الأحزاب الآشورية في حلف غير مقدس لمنع اي حزب كلداني من الفوز
habeebtomi@yahoo.noالأحزاب الآشورية ومنظريها يسعدهم بتشفي ان يصفوا إخفاق القائمة الكلدانية الموحدة بسبب توجهاتها الأستقلالية ووصفها بأقذع النعوت ولا يعدموا مناسبة دون استغلالها للنيل من طموحات الشعب الكلداني لاثبات هويته الكلدانية ، فقد عبر عن ذلك السيد فوزي البازي في مقاله المعنون : الرافدين فازت بأصوات شعبنا والمجلس فاز بأصوات السلطة . يقول الكاتب بالحرف الواحد :
(وبالنسبة لقائمة الكلدان الموحدة فقد اعطى الشعب الكلداني السرياني الاشوري قراره الفاصل برفض التوجهات العنصرية والتقسيمية لهذا الشعب الذي عانى منها كثيراً ) .
والسيد يونان هوزايا بقصد الأستهجان والتشفي ايضاً يقول :
وحدة شعبنا بكل تسمياته والعمل ضمن هذا الاطار، شذت عن ذلك قائمة الكلدان الموحدة، وبرأينا جربت "حضها" أكثر من مرة، وكان الجواب واضحا، فعدد الاصوات التي لم تبلغ الالف يغنينا عن التعليق.
بهكذا تعليقات لا يمكن ان تثنينا عن النظر بموضوعية الى هذه النتائج ودراسة واستخلاص العبر . فالأخوة الفائزون والحائزون على اصوات الكلدانيين ، يريدون ان يخرجو بنتيجة وكأن هذا التصويت هو استنكار والنيل من الأحزاب الكلدانية وتقزيم دورها واستثماره وتوظيفه لاثبات اجندتهم الأديولوجية القومية .
لكي نبقى بالصورة :
( فانا شخصياً كنت متوقعاً هذه النتيجة او مقاربة لها ، فأحزابنا الكلدانية تعاني من عدة معضلات . ويأتي في مقدمتها مشكلة التمويل) .
إنه البذخ في الدعاية الأنتخابية لهذه القوائم باستثناء قائمة الكلدان الموحدة ، فما اعرفه ان مصاريف الدعاية مكفولة للقوائم الثلاث ، ولا تعاني اي مشكلة بهذا الخصوص إن كان قائمة المجلس الشعبي او قائمة الزوعا او قائمة حزب الوطني الآشوري فالمال لا يشكل اي عائق في عملها وفي مسلسل الدعاية الأنتخابية بشتى صوره .
من ناحية اخرى فإن الأحزاب الاشورية الثلاثة منها المجلس الشعبي والوطني الآشوري لهما صوت مسموع في اقليم كوردستان في ايجاد وظائف لانصارهم في حكومة اقليم كوردستان ، أما من يريد ان يتوظف من ابناء شعبنا الكلداني فينبغي ان يعلن ولائه لهذين الحزبين بعد تقديم شهادة حسن السلوك بأنه لا يؤيد القوميين الكلدانيين الأنفصاليين ، وإن يعلن تأييده وتفانيه للقومية الجديدة المعروفة باسم الكلدان السريان الآشورين والله ولي التوفيق وهو خير الرازقين .
اما التوظيف في وظائف الحكومة المركزية فتمر عبر اعلان الولاء للحركة الديمقراطية الآشورية ثم الأنسلاخ من كل الأفكار القومية الكلدانية الهدامة وهو الشرط الذي يؤهل المتقدم للقبول في تلك الوظيفة ولا نريد ان نشير الى الأسماء فهي معلومة .
هذا من الناحية المادية والوظائف اما من الناحية الأعلامية ، فليس للكلدان اية فضائية ونحن نعلم كم هو تأثير الفضائية والشاشة الصغيرة التي تدخل الى العائلة في البيت ، فهذه نقطة مهمة تفتقد اليها التنظيمات الكلدانية .
ثم نأتي الى موضوع اهم في هذا الأخفاق فالمسألة لا تقتصر على فقدان الكلدان لتلك الأمكانيات ، بل تتعدى المسالة الى الحملة الأعلامية المتواصلة والمنظمة والموجهة التي تشنها الماكنة الأعلامية الآشورية وفي مقدمتها فضائية عشتار وفضائية آشور وكذلك المواقع الألكتورنية التي تعمل على تكميم الأفواه لكل صوت كلداني ، وخلق تعتيم اعلامي على كل ما ينهض بالأسم القومي الكلداني ونعته بأقسى النعوت ليصل الى تخوم التخوين ، فقد وضع حاجز نفسي لكل من يدعي انه كلداني ، فأنا استلم رسائل مؤيدة للتوجهات القومية وحينما اقول هل انت مستعد ان تعلن ذلك ؟ يقول:
دعني اخي حبيب لا اريد المشاكل . وهكذا يمكن وصفه بأنه إرهاب فكري ، إذ يخشى صاحبه من المجاهرة خوفاً من المشاكل الناجمة عن ذلك .
إن الأحزاب الآشورية مشتتة لا يجمعها جامع وليست متفقة فيما بينها في شئ سوى في محاربة الكلدانية وتقزيم تأثيرها ووأدها في مهدها ، فهذه الأحزاب ( الآشورية ) يربطها حلف شرير غير مقدس لمحاربة كل توجه كلداني ، وهي تسلك في ذلك اسلوب الترغيب والترهيب ، فيلوحون بالجزرة والعصا فمن لا يأتي بالجزرة فالعصا لمن عصا .
بقي ان اقول :
أمام التنظيمات الكلدانية والنخبة المثقفة الكلدانية طريق طويل فأولاً امامهم مقاومة الماكنة الآعلامية الآشورية والعمل على تعريتها وتعرية الغايات العنصرية المقيتة لهذه الماكنة التي تعمل بكل السبل على طمس كل تراث او او ادب او اسم كلداني ، وإعلاء الشأن الآشوري وتصرف من اجل ذلك الملايين . هذا هو الواقع ولا يوجد تأويل آخر للمعادلة والحقيقة واضحة وضوح الشمس .
أجل امامنا طريق طويل لكن لا يوجد هنالك شئ مستحيل فمسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة وهي الخطوة الأولى ونحن قد خطونا تلك الخطوة .
حبيب تومي / اوسلو في 28 / 7 / 2009