Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الانتخابات العراقية و "ستار اكاديمي"

منذ فترة ليست بالقصيرة وانا اتابع برنامج ستار اكاديمي ، حيث كنت اسمع به ولم اتابعه الا بدافع الفضول ولمعرفة نوعية البرامج التي يتابعها ابنائي قررت متابعة هذا البرنامج يوميا، ولا اخفي انني ايضا تمسكت به وبدأت اتفاعل مع مجريات البرنامج و تحرك الشباب فيه وبدأت أحفظ اسمائهم وتعرفت على مواهبهم، فمنهم الموهوب و الكفوء ومنهم من هم دون مستوى الاخرين، وفي يوم الجمعة حيث يجرى التصويت بين الثلاثة فان الاول يفوز بتصويت الجمهور عبر الاس ام اس والانترنت والثاني يفوز بتصويت زملائه والثالث يغادر وهكذا كل جمعة يغادر احدهم .

وقد لاحظت ان تصويت الجمهور هو على اساس قطري (ان صح التعبير) فالسعودي يصوت لمواطنه او لطالب من الخليج، والمغربي يصوت لطالب من المغرب وهكذا،وما لاحظته هو ان الكفاءة والموهبة لا تؤخذ بنظر الاعتبار في هذه التصويتات فطلاب الخليج العربي محظوظون لان لهم جمهور غني يصوت له كثيرا دون ان يؤثر ذلك على ميزانيته لذلك تجاوز الخريجين المراحل الاولى بسهولة وحتى تصويت الزملاء يندرج تحت نفس المعيار كالبحريني والاماراتي والكويتي والتونسي كذلك مع طلاب المغرب العربي فالطالبة الجزائرية ريم صعدت للاسباب اعلاه رغم عدم امتلاكها أي صوت، وبتاكيد الاساتذة في كل امتحان انها لا تملك أي صوت جيد ولكنها كانت ترجع الى الاكاديمية بفضل تصويت الجمهور المغربي والجزائري اللاواعي لخطورة هذا التصويت .وفجأة تذكرت من خلال هذا البرنامج الانتخابات العراقية حيث كان فيها الاصطفاف طائفي بدون النظر الى كفاءة المرشح وقابليته العلمية والعملية، لانه من الطائفة الفلانية فاصطف خلفه من هم بنفس طائفته وكذلك جاءوا بوزراء غير كفوئين الى سدة القيادة فقط لانهم من الحزب الفلاني او الطائفة الفلانية . و إن هذه النتيجة هي لعدم وعي الناس لاهمية قياس الامور بمقياسها الصحيح ويكون التصويت بدافع طائفي وقومي وهذا برأيي هو السبب في ما نحن فيه من تخلف في مختلف الميادين، فحتى صناعتنا للنجم هي ايضا بأسلوب بدائي والنتيجة هي تهميش العقول والكفاءات ومنح اصواتنا لاناس غير جدرين بها ولا يتحملون مسؤولية هذا التصويت وبالتالي وضع الشخص المناسب في المكان غير المناسب .فالدول المتقدمة لم تستطع ان تطور نفسها الا بعد ان وضعت العواطف والانتماءات جانبا وبدأت تقيس الامور بمقياس العقل والمنطق، واتسائل متى يأتي اليوم الذي نتبع هذه الطريقة في الحكم على الاشياء وهل سندرك خطأنا هذا قبل فوات الاوان . Opinions