الإنهيار المالي العالمي.!؟هل وصل الى نقطة اللاعودة.؟
لم يعد ممكنا بعد الان إخفاء حقيقة الإنهيار النظام المالي العالمي المسمى " بالعولمة " Globalisation الذي تبناه الرئيس الامريكي الاسبق " نيكسون" في بداية عام 1971 عندما تم تعويم الدولار وإتجاه الاقتصاد العالمي بقوة نحو المضاربات وبناء الفقاعات المالية " كازينو عالمي للمضاربات" وسيطرة الشركات العالمية على إقتصاديات الدول عن طريق التجارة الحرة (العمالة الرخيصة) وخصخصة المصارف الحكومية والقطاع العام ..الخ بدلا من الصناعات الانتاجية وبناء البنية التحتية الضرورية لخلق فرص العمل وخلق الإئتمانات البعيدة المدى لدعم الصناعات المحلية ومن ثم المستوى المعيشي الفعلي للناس وليس العيش تحت رحمة الديون التي بدأت تخرج عن سيطرة الدول فكم بالأحرى الانسان العادي، ووصل الامر بكثير من المصارف العالمية الكبيرة الى إعلان إفلاسها وهناك المئات على وشك الافلاس وتوقع ليندون لاروش الإقتصادي الفيزيائي الذي حذّر منذ سنوات من ان نظام العولمة متجه نحو الانهيار ما لم يتم تغيره ولقد وجّه لاروش تحذيرا جديدا قبل أيام محذرا بأن الاسابيع القليلة القادمة وبفترة لن تتجاوز نهاية العام الحالي ستشهد تصاعدا في الانهيار المالي والاقتصادي بحيث لن يقدر لا المراوغون ولا الناكرون إلا الإعتراف باننا أمام أزمة إقتصادية عالمية ليس شبيه لها في التاريخ الحديث منذ القرن الرابع عشر.كان سجل لاروش ولا يزال في التوقع ( Forecast ) الاقتصادي الأكثر دقة وعلمية. لقد توقع لاروش منذ عدة سنين هذه الأزمة المالية العالمية النظامية وانهيار نظام ما بعد بريتون وودز والدولار العائم. وفي خطاب ألقاه لاروش في 25 يوليو عام 2007 المنصرم، قال لاروش أن الأزمة المالية والمصرفية العالمية قد دخلت مرحلتها الختامية في ذلك الشهر مؤدية نحو انهيار شامل للنظام المالي والنقدي العالمي خلال أشهر. وبعد أسبوع منذ ذلك الخطاب بدأت سلسلة انهيارات البنوك العالمية ابتداء مما سميت خطئا في وسائل الإعلام بأزمة قروض العقارات الأمريكية. وقد طرح لاروش مبكرا الحل لأزمة العقارات وأزمة البنوك في صيغة قانون يقدم للكونجرس. وقد قامت العديد من مجالس بلديات في ولايات عديدة من الولايات المتحدة بتبني مشروع قانون لاروش وطالبت الكونجرس بتبنيه أيضا. إن هذا القانون المسمHome owners and Bank Protection Act" قانون حماية أصحاب المساكن والبنوك" هو خطوة أولى لإخراج اقتصاد الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية من أزماتها القاتلة وإتباعها بخطوات أكثر شمولية لتأسيس نظام اقتصادي ونقدي عالمي عادل جديد يسميه لاروش "نظام بريتون وودز الجديد" New Bretton woods System علما انه ومنذ منتصف سبتمبر الحالي قامت عدة شخصيات عالمية بالدعوة الى تبني هذا النظام منهم رئيس وزراء روسيا والرئيس الفرنسي ووزير المالية الايطالي، لمعرفة المزيد عن هذا النظام يرجى زيارة المنتدى الاقتصادي لموقع عنكاوة.
ويبدو اليوم بأن فكرة لاروش أصبحت البديل الوحيد لإخراج العالم من كماشة الانهيار الاقتصادي والحروب الفوضوية التي تقف وراءها زمرة النخبة المالية العالمية المتمثلة في في لندن وول ستريت التي تعتقد أن الفوضى هي السبيل الوحيد لإبقاء سيطرتها على الاقتصاد العالمي المعولم الذي هو نسخة جديدة من نفس نظام الامبراطورية البريطانية ونموذج شركة الهند الشرقية البريطانية الاقتصادي العسكري. إن هذه الزمرة لديها تحت تصرفها أخبث جهاز مخابرات على سطح الكوكب وهو المخابرات البريطانية الداخلية منها والخارجية التي تغلغلت منذ السبعينات داخل معظم الجماعات الإرهابية العالمية تحميها وتسيطر عليها أو تقضي عليها حسب مصالحها الجيوبوليتيكية، خاصة وأن معظمها، مثلها مثل معظم قوى المعارضة لدولها، تمارس نشاطاتها انطلاقا من لندن.
إعادة التنظيم تحت الإفلاس
وأضاف لاروش "الآن ستحصلون على فرصة جديدة. سنحاول أن نفعل شيئا اللآن لننقذ الوضع"، في إشارة منه للخطاب الذي سيذيعه عبر الانترنيت يوم 1 اكتوبر من واشنطن. "هل ستسمعون الكلام هذه المرة؟ هل ستستمعون أخيرا لما عليكم أن تفعلوه؟ لأنكم أن لم تفعلوا، فستحصلون على عصر مظلم جدا، لمدة طويلة من الزمن.
"ثم عليكم أن تضعوا هذا الرئيس (بوش) تحت السيطرة: إنه فاشل تماما. لأننا لا نعتقد أن الخطأ كله يقع على وزير المالية. إننا نعتقد أنه كان يتلقى الأوامر من مباشرة من رئيسه."
وأعطى لاروش المزيد من التوضيح قائلا: "البنوك والمؤسسات المالية كلها مريضة، لكن عليك أن تقلص عدد ما يمكنك إنقاذه في هذه المرحلة. لا يمكننا تجيير مستقبل الولايات المتحدة إلى الأبد. لذلك ينبغي علينا أن نتحلى بالحكمة الشديدة بخصوص ما نبدأ بإنقاذه، كما قلت من قبل. هذه أصبحت قضية تصفية الآن. لنبدأ بالتصفية. السؤال هو، من لدينا الإمكانية لأن ننقذه؟ لقد وضعت المعيار للقيام بذلك من قبل، وذلك في اقتراحي لتأسيس نظام اعتمادات ونسبة فائدة مزدوجة.
"هذا الأمر يسمى إعادة التنظيم تحت الإفلاس، أي وضع شيء ما تحت إجراءات الإفلاس لغرض إنقاذ الاقتصاد. لكن العصابة التي تمسك بزمام الامور اليوم لن تفعل ذلك. فهم على استعداد للتضحية بكل النظام من أجل تفادي وضع أصدقائهم تحت الإفلاس.
"على سبيل المثال، فقط الحمقى والمغفلون هم الذين يستمعون لآلان جرينسبان (الرئيس السابق لمصرف الاحتياط الامريكي الذي تسبب في تعقيد الامور منذ توليه منصبه عام 1987 ولغاية 2007) هذه الأيام. هل تريد أن تستمع له ولأمثاله. ألم تسمتع له أكثر من اللازم من قبل؟ لو لم تكن سمعت كلامه، لما كنا في هذه الفوضى الآن، أليس كذلك؟ هل سترتكب نفس الفعل الغبي مجددا؟ هل ستستمعون لهؤلاء الحمقى مجددا؟"
واختتم لاروش حديثه قائلا: " لقد كنت مصيبا وجميعكم كنتم على خطأ، لكن لديكم فرصة أخيرة واحدة فقط"
"إن النظام المالي والنقدي عبر الأطلسي مفلس الآن بشكل ميؤوس منه. أما الإجراءات الجنونية التي يقوم بها بنك الاحتياط الفدرالي ووزارة المالية الأمريكية فتمثل إهمالا جنونيا متعمدا غير معقول! إن المسؤولين الحكوميين وغيرهم من الذين لا يتفقون مع هذا التقييم أو يعارضون مشروع قانون حماية أصحاب المساكن والبنوك (HBPA ) بالصيغة التي حددتها أنا هم حقا بحاجة ماسة إلى رعاية نفسية طبية محترفة".
القضية هي أنه توجد هناك بدائل عقلانية معروفة لتلك الكارثة.
إن النجاح الذي حققته إصلاحات الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفيلت في الفترة بين عامي 1932ـ 1944 هو النموذج الذي ينبغي الاحتذاء به لوضع السياسات التي توفر سابقة مجربة لما يجب أن تكون عليه سياسات الأمم العاقلة الآن.
سيلقي ليندون لاروش خطابا في واشنطن يتم بثه مباشرة عبر الانترنيت في يوم الأربعاء 1 أكتوبر في الساعة الواحدة بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة (الساعة السابعة بتوقيت وسط وغرب أوربا والساعة الثامنة مساء بتوقيت القدس). وسيتم بث الخطاب عالميا باللغة الانجليزية وترافقه ترجمة مباشرة باللغات الاسبانية والألمانية والإيطالية والفرنسية والروسية.
وتقبلوا مني كل الحب والاحترام
أخوكم
سليمان يوحنا
30/9/2008
syohanna@bigpond.com
ملاحظة: بإمكانكم الاستماع لخطاب لاروش والإطلاع على آخر المستجدات السياسية والاقتصادية على الرابط أدناه:
http://www.larouchepac.com/
للمزيد من المعلومات باللغة العربية يرجى زيارة الرابط التالي
http://www.nysol.se/arabic/sida.html