الأنبار تخشى فض اعتصاماتها بالقوة "وانتقال اللهيب السوري"
أعرب مسؤولون حاليون وسابقون، ومراقبون محليون في الأنبار، امس الأربعاء، عن قلقهم من تداعيات الوضع الأمني والسياسي في سوريا على الأوضاع بالعراق لاسيما إذا نفذت الدول الغربية تهديداتها وقامت بعمل عسكري ضد نظام الأسد، وفي حين طالبوا القوات الأمنية باتخاذ التدابير اللازمة لتأمين الحدود المشتركة ومنع تسلل العناصر المسلحة إلى البلاد، رجح بعضهم أن تعمد الحكومة إلى "فض الاعتصامات بالقوة".
ويقول اركان خلف الطرموز، عضو مجلس محافظة الأنبار، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الوضع الأمني والسياسي في سوريا يقلق الحكومة المحلية لاسيما بعد التهديدات الأميركية بتنفيذ عمل عسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد"، ويشير إلى ان "الأنبار تشترك بحدود طويلة مع سوريا ما يتطلب من الأجهزة الأمنية الحذر الشديد من احتمال هجرة العناصر المسلحة إلى العراق".
وأضاف الطرموز، أن "تداعيات الوضع السوري ستنعكس سلباً على الدول المجاورة ومنها العراق"، داعياً إلى ضرورة "تهدئة الأوضاع وايقاف استهداف الشعب السوري من قبل النظام ومحاسبة من يستخدم الأسلحة المحظورة دولياً".
بدوره يقول اللواء محمود الدليمي، من ضباط الجيش السابق، في حديث إلى (المدى برس)، إن "انفجار الأوضاع في سوريا ينذر بوصول ألسنة اللهب إلى الحدود العراقية لاسيما في الأنبار لتصفية الحسابات بين مختلف أطراف الصراع".
واضاف الدليمي أن "الساعات القليلة المقبلة قد تشهد تدفق العناصر المسلحة من العراق بعامة والأنبار بخاصة، سواء لمناصرة الجيش السوري الحر المعارض أم لدعم نظام الأسد، في معركة سيخسرها الجميع إذا ما سيطرت قوات الجيش الأميركي على الأوضاع هناك".
ويتوقع الجنرال المتقاعد أن "يعمد رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، إلى إغلاق الحدود مع سوريا وإرسال تعزيزات عسكرية إليها لمنع تسلل عناصر تنظيم القاعدة"، ويتابع "كما ستعمد الحكومة إلى فض الاعتصامات بالقوة خشية دخول قوات الجيش الحر وجبهة النصرة الأنبار لمساندتهم سعياً لإسقاط الحكومة".
من جانبه يرى رافد صفوك المحمدي، المحلل السياسي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الأطراف السياسية العراقية ستزيد من دعمها للقوى السورية سواء في النظام أم المعارضة بالتزامن مع بدء العد العكسي للعملية العسكرية الغربية المتوقعة هناك"، ويرجح أن يكون لذلك "انعكاس كبير على الوضع الداخلي في العراق لاسيما في الأنبار غير المستقرة أساساً نتيجة استمرار التجاذبات السياسية والاعتصامات".
على صعيد متصل كشف مصدر أمني من قيادة عمليات الأنبار، في حديث إلى (المدى برس)، عن "صدور توجيهات للقطعات العسكرية كافة في المحافظة بضرورة الحذر ورفع الجاهزية القتالية للحالة القصوى لمنع عمليات تسلل العناصر المسلحة عبر الحدود العراقية السورية". ويضيف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "الأوامر التي صدرت للقوات الأمنية تتضمن استعمال القوة المميتة في حال وجود أي خرق إرهابي والرد على مصادر النيران بعنف".