البروفيسور كاظم حبيب دلي والسيستاني وفتاوى عدوانية
في مقال للبروفيسور كاظم حبيب / موقع تللسقف - تحت عنوان "أليست هذه فتاوى عدوانية لشيوخ اسلاميين متطرفين وارهابيين"، يستشهد الأستاذ كاظم حبيب بقول آية الله العظمى (أحمد الحسني البغدادي) المعروف بمواقفه المتحيزة "السابقة والحالية" بقوله :"لو زنى شيخ كبير في أمه بالكعبة الشريفة، وهو محدودب الظهر، رجله في قبره وهو يتحسس بآلام المستضعفين، أفضل من فقيه أو مرجع ديني، سني أو شيعي، متصد لقيادة الأمة، إنتهى الأقتباس"، سيدي وأستاذي الجليل كاظم حبيب قلت: ان هذا تحريض ضد الشيوخ، واتهام للأحزاب الأسلامية السياسية العاملة في العراق ،،،،،،،، " ونحن نقول: نبدأ من كلمة / آية الله العظمى! كلمة "آية الله" تعني كلام الله، أو نطق الله،أو علامة أو إشارة من الرب، وعندما يلقب أحدهم بآية الله يعني ذلك ان الشخص المعني قد وصل مرحلة من الصوفية والروحانية تؤهله أن ينطق بما يريده الله منه، وهي ايصال رسالة إيمان الى بني البشر بشكل عام، وإلى قومه ومجتمعه ووطنه بشكل خاص، وما دامت هذه الرسالة هي من لدن الله فحتماً ستكون رسالة إرشاد لتصحيح سلوك من لم يلتزم بمقياس الخيرالذي يترتب عليه فعله، لأن الله هو الخيربذاته، فعليه وجوب أن يعم هذا الخير لجميع الخلائق! كونه خلق الأنسان، ولم يخلق المسلم فقط! ولم يخلق السني قبل الشيعي! ولم يخلق الشيوخ والفقهاء وآيات الله ورجال الدين أولاً! ووجوب أن تحتوي الرسالة على إحقاق الحق من خلال إدراك سليم وتصور على النحو الذي يحقق ما يبتغي الشعب "الأنسان" وليس ما يبتغي رجل الدين أو المسؤول! لأن الله هو الحق ويريده للجميع وليس لفئة معينة،أو لدين واحد فقط، أو لمذهب واحد فقط، أو لطائفة واحدة فقط، وبهذا يضع الله الأنسان على الطريق السليم لكي يشع في نفوس البشرالطمأنينة والرضا، وبهذا تكون محبة الله هي الآية والعلامة والاشارة التي ينطق بها من يحمل لقب أو صفة "آية الله" ومعها كلمة العظمى! لذا نسأل : من هي الجهة المخولة التي تمنح هذا اللقب؟ وهل هناك لجنة خاصة من علماء ورجال الدين تمنح اللقب؟ أم هناك مدرسة خاصة يتخرج منها ويلقب "آية الله"؟ وهل هي درجات صوفية وروحانية؟ إن لم تكن هناك أية جهة تمنح هذا اللقب، فهل يحق للأخ أو الأبن أن يرث هذا اللقب؟ ولنفرض أن الأخ والأبن ليس بنفس الدرجة من الذكاء والقداسة والأيمان، فكيف يكون الحال؟ هذه الأسئلة وغيرها تطرأ على بال الكثيرين في هذه الأيام وفي هذا الوقت العصيب الذي يمربه شعبنا المبتلي بفتاوى رجال الله، والله منهم براء لأنهم مغتصبوا أسم الله باسم الدين وبقوة الدولارات.نعم سيدي كاظم حبيب ومن خلال ما وضحنا أعلاه فان "آية الله العظمى أحمد البغدادي" لم يحرض ضد الشيوخ ورجال الدين الذين لا يسايرونه، ولم يتهم الأحزاب الأسلامية العاملة في العراق والعالم، بل انه إلغاء وجود شعب من ضمنه رجال الدين، وطمس كيان قوميات، انه أكثروأكبرمن تحريض ضد الحياة، هل الذي يحمل لقب آية الله يدعو أصحاب الديانات الأخرى بالكفرة ويحلل هتك أعراضهم والأستيلاء على أموالهم وقطع رؤوسهم وخطفهم مقابل حفنة من الدولارات؟، متى وأين قال الله ذلك؟ هل الله يقبل أن يلوث شرف طالبات مدرسة في المساجد لمجرد انهم من غير مذهب أو من غير دين؟ هل الله يدعو الى قتل 15 إمرأة خلال شهر واحد وفي محافظة واحدة بحجج واهية؟ هل الله يقبل أن يفجر أحد نفسه ويقتل أكبر عدد ممكن من خلائقه، من نفخته، وصل في بعص الأحيان 400 شهيد من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب ومن جميع الأديان؟ وهل يقبل الله أن يصدر تجار المخدرات والدولارات مليون دولار يومياً الى العراق لتفخيخ الأنتحاريين والضحك عليهم بالزواج في الجنة من الحوريات والغلمان والشراب! طبعاً في حضرة الله، وكأن الله يرتاح عندما يرى الزنى في جنته، أم هناك جنة أخرى واله آخر؟ طبعاً نكرر ونقول ان هذا ليس الهنا، ولا نعترف به، ولا نؤمن به البتة، لأننا لا نؤمن باله يحب الدم والقتل، بل نؤمن باله يحب الخيروالحق والجمال،نؤمن باله الحب والمحبة، ولا نؤمن باله عنصري وطائفي ومذهبي، يحب فئة واحدة، أو مذهب واحد، أو دين واحد، أو لون واحد أو فكر واحد، كما يريد البغدادي وأمثاله، كيف يكون حال العالم إن كان هناك فصل الصيف فقط، لا حياة،حرارة، أو فصل الشتاء فقط،برودة، لا حياة/ طوفان، أو هناك لون واحد فقط، أو نوع واحد من الأكل،،،،،،،،،،، وهكذا، عليه يريد البغدادي وجماعته أن يكون لوحده،طائفته فقط، مذهبه فقط، دينه فقط، حزبه فقط، عشيرته فقط، والباقي يذهب الى الجحيم، كل هذا تحت شعار محاربة الكفاروالامبريالية والشعوبية وباسم الفقراء والمستضعفين، لقد نسى أو تناسى أن الله خلق الأنسان "جمع"، خلق آدم وحواء وليس آدم وحده، خلق الليل والنهاروليس الليل أو النهاروحده، خلق الألوان وليس لون واحد فقط، خلق أصناف الحيوانات والدابات وليس صنف واحد ولا نوع واحد،ونؤكد مرة أخرى انه تاريخ أفكار وليس تاريخ فكر واحد، وهكذا،،،،،،،، إذن انه التنوع، انه التجدد، انه قبول الاخرمهما كان دينه ولونه وشكله، انها كرامة الشخص البشري المتساوية بين جميع البشر، نعم مهما كان منصبهم الديني أو السياسي أو الاجتماعي، وربما سائل يسأل: إذن أين الفرق؟ الفرق يكمن بما يقدمه كل واحد من حب وخيرلأخيه وجاره وبني قومه ومجتمعه والعالم، من هنا تقاس النسبة بين البشروليس بكمية الدولارات، ولا بمقدار الاملاك، ولا بطول اللحية، ولا بالالقاب، ولا ولا ولا.
السيستاني وآية الله
يقول آية الله السيستاني المرجع الديني الأعلى للطائفة الشعية في العراق أمام المؤتمرالأول لعلماء رجال الدين المسلمين (را/ عماد الأخرس- مقالة حول المؤتمر الاول لرجال الدين المسلمين- المنشورة في معظم مواقعنا في 29 / 11 / 2007 ) ، يقول : "أنا خادم لكل العراقيين" هذه هي آية الله الحقيقية، وخاصة من وجهة نظرنا نحن المسيحيين، لماذا؟ لأن يسوع المسيح "عيسى الحي" قال: جئت لأخد’م لا لأخدَم"، وهو الحي : غسل أرجل تلاميذه يوم الفصح! والتي تعني أرجلنا نحن البشر، وهو الذي ولد في مغارة بين الحيوانات، هذه هي قمة التواضع، هكذا يجب أن نخدم البشر، كل البشر، يسوع لم يقل انني جئت من أجل فئة، أو طائفة، أو مذهب، بل قال: أذهبوا الى جميع الأمم، من هنا نلتقي مع سماحة السيستاني الجليل عندما تفوه هذا الكلام "أنا خادم" وهذا لا يعني مطلقاً انه ضعف! بل قوة، وقوة كبيرة، بدليل كلامنا هذا ومعنا الالاف الذين يؤيدونا، لذا نقول ننحني إجلالا وإكباراً لكم سيدي، وفعلاًً لقد كبرت بنظر الكثيرين، وخاصة انكم تعنون "بالعراقيين" ليس المسلمون وحسب وانما كل مكونات الشعب العراقي من مسلمين ومسيحيين وصابئة ويزيديين ويهود ،،،، هذا هو العيش المشترك، هذا هو الحب الحقيقي، هذه هي علامة واشارة وآية من الله، وليس دعوة للقتل والتفجيروالخطف وهتك الأعراض وإلغاء الآخر، وشتان بين الآيتين.
دلي والعراق
سأل الكردينال عمانوئيل دلي المرجع والرئيس "المسؤول" الديني للكلدان في العراق والعالم من قبل صحفي أجنبي عن أحوال المسيحيين في العراق فأجاب: لا تسألني عن المسيحيين، بل أسئلني عن العراق"! كان بمقدور الرئيس الروحي للكلدان أن يقول: نحن معرضون للقتل والخطف وهتك الاعراض والاستيلاء على الاموال والاملاك (كوننا كفرة من وجهة نظرالبغدادي وجماعته ودولته الاسلامية) والتهجير،،،،، ولكن لم يقل أي شيئ من هذا القبيل، بل قال : العراق ، لاننا نؤمن وبدون تردد بالعيش المشترك، نؤمن بالاخر ونعترف به مهما كان دينه ولونه وشكله، نحب الاخر ونسامح ونتسامح لانها وصية ربنا يسوع المسيح،أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم، على الحب والمحبة يستند أيماننا، ان المطر والعاصفة لا تشمل الكلدان فقط، أو الاشوريين فقط، أو السريان فقط، أو الشيعة فقط، أو السنة فقط، أو اليهود أو الصابئة أو اليزيديين، وكذلك الشمس تشرق على الجميع، الاشرار والأخيار، لذا كان جواب مولانا الكردينال شمولي وعال وكبيرومنطقي، لأننا من السكان الاصليين في هذا البلد العزيز، ما بين النهرين، عليه عندما يفجر نفسه"الارهابي واللاانساني" لا يفرق بين مسيحي ومسلم، وبين طفل وإمرأة،وبين شاب وشيخ، بهذا وجوب توسيع النقاط المشتركة الكثيرة بيننا، وردم الهوة أو المسافة التي تفصلنا، وذلك بعقد مؤتمر يضم جميع الأديان وليكن في إستضافة النجف الأشرف، لقطع الطريق أمام رجال الدين المافيا، شيوخ الدولارات، مصدري الموت بأسم الله، ولنفرز الحنطة من الزوان.
shabasamir@yahoo.com