الأستاذ جميل روفائيل جئتك معاتبا وربما غيري سينتقدك
كونكم ياأستاذنا العزيز مازلتم تتكلّمون في أجواء مؤتمر عينكاوة الذي لم أكن شخصيا من مؤيديه ولا من التوّاقين لحضوره لو طلب مني ذلك , و بعض أهم أسباب موقفي المبكّر هذا قد تفضلتم وتطرقتم إليها في مقالكم (الغالب والمغلوب,,,) لكن الفرق بيني وبينكم بأنّكم قلتموها بعد خروجكم من المؤتمر وليس حين الذهاب اليه,أي أنّكم ذهبتم وأنتم أمام إحتمالين , إمّا أنكّم كنتم تجهلون حتى تفاصيل ظاهر الأمور حين موافقتكم على حضوره , أو أنّكم كنتم تعلمون بها يقينا وبتفاصيل ربما يجهلها الكثيرون وأنا أحدهم , بحيث ذهبتم وفي عزمكم وقرارة نفسكم أنكم ستقوّمون وتقاومون ما ترونه في المسار الغير الصحيح.عموما, أرجو أن تسمحوا لي يا استاذنا جميل روفائيل , أنتم والقائمين على المؤتمر لأقول بأن موقفي المسبق لم ينفي تفاؤلي (الحذر) من إمكانية خروجه بأدنى ما تحتاجه مسيرة أبناء شعبنا من سمة معارضاتيه لمسعى تهميش شعبنا , وقد كان تكهّني هذا رغم كل ما ساورني من شكوك حول الجهة التي موّلت المؤتمر و تقلبّات أساليب تعاطي لجنته التحضيريه في إقرار مكان إنعقاده, مضافا إليها إصرار البعض على إقصاء كتل سياسية رئيسيّه تحت حجة أنّ المؤتمر شعبي وليست سياسي, وإستغرابي سيكون مشروعا حين أتساءل منكم , هل قابل هذه الخلطات التشكيكية (التي أدّعي بها أنا) ما ينفي ثبوت صحتها بحيث توافرت لديكم عوامل مشجعه و مشرّفه في نفس الوقت كي تحضروا المؤتمر؟ , لكنني أكرر قولي بأن إنطلاقي المتفائل في حينها كان نتيجة مشاركة من هم أمثالكم من الإخوة والأساتذه ألذين عرفنا فيهم النضج في طريقة نظرتهم إلى الأمور وفي مواقفهم التي عرفوا من خلالها , وأنت أحدهم كما يفترض وحسب تخميناتي , ولما تتمتع به والبعض الأخر من الأساتذه المحترمين من سرعة البديهية في فهم الأمور وتحليلها , وتأسيسسا على قناعتي هذه كان توقعّي بأنّكم سوف تقفوا الوقفة الصريحة والجريئه في تدارك حصول الخطأ او الاخطاء التي ستتحملّون تبعاتها أنتم مثقفي شعبنا بغض النظر عن قولنا بأن المؤتمر قد نجح او فشل , وإنه لأمر وارد حصول الأخطاء في حال إحتمالية طغيان طرف سياسي ما تحت مظلّة شعبيّة المؤتمر وشعاراته المنمّقه ,لكن الذي وقع , وكما أشرتم في مقالكم المذكور أعلاه, على سبيل المثال وليس الحصر , بأنكم قد وافقتم على إضافة كلمة سورايا الى التسمية القومية عن مضض كي لا يفشل المؤتمر!!! العجب كل العجب فيما قرأته في مقالكم هذا يا أستاذنا العزيز , ثمّ دعني هنا أتوقف معكم قليلا لأسألكم ,: هل كانت مشكلة و (كارثة) التسمية مرّة أخرى هي التي أرّقت أفكار المؤتمرين وأرهقتهم بحيث أصبح نجاح المؤتمر من عدمه متوقفا على إمكانية إضافة تسمية سورايا من عدمها, أم أن أمر فرض التسمية سورايا كان فعلا يصب في إتجاه صالح بنات أفكار المتنفذين القائمين على المؤتمر؟!!
كلا يا أستاذنا جميل, عهدي بكم وبالصراحة التي عرفناها فيكم, تجعلني أستغرب حين تهمس في أذن القاريئ لتقول بأنّ أطراف معينّه أصرّت على فرض إضافة هذه التسميه مقابل سبب حرصكم على إنجاح المؤتمر الذي جعلكم توافقون عليها!!! , ومن دون أن تشبعوا القاريئ في تشخيص تلك الجهة أو على الأقل دوافعها ونواياها السياسية في المسأله, ربما لو فعلتم ذلك تكونون قد أفصحتم عن هوية المؤتمر الحقيقية أليس كذلك يا عزيزنا الاستاذ جميل؟, إنكّم في كل الأحوال قد قلتموها بأن فرض إضافة هذه التسمية هي بمثابة القشّه التي ستقصم ظهر البعير,وهكذا يلينا السؤال البديهي حول الجهة التي أثارت التسميه الجديده, هل هي فعلا جهة شعبية الهوى أم قد إتخذت من صفة الشعبيّة ستارا لتمرير مأربها.
وفي الخاتمة سأساعدكم يا أستاذنا العزيز وبكل إحترام أخوي كي أقولها عنكم بلساني لو سمحتم بأن المؤتمر نعم قد نجح بحسب تقديرات أجندة البعض المغرديّن خارج السرب , لكنه فشل تماما في نظر أهلنا وأبناء شعبنا الذين يهمّهم صون مستقبلنا و حماية حقوقنا بعيدا عن تنظيرات من أسميناهم أخوية النخبة المثقفة الستوك هولميّه.
تحياتي ومحبتي لكم والمعذره إن كنت في عتابي قاسيا بعض الشيئ.