الأستاذ سعيد شامايا والمنبر الديمقراطي الكلداني وألقوش
أولاً نهنئ السيد سيروان شابي بهنان بمناسبة أستلامه دفة قيادة المنبر الديمقراطي الكلداني من خلفه الأستاذ سعيد شامايا.أن يكون الإنسان سياسياً ، لا يعني أنه تنازل عن مبادئه القومية ، وأنا في أعتقادي لا تتضارب مبادئ السياسة مع الأنتماء القومي وهناك آلاف الأمثلة على ذلك ، منها الشهيد المغفور له توما توماس ، لم ينكر للحظة واحدة مبادئه القومية ولم ينكر هويته القومية لآخر لحظة في حياته ، وهذا مشهود له وموثق في رسائله الشهيرة .
الأستاذ سعيد شامايا أسس المنبر الديمقراطي وسمّاه ب " الكلداني " ، ولا أدري لماذا أختار السيد شامايا تسمية " الكلداني " التي لا يؤمن بها إطلاقاً ، في حين أن هناك في الساحة السياسية القومية المسيحية العراقية أكثر من أسم ، والسؤال الذي يفرض نفسه ومطلوب من الأستاذ شامايا نفسه الإجابة عليه : ــ
لماذا لم يختار السيد شامايا تسمية أخرى غير الكلداني لمنبره ؟مثل السرياني أو المنبر الديمقراطي الآشوري أو الكلدوآشوري أو الكلداني السرياني الآشوري على سبيل المثال ؟
النضال القومي ليس قفز موانع أو حواجز ، وليس هو ركض المسافات الطويلة ، النضال القومي إيمان نابع من القلب ومبادئ يجب الإيمان بها أولاً ومن ثم السعي لتحقيقها باساليب نضالية متعددة ومختلفة .لذلك عندما نطلق تسمية " الكلداني " على أي تنظيم يجب أن نوضح ما نعني بهذه التسمية ؟ كما يجب علينا أن نضعها حقيقة ناصعة ونناضل من أجلها ، لا بل نستميت في الدفاع عنها وإعلان شأنها .
أن يسمي الأستاذ سعيد منبره ب " الكلداني " وهو يركض وراء التسمية المشتركة الثلاثية " الكلداني السرياني الآشوري " أو يصرخ عالياً انا آشوري ، انا أعتقد هذا التصرف هو نفاق سياسي ، لأنه كان الأجدر بالأستاذ شامايا ( ويدعي بأنه سياسي ) أن يكون على الأقل أميناً للمبادئ ، سواء كانت سياسية أم قومية ، إن كان الأستاذ سعيد آشورياً فلماذا هذا التناقض ؟ ليس هناك ما يعيب في أن يعلن السيد شامايا بأنه آشوري أو سرياني ، بل العيب أن يدعي بأنه كلداني ويؤسس منبراً بأسم كلداني وهو في داخله خنجر لضرب أهداف ومصالح الأمة الكلدانية ، هل يستطيع السيد شامايا أن يعطي مبرراً لنقض توقيع الدكتور منصور لكي تتوحد الكلمة الكلدانية وترص صفوف الكلدان ؟ ألم يكن فعل السيد شامايا جريمة بحق الكلدان جميعاً ؟ لماذا رفض السيد شامايا أن يضع يده مع القِوى الكلدانية المتوحدة والمتحدة ؟هل كان موقف السيد شامايا موقفاً لتكتيك مرحلي لا يستند على أية رؤية سياسية ؟
لم يتوقف الأستاذ سعيد عند هذا الحد ، بل ذهب أبعد من ذلك عندما روّج للتسمية المشتركة التي روج لها الأستاذ سركيس أغا جان ، ولا ندري هل ترك الأستاذ سعيد " الآشورية " ليلتحق بقطار " الكلداني السرياني الآشوري " ؟ ولماذا تم تبديل القطار ؟ هامس همس في الأذن يقول بأن وراء ذلك دافع مادي ، ولا أدري صحة ما قيل .
الأستاذ سعيد شامايا من ألقوش ، وألقوش معروفة عبر التأريخ ، فهي كلدانية أصلاً ، وعندما أقول كلدانية ، اقصد هوية أهلها القومية وساكنيها ، ولا أقصد موقعها الجغرافي ، لأن هناك فرقاً كبيراً بين المفهومين ، فأهل ألقوش هم كلدان قومياً ، وأصولهم كلدانية صرفة ، ولم يكونوا غير ذلك ، ولكنهم في فترات معينة ، تذبذبوا ما بين المذهب النسطوري والمذهب الكاثوليكي ، فكان اهل ألقوش كلدان قومياً ولكن نساطرة مذهبياً ، ثم أعتنقوا المذهب الكاثوليكي وما زالوا لحد الآن ( سِوى فئة ضالة لا تعد على عدد أصابع اليد ، ولأسباب معروفة جحدوا مذهبهم الكاثوليكي وأصبحوا نساطرة ) إذن نستشف من ذلك أن هوية أهل ألقوش قومياً هي الكلدانية .
الموقع الجغرافي
وقعت ألقوش كما وقع غيرها من القرى والمدن العراقية تحت سيطرة الغزاة ولفترات متعددة ، او تأثرت بالواقع الجغرافي كما هو الحال في عدد من مدن العالم ، فهناك مناطق جغرافية في العالم تُباع وتُشترى من قبل الدول ، وتتغير اسم وملكية تلك البقعة أو عائديتها بحسب الدولة المالكة .
المهم ، ان ألقوش كانت في فترة الحكم الاشوري تقع في بلاد كانت تسمى " بلاد آشور " ولغرض تمييزها عن ألقوش ثانية موجودة في فلسطين ، فقد سميت ألقوش العراقية ب " القوش آشور " والقوش الثانية ب " القوش فلسطين " وكان يقصد بهما ألقوش التي تقع في بلاد آشور وألقوش التي تقع في بلاد فلسطين ، ولم يُعنى بهذه التسمية إطلاقاً بأن هوية ألقوش القومية هي آشورية ، وحالها كحال طرابلس التي تقع في سوريا تسمى طرابلس سوريا وألأخرى طرابلس الغرب.
الأستاذ سعيد شامايا من ألقوش ، وإن كانت أصول عائلته وعشيرته تنحدر من تياري السفلى حسب ما يذكر المطران يوسف بابانا في كتابه ألقوش عبر التأريخ ، ولكن لا ندري في أية سنة قدموا إلى القوش ، وهل كانوا قبل قدومهم إلى ألقوش كلدان أم آثوريين ، لا ندري ، ولكن الشئ الذي نعرفه بأن أهل ألقوش ولحد عام 2003 كانوا كلهم كلداناً ، ما الذي تغير بعد هذا التاريخ ؟ لا ندري .
حسناً فعلت قيادة المنبر بإقصاء الأستاذ سعيد شامايا من الأمانة العامة للمنبر لمواقفه غير القومية ، أو للموقف المناهض من القومية الكلدانية ، ولوقوفه ضد كل تجمع كلداني ، كما عارض التجمع الكلداني الذي حدث بين المجلس القومي الكلداني وحزب الأتحاد الديمقراطي الكلداني وجمعية الثقافة الكلدانية والشخصيات الكلدانية المستقلة .
إنها صيغة ذكية ولكنها قديمة ، هذه الصيغة التي يستخدمها البعض في ضرب الكلدان في عقر دارهم ، كما فعل الأستاذ شامايا ، بتسمية منبره بالكلداني الظاهر وهو في العلن يعارض التوجهات القومية الكلدانية ، كما يعارض كل تقدم كلداني بحجة وحدة شعبنا ، لذلك فإن الكلدان ليسوا بحاجة إليه مطلقاً ، وحسناً فعل الدكتور منصور ذو التوجه القومي الكلداني الشريف حينما وقّع على أتفاقية التعاون بين القِوى الكلدانية ، بارك الله به وسيُذكر موقفه هذا بكل فخر وأعتزاز ، كما يحق لأهله أن يفتخروا به .
إخوتي الأعزاء
موقف السيد سعيد شامايا هو صيغة من صيَغ الهدم الداخلي ، إنه للتذكير فقط لا غير، نتمنى على الأستاذ شامايا أن يعيد النظر بحساباته ، فالزمن لا يرحم ، والكلدان لن يذكروا أسمه بموجب ما يستحق ، لذلك أمامه خياران لا ثالث لهما، أما أن يترك هذه اللعبة وينتسب للآشوريين ، أو ان يعيد النظر في حساباته القومية ويضع يده بيد إخوته الكلدان ، وبهذا يكون قد أعاد مياهه إلى مجاريها الحقيقية في المصب الكلداني الكبير .
وإن غد لناظره قريبُ .
10/06/2009