الأسقف لويس ساكو: وحدة شعبنا المسيحي هي الخلاص
من خلال دراستنا المتواضعة لواقع حال شعبنا العراقي بشكل عام وشعبنا المسيحي بشكل خاص، وما طرحناه من بحوث ودراسات ومقالات حول الوحدة المسيحية - المسيحية، والمسيحية - الاسلامية، من خلال "يا مسيحيوا العراق اتحدوا، 5 اجزاء،" او في مجال حقوق الانسان، والمساواة والعدالة في المسيحية، وما طرحناه في المؤتمر الكلداني الأول 1995، مع طلبنا المتكرر في كل مناسبة : "كم نحن بحاجة ماسة الى مؤتمرثاني"، نجد اليوم أكثر من أي وقت مضى أن هناك نور في نهاية النفق، شمعة أشعلها الأسقف "ساكو" عندما رد على (خفاش الليل - متاوي) بقوله : لاصراع لي ولا لاخوتي مع غبطة البطريرك، والدليل انني احد اعضاء لجنة اعداد السينودس القادم،،اني لا ابحث عن البطريركية والعمر الطويل للجالس على كرسيها،،،،" الله على الامل سيديإنها حقاً كلمات واقعية تضع البسمة والفرحة على شفاه شعبنا الذي ينتظر بشرى ما وها هي على لسان الجليل "ساكو"، إذن نحن الان أمام تحقيق المطلب الاساسي لكل من يحب خير شعبه، ويعمل من اجل حقوقه، ويحافظ على كيانه ووجوده وهويته، الا وهو إصلاح وترميم البيت قبل دعوة الاشقاء والجيران، فعندما ندعو الاخوان والاقرباء الى (وليمة) اليس من المفروض ان يكون دارنا نظيفاً ومرتباً ومنظماً؟ عندها نقدرأن نطلب من الاخرين (وحدة - التعاون - تشكيل جبهة - مجلس،،،)
بما اننا نؤمن بالفلسفة الواقعية وعيش الماضي والحاضر بالنظر الى المستقبل البعيد دائماً، اي ان الزمن الحقيقي يبدأ باللحظة الحاضرة الان، مع الالتزام بالروح الايجابية لعظمة الآباء، تكون إيجابيات المرحلة الحالية مرتبطة بإنجازات الماضي وتراكماته، عليه يكون ما حققناه اليوم وما نتطلع الى تحقيقه في المستقبل هو ثمرة تراكم الخبرة الإيجابية كشخص وكمجموعة! امامنا الان إشارات ودلالات تقول لنا نحن على الطريق الصحيح وهي :
1- مجلس مسيحيي كركوك - الذي يضم معظم مكونات شعبنا المسيحي، ليس له سقف (حزبي او حركي) سوى سقف الحق والخيروالحب، والاهم من كل هذا ان يديه نظيفة من العلائق والطحالب التي تتكاثر في المياه الراكدة، ويقدم هذا المجلس خدمته للفقير والمحتاج لكل انسان مهما كان دينه ومذهبه، انه الايمان الكلي بالعيش المشترك، اليست هذه الخطوة بالاتجاه الصحيح؟ ام انها تعبر عن وجوب ان يكون العراق؟ انها عراق مصغر!
2- جاءت الخطوة التالية من كاليفورنيا / سانتياغو - من ابرشية مار بطرس الكلدانية، والتي تحولت الى (ابرشية مار بطرس الكلدانية الاثورية)، هنا التقى النسران مار سرهد يوسب جمو ومار باواي سورو في خطوة تاريخية ليس لدمج او انصهار او احتواء كما يتصور البعض او يحلو له ان يراها!! وانما هي الوحدة الصميمية بين الاخوة وليس بين الاشقاء، نعم انها روح "كنيسة المشرق" ونتمنى ان يرى جيلنا (البطريركية الكلدانية الاثورية) ونذهب أكثر ونقول : (كنيسة المشرق)
انقدر ان نقول : ان هذه الوحدة ليست من صالح المسيحيين قبل الكلدان والاثوريين؟
3- الخطوة الاخرى جاءت من شيكاغو - انه اللقاء الاشوري - الكاثوليكي، كان على هامش وتكملة لخطوات التي قام بها قداسة البابا مع قداسة مار دنخا الرابع، ايكون هناك مضّرة لحقوق المسيحيين في هذه الخطوة؟ ام العكس هو الصحيح!؟
النتيجة والخلاصة والتمنيات
*** لتنظر الأحزاب المسيحية الى ما أفرزته الخمس سنوات التي مضت، هل هي راضية من ادائها؟ والسبب من جوابها بالنفي يعود الى ما آلت اليه أوضاع شعبنا العراقي وبالتالي وضع الاقليات بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص، عليه نقول : ان لكل حزب او حركة او جمعية الـ 14 العاملة على الساحة - فكر فيه نقاط التقاء واختلاف مع الحركات والجمعيات والتكتلات الاخرى، وهذا شيئ طبيعي، ولكن من غير الطبيعي ان يتمسك اي حزب من الاحزاب بسلبياتها المعروفة وغير المعروفة ويكون شعبها وجماهيرها هي الضحية بدليل تفتتنا وتشرذمنا اليوم، ومن احد أسباب ذلك هو وجود هذا الكم من الاحزاب التي لا تعبر عن مئات او عدة آلاف من جماهير شعبنا، والدليل هو عدم تأثيرها على ساحتها لعدم تمكنها من تحقيق ولو نسبة 10% من برامجها، لاسباب عدة منها :
1- عدم وجود دراية وحنكة سياسية بعض قادة وكوادر هذه الاحزاب بحيث تخوض غمار السياسية امام الاحزاب الكبيرة وخاصة في هذه المرحلة التي تحتاج الى قادة ومفكرين من طراز ثقيل، لان المرحلة دقيقة جداً وليست نزهة
2- بعض من هذه الاحزاب ليس لها تاريخ طويل ولو نسبياً لكي يلتف حولها جماهير شعبنا، لذلك اصبحت رقماً لا غير يضاف على الساحة المزدحمة
3- قسم من هذه الاحزاب شكلها رجال طائفة لتقف امام الاحزاب للطائفة او المذهب الاخر! وهذا مما ادى الى تشتت فكر الناخب وبالتالي خسارتنا في جميع الميادين منها تمثيلنا البرلماني والحكومي
4- كل حزب من هذه الاحزاب (الحركات) لها سقف لا يتعدى طوله طموح مؤسسه او قائده، بدليل وجود عدة احزاب وحركات لطائفة واحدة، ماذا لو يكون هناك حزب واحد وحركة واحدة لكل طائفة او مذهب لكي على الاقل يعلو سقف برامجها وطموحها وبالتالي زيادة جماهيرها ومؤيديها والنتيجة يكون هناك اكثر من ممثل واحد لتلك الطائفة او المذهب، اليس من الضروري في هذه المرحلة بالذات ان يتم دمج حزبين او اكثر، وان تعذر تشكيل جبهة ووحدة بينهما لتوحيد الصوت والخطاب؟ مجرد فكرة
5- ماذا ان قمنا بتقييم اداء كل حزب خلال الخمس سنوات الماضية، كم عدد جماهيره الجدد، ماذا قدم لشعبه، ماليته، برنامجه المرحلي والاستراتيجي،،،،،الخ، بعدها نرى ان لجميع الاحزاب ايجابيات وبجانبها سلبياتها طبعاً، ماذا لو نوحد ايجابياتها فقط ونشكل منها وليد جديد لكل طائفة ومذهب وننتقل الى جبهة او وحدة مع الطوائف والمذاهب الاخرى، وبعدها مع الاديان الاخرى، عندها تكون النتائج :
** 10ممثلين في البرلمان والدولة كمعدل بدل واحد
وعند تحقيق ذلك يكون صوتنا هو الذي يرجح قرارات التي تخص مستقبل شعبنا العراقي، وهويتنا ووجودنا كأقليات
** وحدتنا تؤدي الى اعادة حسابات الاخرين بنا، بحيث يكون لنا سقف عال لا يصله اي حزب او حركة من الاحزاب الاخرى، ويختلف الحال مما هو عليه الان حيث اصبحنا كجسر يمر عليه اي (مُكَون) من مكونات مجتمعنا!
** وحدتنا تُقَلِل من شهدائنا، بالفعل ان كنا موحدين اليوم لكان نصف شهداءنا الان بيننا! نعم محتمل يقول البعض ان هذه ارادة الله! نقول مليون نعم ولكن الله اعطانا جوهرة اسمها "العقل" وقال : خذها واستعملها لصالح وخيرآدميتك!
** ان توحدنا يكون لدينا كيان وهوية معترف بها، نعم اليوم يعرف العالم ان هناك كلدان واثوريين واشوريين وسريان وارمن ويزيديين وشبك ،،،، ولكن كل حزب او حركة تقول : انا هنا! انا الممثل لشعبي! حتى المساعدات الخارجية والتي هي بمئات وآلاف الملايين من الدولارات لا يعرفون الجهة التي تمثل شعبنا، وبالتالي تذهب هذه "الملايين" الى جيوب البعض حد التخمة (ويصبح بين ليلة وضحاها هو الاوحد والمعظم) وفي الجانب الاخر يتلقى الفتات وهو صاغر ولا يدري شماله من يمينه، والنتيجة زيادة عدد الفقراء والمهجرين واليتامى والارامل والعاطلين، ويزداد الاخرين غنى في يوم وليلة
*** ان لم تقدروا على عمل ذلك في الوقت الحاضر، نريد منكم ايها القادة واصحاب القرار كلمتين فقط : الأمان والكرامة
هل تقدرون على هذين الكلمتين ام تتنازلوا عن كراسيكم وكبريائكم وانانيتكم ومصالحكم الشخصية؟ كفى الدماء الزكية ستظل تصرخ بوجوهكم
shabasamir@yahoo.com