البعث والعقدة العراقية
أحد أهم المعوقات التي تقف حائل بين استقرار الوضع في العراق والذي دفع الكثير من التضحيات والدماء الغالية على ابنائه في سبيل التخلص من تلك العقبات والعقد التي رمحت في البيت العراقي.فمنذ أن جاء البعث الى العراق وقد بدأت مرحلة عصيبة على الشعب العراقي لم يكن يعرفها من قبل وهي مرحلة القتل والاغتيالات عام 1963 بتلك الثورة السوداء التي جيء بها لافساد الوضع في العراق والسيطرة على خيراته ومقدراته، فكان بحق عقدة تؤرق الشرفاء من العراقيين والذين بدأت حملات التصفية تطالهم لشمولهم بانتماءات أخرى كالاحزاب الاسلامية والشيوعية في العراق، حتى أضحى غالبية الشرفاء ملاحقون ومشرد بعضهم في دول العالم.
فأصبحت تلك الفترة عقدة بالنسبة لغالبية العراقيين من البعث الفاشستي ، حتى أصبح التغيير والسقوط الذي كان غالبية المحرومين والمظلومين والمكتوين بنار البعث يحلمون به، فبمجرد سقوط دكتاتورية صدام واسطورة البعث الحاكم عام 2003 استبشر الناس خيراً بذلك رغم أن السقوط والتغيير جاء على يد الاحتلال الامريكي ، ولكن العقدة التي كان يعاني منها العراقيون جداً ملتوية ولا يمكن لاي من الاحزاب المعارضة ان تسقطها الا على ما جاءت عليه ، فهل أنتهت العقدة؟
بالطبع كانت بداية الامر في العراق وضع مترقب للاحداث بعد فرار الفئران والاختباء في جحورها ومطاردتهم وملاحقتهم بتصرفات شخصية من قبل المظلومين ، فكان يمكن أن يقال في عام 2003 وعام 2004 عام الطهر من البعثيين حتى بدأت التحركات السياسية الخارجية تحاول المساومة مع القيادات التي وضعت من قبل سلطة الاحتلال لعودة بعض من رموز البعث الذين هم خارج ارض الوطن وكانت تلك أول بذرة خبيثة لاعادتهم من جديد ، وعندما تم وضع قانون أجتثاث البعث من قبل بريمر قد حورب من قبل رموز السياسة الذين زرعتهم القوى الخارجية ، وأخذت تلك العقدة تتوسع بحيث أصبحت فتنة طائفية بين ابناء الشعب العراقي.
ليس غريباً أن نسمع أو نرى بعض المدافعين عن البعث والبعثيين من السفلة والساقطين والناقصين الذين يكون همهم الوصولية والانتهازية فتلك شريعتهم حتى وان لم يكونوا يؤمنوا بحزب البعث الفاشستي ، وليس غريباً من هيئة المساءلة والعدالة أن تصدر أمراً بمنع بعض البعثيين من الوصول الى مجلس النواب فهذا ما كنا نبغي من عملها وها هي قد تحررت بعض الشيء من القيود التي أحيكت لها من قبل بعض الساسة المنتفعين من العملية السياسية.
فقد يكون منعطف خطير ضد العراق والعملية السياسية عندما تتراجع هيئة المساءلة والعدالة عن قرارها بشطب الكيانات المحظورة بالمشاركة الانتخابية بوجود اليقين بالتأثيرات الخارجية من الدول العربية والاجنبية بذلك وأخيراً ها هي زيارة نائب الرئيس الامريكي "جو بايدن" المفاجئة للعراق جاءت على هذا الاساس، وفيما لو تراجعت هيئة المساءلة والعدالة عن قرارها فذلك سوف يؤثر سلباً على عملية الانتخابات والمشاركة الواسعة فيها فجل المحرومين والمعدمين من أصحاب الاصبع البنفسجي سوف لن يجدد لون اصبعه هذه المرة لاجل العقدة البعثية في العراق.