«الائتلاف» يؤجل إلى «إشعار آخر» حسم مشكلة ترشيح الجعفري
14/04/2006لندن - معد فياض بغداد - حيدر نجم : أرجأ «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعي مرة اخرى و«حتى إشعار آخر» هذه المرة مسألة حسم مرشحه لمنصب رئاسة الوزراء في الحكومة الجديدة ابراهيم الجعفري، الذي يواجه عقدة رفض الكتل النيابية الرئيسية له.
وقال النائب حسن الشمري عن حزب الفضيلة، احد مكونات «الائتلاف» للصحافيين امس، «لقد تم تأجيل الاجتماع حتى اشعار آخر» في اشارة الى اجتماع كان مقررا عقده امس، لحسم مسألة الجعفري، وهو اجتماع مؤجل ايضا من اول من امس. واضاف الشمري ان «الغرض من التأجيل هو كسب المزيد من الوقت، في محاولة لحث البعض علىتغيير موقفه حيال الجعفري»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
واوضح الشمري ان «هناك اطرافا في الائتلاف مصرة على ترشيح الجعفري، وترى انه جاء وفق آليات ديمقراطية يجب احترامها، بينما هناك اطراف اخرى ترى انه ليس من الصحيح الذهاب الى قبة البرلمان وبقية القوائم رافضة لهذا الترشيح». واكد ان «الائتلاف يريد بلورة رأي موحد، وهذا متوقف على حسم موضوع الجعفري مع بقية القوائم من خارج الائتلاف». واعرب الشمري عن اعتقاده بأن «هذه المسألة ستتم تسويتها في النهاية تحت قبة البرلمان، لكن ليس بالضرورة ان يكون ذلك يوم الاثنين المقبل»، حيث من المقرر التئام البرلمان.
وفي حال اصرار بقية الكتل النيابية على رفض ترشيح الجعفري، اوضح الشمري ان «هناك اسماء مرشحين اخرين مطروحة كقاسم داود وعادل عبد المهدي، بالاضافة الى مرشح اخر من حزب الفضيلة».
من ناحية اخرى اعلن اياد السامرائي، المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية، ان طرحهم ترشيح شخصية عربية سنية لرئاسة الجمهورية بدلا عن الرئيس جلال طالباني «ليس جديدا»، فيما اعتبر النائب محمود عثمان العضو البارز في قائمة التحالف الكردستاني تصريحات السامرائي انها «بالونات للضغط والاختبار تطلقها بعض الجهات والاطراف في محاولة عرقلة العملية السياسية الديمقراطية». ومن من جهتهما اكد حميد مجيد موسى، سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي ورضا جواد تقي مسؤول العلاقات السياسية في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، بزعامة عبد العزيز الحكيم، وقوفهما الى جانب بقاء الرئيس طالباني في منصبه.
وقال السامرائي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد أمس، «حديثنا عن ترشيح عربي سني لمنصب رئيس الجمهورية ليس بجديد، لكن تسليط الضوء عليه الان جاء بعدما انتهينا من مناقشة مواضيع برنامج عمل الحكومة ومجلس الامن الوطني ووصلنا الى مرحلة تسمية الرئاسات الثلاث، الجمهورية والحكومة والبرلمان»، مشيرا الى انهم لم يطرحوا حتى الان اسم الشخص المرشح «وان كنا داخل التوافق نتحاور حول الاسم ولكننا لا نريد طرحه على الاعلام كي لا نقع في اخطاء الاخرين». وحول موضوع التأخير في اعلان الائتلاف عن مرشحه لرئاسة الحكومة قال السامرائي، «حتى الان لم نسمع جديدا من الائتلاف ونحن نعتبر التأخير في تشكيل الحكومة تجاوزا على الدستور».
من ناحيته قال رضا جواد تقي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، ان «الائتلاف العراقي الموحد سيقف مع ترشيح طالباني رئيسا للجمهورية». وتحدث تقي عن أزمة اختيار رئيس للحكومة قائلا: «لم يتوصل الائتلاف حتى اليوم الى أية نتائج، كما اننا لا نريد ترحيل هذه الازمة الى جلسة البرلمان، التي ستعقد الاثنين القادم»، مؤكدا انه ليس للمجلس أي مرشح بديل عن الجعفري.
من جهة ثانية، قال عضو في الائتلاف لـ«الشرق الاوسط» امس، ان «الوضع محير وغائم ونحن لا نستطيع الوصول الى حل ما لم يعلن الجعفري عن انسحابه وهذا ما يرفضه حتى اليوم». واضاف العضو الذي رفض نشر اسمه ان «لحزب الدعوة شروطه في ما اذا انسحب الجعفري، وابرز هذه الشروط هي عدم ترشيح عادل عبد المهدي لهذا المنصب بدلا عن الجعفري». من جهته اكد حميد موسى، ان الحزب الشيوعي العراقي يقف الى جانب طالباني كرئيس للجمهورية واعتبر ان «عدم الابقاء على طالباني بحجة ان يكون الرئيس عربيا، هو منهج خاطئ ويكرس النزعة العنصرية». وقال النائب الكردي محمود عثمان لـ«الشرق الاوسط» في بغداد امس، «ما سمعناه من بعض الاخوة في قائمة التوافق وقائمة الائتلاف حول ان يكون الرئيس القادم للبلاد عربيا سنيا، باعتبار ان العراق بلدا عربيا، معروف لنا وسمعناه سابقا، وقد اتصلنا بالاخوة في قائمة التوافق بعد هذ التصريحات واكدوا لنا انهم لم يقدموا مرشحا لشغل منصب رئيس الجمهورية وانهم سوف لن يرشحوا اي شخص لهذا المنصب في المستقبل، لانهم ،كما قالوا، ليست لديهم نية للترشيح لهذا المنصب في هذه الفترة، لان لهم ثقة بالرئيس طالباني». وختم قائلا «هذه بالونات ضغط واختبار لمعرفة ردود فعلنا العكسية».