول, لوكان ما يطرأ من متغيرات على ثقافات الشعوب يعنينا و يهمنا كرعية اوكرجال دين, لكان الإبداع واحد من عناصر مواكبة التطور ,و لكانت المسؤوليه الأخلاقيه والمنطقيه تحتم علينا كمدنيين, ضرورة التعرف أولا ً:على شخص وخلق هذا الوسيط الكريم ودرجة تأهلـّه لمهمته ,و ثانيا : إطلاعنا على ممارساته اليوميه , ثم مطالبته بتعريفنا بما يمتلكه من أموال الأرض , حينها سيكون لي وللأخر رأيا ربما يتعارض مع فكرة تخويل الكاهن التكلم بإسم سيدنا المسيح والمسيحيه ,أي يكون الأجدر بنا والأنسب لنطر قدسية الرساله أن نتعرف أولا على أفعالكم ثم الأستماع الى أقوال المسيح على ألسنكم؟ مارأيكم رابي؟
إبتسم الكاهن مرة أخرى, لكنه لم يستطع إخفاء ملامح إستغرابه, أحسست حينها بأني أثقلت عليه حبة, لذلك ولكي أرطب الجو , حكيت له مختصر لكلام مع قسيس آخر غضب مني لاني تجرأت وطالبت بإعطاء الرعيه مهما كان دينها الحق في انتخاب مسؤولها الروحي, سواء كان كاهنا او ملا أو شيخا , ما رأيك بهذا الإقتراح يا رابي؟ وهل في كلامي ما يــُغضـِب؟ أجابني "كلا , هذه مجرد إجتهادات ربما تجد من يطبقها مستقبلا". انتهى حديثنا ثم شكرته بصدق على تقبله للرأي.

المسيحية يا سادتي هي أسمى من أن تغدو سلـّما لتسلق الكروش على العروش وركب السيارات الفارهه والسكن في الفلل المليونيه ومؤمني الأبرشيات يتلقون الصفعة تلو الأخرى في أوطانهم التاريخيه , بكل صراحه ودون النيل من أحد اقول, إن الوسيط بيني وبين السيد المسيح, متنسطرا كان أم متكثلكا قد أوصلتنا إجتهاداته( اللاهوتيه ) الى فرز نحل تحيط به وتشكيل أخرى مذهبية لتقديم الذبائح و الهدايا بعد ان تم شطري عن ابناء عمومتي ونبذي من قبل بني قومي ,ولمن يتهمني بالالحاد, أرجو له بنصيحة طبيب يخفف عنه عقدته ,وإلا كيف يقبل العقل السليم برجل دين او متدين في التصرف بتفسير النص لتقسيم أتباع المسيح ولتبرير زج نفسه في أمور دنويه مكسبيه او سياسية سلطويه ثم يصفعنا بتهمة الإلحاد لمجرد رفضنا لممارساته.

عوده الى موضوعة الــگطنه التي كــَمــّت الحلوگ يومها وصــَمــّت الاذان فيما بعد, بعد عقود من مآسي خدع الديكتاتور و مكر نظرية القائد و خطاباته الرنانه , سخر أجهزته الامنيه والحزبيه لفرض نظريته الماكره قسريا, ترهب من يتجرأ نقدها, وتقتل من لا يردد عباراتها ,إستمرت هذه الآله تدور عقودا في ترويض عقول الأجيال و بدعم من ماكنة المعسكر الغربي ليعوّد الشعب على ثلاثي مرعب, إما النفاق او الصمت او الموت, أي إما ان تبدع بالتملق في ترديد كلمة نعم للقائد او ان تقبل بالگطنة في فمك وتنلصم , او أن تحفرقبرك بيدك.

بالمناسبه, أتذكر واحدة من نكات القائد ( في إحدى المناسبات, سأل الديكتاتور أحد رفاقه المقربين : يا فلان ساعه بيش ؟ أجابه الرفيق بكيفك سيدي).

زال الديكتاتور وإستبشر المواطن محتفلا برمي الگطنه من فمه وليس بالأحتلال, ليحكي ما لم يستطع ان يحلم به في السابق,ولكن مدرسة الديكتاتوريه وما أدراك بمناهجها, لقد عودتنا توريث ميكانيكيتها التي تناسب درجة وعينا و بأشكال متعدده كما الحرباء تتلون وتتقلب حسب الظروف والمناخات , في البدء تمسكن علينا المناضل في تسويق مظلوميته ممن سبقه, وبرفع شعار إشباع الجواعا وهو يتسلق سلم الطغيان , وبعد إستمكانه السيطره على مرافق الدوله وأجهزتها السلطويه,عندها يقنن عليك منــيّة الحكي والطلب بما تريد , لكن من سيستمع ومن سيجيب؟ إن ديمقراطية مناضلنا الكارثيه فرضت عليه الإنشغال بمصالح حزبه و طائفته وقوميته وجيبه مما إضطرته الى إلتقاط تلك الگطنه من فمك ووضعها بأذنه .. ما الذي تغــيّر إذن؟

الشعب العراقي منهك,لكنه يراقب جيدا ما يجري حواليه , بعد أن ذهب الى صناديق الاقتراع وإستجاب لعملية التغيير ومنح الفرصه لتصحيح الحال , على ساستنا أن يتحسبوا من لحظة نفاذ الصبر,وعليهم ان يدركوا بأن زمن القيادات الثورية إنتهى, و ان وضع الگطنه في الأذن أمام كضم الجائعين وصراخاتهم ستولد لحظة غضب يثور فيها الأصبع البنفسجي ليخترق طبلة الاذن ويســوگ بالگطنه گبل .
اللهم لا شماتة بأحد لكن سماءنا فيها من الغيم ما يكفي لزخات الفيض.

الوطن والشعب من وراء القصد

Opinions