Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الأب بطرس حداد: الظروف الامنية حرمتنا من قداس العيد ليلاً

24/12/2005

زمان -بغداد- سحر نافع شاكر

اكد الدكتور بطرس حداد راعي كنيسة (مريم العذراء) في الكرادة خارج ببغداد ان عيد الميلاد المجيد يعتبر احد اهم الاعياد للمسيحيين علي مدار السنة مضيفاً خلال لقاء الزمان به ( ان واحتفالنا بعيد الميلاد المجيد يذكرنا بمولد سيدنا يسوع المسيح . الذي يعد وفقا لعقيدتنا اللاهوتية المسيحية حدثاً عظيماً ، يدخل الفرح أكثر من أي عيد آخر في نفوس المسيحيين ، ويمتلك وقعا عاطفياً - انسانياً في حياتهم . والفرح به يعادل فرح استقبال ولادة الطفل في محيط أُسرته الذي تنتظر مجيئه الي هذه الدنيا بصبر . ولهذا يحتفل به جميع المؤمنين المسيحيين دينياً واجتماعياً .

فمن الناحية الدينية يحرص المؤمنون في صباح يوم 25 كانون الأول الذهاب الي الكنائس ، لحضور الاحتفالات الدينية الفخمة المقامة بهذه المناسبة بحضور المطران والشمامسة وجوقة المرتلين ، وهي ترتل أجمل تراتيلها الخاصة بهذه الذكري الخالدة . وفي زاوية من الكنيسة تنصب مغارة تذكر المؤمنين بتلك المغارة التي ولد بها سيدنا يسوع المسيح في بيت لحم . وهذه المغارة لها وقع طيب في نفوس المؤمنين بصورة عامة ، وفي قلوب الأطفال بصورة خاصة ، الذين يتجمعون أمامها واقفين منذهلين وهم ينظرون الي تماثيل يسوع المسيح وأُمه مريم العذراء ومجموعة الرعاة وما يحيط بهم من الملائكة . ويخرجون من الكنيسة وقد انطبعت في أذهانهم فكرة الميلاد .

أما من الناحية العائلية فنري جميع الناس يستعدون استعدادا مميزا علي قدر إمكاناتهم لهذا اليوم البهيج . فيعمدون الي تنظيف البيوت تنظيفا حسنا ، ويحاول الجميع أن يلبسوا ألبسة جديدة تتناسب مع إمكاناتهم المادية ، والذهاب الي الكنيسة لحضور قداس الاحتفال . و بعد انتهائه يعودون الي البيت ، حيث يجتمع أفراد العائلة من أجل تناول طعام العيد المتمثل بأكلة دسمة تُعد خصيصا للاحتفال بهذا اليوم المميز من أيام السنة بعيد الميلاد . والأكلة الدسمة عند نصاري ومسيحيي الموصل هي (اليخني) وهي كبة الرز الصغيرة الحجم المطبوخة مع اللحم والبصل والحمص . أما عند مسيحيي القري فهي (الباجة) . وتناول مثل هذه الأكلات الدسمة جاء نتيجة فترة الصوم التي يحرص علي أداء طقوسها المؤمنون عبر الامتناع عن تناول اللحوم خلالها بصورة كاملة . وبمناسبة احتفالات عيد الميلاد تقوم الامهات باعداد الحلاوة المحلية التي تدعي في اللهجة العراقية (الكليجة) . ولو كان في البيت أفضل أنواع الحلويات المحلية أو الأجنبية فانها لا تعوض عن (الكليجة) التي تعدها الأُمهات .

طقوس احتفالات اعياد الميلاد

û ما الفرق في طقوس احتفالات أعياد الميلاد المجيدة قبل وبعد أحداث الحرب الأخيرة ؟

كانت عاداتنا في الماضي أن نقيم قداس الميلاد ليلا حيث كان يبدأ عادة من الساعة الثانية عشرة في منتصف الليل وتستمر الصلوات الي الفجر ، لكن نظرا للظروف الاجتماعية ، ولتمكين جميع الأُسر المسيحية من حضور القداس ، قدمت الكنيسة موعده ليبدأ في الساعة التاسعة مساء ، كي ينتهي قبل منتصف الليل .

أما بعد أحداث الحرب الأخيرة فقد حرمنا من إقامة صلوات هذا القداس الجميل ، حيث توقفنا عن إقامة الصلاة في أوقاتها السابقة بسبب الظروف الأمنية التي يمر بها العراق وانقطاع التيار الكهربائي المتواصل ، حيث تمَّ اختصار الفترة الزمنية لاحتفالات القداس ، وتحول موعد إقامته الي مساء يوم 24 من شهر كانون الأول .

û ما دور الكنيسة كمؤسسة دينية في مساعدة العوائل المتعففة ، خلال هذه المناسبة الدينية ؟

- تقوم الكنيسة في مثل هذه المناسبة بتوزيع المساعدات الغذائية والهدايا والألبسة الجديدة علي أفراد الأُسر المتعففة التي تستحقها ، وعلي أولاد المنطقة ، كي تدخل الفرحة الي قلوب الجميع قدر الامكانات المادية المتوفرة . فان عجزت عن تقديم الهدايا القيمة فتعمد الي توزيع بعض الهدايا الصغيرة لكي تدخل الفرحة الي القلوب .

العائلة المسيحية العراقية

اما ماهر يعقوب موسي الاستاذ في قسم الجغرافية في كلية التربية - الجامعة المستنصرية . فقد تحدث لـ (الزمان) عن أهمية محافظة العائلة المسيحية العراقية علي أداء طقوس عيد الميلاد المجيد واحتفالها به قائلا : يمثل يوم 25 من شهر كانون الأول ، رمزا تاريخيا لولادة السيد المسيح في مغارة في بيت لحم في مذود خشبي في حضيرة للحيوانات ، حيث سطع نجم من الشرق أشار الي مكان ولادة الطفل يسوع .

وقاد هذا النجم مجموعة رعاة وملوك من المجوس الي المذود الذي يرقد داخله يسوع الطفل ، وهم يحملون الهدايا من اللبُان والمُر والبخور . وعندما وصلوا اليه ركعوا أمامه وقدموا له هداياهم ، فكان وجودهم مجتمعين في ذلك المكان هو اجتماع احتفالي بولادة الطفل يسوع . فعندما يأتي هذا اليوم بالنسبة لنا نجد أنفسنا ملزمين علي الاجتماع في بيوتنا مع عوائلنا وجيراننا الذين يحتفلون ، ابتهاجا بفرحة الميلاد . الذي هو رمزي ومعنوي . رمزيته تكمن بكونه ولادة للحياة الجديدة ، ومعنوي في منحه قوة روحية للمؤمنين به لاستمرار صلتهم وديمومتها مع الله خالقهم وراعيهم .

û حدثنا عن الطقوس العائلية التي تحرص العائلة علي القيام بها في مثل هذه المناسبة . تحرص كل عائلة علي تزيين البيت وإحضار شجرة عيد الميلاد التي تكون أما طبيعية تُباع في المشاتل ، أو صناعية ، حيث تزين بالأضواء والمصابيح . وبكل ما يوحي بالجو الاحتفالي داخل البيت لادخال الفرح والسرور علي أفراد العائلة. وهناك أطعمة ارتبط اعدادها بأيام العيد . فما زلت الي الآن أتذكر أُمي (رحمها الله) وهي تعد لنا (زند الخاتون) وهي أكلة تحوي علي اللحم والبيض المسلوق . وجداتنا كن يعرفن طريقة صناعتها جيدا . ويحرصن علي تلقينها لبناتهن . أما حياتنا العصرية اليوم فقد أضاعت تراث امهاتنا ولم نعد نري مثل هذه الأنواع من الأطعمة علي مائدة العيد . إضافة الي ذلك ، هناك الديك الرومي وكبة حامض - والدولمة .

û كيف تبدأ احتفالات العيد بين أفراد العائلة الواحدة ؟

تبدأ الاحتفالات بذهابنا صباحا لحضور القداس في الكنيسة حيث أصبح يبدأ في أيامنا هذه في الساعة الثامنة صباحا ويستمر حتي الساعة العاشرة منه ، وهناك قداس ثاني يبدأ من الساعة العاشرة صباحا وحتي منتصف نهار يوم 25/12 . وبعد انتهائه يخرج المحتفلون الي باحة الكنيسة كلٌ يُهنئ الآخر .

إضافة الي طقوس عائلية تجري داخل البيت ، يقوم بها رب العائلة من خلال عقده لجلسة مع أفراد عائلته لقراءة آيات من الانجيل تُذكر بولادة السيد المسيح وأعماله . ثم يتم تبادل الزيارات بين عوائل الأهل والأقارب والجيران والمعارف . Opinions