الأب بطرس حداد خسارة فادحة لا تعوض بثمن
إنها فاجعة كبرى , وكارثة عظمى , أن نفقد أبا عملاقا , وأخا حنونا , وصديقا وفيا . وعالما متفقها بأحكام الإنجيل والكتاب المقدس , ودكتورا حاذقا , ومفكرا عملاقا , وكاتبا موسوعيا , وإنسانا يمتلك قيما عليا , ومواقفا شامخة على انف الزمن , ألا وهو الفقيد الراحل الأب بطرس حداد.. هذا الرجل الإنسان الذي ترك بصمات مشرقة على جبين التاريخ , وخلف تراثا ممسقا من الاشراقات والعطاءات العلمية والثقافية والاجتماعية والروحية .. فقد كان عنوانا عريضا للإنسانية , ونبعا متدفقا للخلق المتسامي والشرف العالي , وكان أنسانا متصالحا مع نفسه ومسالما , وكان أبا ومعلما ومربيا ملتزما بالوطنية الحقة , والإخلاص المؤكد , والنقاء الرفيع , ومتجذرا بحب الوطن والشعب الذي وجد فيه , الأصالة والعراقة والعلم والأخلاق والديانة الحقيقية البعيدة كل البعد عن مغريات الدنيا والمنافع الذاتية . إن الراحل حداد بطرس باب مفتوح للمعوزين والمقهورين , وكان ملجأ للمذعورين والخائفين .. وكان إسعافا للمستجيرين والمنكوبين , كان عنوانا للشمائل والفضائل , لذا كان وسيظل يعيش في ضمائرنا التي تكن له كل الاعتزاز والحب والتقييم , لقد فقدناك يا أيها الأب العطوف في هذه الظروف المتشابكة ونحن أحوج ما نكون محتاجين إلى مشورتك الصائبة , وحكمتك الموضوعية النافعة , والى قيادتك المقتدرة على البناء والعطاء وفض المشاكل والصراعات , فقدناك قلبا يحتضن كل أبناء العراق .. فقدناك يدا تعطي وتواسي وتمسح على رؤوس الأيتام والمعوزين , فقدناك ينبوعا متدفقا للمواساة والإنقاذ , فقدناك ابنا بارا لشعبك الكبير, وأخا وشقيقا وساعدا ومساعدا , بل فقدناك قائدا متميزا , وكاتبا مشهودا , ومفكرا نبيلا , وعالما متبحرا . إن اللسان لا يكل ولا يمل عن ذكر محاسنك الكريمة ومكارمك العظيمة , وعظمة نفسيتك المتعاظمة أمام كل الأهوال والمحن والكوارث , فأنت الرجل القوي القوي , الأمين الأمين , فانك أكثر واكبر من كلماتي مهما تسامت وتعالت , فان أفكارك ورؤاك ستبقى دليل عمل لشعبك الذي وجد فيك كل ما ينشده من حرص وتفان وانجاز . فسلام عليك يوم ولدت , ويوم مت , ويوم تبعث حيا , وان قلوبنا حرى يعتصرها الألم , وعيوننا تتساقط منها دموع كاوية , وألسنتنا اتخذت من اسمك وتاريخك نشيدا لم يأفل ولن يزول . يذكر أن الفقيد ولد سنة 1938 في الموصل. التحق بالمعهد البطريركي في الموصل سنة 1954 أرسل إلى روما لإكمال دراسته فحصل على الدكتوراه في اللاهوت في 20 كانون الاول1961. عاد إلى مسقط رأسه سنة 1964 فعين في كنيسة أم المعونة. انتقل إلى بغداد سنة 1966 فخدم في المعهد البطريركي إلى سنة 1968 ثم انتقل للخدمة في كنيسة مار يوسف وكنيسة مار بيثون ولغاية 2001 ثم عين في كنيسة مريم العذراء سلطانة الوردية. شغل لفترة منصب مدير الديوان البطريركي.العراق
ماجد الكعبي