البارزاني والعلم.. وعام 1996!!!
عجيب هو أمر "الزعيم بالوراثة" لا "الزعيم بالاستحقاق" مسعود البارزاني بقراره إنزال.. أو بالأحرى، إلغاء إلعلم العراقي من إقليم كردستان العراق، في هذا الوقت تحديدا حيث أن الأهم من الاهتمام بالعلم هو الاهتمام بـ "العالم".. بالناس.. بالشعب العراقي الذي يعاني الأمرين.وما يزيد الأمر عجبا هو أن قرار البارزاني هذا جاء وفق المثل المعروف "العذر أقبح من الفعل"، فقد قال البارزاني في كلمة له بالأمس أمام ما يسمى ببرلمان إقليم كردستان، إن سبب القرار هو لتنظيم الشؤون الداخلية للإقليم بعد توحيد الإدارتين في إدارة واحدة (علما أن هذا التوحيد شكلي وإعلامي وليس حقيقي)، حيث أن بعض أجزاء الإقليم، والكلام لا يزال للبارزاني، مثل السليمانية كانت حتى الآن ترفع علم العراق، وأجزاء أخرى مثل أربيل ودهوك لم تكن ترفع هذا العلم!!!.
يا سبحان الله!!. من الذي طلب عام 1996 من صدام البائد وجيشه الذي يحمل هذا العلم المساعدة لتخليص أربيل البارزاني الذي كان يحكم دهوك أيضا من قوات السليمانية التي يحكمها الطالباني والاتحاد الوطني الكردستاني.
ألم يكن هو البارزاني الذي طلب المساعدة من صدام المسجون حاليا.. للحفاظ على أربيل ضد قوات الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان سيستولي على أربيل بقوة رجاله البيشمركة الذين دحروا بيشمركة البارزاني!!!.
فكيف يقنعنا البارزاني الصغير أن أربيل ودهوك حيث مقر مملكته، كانتا ترفعان هذا العلم بينما لا ترفعه السليمانية التي هزمها جيش صدام في المعركة وسلم أربيل للبارزاني؟!!!.
أليس المفروض أن يكون الأمر بالعكس، وهو أن تحقد السليمانية على صدام وجيشه وعلمه، فلا ترفع هذا العلم بعد عام 1991، بينما تفرح أربيل ومعها دهوك بتدخل جيش صدام فتقوم برفع هذا العلم تيمنا بانتصاره على الخصم اللدود.. الطالباني.
ثم اية إهانة هذه للطالباني ومن يمثله في الشعب الكوردي العزيز، وهو رئيس جمهورية العراق؟، ما معنى هذه الإهانة لرئيس جمهورية العراق من أخيه العدو اللدود البارزاني، وهي بطبيعة الحال إهانة لكل العراق.