Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الأسقف فرج رحو شهيد السلام والمحبة

لقد تابعت وبشغف الحلقات المتتابعة التي كتبها الصديق العزيز الدكتور غازي رحو عن المرحوم الجليل المطران فرج رحو واحسست باننا بحاجة الى جهد انساني كبير في العراق تشارك فيه كل الأطراف وعلى رأسها حكومتي بغداد واربيل وذلك لاحقاق الحق ونشر العدالة , ان الصدمة والألم بالفاجعة التي المت بنا وبالشعب العراقي ما زالت شاخصة في وجداننا , اننا ننتظر اليوم الذي ستعلن فيه وجوه المجرمين الحاقدين الذين اختطفوا ثم قتلوا شهيد السلام المطران بولس رحو , اما آخر ما كتب الدكتور غازي رحو فكانت عن يوم الشهادة الذي قتل فيه المرحوم المطران فرج رحو دون واعز اخلاقي ولا ديني , وقد خصص الدكتور غازي في آخر ما كتب عن { يوم الشهادة } حيزا لبعض من الملاحظات والتساؤلات والتي كانت نقدية وهادفة تستحق الوقوف عندها , ومن ضمن هذه التمنيات والتساؤلات المشروعة كانت حول اسباب ما يحدث في العراق من قتل وتهجير لأتباع الديانات غير المسلمة وخاصة فيما يتعلق باختطاف وقتل الشهيد المطران فرج رحو وغيره من الآباء والكهنة .

ان تساؤول الدكتور غازي رحو عن مواقف احزابنا القومية المسيحية والمشاركة في السلطة ومالذي قامت به من اجراءات للضغط على الحكومة واجهزتها الأمنية لكشف الجناة وارتباطاتهم , انه امر جدير بالانتباه والمناقشة حيث اننا بحاجة الى ان نذكر دائما بان ما حدث لا يمكن انه يمر مرور الكرام دون مراجعة من قبل احزابنا , الى جانب ذلك ايضا فقد دعى الدكتور غازي رحو المجلس السرياني الكلداني الاشوري المؤقر ان يكون له دورا اكثر فاعلية في عملية البحث عن المجرمين وعن الاسباب والمسببات التي ادت الى قتل وتشريد شعبنا ورموزه الدينية خاصة وانه يحتل موقعا محترما ومميزا بين ابناء شعبنا المتواجدين في مناطقتنا التأريخية والتي قتل على ارضها الشهيد .

لقد عبرت ايها الصديق الدكتور غازي رحو عن ما يدور في مخيلتنا جميعا عن الفاجعة التي المت بشعبنا , فكنت حريصا وصادقا في سرد الاحداث والوقائع , واظهرت حقيقة لا غبار عليها , مفادها اننا شعب مخلص يحب الحرية والسلام في وطنه .

واذا كان لي من كلام طيب في ذكرى استشهاد المطران الجليل فرج رحو فاني اقول ...



كأن ذاكرة حزننا لم تعد تتّسع لأحد سواك , وكأن الأيام العراقية المليئة آلام لا تتحدّث الاّ عنك, يا ماليء الدنيا وشاغل الناس , وكأن ملحمة إستشهادك في يوم من ايام صيام المؤمنين لم يكن الاّ إسطورة أزاحت بروعتها كل الأساطير , وكأن الزمن قد توقف حين كان صوتك يدوي في كنائس العراق ... ايها الناس ان اسم العراق تاج فوق رؤوسنا وان العراقيين اخوة ... والله سيدي الجليل ايها الرمز ان صوتك لم يعلوه صوت , سيدي ايها الجليل لقد ماتوا هم , اما انت فقد بلغت قمّة الحياة.

سيدي ...

استشهادك أسدل ستارا أسودا كثيفا كان يخفي وجوه وتاريخ أولئك القتلة الرعاع الذين أرادوا اسكات صوتك , كما اثبت لأعداء العراق انك مفخرة رائعة وداعيا مسالما لوحدة الملايين من العراقيين , نم قريرالعين في جنّات الخلد , والف سلام عليك يوم تعمذت ويوم عشت ويوم إستشهدت ,لقد اختارك الله في شهر صيام مبارك لتكون برفقة القديسين والصالحين
سيدي .. لقد كنت على موعد مع المجد والخلود , وفزت بجدارة تُحسد عليها بما أردت , لقد بلغت ما لا يبلغه سواك من البشر , رحلت عنا منتصرا ودخلت تاريخ الشهداء من أوسع أبوابه.
لقد عجزت غيوم الحقد عن حجب وجهك الوضّاء , فأصبحت وسام شرف على صدر كلّ وطنيّ عراقي مسلم ومسيحي صابئي ويزيدي ستبقى شمعة مضاءة في كلّ بيت لا تطفأها رياح الطائفية والحقد الأعمى وستبقى ذكراك حيّة عطرة, في حزننا الحاضر وفي فرحنا القادم.

محلاك سيدي الجليل .. أيها الشهيد الحي , لقد إخترت مصيرك بشجاعة نادرة فما أجمل الاختيار , لقد ودّعك الملايين من البشر الى مثواك الأخير, وجلّهم ربما لم يرك الاّ في بيوت الله وانت تنطق بكلمات الحق والسلام داعيا العراقيين بكل انتماءاتهم الدينية والقومية الى المحبة والالفة والتوحد , لقد انتصرت سيدي الجليل على هذا الزمن الرديء وحكامّه الذين إختاروا الموت البطيء والكراسي المتهرّئة.

ختاما اقف اليوم خاشعا منحني الرأس كما هي حال الملايين من محبيك , فانت لم تمت انما ستبقى حيّا في قلوب وذاكرة الملايين من العراقيين , ولساستنا نقول لا خير فيمن ينادي بالتفرقة والتمييز الطائفي والقومي , ولا مودة مع الأفكار التي تزيد الأحقاد , والى من حزن على كل شهيد برئ سقط على ارض العراق دون سبب نقول .., ندعوكم من اجل الحياة ان تعملوا على نشر ثقافة المحبة , واعلموا ان الحل الذي يوصل شعبنا العراقي الى التعايش السلمي والآمن هو الدعوة الى المحبة ولا شئ غير المحبة .

adwar49@yahoo.com

Opinions