الأب يوسف شمعون / كرملش الكنيسة أمانة تاريخية
في مقالنا المنشور في معظم مواقعنا العاملة بعنوان (السيد سركيس أغا جان / الحق لا يعلو عليه)، طرحنا فيه قضية الشابين (رافد بينو - يوسف بابو) الذي فصلهما من عملهما كحارسين لبلدتهما من قبل راعي كنيسة كرملش الأب يوسف شمعون بإعتباره ضابط حراسات التابع لمكتب السيد سركيس أغا جان، اي ان الكاهن يستلم راتبين! أولهما بصفته الوظيفية كضابط! والراتب الآخر ككاهن وراعي خورنة كرملش! ويمكن ان يكون هناك راتب ثالث إن صحت التقارير التي تؤكد إنضمام الراعي الى حزب سياسي! وحتى وان لم تصح تلك التقارير يكون كاهننا الفاضل قد قام بواجبه الوظيفي والسياسي خير قيام، ومن الطبيعي ان رؤساءه قد قدموا له الشكر والتقدير مع مكافئة محترمة لهذه الخدمات الجليلة التي قدمها لصالح فكر سياسي! ولكن ماذا خسر بالمقابل؟ هنا تكمن قضيتنا التي أصبحت قضية رأي عام حقاً! لماذا؟ لأن الأب راعي كنيسة كرملش ليس الوحيد الذي يعطي الأوامر ولا يتنازل عنها بإعتبارها أوامر مقدسة! ونحن نمتعض ونقاوم ونحتج على الايات الالهية المقدسة التي تدعو الى قتل الابرياء وتسمى (آيات الجهاد)!! فهل انت سيدي لم تقتل عائلتين بقطع رزقهما، وقتل معلمين تعليم مسيحي بطردهما من الكنيسة عندما أرادا المشاركة مع اصدقائهما للتحضير لسفرة كنسية بمناسبة الكورس الاول في معهد التثقيف المسيحي / كرملش! او من الدورة اللاهوتية؟؟؟؟؟؟؟ ما هو الفرق سيدي؟كنيستنا اليوم
نعم هناك مبادرات ايجابية وخطوات مهمة وجريئة منها كمثال (تسمية بطريركنا الموقر - كاردينالاً - انشاء مجلس مسيحيي كركوك - الوحدة الكنسية بين مار سرهد يوسب جمو ومار باواي سورو - وتغيير اسم ابرشيتنا الى "ابرشية مار بطرس الكلدانية الاثورية - انشاء كنائس جديدة في مناطق مهمة (كنيسة القديسة بربارة للكلدان والاثوريين - لاس فيغاس - كنيسة مار متي للآثوريين والكلدان/ غرب امريكا - افتتاح المعهد الكهنوتي (معهد مار ابا الكبير) / سانتياغو - كالفورنيا،،،،) وهناك نشاطات فذة يقوم بها رؤسائنا الكنسيين ليس من اجل حقوق شعبنا وحسب وانما يتعداه الى المشاركة الفعالة للمصالحة بين الطوائف والمذاهب المتناحرة في المناطق الساخنة (كركوك - بصرة - موصل ) مثلاً،،،،، إذن هذا الجانب المضيئ ولكن ماذا هناك في الجانب الاخر؟ لا نتطرق الى التشرذم والتباعد والمصالح الشخصية والدولارات الحرام، ولكن ما يهمنا اليوم هو :
1 - هذا اليوم 31 / تموز / 2008 ذهب أحد رؤسائنا الكنسيين (حفظه الله ورعاه في كل خطوة) في احدى المحافظات الساخنة للمشاركة في تقريب وجهات نظر بين فئتين او طائفتين متناحرتين ولديهما افكار مغايرة وتقاطعات كثيرة من النواحي السياسية والدينية، انها ليست المرة الاولى وانما هناك عشرات المحاولات المكوكية بين الاطراف للحيلولة دون تفاقم الامور بحيث لا تصل الى ما لا تحمد عقباه، ماذا تقول سيدي الكاهن عن هذا الموقف اليوم، انه يتجاوز الموت والارهابيين والانتحاريين والمفخخات والحساد،،،،، من اجل ماذا؟ الجواب معروف لاهوتياً - دينياً - انها محبتنا، واخلاقياً - انها قيمنا، والعيش المشترك انها ثقافتنا
2 - لا اعتقد هناك اثنين يختلفان حول الجواب! الا (الحاسد - الحقود - المصلحي - الاناني - ولو كان رجل دين)، وسؤالنا اليكم أبتي ومن ثم من خلالكم الى الرأي العام في كل مكان هو : أين نضع طردك هؤلاء الشباب من باحة الكنيسة؟ هل تريد ان توجه رسالة وتقول :
آ - ان ما يقوم به "شخصنا" المحترم في 1 هو على خطأ والصواب انا وحدي، بدليل اني لم اتنازل عن قراري بالرغم من تدخل رؤسائي! كيف ذلك؟ لكم اكثر من 40 سنة في خدمة هذا الشعب الطيب، ولكم مواقف ايجابية لا تحصى، ولكن : ان كنت قادراً على نقل الجبال من محلها بإيمانك ومساعدتك للفقراء وصومك وصلاتك ولكن ان لم تكن هناك في قلبك محبة فأنت لا شيئ!! انه ليس قولنا وانما كلام مار بولس الرسول
لم اتوقع ان تكون الدكتاتورية المزمنة تكون بهذه القسوة
ب - هل تريد أبتي ان ترسل لنا رسالة خاصة تقول فيها : انا لا يهمني احد، وافرض رأي واحترم قراري، وليذهب الوسطاء ورجال الدين وعوائل الشباب واقرباءهم ومؤيديهم الى (حيث) ولا نقول الى الجحيم، وتؤكد في موعظتك ليوم الأحد حول المصالحة الاخوية والمحبة والغفران 70 أس 70 مرة، (ومن يريد ان يترك مذهبه بسببي ليفعل! لأني اطبق أمثال يسوع (الخروف الضائع - الابن الضال - السامرية،،،)، يمكن سيدي هنا انكم نسيتم او لا تريدون ان تصدقوا الى اين وصل العالم من تطور في العلم والتكنلوجيا والاتصالات والانترنيت، (هناك حقوق انسان - كرامة الشخص البشري - العمل الجماعي والشخصاني - الحرية - الديمقراطية ،،، ) ام هذه كلها من عمل الشيطان! (اعتذر من الاخوة اليزيدية)، ام انكم في موقع قوي وتستند على جدار فولاذي من الاسلحة والدولارات؟ لا تنسى ان هناك قوة اقوى بكثير من كل هذا وحضرتكم تعرفونها اكثر منا! ولا تنسى ان رواتبك ورواتب معظم رجال ديننا ليست من مكتب الاستاذ وزير مالية كردستان ولا هي من جيبه الخاص وانما هي من :
*** التبرعات والهبات من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والتجار والأغنياء، كمثال لا الحصر الكونغرس الامريكي 43 مليون دولار - الاتحاد الاوربي 8 ملايين دولار- عدة منظمات مجتمع مدني 11 مليون دولار- هذه فقط في 2007 - 2008، وانظر مجموع المبالغ لخمس سنين الاخيرة
*** هناك نسبة من النفط مخصصة للأقليات منها 3% تقريبا للمسيحيين! اين هي كل هذه الاموال؟ ان الاستاذ (سركيس) قام مشكورا باستغلال هذه الاموال لبناء الدور والكنائس والطرق والجسور ،،،، الخ، ولكن هناك اراء تقول : ان كل هذا لا يكفي، نريد حقوقنا وقرانا المسلوبة في كردستان! لا يقدر احد ان يفتح مثل هذه الملفات التي تتعلق بحقوق الانسان وحريته لاسباب مصلحية وسياسية وامنية ،،،،الخ
ج - انها ملايننا وليست منة من احد، عدا المساعي المشكورة جداً بشخص السيد سركيس اغا جان كما اكدنا، لماذا؟ لانه الوحيد الذي وحد كنائسنا (دولارياً) وليس قرارا واحدا ولا صوتا واحدا ولا وحدة ولا جبهة وانما (رواتب شهرية موحدة فقط)، وان المتبرعين من المنظمات الحكومية تريد جهة رسمية تسلم لها المبالغ المتبرعة للمسيحيين، ورأوا بشخص وزير مالية حكومة كردستان الشخص المناسب لهذه المهمة، وسعيه مشكور جدا والا لكنا الان نحمل اسلحتنا وقنابلنا لاستعمالها ضد اخوتنا واشقائنا في الدين الواحد من اجل تقسيم هذه التبرعات، والدليل انظر الى رؤساء كنائسنا واحزابنا ومنظماتنا التي تقول : انا وانا امثل جميع (المسيحيين!!!!) بارك الله فيك سيدنا (سركيس) لقيامك بهذه المهمة
3- كتبنا في مقالنا المشار اليه في المقدمة حول الموضوع بعدم وجود سند قانوني ولا سياسي ولا ديني لما حدث للشابين، واليوم لسنا بصدد ارجاعهما الى وظيفتهما كحراس لبلدتهما، وانما نحن امام خطر كبير ذو رأسين :
الاول : هو هل يحق لكاهن او اي رجل دين مهما كانت رتبته ان يطرد احدهم او مجموعة او عائلة من الكنيسة بسبب اختلاف الاراء او اختلاف الفكر او اختلاف الحزب السياسي ،،،؟ ان كان جوابكم بنعم سنرى ان كنائسنا ستبقى حجر فقط دون بشر! واين القانون الكنسي او الادبي او الاخلاقي او اللاهوتي او قيمي او تاريخي ،،،، هل هي سياسة من ليس معي هو ضدي عليه يجب ازالته؟ هذا ليس ديننا ولا هو الهنا ولا هو مسيحنا، ويكون الجواب معروف عند رؤسائنا الكنسيين، وهل تقبلون بهذا؟ ام انكم لا تقدرون التدخل؟ الكنيسة امانة تاريخية وليست ملك احد!
الثاني : هو خطر جداً جداً وجوب الانتباه الى خطورته الا وهو إزدياد الكنائس التبشيرية وخاصة في كردستان العراق، وكلها تنمو وتنتعش على حساب كنيستنا الكلدانية بنسبة كبيرة، اليس هذا السبب هو من اهم الاسباب التي ادت الى ترك ما مجموعه 124 عائلة مسجلة رسمياً تركت كنيستنا ومذهبنا الى الكنائس الاخرى عدا الاف الحالات الفردية، نعم بسبب المعيشة والامان والهجرة، ولكن السبب الداخلي هو الاخطر وخاصة ان كان بوعي منا، اعتقد ايها الكاهن الموقر ان يسوع قد غسل ارجل تلاميذه حقاً
shabasamir@yahoo.com