Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الأب يوسف حبي والكنيسة وعمى الألوان

بمناسبة ذكرى رحيلك السادسة أخي
• طبعاً ستبقى أخي الى ما حييت ، وستكون معلمي مهما تقدمت ، وشمعة في طريقي إن ظللت ، نم قرير العين يا أستاذي وصديقي لأنك خلقت جنود مجهولين يدافعون عن القيم والمبادئ وإلتزام بالثقافة الواقعية الحية التي آمنت بها ، ومن خلال تأسيسك لكلية بابل والفلسفة واللاهوت ، بوضعك حجر الأساس بلمساتك السحرية في جذب الطلبة ومحبي العلم والمعرفة من بيوتهم ومعاملهم ومحلاتهم ومدارسهم ، ليصبحوا نواة الكلية ومعهد التعليم المسيحي ، ولنا الشرف أن نكون من ضمن هذه النواة الى تخرجنا في 1995 ، وطالبنا بنشر أسماء الوجبة الأولى وما يليها في مقالنا عن ذكرى وفاتك الخامسة بعنوان " الأب يوسف حبي والثقافة وكلية بابل " المنشورة في معظم مواقعنا الألكترونية في 15 / أكتوبر / 2006 ، ولكن بدون جدوى وجواب ! هل تعرف لماذا يا أخي ؟ لأنهم يريدون طمس جزء من التاريخ ،وهذا ليس بجديد ! أرادوا أن يسلبوا منجزاتك وأنت في القبر لينسبونها الى أنفسهم ، أفرح ونفرح معك لأنهم لحد الآن يهابونك كما كانوا في كل مناسبة ،وخاصة في مؤتمر 1995 ، الذي انت بحق مهندسه ومخرجه ، لا يهابون عضلاتك لأنك كما هو معروف قصير القامة لكن طويل الصبر والأناة ، خفيف الوزن لكن ثقيل العلم والمعرفة ، قليل الأخطاء كثير العطاء والرفاء ، صغير الرأس كبير المخ ،سريع البديهية ، كثيرالرجاء ، ورجوان الأمل ، ورجيح العقل ، في كل موقف أتذكرك سيدي وأقول : ماذا كان يعمل حبي لو كان حياً ؟ والله كنت ستصول وتجول بين الداخل والخارج لتشرح قضيتنا للرأي العام العالمي ، ها هم قسم من زملائك يقومون بواجباتهم على أكمل وجه ، ولكن ، كنت تلتقي مع السني والشيعي قبل الاثوري والسرياني وحتى الكلداني ، كنت لا تغمض عينيك وشعبك يموت من الأضطهاد والقتل والخوف والأرهاب ، كيف كنت تنام وانت شبعان وشعبك حوعان ، كيف كنت تنام في التدفئة والتبريد والموائد العامرة وشعبك ينام عريان وعطشان الى كل شيئ ! وخاصة ان طلبتك يدرسون على ضوء الشمعة أو الفانوس ، هل كنت تنتظر أن يطرق بابك فقير أو محتاج وتنهره ! وحسابك في البنك بآلاف الدولارات ، سيأتي يوم الحساب : " فمن أين لك هذا "؟ هل كانت كنيستنا قد وصلت على ما هي عليه الان ؟ نتصور مواقفك وكتاباتك كما لو كنت بيننا وعليه نتصرف ! ،،،،، وهكذا سيدي يهابون علمك وثقافتك ، تصور أردنا تخليد ذكراك لتكون قريب من طلابك فامتنعوا بحجة القانون ! أي قانون ! لا يوجد !!!! أردنا توثيق انجازاتك ومؤلفاتك وكتاباتك وقدمناها على طبق من ذهب " عن طريق صديق يعمل في المكتبة الوطنية " ولحد الان ننتظر، " مع الاسف " ، حتى كلمات رثائك المقدمة من محبيك الكثيرين استولوا عليها على اساس نشرها موحدة في نشرة وكراس ، وكالعادة " عدم الصدق " ، إذن من حقهم أن ينسوا ذكرى رحيلك في 14 - 15 / ت1 / 2001، هذا اليوم المشؤوم الذي خسرنا فيه واحد من ألمع النجوم الساطعة في سماء الكنسية والعالم ، قد سقط بيد الغدر والخيانة ،نذكر ما قلناه قبل سفرك بحضور الاخ والاستاذ ماهر " مدرس اللغة الانكليزية في الكلية وآخرون " ، نعم سيدي لقد حذرناك من هذه السفرة وخاصة ان السينودس قد انقضى ، ولكن قلت بالحرف ليسمعه العالم : انني جندي أفدي نفسي لكنيستي ،الله على الوفاء ، الله على التضحية بالنفس لحد الموت ، وهكذا كان أيها الشهيد العزيز ، نعم خسرنا أحد رجال العلم والمعرفة ، من نوادر الفلاسفة المسيحيين في التاريخ الحديث ، لا تحزن سيدي ، كما فعلوا مع المرحوم المطران توماس ، هكذا أرادوا لك الموت ، ولكن تمادوا أكثر في تشويه سمعتك ، وتناسوا ان العصا في اعينهم أكبر بكثير من القذا في عينيك ، ونسوا ولم يعملوا حسابهم أن للتاريخ لسان ! وعاشوا تلك اللحظة التي استدرجوها الى حضرة السفير البابوي لتقديم افادتها ،الله على هذه الروحية " العالية " ! كل هذا من أجل ماذا ؟ الجواب نعرفه نحن ويعرفه الكثيرون ونترك الباقي لله والتاريخ ، هكذا تعلمنا وعلمتنا ، انه السماح والتسامح والحب الحقيقي والروحية المسيحية الحقة ، نعرف انهم مصابون بمرض عمى الألوان الذي أشرت اليه في الخلجة 22 من خلجاتك التي لا تنسى ، والتي تؤكد فيها على ثلاث مواقف :
• الموقف الأول - هو القائل أنا وحدي المحق وصاحب الحقيقة ، المهم رأي ،طائفتي ، مذهبي ، ديني ، وأنا وبس ، وحزبي ، وكنيستي فقط ، وليذهب الاخرون ومن ليسوا معي الى الجحيم وبئس المصير - أصحاب هذا الموقف لا يفرقون بين الاسود والابيض ، وبين الاحمر والاخضر ، انه عمى الالوان من الدرجة الاولى ، موقف بداوة ، قرارات طفولية ، اختلاط الامور مثل الطفل: فطري وإتكالي ، لا يتحمل المسؤولية ويحملها على غيره .
• الموقف الثاني - يقول الكل على حق - ولا فرق بين ابيض واسود - متملق ، مع القوي ، مع الدولارات ومن يدفع أكثر ، لا فرق بين دين ودين، وتاريخ وآخر، لا قيمة للفروق ، فالله واحد والناس واحد ، انه موقف توفيقي ، سطحي ، انه موقف المراهقين والشباب ، لا واقعية ولا ثوابت ولا ركائز .
• الموقف الثالث - الحق والحقيقة انها اسمى من استوعبها كلها ، هناك مبادئ وقيم وأخلاق على كل صعيد لا يمكن تجاوزها ، قبول الاخر مهما كان دينه ولونه وشكله ، التسامح والسماح ، ثقافة الحوار ، التواضع ونكران الذات ، ممارسة النقد البناء ، القول نعم ولا ،حماية كرامة الشخص البشري المتساوية .
• الخلاصة - لتنطلع الى الدنيا ، نرى الجبال والوديان والسهول ، نرى المياه الجارية والراكدة ، نرى الحقول وأنواع الزنابق والورود ، نرى الزوان والحنطة والشعير ، نرى السواقي والروابي ، نتأثر بالشمس والمطر والرياح ، نلمس البرد والحر ، نرى الحيوانات والطيور والاسماك ، انه التنوع والتعدد ، هل يجوز ان تكون الحياة ذات لون واحد " أسود فقط مثلا ؟ وطعم واحد " حلو فقط ؟ هل ممكن ان تكون الدنيا جبال فقط ؟ أو مياه فقط ؟ أو هواء فقط ؟ أو تراب فقط ؟ أو نار فقط ؟ الجواب طبعاً كلا ، إذن لا يمكن أن يكون هناك دين واحد فقط ! ولا إنسان أبيض فقط ! ولا كنيسة واحدة فقط ! ولا كلداني فقط !ولا آشوري فقط ، ولا حزب واحد فقط ! ولا شيعي فقط ! ولا عشيرة واحدة فقط ! ولا فلسفة واحدة فقط ! ولا لاهوت واحد فقط !
• النتيجة -** لا يمكن تحقيق الهوية الا من خلال التنوع والتعدد
• ** ليس من لقاء صحي وصحيح الا بين التنوع والتعدد على كافة الاصعدة - المعرفي ، العاطفي ، الروحي ، الفردي والجماعي ، الديني ،،،،
• ** لا يمكن الأنتقاص من تنوع الاخر وتعدده وتميزه ، وان فعلت ستبقى حبيس الشرنقة ، وتصاب حتماً بعمى الالوان ، لأن كرامته تساوي كرامتك بالضبط
• ** علينا القبول بالاختلاف ، ونواجه التنوع بشجاعة ، ونؤمن بالتعددية ، مع التمسك بفردانيتنا ، وأصالتنا ، وتميزنا عن الاخرين ، فنرى الدنيا ألواناً متعددة ، وأفكار متنوعة ومختلفة .
• ** وجوب أن نزيل الغشاوة والضبابية من أمام أعيننا لنرى زوال الطائفية والمذهبية والعنصرية ، ولنرى الحقيقة كما هي وليس كما نتمنى أن تكون ،
• نعم سيدي هذه فكرة من محاضرتك في كلية بابل للفلسفة واللاهوت - بغداد 1995 ، ونشرتها في خلجاتك ، من هنا نسوا وبالأحرى تناسوا ذكراك العطرة يا صديقي العزيزويا معلمي الغالي ويا أخي الوقور ،لأنهم يهابون علمك وفلسفتك ومعرفتك وقدرتك ، ولكن أفكارك ستبقى خالدة الى الأبد شاءوا أم أبوا .
shabasamir@yahoo.com Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
بناء اضخم مشروع تجاري في الموصل نركال كيت/ أشار مصدر في مديرية بلدية الموصل إلى أن العمل مستمر في تنفيذ المشروع الضخم الذي ينفذ ضمن حدود بلدية الموصل وهو إنشاء عمارة تتكون طوق أمني حول الأعظمية ضمن المرحلة الثانية لخطة بغداد الأمنية بغداد - رحمة السالم : بدأت بغداد يومها أمس على دوي عدة انفجارات بعد هدوء نسبي في الوضع الأمني في الأيام القليلة الماضية، ما ساهم في أحداث حالة من الاستقرار في بعض مناطق بغداد وأهمها منطقة الدورة والشعب والعامرية، لا سيما بعد المباشرة بتنفيذ خطة أمن بغداد الدليمي : أفراد مليشيات مسلحة ضمن زوار الإمام موسى الكاظم هم من إعتدى على المساجد والمناطق التي مروا بها وقتلوا 3 عوائل بغداد - وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء - اتهم الحزب الإسلامي العراقي السني المنضم تحت قائمة جبهة التوافق في مجلس النواب العراقي في بيانه اليوم أن "مليشيات طائفية إرهابية كانت تسير ضمن مواكب زوار الإمام موسي الكاظم هاجمت يوم أمس الأحد ثلاثة منازل لأهل السن الافراج عن اقجا اليوم تمّ هذا اليوم الافراجُ عن التركي محمد علي اقجا الذي كان قد حُكِم عليه بالسجن المؤبدِ نتيجة َمحاولةِ اغتيال ِقداسةِ البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عام الفٍ وتسعمئة وواحد وثمانين
Side Adv2 Side Adv1