الأَرْضُ وما عَلَيْها .........
الأحد 10 ـ 5 ـ 2009 / السبت 9 ـ 1 ـ 2010...... أَثارَتْ مَقالَة " الإِنْسَان في قِمَّةِ الهَرَم ..... !!! " ردُودَ فِعْلٍ مُتباينة كأَيِّ مَقالَةٍ أُخْرَى ، أَوْ لأَنَّها شَطَّتْ بَعْض الشَيْءِ عن السِياق الفِكْرِيّ المُتداوَل ، فما تَمَّ تَداوُلَهُ فيها أَثارَ اهْتِمامَ البَعْض بَيْنَما أَثارَ تَحَفُّظات البَعْض الآخر ، المَقالَة مَسَّتْ مَكانَةَ الإِنْسَان ، هذا الكَائِنُ المَغْرُور والَّذِي يَنْظُرُ إِلى نَفْسِهِ إِنَّهُ مَرْكَزُ الكَوْنِ وإِنَّ الشَّمْس تَدُورُ حَوْلَهُ وكذلك كُلَّ النُجُومِ والكَواكِبِ .
....... يَصْعُبُ على الإِنْسَانِ كَكَائِنٍ ، الاعْتِراف بِأَنَّهُ جُزْءٌ ولَيْسَ مُكْتَمَلٌ مِنْ هذا الكَوْن ، وأيضاً لَيْسَ أَهَمُّ الأَجْزاءِ فيه ، وإِنَّ مَكانَتهُ مُتواضِعَة كَحالِ الكَائِنَاتِ الأُخْرَى الَّتِي تُقَاسِمهُ هذا الكَوْكَب ، تُسَاوِي قِيمَة سَلْطَعُون أَوْ ذُبابَة .
الإِنْسَان مَحْصُورٌ ومَحْدُودٌ بِذاتِهِ وجَسَدِهِ ، وخُطْوَة وَاحِدَة بَعِيدَة عن هذهِ الذات صَوْبَ الخَارِجِ لَهِي صَعْبَة إِن لم تَكُنْ عَسِيرَة ، ومِمَّا يُغَذِّي لَدَى الإِنْسَان هذه النَّزَعة والغُلُوّ فيها هو الغُرُورُ البَشَرِيّ ومايُضْفِي عَلَيْها صِفَةَ الشَرْعِيَّة والتَأْكِيد والتَقْدِيس هي الأَدْيان ، فالإِنْسَان يَرَى بِعَيْنِ غُرُورِهِ وتَكَبُّرِهِ إِنَّه مَرْكَز الكَوْنِ ، مِنْه يَبْتَدِئ ، وفيه وبِهِ يَنْتَهِي ، هذا الغُرُور والتَّكَبُّر جَعَلَ الإِنْسَان لايَرَى أَبْعَدَ مِنْ أَنْفِهِ ، فكُلُّ الكَائِنَاتِ إِلى جِوارِهِ تَحْيَا وتَعِيش وتَتَنَفَّس وهو لايُقِرُّ بها أَهَمِيَّة ، فهو الأَهَمّ والأَعْلَى وهو المُتَرَبِّع على قِمَّةِ الهَرَمِ ، إِنَّهُ صَاحِبُ العَرْشِ ؛ الأَرْضُ هي عَرْشَهُ وفي يَدِهِ وَحْدَهُ صَوْلَجَانَها ، ولأَنَّ الغُرُور يُوَلِّدُ الكَذِبَ والخرافَات ، هكذا نَرَى الإِنْسَان غَارِقاً في الَوْهمِ عن قِيمَتِهِ الَّتِي لاتُضَارَى .
إِنْ غَابَ الإِنْسَان عن خَارِطَةِ الوُجُودِ على هذا الكَوْكَب ، فستَتَمثَّلُ صُورَةٌ أُخْرَى لِلحَيَاةِ عَلَيْهِ ، الحَيَاةُ على هذا الكَوْكَب ستَسْتَمِرُّ وسيَبْقَى يَدُورُ ويَدُورُ بِدُوْنِ الإِنْسَانِ أَوْ بِهِ .
أُؤْمِنُ عَمِيقاً إِنَّ عَصْرَ الإِنْسَانِ سيَنْتَهِي يَوْماً ما ، في نُقْطَةٍ ما ، لِتَبْدَأَ كَائِنَاتٌ أُخْرَى مَسِيرَتَها وتَطوُّرها ، تَماماً كَما فَعَلَ الإِنْسَان .
مِنْ أَيِّ مُنْطَلقٍ انْطَلَقَ الإِنْسَان لِيَعْتَبِر نَفْسَهُ أَحْسَن الكَائِنَاتِ وأَذْكَاها ، الإِنْسَان لم يَصِلْ في مَعَارِفِهِ وعُلُومِهِ إِلاَّ إِلى النَزْرِ اليَسِيرِ ، ولازَالَتْ أُمُورٌ كَثِيرة في مَجالاتِ العُلُومِ والمَعَارِف كُلّها خَفِيَّةً عَلَيْهِ وغَامِضَة ومُعَلَّقَة ، فهو لايَعْرِفُ على سَبِيلِ المِثالِ كُلَّ مايَتَعَلَّقُ بِعَالَمِ الطُيُورِ ، أَوْ عن عَالَمِ الحَشَائِشِ ، أَوْ عن حَيواناتِ أَعْماقِ البِحارِ ......... إلخ ، فهَلْ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَجْزِمَ بِأَنَّهُ أَفْضَل الكَائِنَاتِ وأَذْكَاها وأَعْلاها وهُناكَ خِضَمٌّ هَائِلٌ مِن الغَامِض والمَجْهُول وغَيْر المَعْرُوف ؟
الحَيوانات الَّتِي يَحْتَقِرُها الإِنْسَان ويَنْظُرُ إِلَيْها على إِنَّها أَدْنَى مَنْزِلةً مِنْه بِكَثِيرٍ ، إِنَّما مِنْها تَعَلَّمَ الكَثِير ، الطَّيَران وتَقنِياتِهِ مِثالٌ واحِد إِلى جَانِبِ أَمْثِلَةٍ لاتَنْتَهِي ولاتُحْصَى : عَالَمُ النَمْلِ ، عَالَمُ النَحْلِ ، دُودَةُ القَزِّ ......... إلخ ، إِنْ الفَضْلَ في تَقنِياتِ الاخْتِراعِ تَكْمَنُ جُذُورها في تَقنِياتِ حَيَاةِ الكَائِنَاتِ الأُخْرَى كَالحَيواناتِ والنَباتاتِ والحَشَراتِ وغَيْرِها .
لايُمْكِنُ اعْتِبار الكَائِنَات الأُخْرَى غَبِيَّة ومَحْدُودَة الفَهْمِ وهي تَمْتَلِكُ كُلَّ هذهِ التَقنيات حَتَّى وإِنْ عَزْوناها لِلغَرِيزَةِ ، فالغَرِيزَة مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِي الخَاصَّة ( وهي وُجْهَة نَظَر غَيْر مُنَزَّهِة عن الخَطَأِ ) تَحْتَمِلُ النَّظَرَ إِلَيْها مِنْ زَاوِيَةِ كَوْنَها تَبْنِي تَوَجُّهاتها على أَساسِ " إِيجادِ حَلٍّ لِمُعْضِلَةٍ تَعْتَرِضُ ذلك الكَائِن " فتَخْتَزِنُ هذا الحَلّ فيما بَعْد وتُطَوِّرهُ مَعَ الزَمَنِ ، أَيْ إِنَّ الغَرِيزَة مُلاصِقَة لِلتَطَوُرِ وتَعْمَلُ مَعَهُ ، فالكَائِنُ يُطَوِّرُ قُدْرَةً ما فيهِ نَتِيجَة تَعَرُّضِهِ لِظَرْفٍ ما ( أَوْ مُعْضِلَة ) ويُحاوِلُ مُعالجَتَهُ بالتَكَيُّفِ مَعَهُ أَوْ غَلَبَتِهِ أَوْ تَطْوِيعِهِ أَوْ ....... إلخ ، وحِيْنَ يُطَوِّرُ هذه القُدْرَةَ فيهِ تُصْبِحُ جُزْءٌ مِنْ إِمْكانِياتِهِ الَّتِي تُخْزَنُ في الذَاكِرَة الوِراثِيَّة لَدَيْهِ فيَنْقُلها إِلى الأَجْيالِ الَّتِي تَلِيهِ كغَرِيزَةٍ فيهِ ، مِثال : الفَناء مُعْضِلَة تَعْتَرِضُ الأَنْواع ، التَّناسُل كغَرِيزَة هو حَلٌّ ووَسِيلَة لإِيقافِ فَناءِ الأَنْواعِ ، غَرِيزَة الدِفاعِ عن النَفْسِ مِنْ أَجْلِ البَقاءِ ، وأَمْثِلة أُخْرَى غَيْرَها .
إِنَّ مَقاسَاتَ بَنِيُ الإِنْسَانِ تَخْتَلِفُ تَماماً عن مَقاسَاتِ الكَائِنَاتِ الأُخْرَى الَّتِي نَجْهَلُها ، والإِنْسَان بِمقاسَاتِهِ هذهِ هو في قِمَّةِ الهَرَمِ ، فما أَدْرَانا بِرَأْي الكَائِنَاتِ الأُخْرَى فِينا وما أَجْهَلنا بِذلك .
حِيْنَ يَزْدادُ الخَوْفُ لَدَى الإِنْسَان ويَتَعاظَم ، يَخْتَفِي ويَتَنَحَّى جَانِباً ، لِتَحُلَّ مَحَلَّهُ مَشاعِرَ أُخْرَى كَرَدِّ فِعْلٍ مُتَوَقَّع لِحِمايَةِ النَفْسِ ، هذا ما جَرَى لِلإِنْسَانِ في سِيرَةِ حَيَاتِهِ الأَرْضِيَّة ، حِيْنَ وَجَدَ إِن عَلَيْهِ مُواجَهةَ كُلُّ مَصاعِبِ الحَيَاةِ مِنْ كَوارِث طَبِيعِيَّة وضَوارِي وغَيْرَها ، شَعَرَ بِالخَوْفِ فتَقَسَّى قَلْبهُ وتَحَشَّى بِالغُرُورِ عِنْدَ أَوَّلِ انْتِصَارٍ لَهُ .
الإِنْسَان ، شَاءَ أَمْ أَبَى ، يَنْتَمِي إِلى الفَصِيلَةِ الحَيَوانِيَّةِ فهو حَيَوانٌ عَاقِلٌ كما دَرجْنَا أَن نُعَرِّفَهُ ، فأَيُّ فَضْلٍ لَهُ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنْها ، وكَمْ تُذَكِّرُنِي مَقُولَة " الإِنْسَانُ حَيَوانٌ عَاقِلٌ " بِرَأْي الفَيْلَسُوْف الأَنجِليزِي برتراند راسل إِذْ قَال : { قِيلَ إِنَّ الإِنْسَان حَيَوانٌ عَاقِل ، وأَنا أَبحثُ طِيلَةَ حَيَاتي عن أَدِلَّة يُمْكِنها تَأْكِيدُ ذلك } .
لايَصِّحُ التَّفْكِير بِأَنَّ جِنْساً مُعَيَّناً مِن الكَائِنَاتِ قَدْ وُجِدَ لأَجْلِ جِنْسٍ آخَر غَيْرَه أَوْ لِخِدْمَتِهِ لأنَّ ذلك المَنْطِق يَقُودُ إِلى الظُلْمِ واللاعَدْلِ ، فالمَرْأَة لم تُوْجَدْ لأَجْلِ الرَجُلِ ، والكَوْكَب وماعَلَيْهِ لم يُوْجَدْ لِخِدْمَةِ الإِنْسَانِ ومَصْلَحَتِهِ ، والحَيوانات لم تُوْجَدْ لِيَسْتَفاد الإِنْسَان مِنْ لُحُومِها وجُلُودِها ومُنْتَجاتِها ، فالدَّجاجَةُ لاتَضَعُ البَيْضَ كُرْمَى لِعُيُونِ البَشَرِ ، والنَّاقَةُ أَوْ البَقَرَةُ أَوْ الشَّاةُ لاتُنْتِجُ الحَلِيبَ لتُغَذِّي الإِنْسَان ؛ إِنَّ كُلَّ كَائِنٍ وُجِدَ لأَجْلِ غَايَتِهِ هو، فيَعِيشُ ويَمْضِي بِحَيَاتِهِ قُدُماً ، وهذهِ الحَيَاة الَّتِي يُدِيرُها تَقَعُ ضِمْنَ الدَائِرَةِ الكُبْرَى لِتَعايُشِ الكَائِنَاتِ جَمِيعاً على كَوْكَبِ الأَرْضِ ، فتَتَأَلَّفُ فيها الاتِجاهات ، تَماثُلاً كَانت أَوْ اخْتِلافاً في الغَايَاتِ ، وتَصُبُّ كُلَّها خَاتِمَةً في نَهْرِ الحَيَاةِ الجَارِي على هذا الكَوْكَبِ ، إِنَّ أَهْدافَ الكَائِنَاتِ وغَايَاتِها مِن الحَيَاةِ تَتَلاقَى وتَتماثَل وتَخْتَلِف ومِنْ هُنا تَنْشَأُ الصِراعات والتَنافُس ، وبِما أَن كُلّ كَائِنٍ وُجِدَ لأَجْلِ ذَاتِهِ ولِحَيَاتِهِ فهكذا لَيْسَ مِن الطَبِيعِيّ أَوْ العَدْلِ سَلْبُ حُقُوقِ المَرْأَةِ لِزِيادَةِ حُقُوقِ الرَجُلِ وإِباحَةِ الكَثِيرِ لَهُ مُقَابِل تَحْرِيمِ ذلك على المَرْأَةِ ، ولاسَلْبُ حُقُوقِ الحَيَوانِ لِصَالِحِ زِيادَةِ حُقُوقِ الإِنْسَان وإِباحَةِ الكَثِيرِ لَهُ .
كُلُّ شَيْءٍ يَصُبُّ ويَعْمَلُ لِما يُوافِقُ مَصالِحَ البَشَرِ فَقَطْ ، فالخَنازِيرُ تُبادُ إِنْ انْتَشَرَ بَيْنَهُم المَرَض حِمايَةً لِلإِنْسَانِ ، وتُعَقَّمُ الكَثِيرُ مِن الحَيواناتِ جِنْسِيَّاً ( الحَيوانات المَنْزِلِيَّة ) لأَجْلِ رَاحَةِ الإِنْسَانِ وعَدَمِ إِزْعاجِهِ ، وتُبْنَى الحُقُول هُنا وهُناك لِتَرْبِيَةِ وتَسْمِينِ المَاشِيَةِ أَوْ الدَواجِنِ الَّتِي تُنْتَجُ لِتُساق إِلى المَجازِرِ لِيَسْتَمْتِع البَشَرُ بِأَكْلِها ، كُلُّ شَيْءٍ يُساقُ لِمَصْلَحَةِ الإِنْسَانِ ، مُنْتَهى الأَنانِيَّة والتَجَبُّر والتَكَبُّر والغُرُور .
اخْتَنَقَتِ الأَرْضُ بِغُرُورِ الإِنْسَانِ وأَنانِيتِهِ .
لقَدْ تَفَنَّنَ الإِنْسَانُ في طُرُقِ ذَبْحِ الحَيوانات : بِالسِكِّينِ ، بِالصَدْمَةِ ( الصَعْقَة ) الكَهْربائِيَّة ، أَوْ بِفَصْمِ فَقْرَتيّ العُنُقِ ..... إلخ ، فأَيْنَ هو الضَمِير أَوْ الوَازِع الأَخْلاقِيّ في ذلك ، ومَهْما تَفَلْسَفَ الإِنْسَانُ في مُحاجَجاتِهِ وذَرائِعِهِ وبَرْمِ عُنْقِ التَحْلِيلاتِ نَحْوَ تَزْكِيتِهِ وتَبْرِئتِهِ وإِيجادِ المُسوِّغاتِ والمُبَرِّراتِ لِفِعْلَتِهِ ، تَبْقَى الفِعْلَة تُنْهِي حَيَاةَ حَيَوانٍ لِيَلْتَهِمهُ الإِنْسَان ويَتَلَذَّذُ بِمَذاقِ لَحْمِهِ .
أَمَّا عن المَزِيدِ مِن الاعْتِداءاتِ على الحَيواناتِ فحَدِّثْ ولاحَرَج ، حَيْثُ قَتْل الحَيوانات لِسَلْخِ جُلُودِها تَحْتَ بَنْدِ الاسْتِفادَةِ مِنْها كَمَعاطِفٍ على سَبِيلِ المِثالِ أَوْ أَحْذِيَة ، تَصوَّرُوا حَيَاةً تَحَوَّلَت إِلى مَادةٍ تَحْتَذِيها الأَرْجُل ، هذا مُؤْلِمٌ جِدَّاً ، أَلاَ يُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَصْنَعَ أَحْذِيتَهُ مِنْ مَصْدَرٍ أَقَلُّ كُلْفَةٍ مِنْ حَيَاةِ كَائِنٍ آخر .
أَيضاً قَتْلُ الفِيَلَة لأَجْلِ أَنْيابِها ، تَطْبِيقُ التَجاربِ العِلْمِيَّة على الحَيوانات أَوَّلاً حَيْثُ يَتِمُّ حَبْس الحَيوانات في أَقْفاصٍ وحَقْنِها ( أَوْ بِوَسائِل أُخْرَى غَيْرَ الحَقْن كَالرَشِ أَوْ التَجْرِيعِ ..... إلخ ) بِالمَادَةِ المَطْلُوبِ اخْتِبَارَها لِمُلاحَظَةِ تَأْثِيرِها على الحَيواناتِ حِمايَةً لِلإِنْسَانِ ، في هذا السِياقِ أَيضاً تَمَّ إِرْسال الكَلْبَة لايكا إِلى الفَضَاءِ بَدلاً مِنْ الإِنْسَانِ ، ولاأَدْرِي لِماذَا تُذَكِّرني حَيوانات التَجاربِ بِالقِصَصِ الَّتِي سَمِعْناها عن الأَطْباقِ الطَائِرَة الَّتِي يَقُومُ فيها بَعْضُ الكَائِنَاتِ مِنْ كَواكِب مَجْهُولَة بِإِجْراءِ التَجاربِ على الإِنْسانِ ، أَوْ القِصَصِ الَّتِي تَحْكِي عن مُهاجَمةِ بَعْضُ الكَائِنَاتِ الغَرِيبَة لأُسْرَةٍ ما مُحاوَلةً مِنْها لِسَرِقَةِ فَرْدٍ ما فيها واقْتِيادِهِ ومَدَى الرُعْبِ الَّذِي انْتَابَ هذه العَوائِل مِنْ هذا الأَمْر ، وبَعْضُ هذهِ القِصَص رَغْمَ إِنَّ المُتحَدِّثِين بِها يُؤْكِّدُونها إِلاَّ أَنَّها لاتُلاقِي القَبُولَ مِنْ بَعْضِ الأَوْساطِ ، هذا الرُّعْب يُشْبِهُ الرُّعْب الَّذِي يُصِيبُ الحَيوانات أَثْناءَ سَوْقِها لِذَبْحِها ويُمْكِنُ مُلاحَظَة ذلك في مُقاومَةِ الحَيَوان العَنِيفَة ولكِنَّها مُقاومَة الضَعِيف إِزاءَ الإِنْسَان المُتَجَبِّر القَاسِي .
لانَنْسَى مَسْأَلَةَ اسْتِعْمال الهُرمُونات لِتَسْمِينِ الحَيواناتِ وتَعْجِيلِ نُمُوِّها ثُمَّ تَسْوِيقها إِلى مَوائِدِ الإِنْسَان الجَشِع .
الكَثِيرُ مِن العَوائِلِ أَصْحاب الحَيوانات المَنْزلِيَّة حِيْنَ تَعْجِزُ عن دَفْعِ تَكالِيْفِ عِلاجِ حَيواناتِها تَعْمِدُ إِلى قَرارِ إِنْهاءِ حَيَاةِ الحَيَوان لأَنَّهُ قَرارٌ غَيْر مُكلِّف ، ولايَخْتَلِفُ اثْنان مِن إِن هذهِ مُنْتَهى القَسْوَة الإِنْسَانِيَّة ، فقَرار إِنْسَانٍ يُكَلِّفُ الحَيَوان المِسْكِين حَيَاتَهُ لأَنَّهُ مَرِضَ وتَعِبَ ولَوْ مَرَضاً خَفِيفاً . { مَصْدَر هذهِ المَعْلُومَة عن أَصْحاب الحَيوانات المَنْزلِيَّة هو التَّقْرِيرٌ المُصَوَّر المَعْرُوض في بَرْنامج ــ أكتا نول نوين ــ في القَناةِ التِلفزيونية سات . آين بِيَوْمِ 18 ـ 8 ـ 2009 }
مَوْسِم قَتْل الدَلافِين في اليابان في آب وسبتمبر لِيُباع الدَلْفِين الوَاحِد بِمِئَةِ أَلْف ايرو أَوْ أَعْلَى ، ولقَدْ قَامَ أَحَدُ المُصَوِّرين بِتَوْثِيقِ هذهِ العَملِية ، أَيْ عَملِية صَيْدِ الدَلافِين وقَتْلِها وبَيْعِها ، وعَرَضَها في التِلفزيون .
وأَبْشَعُ ماهُناكَ أَيضاً هو حَمْلات قَتْلِ الكَلابِ السَائِبة بِلارَحْمَة ، فيها تَتَجلى واضِحَةً لا إِنْسَانِيَّة الإِنْسَان وهَمَجِيَّتِهِ كما في مُصارَعة الثِيرانِ كذلك .
في رُوسيا ، يَمُوتُ كُلَّ عَامٍ ما يُقارِب أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْف ذِئْب مِنْ خِلالِ الصَيْدِ لِلقَضاءِ عَلَيْهِ لأَنَّهُ يُزْعِجُ قُطْعان المَاشِيَة لَدَى المُزارِعين ، والطَّرِيقَة المُسْتَخْدَمَة في ذلك هي طَرِيقَة قَدِيمَة وفَعَّالَة جِدَّاً ، حَيْثُ يَتِمُّ عَمْل سِياج وَهْمِيِّ لِمَساحَةٍ أَرْضِيَّة مُحَدَّدَة ، السِّياجُ عِبارَة عن حَبْلٍ يُرْبَطُ بَيْنَ الأَشْجارِ ، ويَتَدَلَّى عن هذا الحَبْلِ قُصَاصَاتٌ قَصِيرَة مِن الأَقْمِشَةِ ، يَتَوَهَّمُ الذِّئْبُ إِنَّها سِياجٌ ، وحَيْنَ يَقْتَرِبُ الذِّئْبُ يَقُومُ الصَّيَّادُ بِإِطْلاقِ النَارِ عَلَيْهِ .
في كندا يُوْجَدُ خَمْسِين أَلْف ذِئْب ، ويَعِيشُ الذِّئْبُ في الغَابَةِ وكذلك مَوْجُودٌ في الصَحارِي . { المَعْلُومَة عن الذِئابِ في رُوسيا وكندا مَأْخُوذَة عن بَرْنامج عِلْمِيّ مُصَوَّر في إِحْدَى القَنواتِ التِلفزيونية } .
رَصَاصَةُ الرَحْمَة لِلقَتْلِ وشَتانَ مابَيْنَ الاسْمِ والمُسَمَّى ، طُرُقٌ أُخْرَى كَزَرْقِ الحَيَوانِ بِحُقْنَةٍ لِقَتْلِهِ ، كُلُّها اعْتِداءاتٌ صَارِخَة على حَيَاةِ الحَيَوان .
حَبْسُ الطُيُورِ في أَقْفاصٍ ، في مَعَامِلِ الدَواجِنِ الإِنْتَاجِيَّة لِلبَيْضِ واللُحُومِ ، تَعِيشُ لأَجْلِ إِنْتاجِ البَيْضِ وأُخْرَى لإِنْتاجِ اللُحُومِ أَوْ سُلالاتِ الأُمَّهاتِ ، وكُلُّ هذا بِصِيغَةِ قَواِنينَ بَشَرِيَّة تَخْدِمُ مَصالِحَ الإِنْسَانِ ولاتَنْظُرُ إِلى الحَيَوانِ كَكَائِنٍ لَهُ حَقُّ الحَيَاة .
أَثْناءَ دِرَاسَتِي الجَامعِيَّة كُنْتُ أَشْعُرُ بِقَرَفٍ وأَلَمٍ شَدِيدين مِنْ دَرْسِ الدَواجِن العَمَلِيِّ ، حَيْثُ كَانَ يَتِمُّ تَشْرِيح الدَواجِنِ وفَحْص الأَعْضاء الدَاخِلِيَّة لِجَمْعِ العَلامَاتِ المُؤشِرَة لِلتَوَصُّلِ إِلى التَشْخِيصِ الصَحِيحِ لِلمَرَضِ ( مُسَانَدَةً مَعَ الفُحُوصاتِ الإِضافِيَّة الأُخْرَى مِنْ زرُوعاتٍ مُخْتَبَرِيَّة ، فُحُوصاتٍ مِجْهَرِيَّة ، كَشْف لِحُقُولِ الدَواجِنِ المَعْنِيَّة بِالأَمْرِ ......... إِلخ ، كُلٌّ حَسْبَما تَتَطَلَّبُ الحَالَة فلِكُلِّ حَالَةٍ خُصُوصِيَّتها ) ؛ كانت طَاولَةُ التَشْرِيحِ تَعِجُّ بِأَعْضاءٍ مُتَناثِرَة مِن الدَجاجِ البَائِسِ المِسْكِينِ الَّذِي تَمَّ تَشْرِيحَهُ وتَمْزِيقَهُ ، حَيْثُ تَتَنَاثَرُ هُنا قِطْعَةُ أَمْعاءٍ وفي مَكانٍ آخر مِنْ الطَاولَةِ قِطْعَةُ كَبِدٍ ، وعلى زَاوِيَةٍ أُخْرَى القَانِصَة ....... إِلخ ، كانَ شُعُورِي بِالقَرَفِ هذا نَابِعاً مِنْ إِحْساسِي بِمَدَى قَسْوَةِ الإِنْسَانِ حَيالَ الكَائِنَاتِ الأُخْرَى ، ولطَالَما شَعَرْتُ بِاحْتِرامٍ عَمِيقٍ آزاء هذهِ الأَعْضاءِ البَدِيعَة في تَكْوِينِها ووظائِفِها وأَعْمالِها ، وكَمْ شَعَرْتُ أَيضاً بِحُزْنٍ وأَسى عَمِيقينِ لِما أَصابَ هذهِ الأَعْضاء مِنْ قَسْوَةِ الإِنْسَانِ اللامُبالِي ، مَصِيرُ هذهِ الأَعْضاء كَانَ المَزْبَلَة أَوْ صَنْدُوق القُمامَة وفي أَحْسَنِ الأَحْوالِ فِرن الحَرْقِ ، أَمَّا شُعُورِي بالأَلَمِ فقَدْ كَانَ لِفَقْدِ هذهِ الحَيوانات حَيَاتَها بِتَعدِّي الإِنْسَان عَلَيْها .
لقَدْ اقْتَرنَ في ذِهْنِي دائماً مَشْهَدَ الأَعْضاءِ المُتَناثِرَةِ فَوْقَ طَاوِلَةِ التَشْرِيحِ بِفَوْضَى وهَمَجِيَّة الإِنْسَان في قِصَّةٍ كُنْتُ قَدْ قَرأْتُها ( وليَعْذِرني القُرَّاء والقَارِئات لأَنَّني نَسِيْتُ اسْمَها واسْمَ مُؤَلِّفِها مَعَ الأَسَفِ الشَدِيدِ ) وبَقِيَ في ذِهْنِي عَالِقاً مَشْهَدَاً مِنْها ، حَيْثُ يَصِفُ المُؤَلِّفُ أَحَدَ شَخْصِياتِ القِصَة وهو حَكِيمٌ طَبِيب يُجْرِي تَجارِبَهُ على العَبِيدِ البَائِسين المُعَاقَبِين ، حَيْثُ كَانُوا أَسْيَادهُم يُرْسِلُونَهم إِلى هكذا مَصِيرٍ مُرْعِبٍ بِاعْتِبارِهم عَبِيداً لَيْسُوا بِمُسْتَوَى الآخَرِين ولايَسْتَحِقُون الرَحْمَة ، وكَانَ الطَبِيبُ الحَكِيمُ يُجْرِي عَلَيْهم اخْتِباراتَهُ وابْحَاثَهُ الجِراحِيَّة كما يَحْلُو لَهُ مِنْ بَتْرِ سَاقٍ سَلِيمَة أَوْ عَيْنٍ سَلِيمَة ..... إلخ ، وكُلَّهُ لِخِدْمَةِ العِلْمِ والابْحاثِ ....... !! ، ويَصِفُ الكَاتِب كَيْفَ إِنَّ الطَبِيبَ في القِصَّةِ كَانَ يَتَحدَّثُ مَعَ أَحَدِ الأَشْخاص بِلامُبالاةٍ وبِلا أَدْنَى شُعُورٍ بِالذَنْبِ وهو يُجَرِّبُ إِحْدَى طُرُقَهُ الجِراحِيَّة على الأَمْعاء ( بِدُوْنِ تَخْدِيرٍ في ذلك العَصْر ) في بَطْنِ العَبْدِ المَفْتُوحَةِ ، والعَبْدُ يَئِنُّ أَلَماً ؛ هذا هو الإِنْسَان في حَقِيقَتِهِ فكُلُّ إِنْسَانٍ يَحْمِلُ في دَواخِلِهِ وَحْشَاً كَامِناً رَابِضاً قَدْ يَتِمُّ تَرْوِيضه ، أَوْ يَبْقَى سَائِباً هائِجاً يَصُولُ ويَجُولُ فيُؤْذِي الكَائِنَات الأُخْرَى أَيَّاً كَانَتْ .
الإِنْسَانُ كَائِنٌ يُحِبُّ العُنْف ويَسْتَلِذُّ بِهِ ، إِنَّه يَحْمِلَهُ تَحْتَ جِلْدهُ وفي مَساماتِهِ ، هَلْ أَنا بِحَاجةٍ لإِعْطاءِ العَدِيدِ مِن الأَمْثِلةِ ، لِنَنْظُر حَوْلنا ، عُنْف الشُعُوبِ تُجاهَ بَعْضِها البَعْض ، العُنْف الأَبوِيّ في الأُسْرَةِ ، عُنْف الزَوْجِ تُجاهَ زَوْجَتِهِ ، عُنْف طَائِفَةٍ تُجاهَ طَائِفَةٍ أُخْرَى ، عُنْف الإِنْسَانِ تُجاهَ الحَيواناتِ والكَائِنَاتِ الحَيَّةِ الأُخْرَى وتُجاهَ الطَبِيعةِ والبِيئَةِ ، الخَطْف ، الاغْتِصَاب ، التَّفْجِيرات ، السَّرِقات ، القَتْل ، النَّهْب ....... إلخ ، يَلْحَقُ كُلَّ هذا العُنْف المَعْنَوِيّ والنَفْسِيّ والجَسَدِيّ .
كُلُّ القَوانِينِ لم تَقْضِي على هذا العُنْف الإِنْسَانِيّ ولاحَتَّى ما تُسَمَّى بِالشَرائِعِ السَماوِيَّة ، رُبَّما القَوانِين حَدَّتْ مِنْهُ ، لَكِنَّ الإِنْسَان وَجَدَ دائماً مَنْفَذاً لِلتَنْفِيسِ عن عُنْفِهِ واضْفاءِ صِفَةِ الشَرْعِيَّة عَلَيْهِ بَلْ ومُبارَكَة الإِلَهِ ، وكُلَّما أُتِيحَت لَهُ الفُرْصَة نَفَثَهُ في وُجُوهِ الآخرين .
ما كَانَ يَحُزُّ في نَفْسِي أَيضاً ، التَكْوِين العَجِيب لِلأَعْضاءِ المُتَناثِرَة ، كُلّها أَعْضاء تُثِيرُ الدَهشَة وتَدْعُو لِلتَأَمُّلِ وكُلَّما تَأَمَّلَها الإنْسَان ازْدادَ دَهشَةً ، لَكِنَّ الإِنْسَانَ في غَمْرةِ قَسْوَتِهِ يُقَطِّعُها ويَهْرُسُها ويَنْثُرُها هُنا وهُناك دُوْنَ اهْتِمام ، بَقِيَتْ هذهِ الغُصَصُ في رُوُحِي ، تَمَنَّيْتُ دائماً لَوْ كُنْتُ فَراشَةٌ ، أَوْ حَبَّة حِنْطَة ، أَوْ غُصْنٌ صَغِير في شَجَرَة بَاسِقَة ، لأَنَّني أَشْعُرُ بِالخِزْي والعَارِ مِنْ أَفْعالِ الإِنْسَانِ الغَرِيبةِ وتَصَرُّفاتِهِ وأَذَاهُ لِلكَائِنَاتِ الأُخْرَى ، لَكِنَّ الحَيَاةُ قَالَت ماراقَ لَها فكُنْتُ إِنْسَانَة .
لا أُؤْمِنُ بِأَنَّ الإِنْسَان أَفْضَلُ الكَائِنَاتِ وأَحْسَنُها ، فالإِنْسَان كَائِنٌ أَنانِيّ إِلى عُمْقِ الغُرُورِ والتَكَبُّرِ والتَدْمِيرِ ، ويُمْكِنُ مُلاحَظَة ذلك مِنْ تَأْثِيرِ الإِنْسَانِ في حَيَاةِ الكَائِنَاتِ الأُخْرَى والبِيئَة والطَبِيعَة ، بِهكذا مُواصفاتٍ لن يَكُون الإِنْسَان أَفْضَلَ الكَائِنَاتِ أَبداً ولَوْ زَيَّنَتْ لَهُ نَفْسَهُ والأَدْيان ذلك .
لايُمْكِنُ للإِنْسَانِ أَنْ يَحْتَرِمَ الكَائِنَات الأُخْرَى طَالَما أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْها الأَقَلُّ والأَدْنَى مِنْهُ مَنْزِلَةً ولَيْسَ ككَائِنَاتٍ تُقاسِمُهُ الكَوْكَب ، كَيْفَ لَهُ أَنْ يَحْتَرِمَها وغُرُورَهُ يَرْفَعهُ عَالِياً مُحَلِّقاً في سَماواتِ الوَهْمِ والعَظَمَةِ حَيْثُ لامَكانَ لِلتَواضُعِ .
سيَبْقَى الإِنْسَان فَاشِلاً في عَلاقَتِهِ بِكَوْكَبِهِ الأَرْض ومِنْ ثُمَّ عَلاقَتِهِ بِالكَوْنِ طَالَما إِنَّهُ يَرَى في نَفْسِهِ أَفْضَلَ الكَائِنَاتِ وأَحْسَنَها وأَرْقَاها ، في ظِلِّ شُعُورٍ كهذا لايُمْكِنُ الحَدِيث عن التَواضُعِ ، وبِدُوْنِ التَواضُعِ لايُوْجَدُ كَائِنٌ رَاقِي .
الأَرْضُ لَيْسَت لِلإِنْسَانِ فَقَطْ ، فلِلكَائِنَاتِ الأُخْرَى لَها حَقٌّ مُماثِل ومُساوِي فيها .
كَيْفَ يُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَفْهَمَ وُجُودهُ بِمِعْزلٍ عن الكَائِنَاتِ الأُخْرَى مِمَّنْ تُقاسِمهُ الكَوْكَب .
خَاتِمَةً ، أَلاَ يُثِيرُ الحُزْنَ والقَرَفَ ( القَرَف مِنْ قَسْوَةِ الإِنْسَان ) مَنْظَرَ الحَيوانات ــ مَثلاً الخِرْفان أَوْ الخَنازِير ــ مَطْرُوحَة أَرْضاً مَجْزُوزَة الأَعْناقِ جَنْباً إِلى بَعْضِها البَعْض حَتَّى يُحْيِي البَشَرُ احْتِفالاً ما أَوْ عُرْفاً ما .... إلخ ، الإِنْسَانُ يُقِيمُ مَجْزَرَةً لِلحَيواناتِ مِنْ أَجْلِ أَن يُحْيِي احْتِفالاً أَوْ تَقْلِيداً أَوْ عُرْفاً ما ، أَوْ مَنْظَرَ سَحْلِ الحَيواناتِ لأَجْلِ جَزِّ أَعْنَاقِها بَيْنَما هي تَتَنافضُ دِفاعَاً عن حَيَاتِها ؛ في نَفْسِي يُثِيرُ هذا كُلَّ الأَسى والأَلَمِ والحُزْنِ .
على أُمْنِيَّةٍ بِعالَمٍ أَفْضَلٍ وأَكْثَر انْصَافاً لِلكَائِنَاتِ أَجْمَع ، أَسْتَوْدِعكُم عَزِيزاتي أَعِزَّائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَوابط مَقالَة ــ الإِنْسَان في قِمَّةِ الهَرَمِ ....... !!! ــ : ــ
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=188828
http://al-nnas.com/ARTICLE/ShMarkus/26up.htm
www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=3677
www.ankawa.com/forum/index.php/topic,359118.0.html
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ الغُصَص : جَمْع غُصَّة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ مُلاحَظَة : ـ
لِلقِراءَةِ عن الكَلْبَةِ لايكا يُرْجَى فَتْح الروابط أَدْناه :
www.iraq-ina.com/showthis.php?tnid=19755
http://saaa-sy.forumotion.com/montada-f6/topic-t212.htm
وفي حَالَةِ عَدَمِ عَملِ الرابط يُرْجَى نَسْخَهُ ( كُوبي ) وإِضْافَتِهِ إِلى كوكل لِمُطالعَتِهِ .
مَحَبَّتي وتَقْدِيري لِلقُرَّاءِ والقَارِئات .