البصرة مرتابة من منشورات تحذر "سُنّتها" وترى في نقل الصراع رسالة تخريب لاقتصادها الواعد
نفى نائب عن البصرة عودة التهجير الطائفي لكنه اكد انتشار تهديدات تحمّل سنة المحافظة مسؤولية ما يتعرض له الشيعة في ديالى والموصل وحزام بغداد. وفيما اكد أن عودة التهديدات ترجع الى ضعف الأجهزة الامنية، كشف عن تغييرات واسعة ستطال قياداتها.
في هذه الأثناء حذر مجلس محافظة بغداد من استمرار الاستهداف الطائفي في مناطق "حزام بغداد". وفيما طالب الجيش بترك وسط العاصمة وحماية الاهالي في اطراف بغداد، عزا عودة نشاط المسلحين الى هروب المئات من سجن ابو غريب.
وكشفت سلسلة عمليات اغتيال طالت عوائل بأكملها، خلال الايام الماضية، في مناطق حزام بغداد الجنوبي الذي كان يعرف بـ"مثلث الموت"، عن عودة نشاط المسلحين هناك. فقد قتل مسلحون مطلع ايلول الجاري 17 شخصا من أسرتين في اللطيفية وجرى هدم منزليهما، خلال عملية استغرقت ساعتين.
وكان الوقف السني في البصرة ناشد، الاسبوع الماضي، رئيس الوزراء للحفاظ على حياة المواطنين في المحافظة، بعد تعرض عدد من أئمة الجوامع واعضاء في مجالس محلية الى الاغتيال.
وتحدث مجلس ناحية الفضلية، التابع لمحافظة ذي قار، عن هجرة عدد من أسر "الطائفة السنية" إثر تهديدها والاعتداء على أفرادها، إلا انه نفى ان يمثل الأمر "ظاهرة عامة".
وفي هذا السياق، كشف النائب عن البصرة حسين الاسدي عن "وجود استهداف طائفي لائمة الجوامع السنية في المحافظة وتوزيع منشورات على الوقف السني تحملهم مسؤولية استهداف الشيعة في المحافظات الشمالية وحزام بغداد".
وقال الاسدي، في تصريح لـ"المدى" امس، ان "البصرة شهدت تراجعا امنيا حادا خلال الايام الماضية، ما ادى الى اقالة قائد الشرطة في المحافظة"، موضحا ان "الايام القادمة ستشهد تغيرات واسعة على مستوى قادة الاجهزة الامنية في البصرة، في الاستخبارات، والأمن الوطني".
واضاف الاسدي "إن القاء منشورات، خلال الايام الماضية، على الوقف السني في البصرة فضلا عن اغتيال عضو سابق في مجلس المحافظة من المكون السني واغتيال عدد من ائمة الجوامع السنية، وقتل عدد من المواطنين السنة".
واشار النائب المستقل عن البصرة الى ان "المنشورات التي وزعت على الوقف السني تحملهم مسؤولية قتل الشيعة في محافظات نينوى وصلاح الدين وحزام بغداد".
واكد الأسدي أن "المنشورات تسببت بذعر أهالي السنة في المحافظة وسط ضعف في الاداء الامني واكتفائهم بالخطط الكلاسيكية بزيادة الحراسات على المباني وبعض الشخصيات السنية".
ولفت الى انه "نتيجة الضعف في اداء الاجهزة الامنية في البصرة، لم تستطع ان تحدد الجهات التي تقتل المواطنين وتهدد باستهداف ائمة الجوامع والسنة في البصرة"، لكنه يؤكد بانها "عمليات إجرامية ومرفوضة من الجميع، وتهدف لخلق نزاع طائفي في المحافظة، وتعطيل المشاريع الخدمية وتقليل فرص الاستثمار في المدينة الاقتصادية والتجارية الاكبر في العراق".
وفيما نفى الاسدي "معلومات عن تهجير طال مواطنين سنة"، اكد ان "العشائر في البصرة اجمعت في اكثر من لقاء وأدانت الاستهداف الطائفي ونظمت صلوات موحدة ".
وكانت شخصيات دينية وعشائرية في محافظة البصرة استنكرت، مؤخرا، استهداف أئمة المساجد ورجال الدين من "اهل السنة" في المحافظة. فيما صوت مجلس محافظة البصرة، الخميس الماضي، على إقالة قائد شرطة المحافظة اللواء فيصل العبادي بسبب عودة الاستهداف الطائفي للمحافظة.
وفي سياق متصل، حذرت اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد من ان استمرار عمليات القتل والتصعيد الطائفي ضد الشيعة في مناطق "حزام بغداد" بانها ستؤدي الى ردود فعل من الجانب الاخر.
وذكر غالب الزاملي، عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد، ان "مناطق حزام بغداد اصبحت حواضن للارهاب وان العشائر في المنطقة بدأت تطالب القوات الامنية بالتخلص من بعض الخلايا الإرهابية التي عادت للظهور في تلك المناطق".
وذكر الزاملي، في حديث مع "المدى" امس، ان "استهداف اكثر من اسرة في اللطيفية ربما سيؤدي الى ردود فعل من الجانب الاخر ضد العمليات الإجرامية"، مناشدا القوات الامنية والجيش "الخروج من العاصمة والذهاب الى اطراف بغداد"، عازيا ظهور المسلحين في تلك المناطق الى "هروب السجناء من سجني ابو غريب والتاجي".
الى ذلك قال سكان مناطق حزام بغداد لـ"المدى" إن "القوات الأمنية تغلق مناطقهم بالجدران الكونكريتية، وتضيق على الاهالي في الدخول والخروج في المنطقة".
ويؤكد سكان منطقة الدوانم القريبة من ناحية الرضوانية بان "القوات الامنية تفرض حظرا للتجوال على السيارات في منتصف النهار، وتمنع المركبات من دخول المناطق ابتداءً من الساعة السادسة مساءً".