Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الإرهاب الجديد في العراق – عنف أكبر وفرص أكثر

 

أشّر تعاظم عدد ونوع التفجيرات التي طالت مختلف مدن العراق، دخول المعركة مع الإرهاب مرحلة مواجهة جديدة، أكثر حدة. ولكن مقابل الإرهاب المتوسع، والإرتفاع الكبير في عدد الضحايا، هناك تعويض قد يكون بسيطاً جداً، لكنه هام للغاية إن كان هناك من سيعمل على استثماره. وهذا التعويض هو الإنكشاف غير المسبوق لحقيقة الإرهاب ومن يقف وراءه. 

فالأحداث الأخيرة، وخاصة إحتلال عنه من قبل القاعدة لمدة ثلاث ساعات(1) ثم بعدها التفجير في مدينة الصدر الذي تبين أن من قام به طفل مأجور، هذين الحدثين كشفا خطأ التفسير الطائفي للإرهاب وصار الإلحاح على هذا التفسير مرفوضاً حقاً! 

هجوم القاعدة على مدينة “عنه” السنية بالكامل من جهة، وأهم من ذلك تكاتف أهاليها جميعاً وبدون استثناء، ضد القاعدة من الجهة الأخرى، يبرهن بشكل قاطع بأن العلاقة بين أهالي السنة من المواطنين العاديين في المنطقة الغربية والقاعدة، هي علاقة عداء وليس كما يشيع الإعلام بأنها علاقة دعم واحتضان. وتبين أن هؤلاء المواطنين لا يختلفون عن غيرهم في مناطق الشيعة ، في النظر إلىى القاعدة كعدو يهدد أمنهم وحياتهم، واشتبكوا معه في معركة حياة أو موت. إن من يصر على تجاهل هذه الحقيقة لن يكون أميناً مع نفسه. 

قد يكون مثال "عنه" هو الأوضح، لكنها ليست المرة الأولى التي تبرهن "القاعدة" انها منظمة لا علاقة لأهدافها بالطائفية التي تدعيها ويلصقها بها الإعلام، فكثرما هاجمت مساجد ومواقع سنية. كذلك برهنت القاعدة زيف صورتها كعدو للإحتلال، بل نجدها لا تهاجم وتقتل من الشخصيات سوى من كان يزعج الإحتلال بالذات، ومن العراقيين وغيرهم. فتركت القاعدة كل المتعاونين مع الإحتلال واستهدفت المطران فرج رحو الذي كان قد نبه أن الأمريكان هم من يقف وراء القتل وأنهم يريدون إفراغ العراق من مسيحييه، فقتلته "القاعدة" (!)  وبنفس الطريقة قتل اللواء مبدر الدليمي المناوئ للإحتلال، وتركت الرتب العسكرية المنبطحة للإحتلال. ومن غير العراقيين، أختارت قتل دي ميلو، الإنسان الأممي الذي كان يصطدم مع بريمر ويتهيء لخطاب ينتقد فيه الإحتلال الأمريكي، ففجرته "القاعدة" وتركه فريق الأمريكان للإنقاذ تحت الركام جريحاً لساعات طويلة ليموت! ، فلصالح من يعمل الإرهاب والقاعدة إذن ومن ينسق معهما ويديرهما؟ 

إحتلال القاعدة لـ "عنه" واشتباك الأهالي معها حادثة بقيمة الإمساك بالبريطانيين المتلبسين بعملية إنتحارية قرب حسينية في البصرة ، فلماذا لا يسلط الإعلام الضوء على مثل هذه الحقائق التي يمكن أن تكشف للشعب حقيقة من يدير ويخطط عملية ذبحه، ولماذا تدفن في النسيان عمداً لكي يبقى التفسير الوحيد للعنف، التفسير المناسب لأعداء الشعب: الطائفية؟ كم من مؤسسات الدولة إذن يتآمر مع الأمريكان والإعلام من أجل ذلك الهدف، حتى حين يكشف الإرهاب عن وجهه بنفسه؟ 

لكن لماذا تكشف القاعدة حقيقة دوافعها التي لا علاقة لها بالطائفية، ولماذا يكشف الأمريكان حقيقة وقوفهم وراء القاعدة؟ إنه الإضطرار! فحين لا تكفي تخرصات علي حاتم وغيره من الذيول المهرجة، لتدفع بالمنطقة الغربية إلى الإقليم ثم الإنفصال، يتم تكليف القاعدة بإعطاء الناس إحساس شديد بعدم الأمان. ولا تستطيع القاعدة أن تفعل ذلك دون أن تكشف نفسها وتفضح دورها الحقيقي حين تهاجم مدينتين سنيتين فيشتبك معها مواطنوهما فتقتل منهم ويقتلوا منها. وكذلك يكشف الأمريكان دورهم في الحرب على الإرهاب وفي أي خندق يقفون حين يضطر الأمريكان إلى دعم قاعدتهم وإرهابييهم في سوريا ليس فقط بالسلاح وإنما أيضاً بالموقف السياسي والعسكري، فلا يعود سهلاً إخفاء حقيقة العلاقة بينهم وبين الإرهاب، رغم جهود الإعلام التضليلية.

وكان التساؤل عن هذا الإنكشاف على اشده في أميركان نفسها فيتساءل عضو الكونغرس رون باول: لماذا نقف في خندق القاعدة؟ (2) ويكتب صحفي داعياً لتطبيق القانون الأمريكي لمحاكمة أوباما بتهمة الخيانة العظمى لدعمه القاعدة! (3) ويؤكد خبراء اقتصاد أن "القاعدة" تساعد الولايات المتحدة على حل مشاكلها (4) ويتحدث خبير كندي عن الدعم المكشوف للقاعدة من قبل أوباما(5)

وهذه تل أبيب تحاول التخلص من الإحراج في عدم قلقها من تواجد القاعدة على حدودها في دعوتها للحرب على سوريا.(6)

إذن لقد انكشفت هوية القاعدة وداعميها على مستوى العالم، فماذا على الصعيد العراقي حيث تشتعل الحرب الإعلامية على الوعي بأشدها؟

في اي انفجار في منطقة سنية أو مسجد سني، ينفجر الإعلام معه بالتلميح والغمز بمسؤولية إيران وهدفها بالقضاء على السنة، ويردد الكثير من الناس ذلك كالببغاءات وهكذا تم تثبيت الصورة المزيفة الخطيرة. 

وفي أي انفجار في منطقة شيعية أو مختلطة، يغرق الإعلام بالحديث عن عدد ضحايا "الشيعة" وأستهداف الشيعة من قبل الإرهاب السني، وأنها حملة إبادة ضد الشيعة. 

ويقتنع الشيعة بأن من يفجرهم إرهاب سني بدوافع طائفية، ويبدو كل شيء منسجماً مع هذه الصورة، إلى نأتي على الأرقام، عندها تصطدم تلك الصورة بمشكلة. ففي الإحصاء الرسمي للحكومة العراقية، لعدد ضحايا الإرهاب، فأن المدن السنية تأتي في المقدمة، (أرجو قراءة هذا المصدر وعدم الإكتفاء بقراءة إشارتي إليه ليقول كل لنفسه "إنني قرأته"! ) : "قال علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية...خلال الفترة 2004-2011 ... تأتي محافظة ديالى كأكبر نسبة من الشهداء مقارنة بعدد النفوس تليها الأنبار ثم نينوى ثم بغداد وسجلت محافظة المثنى أقل عدد من الشهداء بلغ 94 شهيدا لكل الفترة." (7)

ولنسأل دعاة نظرية التفسير الطائفي للإرهاب كم مسجد سني تعرض للإرهاب وكم مؤسسة سنية ومدينة سنية، مثلما المدن الشيعية والحسينيات، قد تعرضت له من قبل "القاعدة"؟ وكيف تفسر نظريتهم تلك الحوادث، إلا إذا افترضوا أن الإرهاب ضد السنة يقوده الشيعة؟(8)

فإذا كان السنة هم وحدهم الإرهابيون ودوافعهم طائفية فكيف تفسر هذه النظرية، على سبيل المثال، المجزرة التي حدثت في جامع أبو بكر الصديق في المقدادية؟(9)

ولنسألهم أيضاً كيف يعرف الإرهابيون طائفة ضحاياهم وهم لا يعرفون حتى أسماءهم أو المناطق التي جاءوا منها، من عندما يفجرون ملعباً أو جامعة أو متنزهاً عاماً يعج بالأطفال؟(10)

ولنسأل السنة والشيعة، كيف نصدق أن "دولة العراق والشام" تريد أن تثأر لأهل السنة، وهي  ترتبط بالقاعدة التي هاجمت "عنه" السنية وراوة السنية والوقف السني والمساجد السنية؟(11)

وكيف تفسر نظرية طائفية الإرهاب حادثة مدينة الصدر؟ بل أيضاً لا ندري كيف نفسر حتى حادثة سجن أبو غريب. فلو اجتمعت السنة كلها، لما أمكنها أن تقوم بمثل هذه العملية بدون علم وتعاون شيعة على أعلى المستويات! لنقل أن السنة قاموا بالعملية، فأين قوات المالكي “الشيعية” التي لا تأتي إلى الحدث إلا بعد أن ينتهي "أخوانهم" السنة تماماً منه؟

يفسر أهالي "عنه" إمتناع القوات المكلفة بحماية المدينة، والمعسركة على بعد 3 كلم، عن أداء واجبها والمدينة تصد وحدها بشرطتها ومدنييها، هجوماً للقاعدة استغرق منذ منتصف الليل حتى الفجر، على انه يعود لطائفية تلك القوات. ويبدو الأمر مقنعاً تماماً إلى أن نتذكر أن تلك القوات أو مثيلاتها، لم تصل أبو غريب إلا بعد أنتهاء "القاعدة" من عملها أيضاً، وهنا لم يكن الهجوم على سنة لتتجاهله القوات "الشيعية" بل العكس، كان هجوماً لإطلاق سراح مدانين ربما أكثرهم من السنة، فلماذا لم تمنع القوات "الشيعية" الطائفية هذا؟ وكذلك وقفت نفس القوات تتفرج على تفجيرات كنيسة سيدة النجاة لساعات طويلة، وبنفس طريقة ما حدث في "عنه" و "أبو غريب"، وليس في الموضوع ضحايا سنة بل مسيحيين! فما هو القاسم المشترك لكل هذه الأحداث إن لم يكن العامل الطائفي؟ إنه أن تلك القوات كانت في كل الحالات تعطي القاعدة الوقت اللازم الكامل لتنفيذ مهاماتها سواء كانت تلك المهمات تستدف السنة أو المسيحيين أو إطلاق مدانين سنة، ومن الصعب أن لا نتصور أن تلك القوات على اتفاق مع المهاجمين في كل حالة من تلك الحالات. ليست كل القوات مثل هذه بالطبع، فحماية راوة قامت بواجبها ومنعت الإرهابيين من دخول المدينة! 

يبدو أن الشيعة يفضلون أن يذبحوا وينهبوا على أن يوجه سؤال مزعج أو محرج لرئيس حكومتهم، والسنة يفضلون أن يذبحوا وينهبوا على أن يسألوا المجموعة التي تقودهم عن براهين إتهاماتهم لإيران بذبحهم، وعن تصريحاتهم الطائفية والعنصرية وعن معنى دعمهم لتلك الوحوش في سوريا... وهكذا يستمر العراق بالذبح، وكل سعيد بطائفيته وذباحيه، رغم انكشاف كل ما يحتاجه الشعب لمعرفة الحقائق، لكن كل حقيقة مهما بلغت أهميتها وخطورتها، لا يبدو أنها موضع اهتمام أحد، مادامت لا تدين الآخر، وكل سؤال لا يحرج المقابل، لن يطرحه أحد... أية علامة إيجابية من أي طرف، لن تثير أي رد فعل لدى المقابل، أما العكس فيثير كل الشياطين في الطرفين. 

ورغم أن المرجعيات تتبادل الفتاوي الإيجابية، فأن الممثليات السياسية لا تفعل ذلك. فما أن تبادر الحكومة لتقبل بعض طلبات المعتصمين حتى يرد سياسيوا هؤلاء باستفزاز لها. مقابل ذلك مثلاً، حين أكدت شرطة الأنبار في رمضان الماضي على تضاعف عدد المتصلين للإبلاغ عن العمليات “الإرهابية”، و أن “المتصلين يبلغون الشرطة بمعلومات ممتازة للغاية أسفر قسم كبير منها عن الايقاع بإرهابيين ومسلحين ينتمون لجماعات مختلفة، فضلاً عن مصادرة اسلحة وإحباط هجمات إرهابية"(12)

فإننا لا نجد رد فعل مناسب من قبل الحكومة، ولو كانت تشعر حقاً أن أمامهما مشكلة خطيرة يجب حلها، أما كانت تسارع إلى الإستفادة من هذا الخبر، ليس فقط في تحصيل المزيد من المعلومات، وإنما أن تفهم أن السنة تجد في القاعدة خطراً عليها وأن عليها أن تصل إلى هؤلاء الناس، وعليها أكثر من ذلك ان تسهم في تسليط الضوء الإعلامي على هذه الحقيقة، مثلما كان عليها أن تسلط الضوء على معركة "عنه"، ومشاركة الأهالي فيها والتي لم تشر إليها أية جهة إعلامية (!)، لأن الإعلام بكل بساطة لا يريد للشيعة أن يفهموا أن السنة يقفون معه في حربه، وأنهم ضحية مثله وليس العكس! الإعلام الذي انشأه الأمريكان في البلاد، حتى حين يبدو عليه العكس، فإنه غالباً يعمل على تثبيت الفرقة الطائفية، وبكل مهارة.فما نقله الإعلام عن الهجوم على "عنه" يؤكد فقط على "بطولة القوى الأمنية" في مواجهة الإرهاب(13)

فلماذا تطمس حقيقة خطيرة الأهمية ليس فقط من أجل إنصاف أهالي عنه، وإنما لأهميتها القصوى على الطائفية في البلاد؟ 

كذلك نرى ان الحكومة لا تحاول أن تفهم وتحقق في شكاوى السنة من اعتداءات الجيش والإعتقالات العشوائية، وتصر بشكل غير مباشر على انها شكاوى كاذبة تهدف لحماية الإرهاب. لكننا نرى حتى الهايس وهو من السنة المحسوبين على الحكومة، والمؤيدين لها على طول الخط، ووضع حياته على كفه مقابل موقفه هذا، قال بذلك الإعتقال للأبرياء، أفلا يستحق ذلك التحقيق بدلاً من تقديس الأجهزة الأمنية مسبقاً واتهام أهل الغربية بالكذب مسبقاً؟ الحكومة نفسها اعترفت يوماً بوجود معتقلين أبرياء فمن اعتقلهم؟ لماذا لم نسمع أن احداً قد تمت محاسبته؟ لقد رأى الناس و رأت الحكومة تلك القوات تقوم باعمال إجرامية أحياناً .... رغم ذلك تصر على أن أجهزتها الأمنية فوق الشبهة، وهكذا تحميها من المحاسبة وتتركها تستمر بجرائمها، وتترك الباب بذلك مفتوحاً لمن يريد تدمير ما بقي من تلاحم في الشعب العراقي، ولم تحقق او تعاقب أحداً من قواتها المسلحة في قضايا المنطقة الغربية، مثلما لم تحقق في أي تقاعس عن الواجب في أي من الحالات الكثيرة التي حدثت.

الطائفية والإرهاب... الكل يعمل في خدمتهما، ثم نتعجب من استمرارهما! 

 إنني هنا لا ادعي أن من يقوم بالإرهاب هم الشيعة، فأكون في نفس صف من يدعي أن من يقوم به هم السنة. لكن حتى لو فرضنا أن من قام به كان من السنة، ألا يبرهن هذا أن دوافع الإرهاب ليست طائفية؟ فلو كان الإرهاب طائفياً لما وجدنا سنياً يقتل سيناً أو شيعياً يقتل شيعياً. ولو كانت "معظم" تلك الدوافع طائفية وكان "معظم" الإرهابيين سنة، لما وجدنا أن معظم الضحايا في المناطق المختلطة والسنية من العراق كما تبين الإحصائية الحكومية بوضوح! 

ما أقوله، مقابل الصورة العنصرية الساذجة التي تنتشر اليوم عن وراثة مجموعة للشر في جيناتها وأخرى الخير، أن من يقوم بالإرهاب ليست له علاقة بالسنة أو الشيعة حتى لو كان سنيا أو شيعياً! ما أقوله أن صفة كونه سني أو شيعي لا تعني شيئاً بالنسبة لجريمته ودوافعه، مثلما لا يعني شيئاً كون شعره أسود أو بشرته سمراء فهو في الغالبية الساحقة من تلك الجرائم أما مأجور أو منوم أو قد يسوق سيارة لا يعلم بحملها متفجرات ثم يفجر عن بعد.

شاهدوا معي هذا الفلم (أرجوكم إفعلوا ذلك فعلاً) حيث يتحدث وزير الداخلية السابق باقر جبر صولاغ إلى قناة الإتجاه عن سبب كشف الأمريكان لسجن الجادرية فيقول: 

"السبب اننا القينا القبض على شخص إسمه فادي اللحدي، وهذا لغز من عشرات الألغاز. هؤلاء مجاميع دخلوا مع الأمريكان بعنوان مترجمين أو بعنوان مستشارين كانوا يقومون بعمليات قتل للسنة واللشيعة وللكرد وغيرهم من أجل الفتنة. والموضوع حدثني به وزير الداخليلة السابق نوري البدران الذي سألني : ماذا فعلت بشأن فادي؟ وكان فادي يسكن أمامه في المنطقة الخضراء، وكان حماية الوزير يرونه يزرع العبوات الناسفة في الطريق ويفجرها.. فأخبر البدران الأمريكان بالأمر فقالوا له أن فادي "خط أحمر". حذرني البدران في التعامل معه لأنه متبنى....راقبناه فوجدناه يخرج يومياً من الصباح للقيام باعماله الإرهابية ، يقتل، يصك بالمعنى العراقي." (ثم يضحك). (14)

هل لا يعلم مثقفوا العراق وسياسييه ومراجعه والمالكي نفسه بهذه الحقيقة؟ ما الذي فعله كل منهم لإيصالها إلى شعبه المذبوح؟ هذا الذي يستعد للحج إلى واشنطن اليوم تحضيراً للإنتخابات بعد توزيع الأراضي، ويتكلم عن "صداقته" للأمريكان، نسأله متى تجرأ على إعلان اتهامه للهاشمي، والذي قال أنه كان يعلم بممارسة الأخير للإرهاب منذ سنوات؟ أليس عندما غادرت القوات الأمريكية؟ لو لم تكن القوات الأمريكية تحمي الإرهاب وكان المالكي يعلم بذلك، فلماذا انتظرالمالكي خروجها؟ لماذا لا يسأل أحد المالكي عن ذلك الأمر من قبل مئات الصحفيين الذين قابلوه منذ ذلك الحين؟ لماذا لا يطالب حزب المالكي منه أن يفسر الأمر؟ ولماذا لا يطلب أنصار المالكي من رئيسهم أن بشرح ذلك الموقف؟ إذن يعلم كل هؤلاء أن المالكي يعلم أن أميركا وراء الإرهاب، ولا يقول شيئاً، ويترك الناس تكره بعضها البعض طائفياً، ويتخذ موقفاً "وطنياً" بتكرار عبارات التهدئة فقط! 

بعد كل هذا، هل مازال لنا أن نقول أن هناك إذن جنس طيب وجنس إرهابي، جنس وطني وآخر عميل، ام أن الحقيقة هي ان الوطنية والطيبة ، وكذلك الخيانة والإرهاب، موجودة كنماذج فاشلة في كل طائفة وفي كل شعب وكل دين، وان من يستغل الضعف الأخلاقي لتلك النماذج، ويجعل منهم داءاً فتاكاً للبلد، هو من ينظم ذلك المرض وذلك الضعف ويوجه لصالحه ويحميه بقواته وبإعلامه ويدعم إجرامه سراً عندما يستطيع، وعلناً عندما يضطر إلى ذلك؟ هل كان مثل صدام حسين إلا ولد ساءت تربيته كأي ولد مشبوه الأصل في مجتمع شرقي، ولم يكن سيتحول إلى أكثر من سجين عادي، أو رأس عصابة صغيرة للسرقة يوماً، لولا الرعاية الأمريكية لنبعة الشر هذه وإيصالها الى الموقع الفعال، كما تفعل في كل بلد تروم تدميره، ليصبح دماره عاماً وشاملاً؟ فلماذا نسمح ونقبل ونغطي على هذا الذي يحول كل خلل صغير في المجتمع إلى سلاح تدمير شامل ضدنا؟

هل يبقى لنا حجة بالشك في من يقف وراء القاعدة ويدعمها بعد كل تلك الحقائق، وبعد أن رأينا حتى الجنود الأمريكان أنفسهم يرفضون شن الحرب على سوريا وقد رفعوا لافتات تقول: "لا أريد أن أقاتل إلى جانب القاعدة"!!

لقد دخل الإرهاب الأمريكي مرحلة جديدة في العراق والمنطقة، مرحلة أشد عنفاً ولكن أكثر انكشافاً لمن بقيت لديه بعض إرادة لرؤية الحقيقة. فماذا ننتظر وماذا نريد أكثر من ذلك لنفهم الحقيقة ودور الإعلام في إيهامنا، وننتهي من مهزلة إلقاء جريمة الإرهاب على الطائفية وتضليل الناس بها كما يفعل الغالبية الساحقة من كتاب المقالات والكتب والمتجولين بين أروقة المؤتمرات من العرب؟ هل ننتظر أن نرى أوباما يأتي بشخصه ليزرع العبوات الناسفة بدل الجنديين البريطانيين وفادي اللحدي لنفهم؟ 


(1) صائب خليل - آخر ما ورد من أخبار الهجوم على عنه

https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/579272272129846

(2) ▶ Ron Paul: Why Are We On The Side Of Al-Qaeda In Syria? - YouTube

http://www.youtube.com/watch?v=I0HqCWG171g

(3) Philip Giraldi: ‘I’ Is for ‘Impeachment’

http://www.informationclearinghouse.info/article36281.htm 

(4) Al-Qaeda helps USA solve its problems - English pravda.ru

http://english.pravda.ru/world/americas/06-12-2012/123040-al_qaeda_usa-0/

(5) \'Obama overtly supports Al-Qaeda, provides terrorists with chemical weapons\' http://english.ruvr.ru/2013_06_25/Obama-overtly-supports-Al-Qaeda-provides-terrorists-with-chemical-weapons-expert-0417/

(6) Washington escalates Syria intervention 

http://www.wsws.org/en/articles/2013/04/04/syri-a04.html

(7) مقتل 69 ألف عراقي خلال الفترة من 2004 إلى 2011 في أعمال ارهابية وعنف

http://arabic.news.cn/arabic/2012-02/29/c_131438485.htm 

(8) ضحايا تكريت برهان على ان الارهاب لادين ولامذهب له 

http://alnoor.se/article.asp?id=109990 

(9) القبض على منفذي تفجيرات جامع المقدادية وهم من حراسه على ملاك الوقف السني 

http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=26090

(10) استشهاد 27 شخصا غالبيتهم من الأطفال في تفجير انتحاري بمتنزه في بغداد 

http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=27981

(11) دولة العراق والشام تتبنى تفجيرات أمس الدامية وتعدها "ثأراً لأهل السنة" 

http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=27276 

(12) شرطة الانبار تؤكد تضاعف عدد المتصلين للإبلاغ عن العمليات “الإرهابية”

http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=25648

(13) شرطة الانبار تتحدث عن موقف بطولي بمواجهات قضاء عانه

http://www.shafaaq.com/sh2/index.php/news/iraq-news/64877-2013-09-26-09-06-47.html

(14) باقر جبر صولاغ الزبيدي في شهادات للتاريخ قناة الاتجاه

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=x7bZqHDnDBE&t=657 

14 تشرين الأول 2013 


Opinions
المقالات اقرأ المزيد
مجلس أمن وطني ضرورة تاريخية سمير اسطيفو شبلا/ في مقال لزميلنا الدكتور تيسير الالوسي تحت عنوان – أسلحة لا تبنى بلاداً مخربة ولا توفر الجيش المصري ينتصر لأرادة الشعب جــودت هـوشيــار/ قال مراسل أجنبي يتابع الأحداث الساخنة في مصر ، ان مرسي والأخوان جالسين اليوم على برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة. أختيار يوم 30 يونيو - لأسقاط نظام الأخوان واستعادة مباديء وقيم وروح ثورة 25 يونيو له دلالة رمزية ويشير الى اليوم الذي انتخب فيه مرسي رئيساً للجمهورية قبل عام واحد . عبدالخالق حسين/ لم يتوقع العارفون بمسار التاريخ أن يكون التخلص من النظام البعثي الصدامي في العراق سهلاً، فتراكم الإرث البغيض الثقيل عبر قرون، الرضوخ بين الممكن والمستحيل سهى بطرس قوجا/ ما بين الممكن والمستحيل يكون هنالك واقف بينهما على أرض تدور به، في ذهول ودهشة لا يعرف هل يترك الممكن ويقبل على المستحيل ويسكنهُ والذي ربما قد يتعارض معهُ لاحقا
Side Adv2 Side Adv1