الإنسان بين إله العلم وإله الدين والخوف من المجهول 4
Jawadbashara@yahoo.frعندما يبحر الإنسان في رحلة محفوفة بالمخاطر في عمق المجهول، بين اللامتناهي في الصغر L’infiniment petit واللامتناهي في الكبر L’infiniment grand ، بين علوم الحياة Les sciences de la vie وعلوم الوعي Les sciences de la conscience، سيصل حتماً إلى استنتاج بأن رؤيته الكلاسيكية أو التقليدية عن نفسه وعن العالم المحيط به وأسباب وجودهما، غير دقيقة وإن لم تكن رؤية لاهوتية ـ دينية كما كانت عليه نظرته لهما في القرون الوسطى وما سبقها، خاصة عن الكون، حيث كانت صورة الكون في تلك العصور القديمة لا تتعدى الأرض باعتبارها مركزاً للكون والشمس تدور حولها ومسخرة لها وفوقها قبة السماء المرصعة ببعض النجوم الموجودة للزينة ولإضاءة ظلمة الليل إلى جانب القمر التابع الأمين والمخلص للأرض، مع ما ترتب على تلك النظرة ولحقها من أساطير وخرافات رسختها وغذتها النصوص الدينية المقدسة والمنزلة من السماء حسب ادعاء أصاحبها والمروجين لها. لم يخطر على بال أحد في تلك الأوقات المبكرة من عمر الوعي الإنساني أن هناك عدة مستويات للواقع، منها منظور ومنها ماهو خفي على الحواس البشرية الخمسة ويتعذر استشعارها أو التكهن بوجودها، ولم يفكر أحد بأن الوعي البشري أعمق وأعقد بكثير من مجرد جملة من الوظائف والأنشطة العصبية activités de neurones وإن الحياة مدرجة على صيغة شيفرة جينية ـ وراثية code génétique ضمن قوانين الكون الجوهرية وجزء أساسي من الشيفرة الكونية code cosmologique السابقة للوجود المادي. فمبدأ اللايقين أو اللاحتمية incertitude لهيسنبيرغ Heisenberg أحد أعمدة نظرية الكم أو الكوانتا théorie quantique، يقول لنا أن هناك لاحتمية جوهرية توجد في الكون لا سيما على مستوى الجسيمات الأولية المكونة للكون المادي المرئي وإن الحتمية déterminisme ليست شمولية أو كونية. وإن تجربة شقي يونغ fentes de young ، التي سنتطرق لها بتفصيل أوسع لأهميتها في مقال لاحق، أظهرت لنا أن جوهر المادة وماهيتها الحقيقية ليست فقط جسيمات مادية فحسب بل هناك مكونات أخرى غير مرئية فضلاً عن أنواع أخرى غير معروفة من المادة والطاقة التي تملأ الكون ولا نعرف عنها شيئاً. كما تم إثبات وجود بعد غير محلي dimension non locale صوري أو شبحي holistique في الكون عبر تجارب مختبرية. بمعنى آخر، أن أية نظرية مستقبلية تتعلق بالواقع عليها أن تأخذ بالحسبان بأنه في بعض الحالات يتوجب علينا اعتبار جسيمين كأنهما جسم أو شيء واحد unique objet مهما كانت المسافة الفاصلة بينهما حتى لو كانت على طرفي الكون المرئي، أي بينهما مليارات المليارات من السنين الضوئية. وقد تبين لنا مؤخراً، من خلال التجارب العلمية، بأن مفاهيمنا التقليدية بخصوص الزمن والمكان والأشياء والاتجاهات والمسارات Les trajectoires والعلية أو السببية La causalité لا يمكن تطبيقها على الميكروـ فيزياء microphysique . وإن العالم المحيط بنا، أي عالم الظواهر، لا يمكن وصفه بدقة علمية دون أن نأخذ بالاعتبار الطريقة التي نقيس بها وأدوات القياس وشخص المراقب الذي يقوم بالقياس. هذا ملخص ما سبق طرحه في حلقات سابقة من هذه الدراسة، التي هي تبسيط التبسيط لبحث معمق وطويل بعنوان إله الأديان وإله الأكوان استمر عامين وبلغ أكثر من ثلاثمائة صفحة. واليوم تمكن الإنسان المعاصر، بفضل مسرعات الجزئيات العملاقة أو مصادمات الجسيمات ما دون الذرية، من الحصول على مستويات قصوى من الطاقة ودرجات حرارة تقرب من تلك التي كانت سائدة في اللحظات الأولى من عمر كوننا المرئي. واكتشف الإنسان القوى الجوهرية الأربعة المسيرة للكون المرئي، وهي الجاذبية أو الثقالة، La gravitation, والقوة الكهرومغناطيسية La force électromagnétique, ـ المكونة بدورها من قوتين هما الكهرباء والمغناطيس ـ والقوة النووية الشديدة force nucléaire forte la والقوة النووية الضعيفة، La force nucléaire faible حيث لكل قوة وظيفة جوهرية في تناغم وتماسك وتجانس وبقاء الكون بانتظام مدهش وحياة دائمة. والجدير ذكره أن هذه القوى الأربعة كانت موحدة في لحظة النشوء الأولى كما يعتقد الكثير من العلماء، وحلمهم الكبير اليوم، كما كانت أمنية آينشتين وحلمه الأخير ، هو التوصل إلى توحيدها مرة أخرى بفضل نظرية موحدة وجامعة وحيدة. بعد أن اكتشف اسحق نيوتن الثقالة أو الجاذبية، اهتمت نظرية نسبية آينشتين بها ونظرت لها في حين تكفلت نظرية ميكانيك الكم أو الكوانتا mécanique quantique بالقوى الثلاثة الباقية، والحال أن هاتين النظريتين ترفضان التزاوج والاتحاد فيما بينهما أمام حيرة واضطراب العلماء حيث يسعى العلماء اليوم للعثور على نظرية واحدة تضمهما تعرف باسم الثقالة الكوانتية gravitation quantique والتي كرس لها آينشتين آخر عشرين سنة من عمره بلا طائل وتوفي دون أن يحقق حلمه الأخير هذا. هنالك معضلة أخرى في كوننا المرئي تتمثل في أنه لا يوجد زمن أقصر من 10-43 و لا يوجد مكان أصغر من 10-35 من السنتمتر حسب ماكس بلانك Max Planck وهي الحدود الدنيا أو المستويات الأدنى المعروفة بمستويات بلانك والتي لا يمكن تجاوزها للمادة، فبتجاوزهما يتوقف الزمان والمكان لأن قوانين الفيزياء الحالية، بما فيها النسبية العامة تنهار هناك، مما يعني أن كوننا المرئي محجوب أو مخفيvoilée بأبعاد وأكوان أخرى، ويمكننا تلخيص تاريخ الكون المرئي الحالي بأنه عند ولادته وهو بعمر 10-43 من الثانية كان قطر الكون لا يتجاوز 10-33 من السنتمتر وحرارته بلغت 1032 درجة وإن كل الطاقة المرئية والملموسة المعروفة اليوم كانت موجودة ولم يضف لها شيء فهي لا تفنى و لا تستحدث من العدم. وكلما زاد اتساع وتمدد الكون زادة برودته حيث يتكثف جزء من الطاقة ويتحول إلى مادة ومن هذه الأخيرة تتكون الغازات الكونية والمجرات والنجوم والكواكب الغازية والصلدة telluriques إلى جانب العناصر الخفيفة والثقيلة ومن بينها عنصر الكربون الذي هو أصل نشوء الحياة.
بقيت هناك مسألتان جوهريتان ترتب عليهما تداعيات خطيرة وحساسة على المستوى الفكري والمعنوي والفلسفي والأخلاقي ناهيك عن المستوى العلمي وهما أولاً: لماذا كان الكون متناسقاً ومتجانساً homogène ومتناظراً symétrique ؟ فالأفق الكوني horizon cosmique شكل مجالاً يحدد رؤيتنا لكل ما نشاهده ونراه ونرصده ونراقبه اليوم. أي أن نجم ما يبعد عنا مليار سنة ضوئية يبدو أمام أعينا اليوم كما كان عليه حاله قبل مليار سنة لأن الضوء القادم منه استغرق مليار سنة ضوئية لكي يصل إلينا، أي أننا ننظر إلى ماضي ذلك النجم وليس حاضره، وليس كما هو عليه الآن، فقد يكون النجم قد انفجر ومات واختفى منذ بضعة ملايين من السنوات. وبالرغم من تباعد المسافات بين مناطق الكون المرئي ومجراته بسبب التمدد والتوسع expansion المثبت علمياً، فإن الإشارات القادمة من مختلف مناطق الكون المرئي تبدو متناظرة ومتجانسة ومتناسقة homogène بالرغم من انعدام التبادل الطاقوي بينها. ولحل الإشكالية، طور العالم الفيزيائي آلان غوث Alan Guth في سنة 1980 نظرية التضخم الكوني théorie de l’inflation ويمكننا الإطلاع على تفاصيل هذه النظرية في كتاب العالم الفيزيائي بريان غرين Brian Greene المعنون " الكون الأنيق L’Univers élégant الصادر سنة 2005 . ثانياً: لماذا لم يكن كوننا المرئي مثالياً وتاماً في تماثله وتجانسه totalement homogène ؟ إذا وجدنا جميع الخصائص propriétés للكون المرئي متماثلة ومتناظرة ومتساوية في جميع الاتجاهات isotropie ، وإذا كان الشعاع المتحجر أو الضوء القادم من أعماق الكون rayonnement de fond متجانساً homogène ، فكيف نفسر عدم تماثل وتجانس الكون المرئي بشكل تام ومتكامل complet et totale كما ظهر في الصورة التي أخذتها الأقمار والتلسكوبات الفضائية مثل كوب Cobe و WMAP و بلانك Planck خلال العقدين الماضيين، خاصة الضوء أو الإشعاع المتحجر القادم من فترة حدوث الانفجار العظيم أو الكبير Big Bang قبل 13،7 مليار سنة؟ وهو الضوء أو الإشعاع الغني والمليء بالمعلومات، من هنا بات من المؤكد أن كوننا المرئي جاء من نقطة مادية بالغة الصغر وهائلة الكثافة ومرتفعة الحرارة جداً، والتي انفجرت على مرحلتين قبل ما يقارب 14 مليار سنة . ينبهنا العلماء إلى أننا لا ينبغي أن نتصور أن هذا الإنفجار حدث في فراغ سابق له، إذ أن المكان والزمان بدءا معاً وتطورا مع نشأة وتطور الكون المرئي ذاته في نفس الوقت. وبذلك أقر العلماء بوجود بداية لهذا الكون المرئي تؤرخ بالانفجار العظيم أو الكبير مما أعتبره البعض من أتباع أو أنصار الخلق الإلهي المباشر دليلاً على وجود عملية خلق مقصودة ومبرمجة من قبل كائن عاقل كلي القدرة قادر أن يقول للشيء كن فيكون إسمه الله كما فعل البابا بيندكت الثاني عشر Pie XII سنة 1951. وهو الأمر الذي رفضه مؤخراً عالم فيزيائي فذ هو ستيفن هوكينغ Stephen Hawking في كتابه الأخير المعنون التصميم العظيم في محاول للإجابة على تساؤل وجودي حول طريقة نشوء الكون حيث اعتبر عملية انبثاق الكون المرئي نتيجة طبيعية ومنطقية معقولة لوجود الجاذبية أو الثقالة كإجابة عن تساؤل لماذا يوجد شيء بدلاً من لا شيء، وهو يعتقد أن وجود الكون المرئي حدث مستقلاً عن إرادة إلهية مسبقة، وحتى في حالة وجود إله فإنه لا يتدخل في قوانين الطبيعة والكون، بالضد مما يعتقد المؤمنون بوجود يد إلهية في كل شيء. بعبارة أخرى يرفض هوكينغ شخصنة الإله متتبعاً خطى آينشتين الذي رفض هو الآخر الإيمان بإله الأديان والمؤسسات الدينية إلا أنه عجز عن الإجابة عن سبب وهدف نشأة الكون، حتى لو لم يكن هذا الكون بحاجة للرب لوجوده، ولم يقدم إجابة ناجعة عن علة وجود الثقالة أو الجاذبية. فبوسع العلم الإجابة عن كيفية نشوء الكون ولكن ليس عن أسباب نشوئه.
وهكذا يعود الله بقوة ليفرض نفسه باعتباره العلة الأولى للكون المرئي كما يعتقد العالم الفيزيائي الفرنسي من أصل فيتنامي تران كسوان توان Trinh Xuan Thuan في كتابه الممتع المعنون " اللحن السري La Mélodie secrète " وكما ذكر في كتابه الرائع الثاني عن الكون المعنون " الفوضى والاتساق أو الهرمونية Le Chaos et L’harmonie" :" إذا قبلنا فكرة وجود كون واحد، هو كوننا المرئي فقط، فلا بد من قبول مسلمة وجود مصدر أو علة أولى cause première تضبط وتدير وتسير قوانين الفيزياء والشروط التأسيسية الأولية لعملية النشوء والتطور" وقد رد عليه متهكماً الكاتب بول إردوس Paul Erdos :" إرتكب الله حماقتين، الأولى هي أنه خلق الكون بطرقة البيغ بانغ الانفجار العظيم، والثانية أنه كان مهملاً إلى درجة أنه لم يترك وراءه أي أثر أو دليل قاطع على عمله " . ويبقى السؤال الجوهري يبحث عن إجابة:" هل الإنسان الأرضي والحياة على الأرض هما من الأسباب الجوهرية في وجود الكون المرئي ، أي أنه خلق من أجلهما، أم أنهما عبارة عن حدث وقع بصورة عرضية وبالصدفة و لا قيمة لهما في سيرورة الوجود الكوني الشاسع الاتساع واللانهائي المسافات حيث يبعد أفقه حوالي 14 مليار سنة ضوئية وربما أكثر من ذلك بكثير بما يحتويه من مليارات المليارات من المجرات وأكثر منها من النجوم والكواكب المأهولة وغير المأهولة حسب فرضية أو مفارقة فيرمي Le Paradoxe de Fermi ؟؟ العالم الفلكي والفيزيائي الشهير هيوبير ريفيز Hubert Reeves أجاب على ذلك بشاعرية في كتابه الرائع المعنون " أغبرة النجوم poussières d’étoiles " حين قال أننا جميعاً من هذه الأغبرة النجمية وأبناء النجوم وهو محق في قوله. فأول العناصر الخفيفة التي نجمت عن الانفجار الكبير أو العظيم هما غازي الهيدروجين والهليوم Hydrogène et Hélium، أما تكون العناصر الأثقل كالكاربون والمعادن الأخرى إلى حد الحديد، فيمكن أنها خلقت في قلب النجوم العادية في حين أن العناصر الأثقل من الحديد فهي نتاج انفجارات لنجوم عملاقة المعروفة بالسوبر نوفا supernovas والتي بلغت درجات حرارة مهولة تتجاوز بملايين المرات درجة حرارة الجحيم الذي تحدثت عنه الكتب السماوية كعقاب ينتظر الكافرين والملحدين والماديين. فإلى جانب ذرات الهيدروجين الداخلة في تركيبة الماء الموجود في أجسادنا، فإن أغلب الذرات الأخرى أعدت داخل نجمة كانت موجودة قبل أكثر من 5 مليار سنة في منطقة من الكون المرئي ستصبح فيما بعد مجموعتنا الشمسية الحالية، وإن تكاثف الغيوم والسحب الكونية التي تحتوي على المواد الناجمة عن انفجار ذلك النجم، هو الذي أدى إلى تكوين نظامنا الشمسي المعروف اليوم. فشمسنا هي نجم من الجيل الثالث بعد الانفجار العظيم ، حيث أن الجيل الأول من النجوم حديثة التكوين لا يحتوي على كواكب سيارة صلدة كالأرضLa Terre والمريخMars وفينوس Vénus . ونظراً للوقت المطلوب للتطور بغية إنتاج كائنات معقدة التركيب بما فيه الكفاية لكي تكون عاقلة وذكية وتمتلك وعياً، فمن المستحيل نظرياً أن يغدو بإمكان كائنات واعية أن تراقب وترصد كوناً يتجاوز قطره بضعة عشرات من المليارات من السنوات الضوئية ككوننا المرئي ،مهما بلغت درجة تطورها. والحال أن الزمن والمكان متلازمان ومتداخلان ومرتبطان ببعضهما البعض، وكلما مضى مليار سنة ضوئية فإن قطر الكون المرئي يزداد بمقدار مليار سنة ضوئية وبالتالي بما أن الكائنات العاقلة لم تظهر في المليار الأول أو الثاني من عمر الكون المرئي بل بعد ذلك بكثير لذلك، فإنه يتعذر وجود كائن عاقل وذكي، مهما كان عمره، بإمكانه أن يرى ويراقب أبعاد الكون المرئي ويقطع مسافاته اللانهائية كلها على نحو حقيقي بل بإمكانه أن يقوم بذلك من خلال الحسابات والمعادلات الرياضية والقياسات النسبية فحسب كما يقول العلماء الكلاسيكيون، بينما يعتقد علماء منفتحون على جميع الفرضيات والممكنات والتصورات الخلاقة والخيالية، أن هناك كائنات متطورة تمكنت من السيطرة على الطاقة الكونية ، الظاهر منها والخفي، وطوعتها لخدمتها مما أتاح لها الترحال في أرجاء الكون كافة . وأود أن أشير هنا بهذه الصدد إلى أنني لا أكتب من وحي الخيال العلمي كما اتهمني البعض بل انطلاقاً من معطيات علمية صرفة واستناداً إلى منطق علمي تجريبي بحت تقبله واعترف به علماء كبار مرموقين ومشهود لهم بالجدية والصرامة العلمية ولم يترددوا في نشر معلوماتهم في كتب ودراسات وأبحاث نشرتها مجلات متخصصة رصينة . وأزيد على ذلك أن ما كان يعتبر خيالاً علمياً أقرب للخرافة منه للواقع ، في القرون الوسطى وما قبلها بات اليوم حقائق علمية وحقيقة واقعية يومية عادية ومبتذلة لا يفكر مستخدموها بمستواها الإعجازي بنظر سكان تلك القرون الغابرة والأمثلة على ذلك كثيرة لا تعد و لا تحصى ويكفي أن نتأمل بوسائل النقل البري والبحري والجوي ووسائل الاتصال الحديثة والأقمار الصناعية والمركبات الفضائية والطائرات العسكرية والمدنية والصواريخ والسيارات والبواخر وحاملات الطائرات والأجهزة والمعدات التكنولوجية المذهلة والسينما والتلفزيون والانترنيت والقنوات الفضائية والكومبيوتر المنزلي والمحمول والهواتف المحمولة والذكية ذات الشاشات التي تعمل باللمس والكومبيوترات العملاقة ومختبرات مسرعات الجسيمات إلخ وغير ذلك كثير من المنجزات العلمية التي يستحيل على العقل البدائي تصديقها وهذا غيض من فيض ونحن ما نزال في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ويكفي إلقاء نظرة على مؤلفات كتاب علم المستقبليات الذين يتكهنون بما سيقدمه العلم من تطبيقات هي من الخيال العلمي حقاً اليوم كالتخاطر وتحيك الأشياء من خلال التفكير والتركيز العقلي والانتقال الآني من موقع لآخر téléportations والمحرك دائم التحرك، وتجديد وترميم الخلايا البشرية لإطالعة عمر الإنسان وربما بلوغ قهر الموت الخ .. والتي ستصبح من بديهيات واقع المستقبل المنظور.
يتبع