الأُسقف بين أنياب الوحوش
فكرة للقديس "اغناطيوس الأنطاكي" عندما قُبِض عليه ووضع في قفص ورحل الى ملعب روما حيث أُستشهد بين أنياب الأسود الجائعة! وأبى أن يسجد للإمبراطور، والتحق مع كوكبة شهداء الحق، وفي مقدمتهم الرسولان بطرس وبولس اللذان أستشهدا في نفس ملعب "الموت"، وبقت وستبقى جملته الشهيرة الحية الى الابد حيث قال : أنا قمح الله أطحن تحت أضراس الوحوش لأخبز خبزاً نقياً للمسيح" هذه كانت وصيته قبل فتح أبواب الوحوش العطشى الى الدم المسيحي النقي، وكان "نيرون" الأمبراطور الروماني أكثر وحشية من الحيوانات الهائجة، والذي أعتبر كل من يدين بالمسيحية خارجاً عن القانون! الا في حالة تراجعه عن إيمانه، كان هذا سنة 107م تقريباً، فعنوان المقال هو من صيحة الأسقف الشهيد في ملعب روما
في نبأ لموقع باطنايا "الخط الساخن" - رفض المطران بولس رحو الانصياع لرغبة الخاطفين وعدم دفع أي مبلغ لأنه يفضل الموت شهيداً دون ذلك، انتهى الاقتباس" صحيح لم يؤكد النبأ باق المواقع ولكن نقول : لم نستغرب كلامك سيدي مطلقاً، انه الحقيقة وقد قلتها قبل إختطافك مراراً، ألم تقلها عندما صليت فوق أنقاض الانفجار في نفس الكنيسة مباشرة، ألست أنت أيها الجليل الذي وضعوا السلاح على رأسك وأَبيتَ النزول عند رغباتهم ولم تصعد معهم واستمريت بالسير الى الكنيسة ويدهم الصفراء ترتجف وهي على الزناد، ولكن كنت "حامل المسيح في كيانه"، الذي هو نفس لقب القديس الانطاكي، مليون تحية وتحية لك أيها القائد الشجاع، لم تترك خرافك في وقت المحنة والصعاب، كنت معهم في الرؤيا والحلم، تعطيهم القوة بالكد والعمل المثمر، تعطيهم العزم وما معنى أن يكون الانسان مسيحي؟ انها المثابرة في كل شيئ، انها الخدمة وليس السلطة وحسب، أعطيت درساً ليس للمسيحيين فقط وانما لباقي الاديان الاخرى، بتواضعك وحبك ومحبتك وغفرانك وقيادتك الحكيمة، أنظرالى موقف الشرفاء والطيبين التضامني مع سيادتكم في العراق والعالم،من كلدان وسريان وآشوريين وموارنة واسلام ويزيديين وصابئة، من اليسارواليمين والوسط وتفرعاتها، ماذا يعني هذا؟ انهم يوجهون رسائل: الحق ضد الباطل، الحب بدل الكراهية، السلام مكان العنف والحرب، القيامة والحياة وليس للموت، الخيرونبذ الشر، تعيش سيدي وقد وحدت الجميع تحت خيمة واحدة، وهي "الانسان"، نعم الحملة العالمية للتضامن معك أستاذي تعني "لم الشمل" وبالتالي ممارسة السماح والتسامح، أي الغفران وخاصة نحن على أبواب القيامة المجيدة
هناك سؤال ملح يدورفي خلدنا يطرح نفسه : لماذا تتوحد الجهود في المصائب والملمات؟ وعندما ينتهي كل شيئ نعود الى أنانيتنا وكبريائنا وحسدنا ومصالحنا الشخصية وريائنا وكذبنا ونميمتنا، نقول شيئ ونفعل عكسه، نصلي ونطلب ونوعظ ونساعد الفقراء ونفتقرالى الحب والمحبة، أَلَم يحن الوقت بعد للجلوس الى طاولة واحدة، طاولة الثقافة، ثقافة الحوار، حوار الحب وقبول الاخر والاعتراف به، لننظرالى تجربة المجلس القومي الكلداني كمثال لا الحصر، انتهت اصوات النشاز والاتهامات والتخوين وحكرالحقيقة، والان نسمع بفرح "المجلس القومي بقيادته الموحدة"، كم هو سرورنا عندما نسمع "القيادة الكلدانية الموحدة""السينودس الواحد"، كم هو جميل عندما نقرأ "القيادة الاشورية الواحدة" وهكذا السريانية والمارونية والارمنية واليزيدية، والأهم أن نسمع ونقرأ الاسلام الموحد الواحد (سنة وشيعة)، إسلام العيش المشترك، إسلام إحترام الاخر، إسلام قبول الاخر، اسلام الاعتراف بالاخر وبأن كرامته تساوي كرامة المسيحي واليهودي واليزيدي وحتى الذين بدون دين، هذه هي نفخة الله، وهكذا يريد ان نكون، لا توجد درجات إنسانية عند ولدى الله، انه الخلق الواحد، والنفخة الواحدة، والانسان "كشخص" واحد.