الأمن النيابية: فضائيو قواتنا تجاوزوا الـ 10%.. وإحدى فرق الجيش تضم 1000 متغيّب
شبكة اخبار نركال/ المدى/
أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية ان المعلومات التي تمتلكها اللجنة بخصوص عناصر الامن "الفضائيين" الذين لا يلتحقون بواجباتهم ويجلسون في المنازل مقابل التنازل (أو ما يعرف بالتبرع) عن نصف رواتبهم الى كبار الضباط، تشير الى ان 10 % من عديد القوات الامنية والجيش هم "فضائيون"، ولفتت الى ان الفرقة 17 من الجيش لوحدها تضم أكثر من 1000 جندي و70 ضابطا فضائيا، لافتة الى ان خوف المنتسبين من الاغتيال والقتل والبطالة المقنعة في المؤسسة العسكرية ساعد على تكريس هذه الظاهرة.
وتعني النسبة التي يتحدث عنها النواب أن اكثر من ١٠٠ ألف مقاتل عراقي يمكثون في منازلهم مقابل التنازل عن جزء من المرتب للضباط. ويتذمر جنود عراقيون من ان عدم اكتمال العدد الرسمي في مختلف التشكيلات، والظاهرة التي تعرف بالجنود "الفضائيين" على سبيل السخرية، يؤدي الى اصابة المتبقين بإجهاد شديد خلال عمليات المراقبة والمداهمات والواجبات الخطيرة، وان هذا ينعكس على اداء القطعات العسكرية، كما ان شيوع الفساد المالي والإداري يؤثر كثيرا على معنويات الجند في مواجهة المجموعات العقائدية التي تنفذ اعتداءاتها باحتراف.
وقال عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية مظهر الجنابي في تصريح لـ"المدى" ان ظاهرة الفضائيين في الاجهزة الامنية مستشرية وبأعداد هائلة وكبيرة موزعة على وزارتي الداخلية والدفاع، مؤكدا أن "هناك بعض قيادات الأفواج لديهم أكثر من الف جندي فضائي، معتبرا ان هذه الظاهرة "كارثة كبيرة تضرب المؤسسة الأمنية، فضلا عن سفر بعض الضباط الى خارج العراق بعد نقل عوائلهم، وكما هو معروف ان سفر اي ضابط يحتاج إلى موافقات خاصة".
وتابع الجنابي أن "عدد الفضائيين في وزارتي الدفاع والداخلية يتجاوز 10% من مجمل أعداد القوات الامنية التي يزيد عديدها عن المليون مقاتل"، موضحا أن هناك ضباطا في الاجهزة الامنية هم من يشرفون على شيوع هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد المؤسسة الامنية"، وزاد ان "الفرقة 17 التي كانت بمسؤولية ناصر الغنام كان لديها حوالي 1000 جندي هارب و70 ضابطا غير موجودين يقبض رواتبهم الغنام".
إلى ذلك أكد العضو الآخر في لجنة الأمن والدفاع النيابية شوان محمد طه في حديث مع "المدى" أن هناك الكثير من التقارير وصلت إلى البرلمان تتحدث عن شيوع ظاهرة الفضائيين بين صفوف القوات الأمنية وبأعداد كبيرة جدا، معتبرا أن هذا نوع من انواع الفساد المالي والاداري الذي يضرب مؤسسات الدولة". وذكر طه ان "أسباب وجود ظاهرة الفضائيين ترجع الى الترهل الكبير في اعداد المنتسبين الموجودين في وزارتي الدفاع والداخلية مما سبب في بعض المناطق، نوعا من البطالة المقنعة افسح المجال امام بعض المعنيين لاستغلالها"، مؤكدا ان "وجود هذه الظاهرة سبب بتدهور الوضع الامني بعد عدم الالتحاق القسم الكبير من المقاتلين". واوضح النائب عن التحالف الكردستاني ان لجنة الامن والدفاع البرلمانية لا تمتلك اية احصائية دقيقة عن اعداد هؤلاء الفضائيين، مبينا ان لجنته سبق وان طالبت وزاراتي الدفاع والداخلية بتزويدنا بأسماء منتسبيها "ليتسنى لنا معرفة هؤلاء الفضائيين لكن الحكومة ترفض"، مشيرا الى ان اعداد منتسبي وزارة الداخلية يتجاوز الـ700 الف منتسب"، لافتا الى أن "حمايات المنشآت والمسؤولين والشخصيات العشائرية واماكن العبادة، كلها فيها فضائيون".
واضاف ان "خوف بعض المنتسبين في صنوف القوات الامنية من الاغتيال والتفجيرات تدفع بعضهم الى التنازل عن نصف رواتبهم او في بعض الاحيان اكثر من هذه النسبة، مقابل عدم الالتحاق بالعمل في وحداتهم".
ونقلت وسائل اعلام اميركية، قبل يومين عن منتسبين وضباط في الجيش والشرطة العراقية أن بعض الجنود في المناطق الساخنة امنيا يدفعون ثلثي رواتبهم الشهرية للضابط المسؤول ليعفيهم من مهامهم بينما هرب اخرون من وحداتهم لكن أسماءهم لا تزال في قوائم الرواتب مما يتيح لقادتهم الاستيلاء على رواتبهم.
كما نقلت عن ضابط في الجيش يدعى حيدر ويخدم في مدينة الموصل بالشمال والتي تمتلك القاعدة موطئ قدم مؤثرة فيها، قوله "لدينا اكثر من 20 جنديا ندعوهم بالفضائيين، أسماؤهم موجودة في قائمة الرواتب لكنهم غير موجودين"، فيما قال مرتضى الذي يخدم في معسكر التاجي شمالي بغداد ان الجنود الذين يشتكون او يتذمرون من هذا الوضع ينقلون الى المناطق الساخنة امنيا، ويؤكد ان 50 جنديا من رفاقه نقلوا خلال الاشهر الماضية من وحدته الى مناطق ساخنة بسبب رفعهم شكاوى لفرق التفتيش او لتذمرهم.