الارهاب وسبل مكافحته
الكل يعلم معاناة الشعوب من الفعل الارهابي , ومخلفاته , واساليبه المدانة , من كل الناس الشرفاء المحبين للخير وسعادة الانسان وراحته وامنه واستقراره وتوجهه المعيشي لكسب رزقه وعياله وديمومة حياته, لذا وجب من كل انسان مهما كان جنسه ولونه وموقعه ومنحدره الوقوف بوجه الارهاب السافر البعيد عن كل قيم الحياة , وجب محاربة الارهاب وتعرية وجوده, انه آفة خطرة , لابد من مكافحتها, بكل الطرق والوسائل المتاحة ,الارهاب يرتكب الجرائم المستمرة, بحق الشعوب الفقيرة والمظلومة, ولا يستثني احد عمرا وموقعا وجنسا , يستهدف الطفل والشيخ والمرأة والعامل والفلاح, وصاحب عمل وتاجر ومثقف, واصحاب الكفاءات والمعلم والمهندس والزراعي والصناعي, وكل مكونات المجتمع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والمدني. المسلم والمسيحي والصابئي واليزيدي. العربي والكردي والتركماني والكلدوآشوريالسرياني والارمني..الارهاب هو ضد الجميع.. أوجد الكوارث والمآسي والهجرة المقنعة التي لا يمكن لاحد الوقوف ضدها, والحد منها, أو تخفيفها. أنها الموت , او البقاء. بسبب الارهاب التكفيري وهو يستهدف كل البلدان العربية والاجنبية المسيحية والاسلامية وحتى البوذية. أنه كارثة اجتماعية, وسرطان يسري وينتشر بلا دواء رادع. أنه مخدر للعقول الضعيفة والقاصرة والمستغلة. بالفتاوى الدينية والتأمل بالجنة والكل بعيد منه ولا يمكن تحقيقه والدين بريء من الفعل المشين , ولا يرضى بقتل البشر والنفس, كون الانسان لا يملك حتى نفسه بالشرع السماوي, فلا يحق له المساس بها وأيذائها ! فكيف بقتلها وانهائها والعديدين من البشر المسالم.. أنها قمة الخيانة والغدر والاثم والبغاء..الذي يدفع ثمن الجرائم الارهابية . غالبيتهم من الابرياء المدنيين العزل, يستهدفون الجوامع ودور العبادة والكنائس , والحسينيات , وبيوت الله.دون تفريق, حتى رجال الدين ومن مختلف الاديان. يستهدفون المدارس ورياض الاطفال والاسواق والسيارات المدنية وقوات حفظ الامن للمواطن ناهيك عن استهداف الناس العزل , وتاثيرات ذلك نفسيا, مع دمار الانسان وتشويه خلقه, ووجوده الانساني المتمثل بقيم الحضارة والتطور والتقدم المطلوب ايجاده على ارض الواقع.
ان ازدواجية التشبث وخلق الذرائع , واسباب الفعل المشين لمحاربة الاحتلال الاجنبي , شوهت سمعة المقاومة الشريفة , وأضعفتها وبالتالي الاعمال الارهابية تنصب في خدمة المحتل وتواصل بقائه ووجوده وهذا ما يبرر فعلا وجوده لمحاربة الارهاب والمساهمة الفاعلة لذلك.أنها طامة كبرى , تتحملها الشعوب .. الارهاب هو غسل عقول المسلمين الشباب لتهيئتهم للانتحار لقتل اكبر عدد ممكن من الابرياء والاطفال والنساء وكل انسان بريء بدم بارد..
مقاومة الاحتلال واجب وطني ومقدس لا احد ينكره ولكن ليس بطريقة همجية ووحشية وبقتل الابرياء ويعطي الذريعة الحقيقية لادامة الاحتلال وتوسعه من جراء هكذا تصرفات مشينة وهمجية ومدانة من قبل الدين الاسلامي وكل الاديان والاعراف الاجتماعية والادبية والخلقية.
مالمطلوب لمعالجة الارهاب:
1. مد جسور الثقة , والتعاون والتنسيق الكاملين , من قبل كل دول العالم عامة ودول المنطقة خاصة, وبجدية عمل هذه الدول لمقارعة الإرهاب وإفشال مخططاته , كما علينا ان نعترف ,جميعا بان الارهاب هو من صنع أميركا في فترة الحرب الباردة التي كانت قائمة آنذاك.
2. معالجة الاوضاع الاقتصادية المتردية, في كل دول العالم , وخاصة في منطقتنا ,التي تعاني الكساد والفقر المحدق , والتدصور الصحي , وغياب الضمان الاجتماعي , والوارد التقاعدي للمواطن ومعالجة كل السلبيات التي ترافق الانسان في الحياة..
3. ايجاد اجهزة أمنية كفوءة مع توفير كافة التقنيات لمعالجة الاوضاع الاستثنائية وتطبيق القوانين والانظمة كاملة وبعدالة..
4. تشريع قوانين قوية وصارمة وموضوعية مع متطلبات الاوضاع المستجدة لمعالجة الامور بحكمة ودراية للتصدي للفكر الارهابي الهدام قولا وممارسةومن ثم كبحه وقمعه وانهائه , لتوفير الامن والامان والاستقرار..
5. أطلاق الحريات العامة للشعب عموما , لخلق ثقة كاملة ومتبادلة , بين المواطن والسلطة, مع أشاعة الديمقراطية وأفعال دورها بالعمل والممارسة..
6. توفير كل الاجواء, وممارسة الفعاليات والنشاطات المختلفة للشعوب, لفضح الارهاب والارهابيين والمروجين له وتعريته لازالة اثاره الهمجية وعزله عن الدين , لانه بريء من الارهاب ولا يمت له بصلة..
7. أعادة النظر بالمناهج الدراسية بكل مراحلها ,بما فيها الجوامع ودور العبادة المستغلة لتسييس الدين وأدلجته , بغية أزالة اي صلة بين الدين والارهاب..
8. الاهتمام بالدستور وتنقيحه باستمرارمن خلال البرلمان وسن قوانين رادعة لمكافحة الارهابوقلع جذوره ومحو آثاره..
9. ايجاد صلاة وأواصر متينة للحوار بين كل فئات المجتمع بطريقة ادبية وحضارية متطورة وهادفة بما ينسجم مع المصلحة الوطنية العليا للمجتمع وتطوره في كل الاتجاهات الفكرية والسياسية بالاتجاه التقدم لصالح الشوب وحرية الاوطان.
10. حرية العمل الهادف لكل الاحزاب والحركات والصحافة المنصبة في خدمة الشوب والاوطان , لسد الثغرات امام القوى الهدامة المناوئة للوطن والشعب.
11. محاولة تقليص الفجوة بين الغنى والفقر, وسد رمق الحياة لمنع أستغلالها مرارة العيش للتبجع من قبل الارهاب ..
12. الحد من زيادة الاسعار وخاصة المواد الاستهلاكية والضرورية للحياة كالنفط ومشتقاته والمواد الغذائية الاساسيةللحياة..
13. توفير التعليم المجاني والقرطاسية والمواد الدراسية مجانا لكل مراحل الدراسة, مع توفير الاجواء الدراسية للطالب لتطور التعليم والبحث العلمي , في كل المجالات , مع العدالة للمقتعد الدراسية العليا بلا تمييز.
14. بناء مؤسسات ديمقراطية عمالية , فلاحية , شبابية , طلابية , المرأة , المعلمين , مهندسين , تجار, أرباب العمل , مهنيين, وكل شرائح المجتمع بلا استثناء.
15. خلق اجواء أيجابية , وعلاقات أنسانية ,في التعامل بين ألاعلى والادنى , وجعل القانون والشرائع والدستور لكل الناس وعلى كل الناس دون تمييز او تفرقة, له ماله , وعليه ما عليه من حقوق وواجبات..
16. جعل علاقة تفاهم وتآزر بين كل فئات المجتمع, بتعاون ومحبة , والاخلاص في العمل, وانهاء كل المخلفات المدانة اجتماعيا, وزرع بذور الخير والتطور والتقدم لكل الشعب وسعادته وحرية كل الاوطان في المنطقة والعالم..
17. توحيد الصف الوطني والالتقاء على حب الوطن والمواطن ,مع تعزيز الوحدة الوطنية , التي هي خيمة لكل العراقيين ,تقينا من الشمس والبرد وكل اساليب الارهاب ومخلفاته بعيدا عن الطائفية والعنصرة تنصب في خدمة الانسان في كل مكان وموقع من العالم..
18. التركيز على النهج والمنهج الديمقراطي في التعامل بين الشعوب مع التطور الحضاري والعلمي في التعامل وعدم ابعاد الاخر والاخذ بآراء الجميع حتى المخالفة والمختلفة باسلوب متطور ونهج يخدم الجميع . بخطوات بطيئة لكنها عملية بناءة على مدى البعيد.
19. أيجاد خطط عملية ومناهج مقرة سلفا ومتفق عليها بمؤتمرات مقامة باسلوب ديمقراطي حضاري,سنويا .. وعلى البعيد ضمن خطط خمسية مقامة على هذا الاساس لبناء الوطن وزرع بذور الخير لسعادة الشعوب . كما مطلوب محاسبة السلطات التنفيذية في حالة التقاعس والتقصير.
20. لابد من تحالفات القوى الوطنية التي تهمها مصلحة البلد والتي لها برامج عملية وعلمية في الوطنية الديمقراطية, ومحربة الارهاب والطائفية والبناء الديمقراطي والوحدة الوطنية والمصالحة مع كل الخيرين في كل البلدان التي تهمها مصلحة الوطن والمواطن ,على حد سواء..
ناصر عجمايا
16\09\06