الأيزيديون ، بين مطرقة الأرهاب وسندان التخلف
أجد نفسي مذهولة وأنا أقف أمام مجمل الأحداث التي يمر بها أبناء ديانتنا الايزيدية بدءاً من حادث قتل الشابين المروحين وهم عائدين في طريقهما من سوريا وربيعة ، بعد دفع الفدية من قبل ذويهما مروراً بأحداث الشيخان المروعة ، ثم حادث قتل المرحومة ( دعاء ) . وهنا بودي أن أتوقف عند هذا الحدث المروع الذي أعطى أنطباعا سلبيا لا ينسجم مع طبيعة ديانتنا المسالمة ، ولا مع شخصيات أبنائنا الذين جرفهم _ للأسف _ هيجان مشاعرهم وعادوا الى الزمن البائد وقاموا برجم هذه الفتاة بالطريقة البشعة التي يندى لها جبين من يوصفها ، وجاءت الطامة الكبرى بمقتل شهداءنا ال24 من ناحية بعشيقة وبحزاني في مشهد أقل ما يوصف به ، أنه موقف مركب ، يعكس عقدة مركبة في نفوس القاتلين بأتجاه الأيزيديين كديانة ، وكمكون أجتماعي أصيل من مكونات الشعب العراقي ، يسكن منذ الأزل في دياره المعروفة .وجاء مقتل الفتاة ( دعاء ) أعلاه ، هذا الحادث المروع الذي صدم المنظمات الانسانية الراصدة لانتهاكات حقوق الانسان و بالطريقة التي يعجز بها قلمنا عن سرد وقائعها وأحداثها ليؤكد أننا كأيزيديين ، لا يؤذينا الأرهاب الأسود لوحده ، بل أنه يطرق علينا ونحن ممددون على سندان التخلف الأجتماعي ومقيدون بسلاسل الأعراف البالية ، وجلادنا ... قاتل بلا ضمير . وللأسف ، فقد نسي أبناءنا الراجمون وقد أخذتهم الغيرة ، بأننا نعيش في القرن الحادي والعشرين ، وأن هناك طرقاً أخرى لمعالجة موضوع الفتاة ومن هو المسؤول عن معاقبتها ؟! ، ولكن صوت العقل والضمير والحكمة التي يجسدها القانون ، غالبا ما تضيع في فورة الغضب الذي تحركه الرغبة في الأنتقام ، وتضعف سلطة العدالة في بيئة الجهل والتخلف والعصبية الدينية أو العشائرية أو بين صيحات الثأر الوحشي .
أنا لا أبرر فعلة الفتاة ، ولكني أدين وبشدة فعلة الشباب الذين غاب عن بالهم بأن هذا الامر سوف تكون له أنعكاسات سلبية خطيرة بمستوى ما جرى، سيّما ونحن نعيش في دولة لاسلطة ولاقانون يحكمها.. نعم ، فالقانون هنا قد أُعطيت له أجازة مفتوحة ، وأقولها وأقصد بها احداث الشيخان التي لم نرى لحد الان نتائج التحقيق فيها و الى اين وصلت .. ومن هم الجناة الحقيقيون ، وكيف سينالون جزائهم إن هم فعلا في قبضة العدالة ،واكتفت الحكومة بإقالة مدير الشرطة والامن والقائمقام ، وتركت الجناة الحقيقيون اللذين لو تم الكشف عنهم ، فسوف يكشفون أمورا أخرى يعلم الله بنتائجها ، ونحن نعلم أن المنطقة الشمالية تتمتع بأمان في ظل الحكومة الكردستانية ، ولكن لماذا هذا الأمان يفتقده أبناءنا .. ! ، أين كانت الحكومة والشرطة عندما كانت الفتاة تقتل أمام مسمع ومرأى الشرطة وهم لايحركون ساكناً ،
اقول هنا ، علينا وبعد هذه الأحداث المتتالية بحق الأيزيديين ، أن نعيد التفكير بخطواتنا القادمة ، فنحن أمام فرمان جديد كنّا نسمع عنه في السابق ، ولكننا اليوم أصبحنا في مواجهته .
أدعو من خلال مقالتي هذه ، أبنائنا وأخوتنا على التصرف بأننا أمة غير محمية ، تعيش في ظل غياب القانون ، وعلينا أن نحمي أنفسنا بأنفسنا وأن لا نخسر أكثر مما خسرناه ...