الاشعاعات النووية وكيفية الاستفادة منها
دعونا منذ فترة الى اقامة مشاريع وبحوث وبرامج في مجال الطاقة النووية للاستخدامات السلمية والانسانية في الدول العربية والشرق الاوسط . ان تلك الدعوات اتت بسبب ثلاثة عوامل رئيسية وهي - الاول - لاكمال اواكتمال عملية التوازن والردع مقابل الجانب الايراني . - الثاني - ايجاد بدائل ومصادر جديدة للطاقة . - ثالثا - اهميتها في البيئة والكلفة وتعدد مجالات استعمالاتها في حياتنا اليومية .في هذا الموضوع لا نريد اليوم ان نخوض في الثلاثة عوامل التي ذكرناها قبل قليل. وتترك مهمة معرفة ما في داخلها للقارئ الكريم . لان من عناوينها نستطيع ان نتعرف على اهميتها وفوائدها .
بحثنا هنا يتركز على استعمال الاشعاع والطاقة النووية في حياتنا اليومية وكيفية الاستفادة منها للاغراض السلمية والبحوث العلمية الانسانية .
كل واحد منا يعرف ان الاشعاع يتكون من عدة او بالاحرى ينقسم الى انواع . ومن اهم تلك الانواع - هي * اشعة كاما * هذه الاشعة او هذا الاشعاع له القدرة على اختراق بعض الحواجز ما عدا طبقة من الرصاص السميك وطبقة من الاسمنت - الخرسانة - وكذلك طبقة كثيفة من الماء .
* اشعة بيتا * لها القدرة على اختراق مثلا بشرة جسم الانسان لمسافة 2 - 3 سم . * اشعة الفا * غير قادرة على اختراق الجلد .
من اهم الاستخدامات والتطبيقات السلمية للاشعاع في حياتنا اليومية هي - سوف نعددها جميعها ويتم التركيز على موضوع واحد مهم * حفظ الغذاء * .
/ توليد الطاقة الكهربائية من المفاعلات النووية / التصوير الاشعاعي في الصناعة / الصناعة البترولية والتعدين / استخدام النظائر المشعة في الطب وتشخيص العديد من الامراض / فحص المخ وفحوص الكبد والبنكرياس والفحص الرئوي والفحص المعوي وفحص القلب وفحوص الاوعية الدموية ومتابعة الدورة الدموية في الانسان والفحص الكلوي وانواع الغدد / . من اهم مصادر الاشعاع المستخدم في الكثير منها هو * اليود * والفوسفور * المشعان .
اضافة الى ما ذكر هناك استعمالات اخرى للاشعاع النيتروني واشعة كاما والايونات الثقيلة في معالجة بعض حالات السرطان . وكذلك في عمليات التعقيم وتعقيم الادوات الطبية بدلا من الماء الحار والبخار والغليان وكذلك في الاجهزة القديمة الكلاسيكية المختبرية المعروفة .
اخيرا هناك استعمالات اخرى للاشعاع في الصناعة وفي كثير من المواد ومن بينها المطاط والبلاستيك لتغيير خواصها لاستعمالها في مجالات اخرى يستفاد منها . وكذلك استعمال المواد المشعة في تحديد اعمار الاثار والاثريات باستعمال عنصر * الكاربون 14 * ...... ! .
ناتي الان الى اهم نقطة الا وهي * استعمال الاشعاع في الغذاء والزراعة والحفظ والمبيدات والافات الزراعية * -
ان منطقتنا العربية وناخذ هنا العراق مثالا. هي بلدان زراعية وهو المورد الرئيسي في اغلب الدول . ان تقديراتنا من التلف والخسائر من عمليات التخزين الغير علمية والصحيحة تصل الى نسبة ما يقارب اكثر من 40 % في اغلب الدول العربية ومنها العراق . اضافة الى وجود معوقات ومشاكل اخرى مثل تصدير المواد الزراعية والتلف الذي يصيبها اثناء النقل .
في العراق سابقا كان يعتبر من اوائل دول العالم وفي المنطقة في انتاج التمور وعدد النخيل . العراق كان يصدر مئات الالوف من اطنان التمور الى دول العالم والى الصين والهند . عندما كانت بواخر التمور العراقية تصل الى موانئ تلك الدول ان المشتري كان يرفض استلام التمور بحجة انها غير مطابقة للشروط والمواصفات وانها مصابة بالحشرات . اما ان تعطى مجانا او ترمى في البحر . وتم استغلال العراق بهذه الطريقة سنينا طويلة .
اما الزراعة هي الاخرى كانت تعاني وما زالت تعاني الكثير من المعوقات والمشاكل من بينها الافات والحشرات الزراعية . وهذا يؤثر على الانتاج والحاصل وخسائر في الاموال والمجهود .
في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات تم مفاتحة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاجراء بحوث علمية ومشروع مشترك بين الوكالة والطاقة الذرية العراقية. والمشروع يتم تمويله من الوكالة . وتم الاتفاق وتنفيذ المشروع الانساني والخدمي هذا . كان المشرف من الجانب العراقي الدكتور - البروفيسور حميد عودة من منظمة الطاقة الذرية العراقية . والمنفذ الوحيد في المشروع من اجراء التحاليل والتشعيع والتجارب كان - جوزيف شلال - وتحت اشراف العالم العراقي حميد عودة .
قمنا بجلب اهم اصناف التمور العراقية ومن مختلف مناطق العراق . وتم اضافة اهم مادتين زراعيتين مهمتين كذلك هما - البصل والبطاطا - . وقمنا باجراء تجارب لحوالي اكثر من اربع سنوات على التمور والبصل والبطاطا باستعمال الاشعاع من اشعة - كاما - كوبلت 60 - . واجراء تجارب مختبرية مهمة . وقياس درجات الرطوبة وتحليل السكريات والبروتينات والاحماض الامينية . وكذلك مدى اصابتها بالحشرات والتلف وفقدان اهميتها الغذائية والتزرع ومدة الخزن اي اطالتها .
تم نشر الكثير من تلك الدراسات والبحوث في نشريات ومجلات الوكالة الدولية والمجلات العلمية العالمية الاخرى . نطلب اليوم الرجوع الى تلك البحوث والدراسات لاهميتها في الاقتصاد والزراعة وخدمة الفلاح والدولة .
josefshalal@hotmail.de