الانتخابات وأخلاقية الفرد / كوردستان نموذجاً
اتحفنا الزميل كفاح محمود كعادته بمقال جديد تحت عنوان (اخلاقية كوردستان في التعامل مع الحدث) تحدث فيها معنا حول
اخلاقية التعامل مع الاحداث الجارية للثورة التحررية الكوردية خلال مسيرة حياتها، وكيفية تعاملها مع الاخرين حتى مع اعدائها الحقيقيين من الداخل والخارج، وموقف قيادة الحركة الكوردية الاخلاقي مع اعدائها واصدقائها سابقا ولاحقاً بدليل عدم استغلالها للفرص الكثيرة التي كان بمقدور الكورد استغلالها لصالحهم ومنافعهم الشخصية والقومية ولكن ابوا ذلك مادام الامر او القضية تتعلق بمصالح العراق العليا وسقف حقوق شعبنا العراقي الاصيل التي تكون اعلى من سقف المصالح الحزبية والطائفية والمذهبية والعشائرية وحتى القومية، وهذا الموقف لا تتخذه اية قيادة ان لم تكن واثقة من انتصارها بالرغم من تكالب قوى كانت حليفة بالامس وارادت الشر بالحركة التحررية الكوردية من خلال المؤامرات المتتالية، وليس دليلنا سوى تقدم التوجه الديمقراطي للاقليم خطوة الى الامام خلال الـ10 سنوات الماضية مقابل خطوة الى الامام وتراجع اربع خطوات الى الوراء داخل العراق، فاصبح الاقليم نموذجاً في المنطقة في هذا التوجه مقابل تراجع المركز والاخرين فاصبحوا في ذيل القوائم العالمية من ناحية الامن والامان ونسبة الفقر والفساد في جميع الوزارات دون استثناء وخاصة السيادية والخدمية منها! والاهم هو وجود مئات المليارات من الدولارات المنهوبة لا يعرف شعبنا العراقي اين ومتى وكيف وخاصة عدم تقديم الحسابات الختامية منذ 2006 لغاية 2013
انتهاكات حقوق الانسان داخل اقليم كوردستان
عندما نحلل تاريخ اية حركة او مكون او طائفة او عشيرة او مذهب لا بد الاعتراف الاخلاقي والقانوني بوجود انتهاكات حقوق الانسان داخل هذه الحركة او المكون كحالة طبيعية تنتج خلال تاريخ ومسيرة نضال من اجل حقوق القومية والثقافية والاجتماعية والمذهبية، والتاريخ يعطي لنا انتهاكات خطيرة لكثير من حركات التحرر الوطنية التي نمثلها بجسم الانسان الذي يحتاج الى غذاء لكي يستمر الانسان في الحياة! وخلال مسيرة حياة اي شخص ومهما كان عمره نجد ان هناك مطبات واخطاء كثيرة وكبيرة خلال تاريخه على هذه الارض! والى جانبها انه يحتاج الى طرد الفضلات والغوط نتيجة ما يأكله من طعام والا يموت! اذن انتهاكات لحقوق الانسان خلال مسيرة النضال وحتى في الاستقرار النسبي تبقى طبيعية في حالة واحدة فقط لا غير الا وهي/ الى جانب تشخيصها وجوب العمل بعدم تكرارها لتكون النتيجة خطوة الى الامام خلال فترة محددة!! وليس خطوات الى الوراء كما يحدث للمقابل خلال نفس الفترة المحددة!! وما دمنا في كوردستان العراق الذي اعترفت قيادته في كثير من المناسبات بهذه الانتهاكات وكان قول وزير الثقافة والشباب في اقليم كوردستان عند اجتماعنا معه مؤثراً فينا عندما قال: وجوب ان نتبادل الادوار بيننا وبينكم انتم منظمات حقوق الانسان! وعندما اكد احد اعضاء وفد شبكتنا الحقوقية بسؤاله كيف ذلك؟ اكد سيادة الوزير انه في حالة وجود (وحتما هناك انتهاكات) في كوردستان وجبَ ان تجلسوا مكاننا على الكرسي ونعمل معاً من اجل ازالة اسباب هذه الانتهاكات من الجذور
اذن لا بد من وجود انتهاكات لحقوق الانسان داخل الاقليم ولكن تفاءلنا يبقى قائماً ما دام هناك تقدم وتطور في التوجه الديمقراطي / نحو الديمقراطية داخل الاقليم، ونحن نعيش هذه الحالة كما هي وليس كما يريدها ان تكون البعض حسب مصالحهم الطائفية والمذهبية وحتى القومية، اذن الذي يرغب بمعرفة الحقيقة والواقع عليه ان يعيش بيننا ولا نقبل اية املاءات من الخارج
اخلاقية الفرد في الانتخابات / كوردستان نموذجاً
بالرغم من انتهاكات لحقوق الانسان المنوه عنها اعلاه وبعد دراسة اسبابها ووضع منهاج علمي مدروس للحد منها لقد نجح اقليم كوردستان في اجتياز انتخاباته الاولى بنجاح ملموس باعتراف المنظمات العالمية لحقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات العالمية التي اشرفت على هذه الانتخابات! ومن اهم اسباب نجاح انتخابات كوردستان هو التطور الحاصل في فكر الفرد الكوردي الذي عرف معنى الحرية والكرامة قبل الخبز والماء، اضافة الى تلازم ثقافة التعايش المشترك وارساء ثقافة المحبة والسلام من قبل المكونات والثقافات المتعددة التي عاشت وتعيش اليوم مع اخوتهم الكورد داخل الاقليم وفي مقدمتهم شعبنا (المسيحي) الاصيل بكافة طوائفه ومذاهبه وقومياته والى جانبهم اخوتهم اليزيديين والشبك والصابئة المندائيين الذين ساهموا بشكل مباشر في انجاح وانتصار الحركة الكوردية التحررية بدليل اسالة دمائهم الطاهرة واختلاط دم الكوردي مع الدم العربي و(المسيحي) و (اليزيدي) و باقي المكونات الاخرى، مما نتج عن جيل يحمل ثقافة القلم ويؤمن بالاخر كل الاخر مهما كان دينه ولونه وشكله! مما يعني قبول التعدد والتنوع، بعد التأكد ان الكورد لا يمكنهم ان يعيشوا ويتطوروا دون باق المكونات الاخرى! وخاصة الذين ساهموا الى جانب اخوتهم في نزع حقوقهم المسلوبة من قبل الحكومات المتعاقبة على حكم العراق ولحد يومنا هذا
وكانت النتيجة زرع ثقافة التوجه الديمقراطي لجيل العيش المشترك في كوردستان العراق وبالتالي تكون ثقافة الانتخابات من اولويات التقدم والتطور لهذا التوجه! لذا كانت الانتخابات السابقة ناجحة بمقاييس عالمية دون ان ننتظر شهادة من هنا وهناك
انتخابات يوم 30 نيسان 2014
مع كل ما تقدم ان انتخابات 2014 تختلف عن سابقتها داخل العراق حتماً! وبما ان كوردستان العراق سيكون نموذجاً عليه نعتقد جازمين ان انتخابات العراق ستختلف عن انتخابات الاقليم لعدة اسباب مهمة وكبيرة منها كمثال لا الحصر هو ان الاقليم تقدم خطوات ملموسة باتجاه حكومة ودولة مؤسسات! ونحجوا بذلك باعتراف الاعداء قبل الاصدقاء لان المسئولين في ادارة حكومة الاقليم هم تحت رقابة شعبية وادارية ولا مساحة تذكر للحرامية وسراق قوت الشعب فكان الامن والامان والتجانس الفكري بين القيادة والشعب، وهنا وجوب ان نذكر ان تحول الحزب الوطني / مام جلال من الحكومة الى المعارضة في الحكومة القادمة كما وردت الانباء خير دليل على التطور في الفكر والتوجه الديمقراطي الكوردي، وبهذا كسب له اعداء الحق والحقوق كضريبة لهذا التوجه
نحن في شبكة منظمات حقوق الانسان في الشرق الاوسط التي تطور نشاطها مع تطور الاقليم وتمكنت من السير في طريق الحق والخير والجمال بالرغم من وضع الشوك والمسامير في طريق عملنا الحقوقي العملي، وصمدنا في استقلاليتنا واصبح كمبدأ نعيشه في عملنا اليومية، اي لسنا تابعين ولا متبوعين لاحد!!! عدا للعراق وحقوق شعبه الاصيل الذي يعلو سقفه على جميع سقوف القوميات والطوائف والمذاهب، وسنكون عند حسن ضن شعبنا كمراقبين دوليين ومحليين للمساهمة مع غيرنا في انجاح انتخابات نيسان 2014 بثقافة طلب الانتخاب لمن هو الى جانب حق العراق وشعبه، ومن يعرف مصدر تمويل حملته الانتخابية وخاصة من ليس لهم مئات الملايين لصرفها على حملتهم الانتخابية، انه العراق ياسادة يا كرام، لا تلوثوا مياه الفراتين مرة اخرى! فحذاري من الوقوف الى جانب الحرامية والسراق والقتلة والمتلونين انهم سيبيعون صوتك في سوق النخاسة
24/4/2014