الافوكادو عمانوئيل.. وعلاقته بالميليشيات
الميليشيا..وما ادراك ما الميليشيا..كما ان هناك خيوط رفيعة بين الاحترام والخوف، والطيبة والسذاجة، هناك خيط رفيع يرسم حدود مهنة الحفاظ على الامن، واستغلال تلك المهنة من اجل ممارسة بعض الحماقات بحق الشعب الذي يستغل اسمه دوما في كل الاحوال..
بعض المدافعين عن تلك الحماقات، من شلة "السبع صنايع"، اطربونا بمقام جديد، يتنافى و"اخلاقيات" مهنتهم او بالاحرى "مهنهم" المتعددة... اقول اطربونا، لان مقامهم الجديد، حقيقة يتناسب مع قدراتهم "الحقيقية" النابعة من الروح والقلب.. على عكس مقامات الوحدة والمثالية التي طالما حاولوا تأديتها، دون جدوى..لانها، وببساطة لا تتناسب واداءهم الفقير..
المقام الجديد الذي اتقنه "اصحابنا"، يتألف من ردة واحدة.. "اليست هذه الحراسات من حمى شعبنا في سهل نينوى".. والحراسات هنا اعزائي واهبي وقتكم الثمين لكلماتي المتواضعة، هم حراسات تلسقف وبغديدا، وبعض المناطق الاخرى.. وسبب هذه "المرافعات" هو قرار فصل رب عائلة، ومعيلها من عمله، ومصدر دخله الوحيد، لارتكابه "جريمة" محاولة ممارسة حقه كأنسان بالتعبير عن رأيه الشخصي، وارادته المستقلة، وحقة في التصويت.. في مناطق تملأها "شعارات" الديمقراطية !!
يقول ارباب العمل، اولئك الذين اتخذوا او "نفذوا" قرار الفصل ان المفصولين هم "خونة" لانهم صوتوا بحرية !! هذه هي التهمة في ملف القضية.. ببساطة شديدة.. الخيانة !!
توقعت من بعض "الكتبة"، ان يشعروا وبأضعف الايمان، بالأسى لأطفال الاخوة المفصولين. وان يفكروا "بإنسانيتهم" بما قد يصيب تلك العوائل، جراء هذه "الحماقات".. لكن وعلى ما يبدو فإن العمى يصيب الضمير الانساني احيانا كثيرة، خصوصا ذاك الضمير الذي "يدّعي" الانسانية..بسطحية..وبدون عمق.. لكنهم، وقفوا مصلوبين امام امرين، احلاهما مر، اما استحكام الضمير، وذاك قد يضع مرافعتهم في خانة الدفاع عن المتهمين، وهذا مالا يقصدوه من جهدهم.. او استحكام الميول السياسية، وقذاراتها، التي تغرق البعض في وحل الحقد..والكراهية.. والتبعية.. ويبدو انهم فضلوا الاختيار الثاني..
ثغرات قانونية في مرافعة محامي الدفاع
من الغريب ان يكون محامي الدفاع، ساذجا الى درجة انه يتوهم ان حضور جلسة المحاكمة، وهم في حالنا هذه قراءنا الاعزاء، على نفس مستوى السذاجة التي يتمتع بها. فيقول بصلافة ان هذه الحراسات لا لون او اشتراط حزبي على اعضاءها!!
ترى ان لم يكن لها اي اشتراط حزبي، لماذا قام مسؤولي تلك الحراسات بفصل اولئك المساكين من عملهم ووصفوهم بالخونة لمجرد تصويتهم للجهة التي يفضلونها، والتي لا تدفع رواتبهم؟؟ يقول رئيس احد الحراس المفصولين: "فكيف يقوم بالصاق البوسترات والدعايات الانتخابية لقائمة غير قائمتنا وهو احد موظفينا ويستلم راتبه من عندنا؟"
هل هذا انعكاس لحقيقة "المقابل" الذي تفرضه تلك الجهات التي تدعي مساعدة الشعب "مجانا" ودون "مصالح سياسية"؟!! ان ما تقوم به هذه الجهات يعيدنا الى عصر العبودية، فهل من يعمل بكرامة في مؤسساتكم هو من العبيد ؟!!
من المفارقات ان احد الاخوة، ممن لا يقبلون صفة الشيطان الاخرس بالسكوت عن الحق، نشر تفاصيل قيام بعض السادة بتوجيه "مختاري" قرانا، بضرورة الترشيح لقائمة عشتار، وضرورة نجاحها في الانتخابات، لمصلحة ابناء تلك القرى، الذين كانوا على عكس ذلك سيواجهون مضايقات في "المعونات الشرطية". المقدمة لهم من المجلس الشعبي ولجان شؤون المسيحيين!!
ثم يعاود محامي الدفاع الكرة في تقديم ادلة "ذكية"، بمقارنة هذه الحراسات وممارساتها الصبيانية واللامسؤولة، بحراسات الحركة الديمقراطية الاشورية، التي لم نسمع لها يوما اعتداءا، ولو كلاميا، على احد من ابناء شعبنا.. فهل هكذا تكون المقارنة ترى !! يقول المثل الانكليزي، ان اردت ان تقارن، فقارن تفاحة بتفاحة، لا تفاحة ببرتقالة !!
هناك فرق كبير بين حرس نظامي، وقوات امن نظامية، وبين ميليشيات، تفرض ولاءاتها الحزبية، بالقوة والسلاح، وما دام السيد محامي الدفاع خبيرا بالنظام السياسي السابق، نظام صدام، ويتخذ تجربته مثالا يحتذي به، فأنني اذكره بأن قوات الامن و"المكافحة" و "الانضباط" في زمن النظام السابق، كانت تمارس احيانا ممارسات لا اخلاقية وغير مسؤولة تجاه الشعب، بدءا من نصرة الظالم لقربه من النظام "الواهب"، مرورا بالضرب والاهانة والسجن، انتهاءا بالوشاية وهتك الاعراض!! كمحلل سياسي، ومتنبئ بالاحداث السياسية.. كان متوقعا من محامي الدفاع ان يحدد سبب فشل تجربة النظام السابق، بأنها تكمن في هذه الممارسات والحماقات، التي حلت بالوطن والنظام خرابا..
ان المشهد الدرامي الذي يقدمه لنا كاتب المقال يذكرنا بمشهد محكمة الثورة في بدايات تسنمها السلطة، والدموع التي سيلت اثناء قراءة اسماء "الخونة" الذين سيقوا الى ساحة الاعدامات، دون اعطائهم فرصة الدفاع عن انفسهم.. والتي انتهت بالتصفيق الحار من قبل بعض "المنتفعين".. ان المشهد يتكرر اليوم من خلال "تخوين" الانسان الطامع بالحرية في ابداء رأيه..وسوقه الى ساحة "قطع الارزاق".. وما نراه من تصفيق و"هلهلة"من قبل " الطبالين"..
يمتاز الانسان العاقل بتحكيم العقل والضمير الانساني في ابداء اراءه وقراراته، وهذه كانت احدى زلات محامي الدفاع، فهو يستشهد قائلا..بدون ادلة..وبتعميم.. عن ان الخروقات كانت بالمستوى المقبول والمتوقع، وبإقرار الجميع !!!!!!
خرق قانوني؟؟ يبدو ان السيد اضحى ونتيجة الخسارة الحزبية، في حيص بيص، فاختلطت عليه الاحكام، والمواد القانونية، فها هو رجل "الاحكام العادلة" يشرعن خروقات القانون، ويتقبلها برحابة صدر في حالات خاصة، ويرفضها في حالات الاصلاح، وتنقية اجواء الكنيسة من فساد البعض، وينعتها بالتمرد ؟؟!! رحم الله دكتورنا الوردي، فكتبه عن ازدواجية الشخصية ستمسي يوما كتبا مقدسة لما ستثبته من حقائق في شخصية الفرد العراقي..
والطامة الكبرى ان السيد المحامي، وسبيلا منه لشرعنة هذه الخروقات، يتهم الجميع بممارستها، والانكى من كل ذلك انه يتهم قراءه بالجهل لمجرد محاولتهم تصديق ان بعض القوائم الاخرى لم تمارس هذا الخرق القانوني والشرعي بنظره!! قائلا: " فهل هناك جاهل يصدق ان الرافدين، كما عشتار وكما نينوى وكما البقية، لم يرتكبوا مخالفات وخروقات في هذه الانتخابات؟" ان كان كذلك ايها الافوكادو الشاطر، فأنني اعلنها من خلال مقالي هذا، بأنني "جاهل" بأساليبكم الرخيصة في شراء الذمم، جاهل بأسلوبكم في شرعنة الجريمة والدفاع عن ارتكابها ومرتكبيها. جاهل بما الت اليه نفوسكم في ان تضعوا البرئ في خانتكم، خانة المتهمين بعد ان تعترفوا بجريمتكم.. يقال ان اللص يعتقد ان كل الناس لصوصا..أليس كذلك ؟؟
كانت خاتمة اوراق مرافعة الافوكادو، صورا فوتوغرافية، لم تصب في هدفها على الاقل بالنسبة لنا كقراء، فأن اول ما تبادر الى ذهننا حين مشاهدتنا للدليل الصوري والمقارنات الضعيفة الحجة، هو انجيل ربنا المقدس، الذي كنت اتمنى حقا للافوكادو ان ترن كلمات الرب في ضميره اثناء مرافعته الفقيرة.. فهل من مقارنة بين فلس الارملة، وعشور جباة الضرائب؟؟!! كيف لنا ان نقارن ميزانية "حكومية" قدرها عشرات الملايين من الدولارات، بتبرعات "نابعة من الشعور بالانتماء" لا تتجاوز عشرات الالاف من الدولارات؟؟ وما دام السيد المحامي يحب المقارنات ويهواها، فلماذا لم يقارن بين ماكينة اعلامية عملاقة، من فضائية، كانت طوال الوقت تنشر رقم قائمتها، مرورا بمشاريع خدمية "مقابل اصوات الشعب"، انتهاءا بالمساعدات المادية التي تحكمت باصوات الناخبين المبطنة بالتهديد والوعيد الذي ظهرت نتائجه في تلسقف وبالتحديد في عوائل ثلاث من الحراس، ونتيجة الاصوات التي حصلت عليها هذه القائمة، بما حصلت عليه قائمة الرافدين باعلامها البسيط ، الذي لم تصرف عليه الملايين من الدولارات التي كان شعبنا بحاجة اليها، كغيرها.. ولم تهدد بقطع الارزاق لمن لا يصوت لها.. ان كانت كل هذه الملايين والجهود التي بذخت عشتار في صرفها في غير محلها من اجل 4334 صوت فقط في بغداد الكبرى، وبفارق لم يتجاوز الـ 900 صوت عن قائمة الرافدين النزيهة في التعامل مع شعبها..
وما دمنا في الصور الفوتوغرافية والانجيل المقدس، وتحديدا عن التعليق المذكور تحت الصور، اقول ان رب الانجيل، ولد في مذود، فقيرا، نقيا، في مغارة كانت تاوي حيوانات !!! فهل يعرف محامي الدفاع عن اي رب اتحدث ؟؟
نكتفي بهذا القدر من الثغرات القانونية التي كانت تملأ مرافعة المحامي، و التي نقدمها لعلماء النفس، مادة دسمة للتعرف على بعض النفسيات في مجتمعنا.. وايضا للقارئ الحليم ان يطلع على تلك الثغرات وعلى التناقضات التي لم يتوانى الافوكادو عن طرحها بين كل 5 اسطر !! من خلال النقر على
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,269216.0.html
احلام..تتحول الى كوابيس..
في ظل هذه الممارسات اللااخلاقية لبعض قوى الحراسات والامن، وما يتبعها من سلوك صبياني، بعيد عن تحكيم الضمير، من قبل بعض الكتاب، تتبادر الى مخليتنا صورة "مظلمة" عن مستقبل ابناءنا في مناطقنا، خصوصا وان ما يجري على الساحة الان من التصرفات التي تعبر عن عدوانية وحقد دفين لدى البعض، ما هي الا نتيجة سلطة لا تتعدى حمل السلاح بحجة الدفاع عن القرى، فكيف بممارسي هذا البطش، من الحالمين بمنطقة حكم ذاتي، حين تتحقق احلامهم وتزداد صلاحياتهم، ويتوسع نفوذهم؟؟
اننا نعيد الزمن من جديد، الى فترة ليست بالطويلة، حين قلنا ان فكرة الحكم الذاتي بحاجة الى بلورة، والى دراسات مستفيضة، ومؤتمرات عدة. بحاجة الى تروٍ في اتخاذ مثل هكذا قرارات مصيرية، والى استحكام العقل قبل العاطفة. فهي ليست كما يدعي البعض المندفع الذي سرعان ما يتحول اندفاعه الى ندم، بأن فكرة الحكم الذاتي هي مطلب اساسي وواجب في المرحلة الانية. وهو الفرصة الاخيرة لشعبنا !! فالحكم الذاتي احبائي ليس لعبة دمبلة، قد تفوزون بها او تخسرون .. وشعبنا ليس رقما فيها تقامرون بمستقبله كيفما تشاؤون. ومنذ متى اندثرت شعوب لأنها لم تحقق حكما ذاتيا لها !!
ان البعض بتصرفاته الاستفزازية والارهابية، يحول حلمه وحلم بعض اخر من ابناء شعبنا المغلوب على امره، الى كابوس مخيف، مرعب، تملأه الاحقاد وترهيب المجتمع بضرورة طاعة الحزب الاوحد حين يحكم، وبتأليه سبله وطرقه، وفلسفة اراءه ومعتقداته، وتبنيها اسسا لجمهورية افلاطونية !! ان ما قد يواجهنا حين نحكم ذواتنا بأنفسنا، وبناءا على امثلة متعددة منها الطريقة المزرية التي حكم بها رؤساء الحراسات التابعة للجنة شؤون المسيحيين الممولة من قبل السيد سركيس اغاجان، قد يتطابق مع دكتاتوريات النظام السابق التي طالما عانى شعبنا منها، وايضا مع يد الارهاب الاصولي.. فهل سنحكم بظلم، بكينا منه امسا؟؟
سيزار هوزايا
شباط 2009
ملبورن – استراليا
sizarhozaya@hotmail.com