الاخ ليون برخو الكنيسة الكلدانية الجامعة ثابتة وراسخة
اولا: الاشخاصمن خلال اطلاعي على مقالاتك بشأن الكنيسة تبين انك شماس في الكنيسة ، عليه نحن المؤمنون بالمسيح، بغض النظر عن الكهنوتية والعلمانية ، لابد ان نمتثل للتعاليم الراقية التي ضخها رب المجد فــي قلب كل مؤمن ": إذا اخطيء اخوك ، فاذهب اليه وانفرد به ووبخه . فإذا سمع لك ، فقد ربحت اخاك . وإن لم يسمع لك فخذ معك رجلا او رجلين ، لكي يحكم في كل قضية بناء على كلام شاهدين او ثلاثة . فإن لم يسمع لهما ، فأخبر الكنيسة بامره " ( متى 18: 15-17 ) . الامرواضح ان الخطأ موجود سواء عند العلماني اوالكاهن، ولكن هذا الخطأ لا يعالج في الانترنيت والتشهير والاساءة ، بل يعالج بتعقل وحكمة وشفافية . الصوت الاتي من المسيح من خلال الايات المذكورة يقول : اذهب وراءه في هدوء وخلوة وبعيدا من كل أحد وعاتبه بلطف، اي اخبره بخطئه لعله يسمع لك ويرق قلبه للسلام والمحبة وعودة المياه الى مجاريها . وإذا رفض وتماحك وقدم الأعذار وبرأ نفسه ، فعد اليه ومعك شاهد او اثنان لتقنعه أمامهما بما تراه الحق، فإذا لم يسمع ، اذهب الى المطران، اعلى سلطة في كنيسة السويد للتحقيق . اما حضور المطران فهام جدا، في آخر الامرليأخذ الحل طريقه .
ثانيا: الكنيسة
قولك:" حسنا فعل مار اندش اسقف الكاثوليك في السويد عندما اعلن مقابلة اخيرة ( رابط 9) انه امر اجراء تحقيق في الشكاوى الواردة ضد الكنيسة الكاثوليكية "
كان اجدر ان تذكر الشكاوى الواردة ضد الاشخاص في الكنيسة وليس ضد الكنيسة الكاثوليكية ، لأن الاشخاص يخطئون اما الكنيسة ، جسد المسيح ، لا تخطيء ابدا . يسوع المسيح نفسه حجر الزاوية (افسس 2: 20 ) . الهيكل القديم حجارة هو وأعمدة ، حجر فيه لم يبق على حجر ، ولا عمود إلا وسقط وانكسر . أما الهيكل الذي بناه فعلا في ثلاثة ايام فكان هو هيكل جسده الذي هو الكنيسة حيث المسيح فيها حجر الزاوية . وحجر الزاوية هو في كل بناء مقبي على شكل قبو ( قوس ) يتحتم ان يكون فيه بالنهاية حَجَرة ذات شكل واحد أساسي تعتبر اهم حجرة في المبنى كله ، توضع في مكان واحد دائما لتحكم ربط البناء كله وإلا سقط ، وهذه تسمى حجر السر الذي يقوم عليه البناء . واضح هنا ان القصد من التشبيه بحجر الزاوية ، انه يمسك البناء معا ، او فيه كل البناء معا ، بحيث لو رفع يسقط المبنى كله في الحال . من هنا جاء التشبيه بهذا الحجر من احكم واصدق ما يمكن ، فهو اولا في الرأس كأعلى حجر وثانيا يمسك جميع الاحجار معا وبالتالي يقف البناء . يسوع المسيح في الرأس فوق الكل ، فالمبنى بدونه يسقط . لذلك لما حول التشبيه لبيت الله من هيكل الى كنيسة والتجأ هنا الى الجسد ليعطيها شكلها الروحي وطبيعتها جعل المسيح فيه ( الرأس ) وهونفس موضع حجر الزاوية بالنسبة للبناء . الكنيسة الكاثوليكية الجامعة هي جسد المسيح ، حجر الزاوية . وارجو لا سمح الله ان لا تكون من ضمن الجماعة الذين شنوا ويشنون هجوما على كنيستنا ، حجر الزاروية . ولا يستطيع احد ان ينال شيئا من كنيستنا الكلدانية ، انها حافظت على الوجود المسيحي في العراق منذ الفين عام ومستمرة . الكنيسة الكلدانية لا تحتاج الى مساندة جمعية اصدقاء الكنيسة الكلدانية وتنقيتها من الشوائب ، لان المسيح ، الكنيسة ، هو ينقينا جميعا من الشوائب وليس العكس . الكنيسة الكلدانية الجامعة ثابتة وراسخة لانها جسد المسيح .
ثالثا: القومية الكلدانية والسنودس
ورد في مقالك المنشور في موقع عشتارالتي تسر بمثل هذه المقالات وترفض نشرمقالات الكتاب الكلدان كما حدث معي ، وهذا إن دل يدل على مراعاة وحدة شعبنا ! الشعارات الرنانة لمخترعي التسمية . بصراحة سئمنا من شعارات دعاة الوحدة ، وهم اصلا دعاة انفصال وتفرقة .
اقتبس من مقالك : " الكلدان قومية منفصلة : هذه تقع ضمن خانة السياسة بامتياز والسياسة دهاء ومعرفة وحكمة ومباديء واستراتيجية وتكتيك وامور سلبية اخرى اعزف عن ذكرها كي لا يتصورها البعض تطاولا على مقام المطارنة لاسيما ان بعضهم من الاصدقاء ومعرفتي..... ولكن الذي يولج باب السياسة عليه ان يتقبل النقد بكافة اشكاله وان كان مؤلما لأن السياسة فيها امور غير حسنة احيانا .
القومية فعل وعمل وكفاح ونضال ومقاومة كل هذا في سبيل الإرث الحضاري والثقافي والادبي والتأريخي واللغوي الذي يشترك فيه ابناء القومية الواحدة . واقرب مثل الينا هم الاكراد . الاكراد قومية يناضلون ويكافحون في سبيل اعلان ....
اذا كانت غاية المطارنةالاجلاء اعلان شأن اللغة الكلدانية وإرثها الثقافي الكلداني ... وعدم السماح للاخرين يسلخهم عن هذا الارث مهما كانت الاعذار والاسباب والدفاع عنهم بكل السبل المتاحة والممكنة فأنا كلداني قومي حتى العظم ، اما اذا كانت القومية الكلدانية في غير ذلك فالسبب والغرض هو فقط لغاية يعقوب ." انتهى الاقتباس
اخي ليون حضرتك بينت في مقالاتك بأنك شماس واستاذ جامعي ، وكنت مديرا لمكتب رويتر وكاتبا ومعتمدا في اسوشيتت برس ، واستاذ لغة واعلام في ارقى الجامعات الاسكندنافية ، وكاتب عمود في واحدة من اشهر الصحف العربية ، وعضوا في هيئة تحرير اكثر الصحف العراقية انتشارا . انا افتخر بهذه المؤهلات ولكن العجيب انك تفرض شيئا غير واقعيا ولا علميا بأن كل من يفتخر بقوميته ويعتز بإنتمائه لها هو سياسي ! عجبي !!! هل المطارنة اتوا من كوكب اخر ليس لهم هوية واخترعوا لهم الهوية السياسية الكلدانية المنفصلة ؟! عجبي !!! انا واثق كل الوثوق ان المطارنة الاجلاء يحملون الهوية الكلدانية التي يعتزون بها ، وان جهادهم الايمان وتوصيل الكلمة الى اذهان الناس وليس السياسة . انا شخصيا لست سياسيا ولكن اعتز وافتخر واتشرف بكلدانتي التي هي هويتي . وكذلك اعتز بكل سياسي شريف سواء كان كلدانيا او اشوريا او سريانيا او عربيا او كرديا يجاهد سلما بحصول حقوق شعبه ، ولماذا تتهم السياسة بان فيها امور غير حسنة احيانا وامور سلبية . لماذا الاساءة للسياسيين ؟ يبدو ان الزاوية التي تنظر اليها الى السياسيين زاوية ضيقة جدا لتعكسها على المطارنة الاجلاء . وان هذا التحليل لايستند الى العلمية والواقعية . الاكراد لم يكافحوا من اجل قوميتهم بل كافحوا من اجل الحصول على حقوقهم المشروعة ، ولا اريد ان ادخل في تفاصيل كثيرة لأنني لست بصددها .
أخي ليون اود ان اوضح ان مفهوم القومية لغويا يقصد جماعة من الناس الذين تجمعهم اهداف ومشاعر ويرتبطون بارض وحضارة ولغة . أن القومية التي يحملها الانسان سواء كان مطرانا او علمانيا تدل على هويته وانتمائه الاجتماعي والاسري منذ نعومة اضافره بل موجودة قبل ولادة الانسان إن صح التعبير، وتصبح جزءاً من حياته التي تدخل فيها عامل اللغة والسلوك والعادات والقيم الاجتماعية وتنموا معه بايولوجيا . ومن الصعب تغييرها الى سياسة ، لأن كل من القومية والسياسة لهما مفهومان يختلفان الواحد عن الاخر. كذلك من الصعب تغييرها الى تسمية دخيلة التي لا تمت بصلة الى الواقع الاجتماعي للانسان إلا في حالة واحدة ، حب السلطة والشهرة والمنفعة الذاتية . فالقومية عند تغييرها الى تسمية تصبح مقننة حسب اهواء دفينة ، وبعد جيل ستكون القومية في خبر كان لا وجود لها بفضل السياسيين المنتفعين من التسمية المركبة . عليه ان تحليلك ليس له سند علمي بل الغرض هو فقط لغاية يعقوب .
في الواقع ان الامر محزن عندما تربط قوميتنا الكلدانية بالسياسة والانفصال وكأننا في سجن لا يسمح الكلام عن هويتنا الكلدانية . كان المسيح مهموما بما يجري في داخله ! لماذا هذا الهم ؟ بسبب عدم وحدة الشعب من الفريسيين والصدوقيين وهما طائفتان كانتا غالب الاحيان في خصام وعدم ايمانهم بالسيد المسيح هو المسيا المخلص. والان يحدث لنا نفس الشيء حيث الانانية وبرود المحبة بين جماعة المسيح ، والكلام على الكلدان بكلمات لا تليق بالمفهوم الاخوي . وهذا كله مخطط لهدم القوميات في العراق وبالتالي المسيحية ، واصبحنا منعزلين عن بعضنا وضعفاء امام الاخرين . اضافة الى ذلك وجود شخصيات غير مؤهلة للادارة السياسية لعدم وجود رؤية مستقبلية لهم وعدم صراحتهم بما يجري خلف الكواليس .
لذلك زاد المسيح في وصف الهيكل كيف يترك خرابا بأن اوضح لهم بهدمه حتى التراب بحيث لايبقى فيه حجر على حجر . وكانت رؤية المسيح هذه وكأنها لقطة مصورة لمنظر الهيكل بعد أن تم خرابه ،إذ تم إحراقه وإسقاط كل مبانيه الضخمة . وقد استخدم الرومان كل جبروتهم ليهدموه الى الارض . والجزء الموجود الان من سوره هو جزء من المبنى القديم الذي أقامه هيرودس ، تركه تيطس خصيصا ليشهد العالم على جبروت الرومان كيف هدموه ، لأن حجارته بلغت من الضخامة ما لا يمكن تصديقه . ألا نستفاد من وصف السيد المسيح وكأنه يريد ان يقول لنا سقوط المحبة بين العائلة المسيحية الواحدة والتشهير في المواقع سيؤدي الى مزيد من خراب البيت المسيحي . ألم نتعظ ما اصابنا من هدم كنائسنا وقتل الكهنة والمطران والعلمانيين وتهجير اهالينا الى سوريا والاردن ولبنان ومصر واليمن ، بل الى بفاع العالم ؟ !!
ان الخروج من الانفعال في حياتنا الى عالم العقل والحكمة ومعالجة الامور بالمنطق العلمي الهاديء هو الطريق الوحيد للوصول الى الالفة والتفاهم وحل المشاكل . قد يكون أولى واجبات رسالة الفكر للكـُتاب في مرحلتنا الحضارية الراهنة التي ما تزال القيم العتيقة تتحكم في كثير منا بشكل مخيف ، لايمكن ان يخلف سوى البعد والتفرقة وكذلك يخلف البعد عن التطوير والتغيير المطلوب في نطاق الفكر وقيم المجتمع وثقافته والديمقراطية .