الأحرار: معظم موقعي مبادرة الشرف من كتلة المالكي.. والارتياب مستمر حتى تعيين وزراء الأمن
قال ممثلون عن كتل سياسية حضروا مؤتمر توقيع ميثاق الشرف الذي جرى الخميس الفائت، ان الكرة أصبحت بيد الحكومة لأنها "صاحبة المشكلة"، لحل المشكلات السياسية والضرب بقوة على الميليشيات والمسلحين وإيقاف الاعتقالات العشوائية للأبرياء، وفيما ابدى التيار الصدري تشاؤمه من المؤتمر، لافتاً الى ان 75 في المائة من الموقعين على الوثيقة هم من دولة القانون، مشيراً الى ان التيار كان يتطلع لتسمية الوزارات الأمنية الشاغرة، سجلت كتلة متحدون تخوفاً من ان يكون المؤتمر كسابقه من المؤتمرات التي اتسمت بالشكلية والإعلامية.
وفيما شهد المؤتمر القاء كلمات لممثلين عن الشيعة والسُنّة والكرد، غابت كلمات ممثلي الأقليات المسيحية والشبكية والتركمان في المؤتمر، الذين يتعرضون لحملات تضييق في الآونة الاخيرة، فيما غاب وجود ممثلين عن شريحة المثقفين والخبراء في البلاد، في حين قاطعت الاجتماع قيادات سياسية بارزة بينهم إياد علاوي واحمد الجلبي وقيادات التيار الصدري.
وقال عضو كتلة الأحرار النيابية النائب جواد الشهيلي لـ "المدى" امس، ان "اللقاء لم يكن يبحث عن حلول ستراتيجية"، ولا نعرف معنى "ميثاق الشرف"، مضيفاً ان "اللقاء كان يهدف لإيجاد حلول للازمة السياسية والأمنية والاقتصادية وأزمة الثقة بين الكتل السياسية"، متسائلاً "هل تواجد الشخصيات السياسية وتوقيعها على ميثاق شرف يعني انهم متورطون بقتل العراقيين وتفجير السيارات المفخخة وتراجع الاقتصاد وكل الأزمات الاخرى؟".
وأضاف ان "خدمة العراق لاتحتاج الى ورقة للتوقيع عليها"، منتقداً "غموض معنى كلمة الشرف التي اختارها القادة للتوقيع"، لافتاً الى ان "رأي التيار كان في ان يحقق الاجتماع تسمية الوزراء الأمنيين في الوزرات الشاغرة منذ سنوات، واعطاء صلاحيات واسعة للمؤسسة الأمنية لادارة الملف الأمني بشكل مستقل، فضلاً عن الاستجابة السريعة لمطالب المتظاهرين وتقديم الخدمات للمواطن".
وأوضح الشهيلي ان "التيار الصدري وجد ان حضوره في اللقاء لم يكن ذا معنى"، نافياً ان يكون "اللقاء سيقدم حلولاً للازمات السياسية الراهنة في البلاد"، معتبراً ان "المؤتمرات واللقاءات السابقة فشلت ولم تحقق أية نتائج، كما حدث في مؤتمر الصلح الاخير الذي عقده زعيم المجلس الاعلى عمار الحكيم في منزله".
ويشير الشهيلي الى ان "75% من الموقعين على الوثيقة هم من دولة القانون"، لافتاً الى انه من "غير الممكن ان تكون الحكومة صاحبة المشكلة وهي صاحبة الحل ايضا، ولماذا لم تحل المشاكل اذا كانت قادرة على ذلك".
من جانب اخر قال القيادي في كتلة "متحدون" النائب احمد المساري، بانها قاطعت الاجتماع ولم توقع على الوثيقة، لافتاً الى ان حضور زعيمها اسامة النجيفي للمؤتمر كان بصفته رئيساً للبرلمان وليس ممثلاً عن "متحدون".
وأوضح المساري في تصريح الى "المدى" امس ان كتلته متخوفة من ان المبادرة كسابقاتها من اللقاءات والمؤتمرات التي أُهملت في الأدراج، مذكراً بما عرضه النجيفي من مخاوف في اللقاء وقوله ان "اهمال نتائج المبادرة سيكون بمثابة المسمار الاخير في نعش العملية السياسية".
وأضاف المساري ان "الحكومة اذا ما كانت تريد الاستقرار ونقل البلاد الى برّ الأمان عليها ان تستجيب بشكل فوري الى مطالب المتظاهرين، وتضرب بيد من حديد على المليشيات والمجاميع الخارجة عن القانون، وعلى الحكومة ايضاً إعطاء رسالة اطمئنان الى الشارع العراقي بإيقاف عمليات الاعتقال العشوائي وانتهاك حقوق الانسان".
وكشف المساري بان "الكتل المشاركة في الميثاق لم تتلق أية ضمانات حقيقة بان يتم تحقيق نتائج الاجتماع"، مؤكداً ان "نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي تعهد شفاهية بانه المسؤول عن تحقيق النتائج، ونحن بانتظار الخزاعي في الإيفاء بعهوده". الى ذلك قال نائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني محسن السعدون لـ "المدى" بان "الوقت مبكر للحكم على ان الحكومة ستنفذ نتائج الميثاق أم لا"، مبيناً ان "توقيعهم ميثاق الشرف جاء لإعطاء رسالة اطمئنان وسلام للشعب العراقي"، مضيفاً ان "المشاركين في توقيع ميثاق الشرف شعروا بان العراق يمر بمرحلة خطيرة، والوضع يحتاج الى تقارب بين الكتل السياسية باي شكل من الأشكال". وأشار السعدون الى ان "التحالف الكردستاني أراد ان يكون شاهداً على التزام القوى السياسية في حل الأزمات السياسية وتهدئة الوضع الأمني والحفاظ على السلم الاجتماعي"، معتبراً أن "ميثاق الشرف خطوة صحيحة لتخفيف الاحتقان الطائفي".
ويبدي السعدون تفهمه لرفض بعد الكتل الحضور الى اللقاء بسبب خشيتهم ان يتحول "اللقاء كسابقاته من المؤتمرات"، لكنه يقول "حتى لو هذا حدث بالفعل، لكننا بحاجة ان نشارك في أي لقاء يخفف التوتر الأمني والتصعيد الطائفي". واعتبر المجلس الأعلى الإسلامي ان "ميثاق الشرف خطوة على الطريق الصحيح"، لكنه يشدد على أهمية "كيف تتحول الأفكار والقيم التي خرج بها اللقاء الى واقع متحرك"، وقال المتحدث باسم المجلس حميد المعلة لـ "المدى" ان "الأفكار التي جاءت في ميثاق الشرف لايختلف عليها اثنان"، مضيفاً انها "مطالب العراقيين جميعاً وخارطة طريق لإصلاح الوضع السياسي والأمني والاقتصادي". وأشار المعلة الى أهمية ان "تتحول تلك الأفكار التي طرحت في اللقاء الى مشروع ممكن التطبيق"، مضيفاً "لذلك طالبت بعض الجهات بتشكيل لجنة تتابع نتائج اللقاء وربط النتائج بسقوف زمنية".
وأوضح ان على الجهات التي قاطعت اللقاء ان تتحول الى "جهة ضاغطة لتنفيذ مقررات ميثاق الشرف".
السهيل: على الخزاعي اللقاء بالقادة المتغيبين لطمأنتهم
بغداد/ المدى
طالبت النائب صفية السهيل بمناصفة النساء للرجال في لجنة تبنّي برنامج السلم الاجتماعي، ودعت نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي لتشكيل وفد برئاسته للتوجه للقادة الذين تغيبوا أوغيبوا عن الاجتماع. وقالت في بيان صدر عنها امس وتلقت "المدى" نسخة منه "نامل ان يعكس حضور القوى السياسية والمشاركة في المؤتمر الرغبة الجادة والصادقة من المشاركين لإيجاد الحلول الناجعة للأوضاع الحالية، وسعيهم الحثيث وبإرادة عالية للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد وترجمة ما ورد في مبادرة السلم الاجتماعي ووثيقة الشرف الى أفعال ملموسة على ارض الواقع بالتزام الفرقاء السياسيين. ودعت السهيل الى إرسال وفد برئاسة نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي لعقد لقاءات ومشاورات مع قادة الكتل الذين لم يحضروا المؤتمر، لتطمينهم بشكل عملي وملموس في جديَّة المشاركين في تطبيق بنود الوثيقة واحترام جميع الاتفاقات، مشيرةً الى ان ذلك يعد رسالةً واضحةً من المؤتمرين للمتغيبين والمغيَّبين بضرورة مشاركتهم وسماع آرائهم.