Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الباجه جي : حكومة المالكي عاجزة عن مواجهة الميليشيات

12/08/2006

لندن - معد فياض - الشرق الاوسط : دعا الدكتور عدنان الباجه جي، رئيس تجمع الديمقراطيين المستقلين عضو مجلس النواب العراقي عن القائمة العراقية الوطنية، الى ضرورة «استقدام قوات عربية تحت خيمة الأمم المتحدة لإنقاذ العراق من الفوضى الأمنية السائدة».

وطالب بأن «يأخذ العرب دورهم الحقيقي في الحفاظ على العراق»، وأضاف «هذا من مصلحتهم وإلا فان اية كارثة ستحصل في البلد مثل الحرب الاهلية او الاقتتال الطائفي او تقسيم العراق، سيمتد تأثيرها الى عموم المنطقة».
وكشف الباجه جي في حديث لـ«الشرق الاوسط» في لندن أن «أهم المشاكل التي يمر بها العراق حاليا سببها الميليشيات والعصابات المسلحة غير المنضبطة، والتي تقوم الآن بأكثر أعمال العنف في البلد»، مشيرا الى ان «هذه الميليشيات تشكلت على أساس طائفي. وهناك عصابات للجريمة المنظمة وجماعات مسلحة غير طائفية».

وأضاف قائلا «طالما أن هذه الميليشيات والجماعات المسلحة موجودة، فلن يكون هناك استقرار في العراق ولن يسترد البلد عافيته أبدا، والمفروض من الحكومة ان تعمل على حل هذه الميليشيات وتنزع سلاحها، لكن الدولة ليست لها قوات قادرة على مجابهة هذه الميليشيات».

وكشف الباجه جي عن ان «قوات الدولة مخترقة من قبل الميليشيات والأحزاب، بل ان الحكومة نفسها قائمة على أساس المحاصصة الطائفية ومن قبل احزاب طائفية لها علاقات وثيقة بالميليشيات»، منوها بأن «القوات الحكومية لا تتمتع بتدريب وخبرة كافيتين، علاوة على انها لا تملك التجهيزات والمعدات اللازمة سوى انها مخترقة من قبل الاحزاب الطائفية وتأتمر من قبل حكومة قائمة على أساس المحاصصة الطائفية، وهذا يعني انه ليس هناك أي أمل يرتجى من القوات الحكومية حاليا، وإعادة تنظيمها على أسس وطنية غير طائفية ومهنية وتجهيزها وتدريبها سيحتاج الى فترة طويلة من الزمن، ونحن أمام مشكلة كبيرة راهنا».

وقال الباجه جي «انا ارى انه لا توجد قوة عراقية تستطيع انقاذ البلد من الميليشيات، لهذا يجب استحضار قوات من الخارج، كون الأميركيين اصبحوا غير مقبولين في العراق كونهم قوات احتلال، ثم ان تصرفاتهم السيئة مع العراقيين والفضائح التي تسببوا بها لا تسمح ببقائهم او القبول بهم، ثم ان الادارتين الاميركية والبريطانية تتعرضان لضغوط داخلية في من اجل الانسحاب من العراق».

واعترف الباجه جي بأن «الذنب يقع علينا نحن العراقيين فيما يحدث في العراق اليوم، ونحن الذين سمحنا بأن تتدخل بعض الدول المجاورة بشؤوننا الداخلية، ثم ان الأميركيين ارتكبوا أخطاء جسيمة جدا، حيث جاءوا للعراق بلا خطط معينة ولا معرفة بكيفية ادارة البلد، بعدما تنتهي الاعمال الحربية، وأخطر ما هناك انهم ورطوا العراقيين بموضوع المحاصصة الطائفية كأساس للعمل السياسي».

وعبر الباجه جي عن ندمه لعمله في مجلس الحكم وقال «كان مجلس الحكم قائما على أساس طائفي، وقد حذرت وقتذاك من موضوع المحاصصة الطائفية، ثم اختاروا لعضوية المجلس الاحزاب السياسية الطائفية التي قامت على أساس طائفي، بل وتعتمد على الطائفية لبقائها ونموها، وأنا شخصيا ألوم نفسي لعملي في مجلس الحكم بالرغم مما قدمته من نصائح وملاحظات وتحفظات واعتراضاتي على بعض القرارات، وكنت اعتقد بأني سأستطيع أن أخدم البلد من داخل المجلس، لكن وجودنا نحن التيار الوطني التحرري الديمقراطي الوسطي نشكل أقلية داخل المجلس».

وأوضح ان «الجيش الاميركي كانت أمامه فرصة كبيرة لحل الميليشيات المسلحة في بادئ الأمر، لكنهم عملوا عكس ذلك، حيث سمحوا لهذه الميليشيات بالنمو ومن ثم ساعدت هذه الميليشيات الاحزاب الطائفية في الفوز في الانتخابات»، معبرا عن اعتقاده بان «الشعب العراقي عاجلا ام آجلا سوف يدرك خطأه في منح اصواته للاحزاب الطائفية التي تسببت بكل ما يحدث الآن في العراق من خلال تسلمها سدة الحكم، وسيأتي الوقت الذي يعود فيه الناخب العراقي الى طبيعته الحقيقية، وهي ان يمنح صوته على أساس البرامج السياسية للأحزاب الوطنية وليس للاحزاب الطائفية».

وأكد الباجه جي الذي تعمل حركته تحت لواء القائمة العراقية الوطنية التي يترأسها الدكتور اياد علاوي، أن «نجاح وتقدم التيار الليبرالي الذي تشكله الكتلة العراقية، هو الأمل الوحيد بالرغم من انه يقف امام احزاب وحركات طائفية قوية داخل مجلس النواب وفي الحكومة، وكنا نأمل ان نحصل على 50 مقعدا في البرلمان، ولكن الخروقات التي حدثت في الانتخابات من تزوير وقتل وتهديد واستخدام الرموز الطائفية وتدخل رجال الدين، حولت الانتخابات الى معركة طائفية من قبل الشيعة والسنة وضعتنا في رحاها، بل وحاربونا؛ جبهة التوافق (برئاسة عدنان الدليمي، سنية) والائتلاف العراقي الموحد (برئاسة عبد العزيز الحكيم، شيعية)، كلاهما حاربنا مما أدى الى تقليص عدد مقاعدنا».

وأوضح أن «للاكراد وضعهم الخاص، وهم يريدون الحفاظ على تجربتهم التي تشكل بمثابة العصر الذهبي لهم، حيث حصلوا على استقلالهم، وهم يريدون هذا الوضع يستمر ولا يريدون ان تتدخل الحكومة المركزية في شؤونهم. وتجربتهم ومشاكلهم في العراق كانت مع الحكومات، منذ العهد الملكي وحتى صدام حسين، ومعاركهم لم تكن مع الشعب او مع العرب، بل مع الحكومات، لهذا هم لا يريدون من الحكومة ان تتدخل في شؤونهم ويريدون الحفاظ على النظام الفيدرالي الذي يتمتعون به، وإذا تعرض العراق الى التقسيم فانا اعتقد أن تركيا سوف تتدخل».

وحول موضوع تكوين فيدراليات أخرى في العراق غير الفيدرالية الكردية، قال الباجه جي «نحن نعترف بالتأكيد بالأكراد كقومية مختلفة عن قومية الاكثرية العربية، ونحن ارتبطنا ومنذ بداية تكوين الدولة العراقية بأنه يجب ان تكون لهم معاملة خاصة، وعملنا تعهدات رسمية بهذا الشأن عندما دخل العراق الى عصبة الأمم المتحدة، وهذه المسألة مقبولة ونقر بالفيدرالية الكردية، ولكن كيف ستتكون فيدراليات أخرى وعلى أي أساس، لا أظن ان هناك مقومات جغرافية او ثقافية او اجتماعية تمكن من إنشاء فيدرالية في الجنوب او الوسط، باستثناء بغداد، اذ لا تتوفر الكوادر القادرة على ادارة فيدرالية، بينما الاكراد هم موجودون في إقليم كردستان ومع الوقت مارسوا مسؤولياتهم وصارت لديهم الخبرة والكفاءة والكوادر لإدارة الإقليم». وأضاف ان «ثروة العراق سوف تتبعثر هنا وهناك فيما اذا تشكلت فيدراليات اخرى، وهذه ثروة كل العراقيين، وإذا فكر من يريد ان يكون فيدرالية في الجنوب مثلا بأنه سيسيطر على ثروات الجنوب وخاصة النفط ويحرم الآخرين من أبناء الشعب العراقي، فهو مخطئ، والآخرون لن يسكتوا وهذا يعني أن الحروب والاقتتال سوف يستمر، وستكون ايران اكبر المستفيدين من العملية».

Opinions