Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الانتخابات العراقية وتحديات الحاقدين

إن عملية الانتخابات البرلمانية العراقية وبالرغم من حداثتها ومافيها من أخطاء وعمليات تزوير ، تُعد حدثا وتطورا مميزا عسيرا ليس في منطقة الشرق الاوسط فحسب بل في كل أرجاء المعمورة ، خاصة وإن الكثير من شعوب المنطقة يعانون أقسى حالات الظلم والتعسف من قبل حكوماتهم الدكتاتورية التي جاءت بالانقلابات العسكرية أو بتتويج من المستعمر ، ناهيك عن إنتهاكاتهم الواسعة لحقوق أقلياتهم الاثنية والدينية الذين يعانون ما يعانون أشد حلات القهر والتكتيم والتحجيم في بلدانهم ومجتمعاتهم التي ترعرعوا وتعلموا وعملوا فيها ، فلا إعلام حر ولا صحافة مستقلة بكل مقاييس الحيادية في النقد والرأي والتنظير . وأما إنتخاباتهم الصورية المشابهة للعهد البائد في العراق خير دليل لكل إنسان حر يعرف ماهية الانتخاب ومامعنى الحرية الفكرية وإختلاف الرأي وتباين البرنامج السياسي لكل حزب أو منظمة أو مؤسسة سياسية .ا
وبالرغم من تجربة شعبنا الجديدة فقد إنتهت وبنجاح العملية الثانية للانتخابات البرلمانية العراقية وقد حصدت كل الكتل السياسية ومرشحيها محاصيلهم من أصوات المواطنين العراقيين في الداخل والخارج ، كما وصلوا الى ثقة شعبهم الذي أختارهم بنفسه لتحقيق أحلامه في العيش الرغيد الآمن تحت مظلة حكومة عادلة يصبون لها والتي شأنها أن تراعي حقوق الشعب العراقي كافة من شماله الى جنوبه دون تمييز أو تحجيم .ا
السؤال هنا ..... هل الوجوه البرلمانية الفائزة والجديدة أهل لهذه المهمة الصعبة ..؟!!
منذ عام 2003 ولهذا اليوم يعاني عراقنا العزيز أبشع أنواع التحديات الداخلية المتمثلة بعصابات الموت ولصوص المال العام من رتبة وزير الى أدنى موظف في دائرة رسمية ، والإقليمية المتمثلة بدول الجوار التي فشلت الى حد كبير في ضبط الحدود أمام الارهابيين والتكفيريين قتلة الشعب . ورغم كل هذا وذاك شاهدنا كيفية معالجة هذه الملفات الخطرة من قبل أجهزة السلطة رغم حداثتها ورغم الفساد الاداري المتفشي في مؤسساتها الحكومية والرسمية .ا
عزيزي القارىء الكريم ... كلنا يعلم أن وطننا العزيز يمر بمرحلة وتجربة جديدة وهذه التجربة ليست خاصة بالعراق أو شعب العراق فحسب بل هي مرحلة وتجربة تخص وتعني كل شعوب وحكومات المنطقة ، وإن المواطن العراقي هو الذي يدفع ثمن النيل والوصول الى الديمقراطية والحرية والانتخاب في المنطقة ، فقد ولى زمن العبودية والتفرد في الرأي والحكم ، وهاهو العراق يسطر أروع البطولات والملاحم والصور في تحديه كل أعداء الحرية لنيل حقوقه الانسانية والشرعية التي أوصى بها قانون الخالق عز وعلا وقوانين البشر في الأرض ، وقد شاهدنا المشاركة العظيمة يوم الاقتراع رغم تلك الايادي الخسيسة التي أرادت إفشال هذا الواجب الوطني .ا
إن جميع الانظمة الدكتاتورية الحاكمة في المنطفة تخشى وصول العراق الى حالة الإستقرار والعيش بأمن وسلام خوفا على مناصبهم وخوفا من شعوبهم بأن لايصابوا بداء الحرية وتنفس الديمقراطية وإبداء الرأي في إنتخاب الحاكم وشكل السلطة ، وبما ان تأريخنا العراقي زاهر و حافل والحمد لله بالعديد من الملاحم والبطولات عبر السنين والعهود والقرون السابقة ، وعرف عن شعبنا الأبي بأنه لم ولن يبخس بماله ودمه عبر العصور الغابرة للوصول الى الحياة الحرة الكريمة ، وكل قاصي وداني يشهد له بذلك ، وهاهو اليوم يتقدم شعبنا العراقي الكريم ليتحمل هذه المسؤولية الانسانية العظمى خدمة لبلده أولا وخدمة لكل الشعوب المحكومة بالقهر والظلم ، فطوبى لنا ولعراقنا في تحمل هذة المهمة الانسانية والتي ستضاف بدورها الى باقي صفحات تاريخنا المجيد .ا
ومن خلال هذا المنبر الإعلامي نطالب أصحاب القرار وكل السياسيين العراقيين الفائزين بهذه الانتخابات الثانية بالتحديد أن يحترموا إرادة الشعب وأن لايستهزؤا بمقدراته وتطلعاته الانسانية ، وأن يدثروا الماضي المليء بالفساد الاداري المخزي وينظروا نحو المستقبل الزاهي بتقديم الخدمات في كل مجالات الحياة ، وعلى كل برلماني عراقي أن يكون خادما وفيا ومخلصا لمولاه ، ومولاه هو شعبه بكل طوائفه وقومياته وأديانه فليكن عينه وصوته ويده في مجلس البرلمان العراقي ، وليستمد من الماضي العبر ومن الحاضر الأفكار والبرامج النيرة خدمة لنفسه وشعبه وبلده ، فإن لكل عملية سياسية بداية ، وإن الانتخابات البرلمانية العراقية هي بداية عملية إعمار العراق والمنطقة برمتها .ا

محمد حسين

مدير مركز الإعلام العراقي في سيدني

المشرف العام على موقع شبكة إعمار العراق

WWW.IRAQ2003.COM

INFO@IRAQ2003.COM


Opinions