الإيزيديين ضحية الأكراد
كل العراق فجع بما تعرض له أيزيديوا منطقة سنجار حيث دفعوا من أخلاصهم لأرض العراق أكبر تضحية بالنفوس منذ سقوط النظام في العراق ولغاية يوم المجزرة، لم تشهد أية بقعة من أرض العراق ضحايا بهذا الحجم، كما لم تشهد أية طائفة أو مذهب هذا الكم الهائل من الضحايا في حادث واحد!!! فهل هناك من متسائل عن السبب؟ ولماذا من هذه الطائفة دون غيرها؟ ومن الذي يقف وراء هذا العمل الإجرامي الخسيس؟أسئلة كثيرة تطرأ على بال المراقب لا تجد حلا مقنعا بتاتا، فليس العمل نتيجة قتل الفتاة الإيزيدية في بعشيقة التي أثارت الجدل في حينها بدعوى أنها أحبت فتى مسلما بينما الحقيقة لم تكن كذلك، وإنما تلك الفتاة الضحية لم تكن سوى فتاة طائشة ذهبت ضحية نزواتها باختلائها بشاب من أجل المتعة الجسدية الحرام بنظر جميع المذاهب والأديان وتقاليد مجتمعنا في العراق والكثير من مناطق العالم.
كما أن العمل الإجرامي لم يأتي هكذا دون سبب أو أنه حادث من تدبير القاعدة كما جرت العادة لإلصاق التهم بتنظيم وهمي لم تشهد له الساحة العراقية أي تواجد ألا بعدما اجتاحت القوات الغازية أرض العراق بحجة تحريره من حاكمه الدكتاتوري وتحقيق الإستقرار والنظام الديمقراطي بديلا عنه، وكأن ما نحن عليه في العراق هو الجنة التي أوعدنا بها بوش قبيل اجتياحه أرض العراق.
إنما هذا العمل ما هو إلا مسلسلا ضمن مسلسل اقتسام غنائم الاجتياح الأمريكي لأرض العراق، بين القوى التي تريد الإيثار بأكبر قدر ممكن من غنائمه دون النظر لما تسببه هذه القسمة من آلام وما تحدثه من خسائر بشرية وفي الممتلكات، ولا تفكر أيضا بما تحدثه من خلل في التركيبة الاجتماعية والنفسية للإنسان العراقي بمذاهبه وطوائفه وقومياته!!!
ما حدث هو ضمن هذا الإطار الخاطيء الذي ما فتأت القوى السياسية بترتيب البيت العراقي حسب أهوائها ومخططاتها، فالشيعة يرتبون والسنة يرتبون والأكراد يرتبون وكذلك التركمان والشبك والكلدان السريان الآشوريين، والصابئة وحتى ضحية العمل الأخير الشعب الإيزيدي، لكن كل يرتب حسب موقعه وقوته وتأثيره في منطقة صنع القرار والإمكانيات المادية التي يملكها لكي يصرف وينفذ ما يخطط له، وبعض مكونات الشعب العراق يعمل وفق مبدأ العين بصيرة واليد قصيرة، ولا يستطيع أحداث أي تغيير لصالحه ليبقى محسوبا على خانة الضحايا!!!
وهذه الخانة تضم مكونات الأقليات المتمثلين بالكلدان السريان الآشوريين، والتركمان والإيزيديين والصابئة والشبك، وغيرهم الذين لا ناصر لهم ولا نصير، وإن وجد في جانب معين فهو فقط لتحقيق أكبر المكاسب للحيتان الكبيرة التي تسبح بنشاط في بحر العراق الهائج.
إذا مسألة تصفية الحسابات ما بين الحيتان الكبيرة مستمرة والصرف مستمر ومعه يستمر القتل والإرهاب، فقاعدة العراق هي مجموعة من كل الكتل السياسية الكبيرة التي تخطط وتنفذ لكي تكسب وترهب المقابل ولا يهمها الثمن لأن الغاية عندها تبرر الوسيلة.
وما جريمة قتل الإيزيديين بهذه الدموية سوى واحدة من القضايا التي شهدتها الساحة العراقية مع الأسف، ولدينا المثل القائل يقتل القتيل ويمشي بجنازته، وبالفعل هذا الذي حصل معهم، فقد تم نقل الضحايا لمستشفيات كردستان!!! ورب سائل يسأل وما نفع كردستان من أرهاب الإيزيديين؟ وللتوضيح أقول: أن لدى المحققين في جهاز الشرطة مقولة تقول عند وقوع الجريمة أبحث عن المستفيد!!! وهنا من هو المستفيد؟ دون شك هم الأكراد بمخططهم الرهيب تجاه منطقة نينوى وما حواليها، إنه البداية نحو تحقيق كردستان الكبرى!!! فبواسطة أرهاب المسيحيين وتفجير تللسقف وتلكيف وربما ستأتي باطنيا وغيرها من البلدات ستدفع بالمسيحيين للبحث عن الملجأ الآمن والتصويت في الاستفتاء للانظمام إلى كردستان بحثا عن هذا الملجأ لتمتد كردستان عبر مناطق المسيحيين إلى نينوى وربما إلى النهر في منتصف المدينة، وعن طريق الإيزيديين وأرهابهم وأحداث أكبر الخسائر بهم وألصاق التهمة بالقاعدة ومسلمي نينوى سيضطر الإيزيديين للتصويت بحثا عن الأمان للانظمام إلى كردستان وهكذا بواسطة هؤلاء ستمتد كردستان عبر سنجار وتوابعها إلى حدود سوريا لتصبح الطريق سالكة يوما لتوحيد كردستان العراق مع كردستان سوريا وهكذا بعد حين مع تركيا وأيران وغيرها لنحقق الحلم الكردي بكردستان الكبرى، وكل ذلك بضحايا من غير الأكراد وليذهب كل من ليس كردي إلى الجحيم في سبيل الحلم الكردي وكردستان الكبرى!!!
هذه هي القصة فهل تعي جبهة المعتدلين أياها وتتوقف لتراجع حساباتها وتنقذ العراق؟ أم تبقى المصالح الضيقة تقودهم لحلم بحكم أو بحكومة أو بوزراء ومناصب بينما العراق تتقطع أوصاله وسيصل إلى آخر الدواء الذي هو الكي حيث يقطع إلى دويلات طائفية هزيلة وضعيفة لوقف مسلسل العنف وبهذا سنحقق الحلم الشيعي والكردي لكن سيذهب العراق وكل مجده وحضاراته إلى ذاكرة التاريخ ليلعن كل التاريخ ماضيا وحاضرا ومستقبلا سياسيوا اليوم على فعلتهم وجريمتهم النكراء.
اللهم اشهد أني بلّغت.