الاعلام العربي نهر ثالث من الدم بين دجلة والفرات
من يقود الإعلام العربي ومن هم المنفذون لسياسته و طروحاته الإعلامية ؟ وما هي الأهداف التي يسعى اليها من خلال معالجته المتناقضة أزاء المتغيرات والأزمات التي تحدث في العالم العربي؟هذه الأسئلة وغيرها دفعت عدد كبير من المثقفين العرب الأحرار إلى تجاوز ما يسمى بالخطوط الحمراء في الإعلام العربي من خلال كشف الحقائق ومحاولات التضليل المنظمة التي تسعى للهيمنة الفكرية على عقول الشعوب العربية ومن أهم هذه الحقائق ان وسائل الأعلام العربية لاتزال تنفذ بدقة وأمانة رغبات الحكام في التسلط والترهيب ولاتزال تدعم الأرهاب ومحاولات طمس الحقائق بأتجاهات متناقضة , وتجلى ذلك واضحاً من خلال تناول وتحليل المتغيرات السياسية والتحولات الديمقراطية التي حدثت في العراق بعد سقوط اكير مؤسسة وديكتاتورية شمولية متخلفة قادت العراق والعرب الى ويلات وانتكاسات قاسية ادت الى احداث شرخ كبير في وجدان الشعب العراقي بشكل خاص والشعب العربي بشكل عام . ويبرز هذا الدور عند التأمل في اللهجة الإعلامية ا التي أستخدمها الإعلام العربي ضد العراقيين منذ سقوط الطاغية صدام بهدف اثارة الفتن الطائفية والقومية والمراهنة على حدوث حرب أهلية بين العراقيين تارة وتارة اخرى في السعي الخبيث والمتواصل لخلق المناخات والفضاءات الملوثه لها بالإتكال على أبواق مأجورة من الإعلامين العرب التابعين والخانعين والذين كانوا مستفيدين من حكم صدام ومن أموال العراقيين المهربة في عدد من الدول العربية التي اتخذوها كمراكز لأدارة العمليات الإعلامية والإرهابية ضد العراقيين . بالأضافة الى الجهد الإعلامي العربي الكبير من خلال مؤسسات وفضائيات كانت تتلقى الدعم والرشى والعطايا النفطية المقتطعة من ثروات الشعب العراقي خلال فترة حكم صدام, مثل قناة الجزيرة المشبوهة التي لم تتورع عن عرض الأفلام لملثمين يقطعون الرؤوس ويقبرون البطون ويسلمون العيون بأسم لا آله الا الله محمد رسول الله. كما ان هذا الإعلام الموجه لم يعير أي أهمية لمشاعر الفرح التي عمت الشارع العراقي عند سقوط حكم صدام بل راحت تبحث عن بقايا النظام من اعوان صدام لأظهارهم على انهم مجاهدون بعد ان افسدوا الدين والعباد, بل ذهبوا الى ابعد من ذالك في شن حملات تشكيك واستهزاء بالمناضلين الوطنيين العراقين المعلرضين لحكم لحكم الطاغية صدام واظهارهم بصور المتأمرين والمرتمين بأحضان الأجنبي الذي وقف الى جانب محنة العراقيين بالوقت الذي تخلى عنه العرب والمسلمين بوقوفهم ودعمهم المطلق لحكم صدام. كما اخذ هذا الأعلام يتعاطى مع الحقائق المؤلمة لصور المقابر الجماعية التي تجاوزت 370مقبرة في عموم جنوب ووسط وشمال العراق على انها مقابر لمجموعة من الخونه والمتمردين وهي اللهجه التي كان يصف بها الصدامين ضحاياهم من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الأبرياء بالوقت الذي ابكت هذه الجرائم البشعه والمروعة العراقيين على مدى اكثر من ثلاثة عقود عجاف. وهنا نتسأل اليس من الأجدر على قادة الإعلام العربي من الحكام العرب ان يتركوا العراقيين ليقرروا مصيرهم ومستقبلهم على اضعف الأيمان بدلاً من هذه الأموال الطائلة التي تنفق على هذه الحملات التضليلية لأيذاء العراقيين الذين خرجوا للتو مثقلين بالجراح وقصص الموت والأحزان للسياسات والحروب الهوجاء التي تسبب بها الطاغية صدام. أنني ارى انه يجب على الاعلام العربي توظيف هذه الأموال لأرساء مفاهيم المحبه والسلام والتثقيف بأتجاه نبذ العنف والتطرف الذي اصبح كالسرطان المستشري في جسد العرب بسبب امتهان الأعلام العربي للسياسات المنحرفة والتضليلية الموجه من الأفكار السلطوية للحكام العرب ونظرتهم القاصرة والضيقة للأحداث. يبقى الحديث عن الإعلام العربي ذو شئون وشجون ويحتاج منا الى وقفة شجاعة وجريئة لتصحيح مساراته لا سيما فيما يجري بالعراق حتى لا نسهم معه في شق نهر ثالث من الدم يجري بين دجلة والفرات.