Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الاشوريون الاكثرية , الاقلية اليوم في العراق!

بعد حرب الخليج الثانية , احداثا خطيرة تحدث في شرقنا الحبيب وديار المهجر خاصة حول بعث قوميتنا وتراثنا العريقين فمن " الاشورية , حضارة , لغة وهوية شعب " الى " الارامية , حضارة , لغة وهوية شعب " والجدير بالذكر ان الصحافة الاشورية في المهجر وبالاخص في بلاد السويد عالجت هذه المواضيع من كل جوانبها وما اجتماعات بطاركة المشرق المكثفة ومحاضرات الدكتور عماد شمعون من لبنان الا ايذانا لما تخططه اجهزة المخابرات الغربية بالتناسق مع الدولة العبرية .
اما من هذه المخططات السرية التي ترمي الى تهميش وتقزيم العراق ( بيث نهرين) واقامة ما يسمى بالوطن الكردي على اشلاء شهداء امتنا الابرار. وكان من الابدى ان تاخذ الكوادر الاشورية على عاتقها مقارعة العملية هذه التي نفذتها الحكومات الاميركية والبريطانية بالتعاون مع الموساد الاسرائيلية من الانهماك في مواضيع اقل اهمية والتي يدركها كل اشوري بذي بصيرة ومنطق سليم, لكن الادارة الاميركية بالتعاون مع شخصيات عراقية واشورية سارت ببرنامجها الذي ملخصه الهاء شعبنا لكي تبعده بل تنسيه حقه التاريخي القومي المشروع .
هذا ولا تهم الادارة الاميركية التي تطمئن شعبنا في الجيب الكردي الدخيل بمستقبل باهر له في الوقت الذي فيه الجرائم الكردية ضد شعبنا في شمال العراق تسير على قدم وساق كما يخططه الاغوات الاكراد الجدد وهذا السيد جلال الطالباني قد صرح علانية لجريدة الحياة الدولية الصادرة من لندن ( 11 كانون الثاني 1995) بان السيد مسعود البرزاني هو المسؤول الاول والاخير في عملية الاغتيال التي نفذها على الشهيد الاشوري فرنسيس شابو لكونه عضو قيادي في الحركة الاشورية الديمقراطية وذلك لادخال الرعب والذعر في قلوب الاشوريين بهدف ترك اراضيهم وممتلكاتهم كي يتم السطو عليها.
اما القيادات الاشورية سواء في الشمال المغتصب او في المهاجر للاسف قوله تتسابق بالتودد واغتنام الفرص لمقابلة واخذ الصور التذكارية مع زعماء الاكراد الذين ديدنهم الاوحد ايجاد كيانهم في ارضنا الاشورية!دون ريب هناك ظاهرة بارزة في تاريخنا القومي كشان كل القوميات في الشرق الاوسط وهي ان نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي(2000) يمكن اعتبارها فترة حاسمة في نهضتنا القومية وان كان هذا الشعور القومي في البداية مغلف دينيا ولكنه بدون منازع اخذ بالنمو ومن ثم بالتخلص من القيود البالية نحو التحرر واظهار القومية الاشورية بجلاء. لذا رايت نفسي ملزما حيث المصلحة القومية والوطنية تتطلب مني المساهمة قدر المستطاع في هذا المضمار الهام لسبر وكشف الحقائق الدامغة التي للاسف يحاول البعض طمسها وتشويهها.

البدايات :

في مطلع القرن الماضي, الف الاستاذ كيوركيس دافيد مالك وهو اشوري من ايران كتابه الموسوم " تاريخ الامة السورية والكنيسة الانجيلية المشرقية " والذي اكمله وطبعه باللغة الانكليزية في الولايات المتحدة الاميركية ابنه القس نسطوريس مالك في عام 1910 وهذا مما جاء في هذا الكتاب :
" الاراميون , الكلدانيون , الاشوريون والسوريون ينحدرون قوميا ولغويا من اصل واحد " والامة السورية في نظر الاستاذ مالك اذا مبنية على اسس دينية مسيحية بحتة كما نجد ذلك اليوم في دعوة الدكتور عماد شمعون والفارق بين الاثنين هو ان الاول يدعوها الامة السورية والثاني اي الدكتور شمعون يدعوها ارامية واحيانا اخرى اشورية و سريانية ويجدر الاخذ بعين الاعتبار ان لا اختلاف بين السورية والسريانية نظرا لصياغة التسمية من مصدر واحد الا وهو اشور/ الاشوريون.
وفي لقائي بشخص اشوري عاش في الولايات المتحدة الاميركية منذ مطلع القرن الماضي وعند الحديث عن مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي السيد انطون سعادة ,ذكر لي بانه زارهم وربما اضطلع على كتاب الاستاذ نسطورس مالك وقد تاثربما كتبه في تعديل الوطن السوري ليشمل العراق ايضا اي الهلال الخصيب في وقت كان يشمل قبلا بما يسمى سوريا الكبرى او ما يسمى بلاد الشام.

الحركة القومية السورية الاجتماعية :

في اوائل عام 1932 ظهرت شخصية اخرى وهذه المرة من لبنان ومن طائفة الروم الارثوذكس وهو الاستاذ انطون سعادة والذي لم يكتب نظريته القومية فحسب بل ترجمها قولا وفعلا كما استشهد في سبيلها ( اعدمته الحكومة اللبنانية لمحاولته اغتصاب الحكم) وهو بدوره دعا الى بعث القومية السورية ونبذ القومية العربية شكلا ومضمونا ومن شعاراته – سوريا للسوريين وسوريا امة تامة – وجاء في برنامجه الحزبي :
- دعا الى تطبيق العلمانية في الحكم
- دعا الى الانفتاح التام بين مختلف الاديان والمذاهب
- دعا الى محاربة الاقطاع
- دعا الى تاسيس جيش قوي رادع لتحقيق امال الامة السورية
وما يبعث الغرابة ان السيد انطون سعاده لم يشر عن قريب او من بعيد عن ماهية لغة الامة السورية التي دعا اليها والانكى من ذلك كان عادة يستخدم في تاريخ رسائله اسماء الاشهر الغربية كما يفعل المصريون اليوم عوضا عن الاشهر الدارجة عندنا والتي تعود اصولها الى البابلية الاشورية .

الثورة الاشورية الفكرية :

وفي اواخر السبعينيات – كاتب هذه السطور – جاء بما اسماها " الثورة الاشورية الفكرية " وهي عبارة عن دراسة واجتهاد شخصي قدمته الى – الاتحاد الاشوري العالمي – في مؤتمره العاشر والمنعقد في لندن – بريطانيا وذلك في اواخر عام 1977 حيث بصفتي عضوا فيه ومحررا لصحيفته – الغفير الاشوري – باللغتين الاشورية والعربية وما يلي مما جاء في هذه المذكرة التاريخية:

" لقد فشل الاتحاد الاشوري العالمي حتى الان في كثير من القضايا الاشورية الحاسمة ويكاد ينطبق عليه الوصف الذي اطلقه احد الالمان على الاتحاد الجرماني في عام 1815 من انه : مثار اسى والم للالمان وموضع هزء الاجانب وسخريتهم ونحن لا نلقي مسؤولية هذا الفشل على الاتحاد نفسه فالاتحاد الاشوري العالمي ما هو الا مراة تنعكس عليها اوضاع المنظمات والجمعيات هنا وهناك في العالم , كما اننا لا نلقي العتب على ما ينطوي دستوره من نقاط ضعف وما اكثرها لان النية الحسنة والارادة الحازمة كفيلتان بتجاوز العقبات وعدم الجمود عندها , ولكن المشكلة اعمق من ذلك بكثير اذ انها مشكلة الشعب الاشوري نفسه!


اذا فالامة الاشورية بحاجة ماسة الى ثورة فكرية , ثورة تدك معاقل العقليات والمفاهيم الرجعية المريضة التي ما زالت تسيطر عليها الى يومنا هذا وعلى سبيل الذكر ولا الحصر انه لم نستطع ان نقدم مفهوما كاملا وشاملا على الصعيدين القومي او الوطني لان الاتحاد الاشوري العالمى قد حصر القومية الاشورية بما اسماهم بالطوائف المسيحية . اما جغرافية الارض الاشورية فقد تم حصرها بما يسمى بالمثلث الاشوري ولم يتطرق الى الشؤون الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هذا من جهة, ومن جهة اخرى يتضح جليا اننا للاسف نغض الطرف عن ابناء جلدتنا واخوتنا المتدينين بالاسلام , اليزيدية , الصابئة وغيرهم من سكان العراق حيث الجميع بالحقيقة يشكلون شعبا واحدا لامة واحدة."


ومن النقاط ذات الاهمية في هذه الدراسة :

- دعت الى الوحدة القومية في العراق
- بيث نهرين او اشور الكبير وطن واحد لشعب واحد
- دعت الى حكم علماني تقدمي
- دعت الى بعث ونشر اللغة الاشورية البابلية
- دعت الى تحرير المراة العراقية ومساواتها بالرجل تماما
- دعت الى منع تعدد الزوجات
- دعت الى الحفاظ على البيئة
- دعت الى القضاء على حياة البداوة
- دعت الى الغاء الجيب الكردي الدخيل

كلمة ختامية اقولها لابناء جلدتي الاشوريين الذين للاسف ينتقدون اخوتنا الناطقين بالعربية المسلمون ويغضون الطرف عن انفسهم حيث يعدون الاشوري المسيحي فقط , علما ان تاريخنا الاشوري في اوج عظمته لم يكن مسيحيا على الاطلاق . فما الفرق بينها وبين الحركات الاسلامية الرجعية الموجودة في ديارنا على سبيل الذكر الحركات الاسلامية العديدة والتي غدت عبئا على المنطقة باسرها وعائقا كبيرا يمنعنا من اللحاق بالركب الحضاري المتقدم. لنضيف قائلين ان هذه الحركات المسيحية الدينية لا تختلف عن الحركات الاسلامية شكلا ومضموننا لكونهن مع احترامي الكبير اداة في ايدي الدول الاجنبية في تنفيذ مخططاتها القذرة لتمزيق وتهشيم المنطقة باسرها , كما هو الحال في الجيب الكردي الدخيل في اشور شمالي العراق اليوم.
وليس بخاف على احد , ان عملية الاسلمة والاستعراب سارتا جنبا الى جنب خلال فترة زمنية طويلة , اذ يتحتم علينا نحن الشعب الاشوري ان نكون طويلي البال والصبر لان التحويل القسري هذا لن يتم بعثه وتصحيحه بين عشية وضحاها , بل يحتاج الى كثير من الوقت ولكننا واثقون بهمة الناطقين بالعربية من تحقيقه . وما كتابات الاخ سليم مطر في كتابه " الذات الجريحة " لهي اكبر برهان وصدق الاخ مطر ان ذاتنا حقا جريحة وبذلك
يتطلب وقتا كافيا لشفائها ولا ننسى كتابات الاخوة قاسم سرحان والدكتور محمد البندر في رده على الدكتور عماد شمعون وغيرهم اذ تتصف بالمصداقية الانسانية اما ما كتبه لي اخي الدكتور ب . ر . من العراق بالذات يعتبر امرا مشجعا للغاية وكم جميل ان اشارك اخواتي واخواني العراقيين بهذه الكلمات في رسالته الطويلة بما قاله حرفيا:
" .... فها هم العرب يشمتون فينا وفي اوضاعنا المزرية ونحن لا نعرف ليلنا من صبحنا وباعتقادي لان ما تقدم من كلام عن اوضاعنا يدعونا نحن ابناء العراق احفاد اشور لان نجد حلا غير الحل العربي واطارها القومي الفاشل ." نعم لك ولامثالك ايها الاخ العزيز وعاش العراق وشعبه الى الابد .



Opinions