الأقربون أوْلـَى بمعروف إنتقاداتـنا ولكن .....
ما سنحكيه في مقالنا هومجرد وجهات نظرشخصيه, فضلنا إستخدام ضمير الجمع " نـــ و نحن* بدلا من "أنا " تضامنا مع الذي يتفق ومزيدا من الاحترام للذي لا يتفق .
نقول اولا, العياذ بلله من كل معتاش على مقالة يكتبها في مديح او هجاء , لذا ليس لنا اية مصلحه لا من قريب ولا من بعيد في الهمس والتدليس , انما إخترنا الكتابة مجالا نعبر فيه عن آرائنا وننقد ما نراه جديرا بالنقد من وجهة نظرنا الشخصيه المتواضعه بعد ان وجدنا فرصتنا كمستقلين( أشدد على كلمة مستقلين ) في قناة ٍ مفتوحه وسلسه لمخاطبة أناسنا الذين تهمهم وجهات نظرنا ومقترحاتنا كونها اي الكتابة وسيلة حضاريه ترقى برزانة مفرداتها وشفافيتها وتسمو في أعيننا حينما تجمعنا توافقات الأفكار وتبايناتها على محبة شعبنا وغيرتنا على مستقبله.
أن نحكي في امور تتعلق بمصير ومستقبل شعب امر واجب ومفروض نسبيا, لكن أن نكذب على قرائنا في مجاملة هذا وقذف ذاك من اجل مصلحه ذاتيه أو حزب معين , نكون كمن يخيب ظنون شعبنا بنا من اجل شئ إسمه مجاملة السلطان أو دفتردار المال , لذا يكون كسر اقلامنا أفضل بكثير من مجاملة الضاحكين على ذقوننا اومن إشفاء غليل ضغينة تلقي بصاحبها في غياهب الاوهام .
في امور السياسه ونقد حالاتها , نحن كمستقلين لا نرى أية جدوى في تمجيد فلان كي نجعله ملاكا ولا بالتشهير بعلان كي يصبح شيطانا, لان ميكيافيللي قد حسمها حين أكد ان في السياسة ما يبيح للإثنين العمل سوية وهو محق في ذلك, انما نحن نكتب إقتفاء ً بأثر ومآثر الفيلسوف البراغماتي جون ديوي الذي يقول"ان التفكير لا ينشأ الا اذا وجدت مشكله" , لذلك كل منا يقول ما يجول في خاطره من أفكار وحلول عسا أن يرن صدى صحيحها مسامع وأذهان المعنيين ليأخذوا بالمفيد في حل المشكله ولهم أن يختاروا ما يرونه مفيدا, إن أخذوا بها فخيرا على خير , وإن لم نحضى برضاهم وتأييدهم لآرائنا فإن غضبنا وتذمرنا لن يحل المشكل , اما مهمة تلميع الخدع فهي سفسطه مفضوحه وهي التدليس بعينه الذي لا يغيرشيئا من الحقيقة بل يزيد من التشكيك فيها وبأربابها .
لذا نحن نحكي بما نراه صائبا من وجهة نظرنا كمستقلين وليس موجهين من اية جهة ,سلاحنا القوي هو هدوء الكلمه واحترام الأخر و الباقي متروك للزمن وعقلائه كي يفتوا .
اما سكوتنا وعزوفنا عن قول كلمتنا خشية من تعكير صفو امزجة الذين نحترمهم و نؤازرهم أو خوفا من هدر كلامنا و عدم أخذه على المحمل الذي يستحقه , فنحن سواء كنا يساريون او يمينيون مستقلون او منتمون, عندما نذيل نقدنا وتعليقنا بعبارات الحرص والمحبة والغيرة على مصلحة شعبنا , بالتاكيد او هكذا يفترض اننا نفعل ذلك إنطلاقا من إنسانيتنا اللتي لا تكتمل أركانها الا باحترام الحقيقة وبديمومة وتواصل شفافية تبادل الرأي ما بين الكاتب والمتلقي , بدون ذلك يستحيل إختمار عناصر الفكروالتفكير التي تكلم عنها الفيلسوف جون ديوي بل يستديم عقمنا الفكري مع إستدامة غرف الماء بالغربال .
ان دافع تهافت الكاتب على نقد ظاهرة معينه فهو كونه يراها سلبيه من وجهة نظره , ولو كان مستقلا متعافيا فهو لا يتنـّطر فضل أحد عليه بهديه او مكافأة , ينتقد الظاهره إعتقادا منه أن في استمرارها خطوره ليس على من يمارسها فحسب , انما على المجموع في محصلتها النهائيه ,فهو اي الكاتب يؤدي ما عليه من زاوية نظر تضيق أحيانا لتصبح حاده في مناسبه معينه اوتتسع لتصبح منفرجه في مكان آخر , لكن التحديد المنصف لحدتها وإنفراجها يكون بيد من يستخدم معيار الصدق والجد وبدوافع الطرح وليس بعامل الإدعاء بإمتلاك ناصية الحقيقة بأكملها .
مع كل نشاط حياتي مهما كان حجمه ومجاله, يصيب واحدنا في محطة ويخطئ ثانينا في أخرى فتتفاوت النتائج والتاثيرات بتفاوت حجم الصواب والخطأ, معلوم ان أحد طبائع إنساننا الشرقي هي رصد الخطأ ونقده أكثر من إشادته بالصواب وتقييمه في حين كليهما (الخطأ والصواب)قابل للتكرار بهيئات مختلفه, لكن تأثيرتكرار الخطأ لو تفاقم يتعاظم وتتضاعف الأذيه إن لم يكن هناك من يراقب الاحداث عن كثب قبل إصدار الحكم ونقد الظاهره.
هذا يقودنا الى التأكيد على ان مهمة الناقد لو أريد لها ان تكون مثمرة وبناءه , لا تنضج ثمرتها عند تشخيص الخطأ ولوم مرتكبه فحسب ,فالناقد عندما يتلكأ عند عتبة الدفاع عن الجهه التي ترسم له حدود حركته تنحصر مهمته النقديه في إنتقاء الخلل ثم الخلط بين نقده وطريقة دفاعه عن منفعته, بينما الناقد الحقيقي والمستقل يرفض اي حد يرسمه له غيره لذا ترى مجاله يمتد ليصل الى طرح البدائل الممكنه (الواقعيه) والمعالجات الصائبه (المناسبه) للحالات التي يراها غير صحيحه, نقيض هذا النموذج هوالناقد المكبّل برغباته الذاتيه يستعين بالقذف بحممه الحارقه ليقال عنه جسورا في نقده من , لكنه ينسى بانه في ذلك إنما يورط نفسه من حيث لايدري في مطب صعب لا يحسده فيه أحد, وعندما لا يـُرَد ْ عليه يتصور بأن شجاعته وبطولته قد أسكتت الآخر وأركنته جانبا .
ثمة ملاحظه غاية في الاهميه حول الناقد الحريص عندما يرسم كلامه بألوان آلام وهموم شعبه في نقده للافكار والمواقف والممارسات , ليس بالضرورة ان يكون قد إختار التراصف مع أنداد ناشطي و ممثلي شعبه كي نحكم عليه بجريرة الخيانة والإصطفاف مع المستبد والطاغيه ضد ابناء شعبه, انما يمكن ان يكون نقده في محله ونابع من غيرته ومحبته لشعبه وبدلالة مفردته النقديه المقبوله, لو صَح ّ هذا الأحتمال يكون قد حقق من مهمة النقد مالم يستطع أقرانه ويكون في نفس الوقت قد ساعدنافي التمييز بين الناقد الباني والملتزم وبين شعوذات الناقد التي تجرده وكلامه من اية مصداقيه لا بل تضعه في خانة الساعين الى مصلحه ذاتيه او لتسجيل وتحقيق موقف شخصي معين.
ما دمنا نتكلم ونحن ندرك باننا أناسا عاديون ليس فينا معصوما يمتلك ناصية الحقيقه والكمال , شئنا ام أبينا إذن فالأخطاء موجوده مهما حاولنا او طالبنا التقليل منها ,والحقيقة التي لا خلاف عليها هي أن نقد الخطأ هو دائما أمر طبيعي يجب تقبله وقبوله عندما ياتي مرتبا ومهذبا دون منية او تكلف , اي علينا التمييز بين ما هو واطئ وهدام وبين ما هو معتدل وبناء , هذا الإختلاف النقدي هو الأخر أمر طبيعي فيما لو أخضعناه لتنوع العوامل التي تحرك الناقد , اذن إحترامنا قائم دائما للناقد الذي تحركه غيرته على شعبه بإتجاه الإصلاح والتقويم , أما الذي في جعبته أشياء أخرى فالزمن كفيل بكشف امره وغرضه إن لم يكن قد إنكشف بعد كي نرى كم نستطيع إرتجاء الخير من كلامه.
في الأونة الاخيره,نتيجة تزايد مظاهر وممارسات تهميش شعبنا على مختلف الأصعده والمستويات , من الطبيعي أن تتزامن معها أنتقادات قلما يسلم منها طرف دون آخرإبتداء من رموز أركان صنع القرار في العراق وانتهاء بأصغرناشط سياسي محسوب على أبناء شعبنا , لكن الخشية تبقى دائما من الخلط ما بين النقد وبين التنكيل فتختلط الأمور ويضيع الصحيح بين الركلات الهوجاء .
الوطن والشعب من وراء القصـــد