البطل الجريح يفوز على المليارات
نعم أيها الأسُود ، سطرتم ملحمة الفداء ، أين أصبحت كلكامش ؟ انكيدو ذهب ورجع بدون شجرة الحياة ، أما أنتم أيها النمور العطشى للحياة والأمان والطمأنينة ، لقد رجعتم ومعكم كأس الحرية ، رجعتم ومعكم كأس الوحدة ، رجعتم ومعكم كأس التضامن ، رجعتم ومعكم مليارات العشاق ، وملايين المحبين ، ومئات الألوف المشجعين ، والله إنها ملحمة الحياة ، ملحمة الوجود ، ملحمة الحق ، ملحمة الخير ،ملحمة الجمال ، نعم أيها الأبطال الجرحى ، لقد فزتم على ملياراتهم بدمائكم في ملعب الحياة ، لقد فزتم على مفخخاتهم بوضعكم الشريط الأسود على أكتافكم حزنا" على شهداء الملعب ، لقد فزتم على فتاويهم بتضامنكم "العرب والكرد والأقليات " ، ليموتوا في غيضهم عندما رأوا السني والشيعي يتعانقا ، نعم أيها الوطن الجريح ، ها هم أبطالك الحقيقيين يضعون البلسم على جرحك الدامي ، فلماذا لا يتعض الآخرون من السياسيين وصناع القرار من هذه الملحمة ، من هذه الشراكة ، من هذا التضامن ، من هذه الوحدة ، من هذا العرض التاريخي الذي لا ينسى على مسرح الحب ، نعم تغيضهم هذه الكلمة ، تغيض شيوخهم وفتاويهم الذين يحرقون ملايين الدولارات يوميا ! هل تعرفون من أجل ماذا؟ من أجل إطفاء البسمة والفرحة من على وجوهكم أيها الغيورين ، والدليل ما حدث في زيونة والمنصور وهلم جرا" ، هناك فرق سيداتي سادتي بين من يزرع الزوان ومن يزرع الحنطة ، بين من يزرع الموت ، وبين من يزرع المحبة من أجل أن يحيا الآخرون ، هكذا فعلتم أيها النمور ، زرعتم الخير وسقيتموه ، بدمائم الطاهرة ، بقتالكم الأسطوري ،بأخلاقكم العالية ، بالعرق الذي نزل على أرض الفداء ، بصولاتكم وجولاتكم وسهركم وتدريبكم من أجل بقاء العراق ، من أجل وجود العراق ، من أجل سمعة العراق ، من أجل سلام العراق ، نعم بعثتم رسالة مزدوجة الى جميع الأحزاب وصناع القرار وقلتم فيها : كفى تشرذم ، كفى ضياع ، كفى أنانية ، كفى طائفية ، كفى سرقة ، كفى مصالح شخصية ، كفى محاصصة مذهبية ، نعم للرجل المناسب في المكان المناسب ، نعم للوحدة الوطنية ، نعم للتضامن ، نعم لكرامة الشخص البشري ، نعم لحقوق الأنسان ، نعم لثقافة الحوار ، نعم للأنفتاح وقبول الآخر مهما كان دينه ولونه وشكله ، نعم للتعددية ، لا للحزب الواحد ، لا للدين الواحد ، لا للمذهب الواحد ، لا للطائفة والعشيرة الواحدة . ومن جهة أخرى وجهتم ضربة وصفعة على وجوههم المكفهرة والتي لا ترتاح إلا الى دماء الأطفال والنساء والشيوخ ، لا يفرقون بين مسلم ومسيحي وصابئي وبزيدي ، لا يفرقون بين سني وشيعي وكلداني وسرياني وآشوري وأرمني ---- الخ ، بهذا وصلت رسالتكم أيها الغيارى ! وسجلت في سفر الحياة وفاقت كل الملاحم والأساطير بفوز الأسد الجريح على جهنم وأتون مليارات الدولارات .