Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الأخ حبيب تومي / الصراخ لا يكفي

نعم أيها الأخ حبيب تومي نحن معكم بما ذهبتم اليه في مقالكم الأخير بعنوان "وشعبنا الكلداني يصرح وينادي..أين حقي؟"، نؤيد معظم ما ورد فيها من الناحية الفكرية والنظرية، ولكن لنا ملاحظاتنا المتواضعة على بعض ما ورد فيها :
1- نؤمن سيدي بأن الكلدان لا يملكون الحقيقة كاملة، أي لا يملكون الحق كله! ولكن يملكون الجزء الكبيرمن الحقوق التي ثبتها الدستور الجديد، باعتبارنا نحن "الكلدان" نمثل أكبرعدد من شعبنا "اسمح لي ان اقول : "شعبنا المسيحي"، والارقام التي تتحدث هي "تقديرية" : 875 - 900 ألف نسمة كلدان - منهم 400 ألف من بقي في الداخل والباقي موزعين على دول الجوار وفي المهجر. والآشوريين 175 - 220 ألف نسمة - منهم 60 - 80 ألف في الداخل والباقي في دول المهجر. والسريان 200 - 250 ألف نسمة - منهم 80 - 120 ألف في الداخل والباقي في المهجر، ويمكن ان هناك عدة آلاف من الأرمن لا زالوا يعيشون في داخل العراق، من هنا نرى أن تمثيلنا الحقيقي يجب أن يكون وحسب الحسابات الرقمية هو 5 - 8 عضو ممثل في البرلمان على الأقل! فيكون للكلدان 4 - 5 ممثلين! وللأشقاء الاشوريين 2 - 3 ممثل والسريان مثلهم! ولكن أين الخلل؟

2- قلنا ذلك لأننا نؤمن بتعدد الأفكار وتنوعها، نختلف مع الذين يسيرون مع الفكر الواحد الوحيد "الاوحد"، لسنا مع إلغاء الاخر وإقصائه، علينا الاعتراف بالاخر وإحترامه مهما اختلفنا معه، وسنضل نحترمه ونقبل به لحين أن نبني جسور الثقة المفقودة بيننا، كيف نبنيها؟ من خلال الحوار والحوار فقط ليس غير، لننظر الى تجربة التيار العوني وتحالفه مع حزب الله "معارضة"، انه يمثل 60 % من المسيحيين حسب الانتخابات الاخيرة، ولكن كان كمظلة سياسية لانتهاك "عرض بيروت"! وهذا يعني الكثير عندما تكون المصالح الشخصية والحزبية الضيقة فوق مصلحة الشعب والوطن، وتحت شعار "الدفاع عن مصالح المسيحيين"، وهذا ما يحدث عندنا مع إختلاف الاشخاص والزمان والمكان! عندما نقول لا نملك الحقيقة كلها لاننا لا نمثل كل الشعب المسيحي نحن الكلدان، ولكن نمثل الأكثرية، والمشكلة هنا أن هذه الأكثرية تقودها الأقلية! وهذا ما جاء في مقالكم سيدي أيضاً، والسبب حيث قلت (لم تتسم الأحزاب الآشورية بالنزاهة والشفافية المطلوبتين في تمثيل شعبنا المسيحي والوقائع كثيرة منها : النقاط الخمس - انتهى الاقتباس)، لسنا هنا بصدد الدفاع عن اي حزب! ولسنا منتمين لاية جهة حزبية وغير حزبية! ولكن هل جميع الأحزاب الآشورية لم تتسم بالنزاهة والشفافية؟، اليس هناك نسبية في التعامل؟ إذن برأينا كنا نتمنى من جنابكم أن يكون هناك تحديد لمواقف محددة وموثقة لنبقى في دائرة النقاش الموضوعي وبعيدين عن التعميم، ومن جهة أخرى هل هذه الأحزاب الآشورية هي الوحيدة التي تتحمل المسؤولية على ما آلت اليه الأمور وخاصة لتمثيل شعبنا! ام اننا نحن الكلدان نتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية!؟

3- بما اننا "الكلدان" الأكثرية، ومن خلال حسابات بسيطة في تقسيم الارقام المبينة في مقدمة هذه المقالة، نجد انه من المفروض ان نتمثل نحن الكلدان بـ 4 ممثلين على الأقل، اي ان كان كل مرشح قد حصل على 50 ألف صوت! وبالتالي يكون عدد المصوتين 200 ألف ناخب فقط، فماذا حدث؟ هل كان هناك إلتفاف على اتفاق البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي الكلي الطوبى مع الأحزاب الاشورية الاخرى؟ ولماذا؟ هل كنا مفككين أم موحدين نحن الكلدان؟ لننظر الى عدد الأحزاب الكلدانية العاملة - هل هي صوت واحد وخطاب واحد؟ ام نحن امام تعنصر جديد؟ هل اعطينا صوتنا لجهات غير مسيحية منها القائمة الكردية مثلاً ولماذا؟ لماذا رشحنا مع قوائم ليست مسيحية؟ نحفرها ونقبرها بأيدينا ونقول : لماذا لم يمثلنا أحد؟ نكررها مليون مرة إن كان ممثلنا (آشوريا كان ام كلدانيا أو سريانياً) منتمياً الى اي حزب من الاحزاب الكثيرة العاملة على ساحتنا "ما شاء الله بين حزب وحزب هناك حزب"، يكون هناك سقف محدد لهذا الممثل، يتحدد من خلال سقفه الحزبي، واوامر ومصالح حزبه وطموحات قوميته، وبالتالي تكون مصالح باق مكونات الشعب مهضومة، وهذا ما حدث ويحدث اليوم على الساحة المسيحية وعلاقتها بالدولة وباقليم كردستان، فهل أخطأنا في قراءة الواقع؟ وخاصة عندما نقرأ مذكرات "بريمر" نجد فيها ان سيدنا الكاردينال قد زاره في مكتبه بخصوص تمثيلنا نحن الكلدان وخرج "مزعوجاً"، لماذا؟

4- رأينا المتواضع أن نفتش عن السبب في داخلنا أولاً، ان نوحد صفوفنا وخطابنا وصوتنا على الاقل في الامور العليا والحقوق الاساسية والمصيرية لشعبنا المسيحي ومن ثم العراقي وبعدها نفرض إحترامنا ويكون موقفنا قوي الى حد نضمن مشاركة الأخوة والأشقاء معنا بحيث يصل عدد ممثلينا الى 8 بدلاً من 1، أنظر الى تشرذمنا، لما نسكت عليه ونضع رأسنا في الرمال؟ لمصلحة من يحدث هذا؟ عليه لنفتش عن أسباب ذهاب الكثير من اصوات المسيحيين للأحزاب الكردية مثلاً، وقسم منهم لقائمة "علاوي"، والقسم الاخر للأحزاب الأخرى،،، انه مخطط لتفتيت صوتنا! من اجل التهيئة لبلعنا من قبل الحيتان، وهذا ما هو حاصل اليوم! ونحن نقوم بالمهمة بحيث لا ندري، وان كنا ندري فالمصيبة أعظم، وهكذا وقعنا في فخ "الدولار والمصالح الكنسية والشخصية الضيقة" إذن لنتسائل: أين هم رجال ديننا؟ اين هو دور سياسينا وأحزابنا ومنظماتنا وجمعياتنا؟ فهل نتعلم الدرس في الانتخابات القادمة؟

5 - طرحنا قبل عدة سنوات ونكررها في كل مناسبة من خلال عشرات الدراسات والمقالات انه لا بد من "يا مسيحيوا العراق اتحدوا"، ان كان عن طريق تشكيل جبهة او مجلس او اية تسمية اخرى، المهم ان يكون هناك اتفاق على الحد الادنى "لا نقدر أكثر من الحد الادنى" من التعاون من اجل الحفاظ على حقوق وهوية وكيان ووجود هذا الشعب المضطهد، كفانا السير خطوة الى الامام وخطوتان الى الوراء، ومع هذا يكون نظرنا على الماضي المؤلم تاركين الواقع وعيش اللحظة الى ان تفوت الفرصة وبعدها لا ينفع الندم
شكراً لكم ايها الاخ والصديق حبيب تومي مع الموفقية في الدفاع عن حقوق الإنسان كل انسان في العيش المشترك، لذا الصراخ لا يكفي! ولا نقول : اين حقي؟ فحقي هو بيدي، انتزعه انتزاعاً بالعمل المثمر بعيداً عن التعصب والمذهبية والطائفية، انه مثل الحرية والديمقراطية، لا انتظر ان يهبني احد حريتي وحقوقي، وانما اناضل بممارسة ثقافة الحوار مع اهل بيتي قبل الاشقاء والاصدقاء والجيران، لا يوجد إنسان أعلى وأرفع من الاخر ليس لتساوي الكرامات وحسب بل بامتلاك وتطبيق بتقديم الخير والحق والأمان الى الآخرين، مهما اختلفوا في الدين والمذهب والطائفة
shabasamir@yahoo.com
Opinions