الاحتقان الطائفي في البصرة يمتد الى الفرق الشيعية
06/08/2006الجيران - البصرة- وقع أكثر من 20 حزبا وحركة سياسية عراقية وممثلون عن الاجهزة الامنية في البصرة امس على وثيقة ( الزهراء) لتشكيل مجلس لإسناد القانون في المدينة التي تشهد توتراً واحتقاناً طائفياً ليس بين الشيعة والسنة فقط وانما بين الشيعة والشيعة ايضاً، حيث تعرضت الطائفة الشيخية التي تعد ثالث مكونات البصرة الى تهديدات بالقتل والتهجير من جانب جماعات مسلحة مجهولة.
وقال السيد عبد الأعلى الموسوي ممثل الطائفة الشيخية في المجلس إن " الهدف من تأسيس هذا المجلس هو محاولة تفعيل القانون وإسناده من قبل جميع المكونات السياسية والطائفية في البصرة وتحريم القتل والاختطاف وكل أعمال العنف".
وأضاف أن " فكرة تشكيل المجلس حظيت بدعم المرجعيات الدينية في النجف وتشجيع رئيس الوزراء نوري المالكي رئيس الوزراء"، مشيراً إلى أن" أغلب الأطراف الموقعة على تأسيس المجلس لهم من يمثلهم في حكومة البصرة المحلية ومن خلالهم سيسعون إلى تفعيل القانون وسيادته لتطويق كل ما يمكن أن يخل بالوضع الأمني في المحافظة".
الاعلان عن وثيقة ( الزهراء ) جاء بعد السلسلة من الزيارات قام بها وفد يمثل عقلاء البصرة الى كلاً من السيد على السيستاني والشيخ اليعقوبي وعبدالعزيز الحكيم ومقتدى الصدر. وتنص الوثيقة على تحريم قتل النفس والتسليب والاختطاف والتهجير القسري للمواطنين ولاي سبب كان، وضرورة احتضان العوائل المهجرة الى البصرة، ودعم واسناد الاجهزة الامنية لاداء واجباتها مع احترام استقلاليتها وعدم تدخل في شؤنها الخاصة ومنع استخدام سيارات الدولة وسيارات الشرطة بالاخص للاغراض الحزبية.
هذا التحرك جاء في اعقاب تعرض الطائفة الشيخية الى سلسلة من التهديدات من بينها قصف الاماكن التجارية والدينية ومنازل المواطنين بصواريخ ار بي جي 7 والهاونات بالاضافة الى تلقي الطائفة منشورات تطالبهم بالرحيل عن البصرة مما دفع بابناء الطائفة الى النزول للشوارع مدججين بالسلاح .
من جانبه فقد اكد علي الموسوي نجل زعيم الطائفة الشيخية لـ ( الملف)، ان الطائفة تعرضت الى اعمال ارهابية من بينها ضرب دور العبادة والمنازل بالصواريخ والقذائف كما زرعت عدد من العبوات الناسفة في الطرق المؤدية الى اماكن عمل وسكن ابناء الطائفة، هدفها الاستفزاز ومحاولة ارهابنا.
وقال " ( رب ضار نافعة ) كما يقولون وهي ان الذي حدث قد جعل الشيعة تتوحد وان يوحدوا موقفهم"، وتابع " ان الذي هجر اخواننا السنة من البصرة يعيش هو في ظلام ، كذلك ان الذي لديه النية في ان يهجر الشيخية من البصرة يعيش ايضاً في الظلام". وحول سؤال لـ (الملف) عن الجهة التي قامت بالتهديد قال : " الاحتمالات كثيرة ممكن ان يكون المحتل من قام بهذا وممكن ان يكون هناك بعض ممكن لديه اغراض شخصية او مذهبية لكنني اريد القول بان الذي فعل مثل هذه الاعمال هو بلا شك مجرم ، لم يستطع التقدم خطوة واحدة لتنفيذ تهديده".
وبالرغم من تشكيل المجلس والتوقيع على الوثيقة الا ان الطائفة الشيخية التي تعد احدى فرق الشيعة وتسمى ايضاً بالركنية، لاتزال في حالة استنفار وان مسلحيها يسيطرون على اجزاء واسعة من المدينة لحماية انفسهم وممتلكاتهم من أي عدوان . يذكر أن المجلس غابت عنه جميع الأطراف السنية في البصرة ولم يحضر المؤتمر الحزب الإسلامي العراقي أو هيئة علماء المسلمين أو أي شخصية سنية.