التاريخ يتكلم الحلقة 91 سافرت من الجزائر الى دبي
مكثت مدة عشرين يوما في ضيافة د. حسام وعائلته الى ان استلمت شقة ثانية، في نفس العمارة، في الطابق الثالث، كانت تسكنها قبلي استاذتين احداهما جزائرية والاخرى اجنبية يبدو انهما كانتا تتعاطيان المخدرات، حيث عثرت على آثار للحقن التي تستعمل في زرق المورفين والكوكائين بالاضافة الى انها قذرة ومهملة وهي لا تعطي انطباعا بان شخصية مثقفة وواعية ترضى العيش فيها. استعنت بامرأة لتنظيف الشقة وتعقيمها، واستغرق ذلك اكثر من اسبوع. تعرفت على جيراني في نفس الطابق؛ عائلة جيكية اتكلم معهم اللغة الروسية، كانوا موجودين في الجزائر منذ سنتين لهم تصور كامل عن الوضع هنا وحذروني من جملة امور منها فتح الباب مساء، واكدوا لي انهم اذا سمعوا طرقا على باب شقتي (حيث لا يوجد جرس كهربائي في تلك العمارة) فسوف يستطلعون هم الامر. الاجانب هنا متعاطفون مع بعضهم ومتكاتفين، تربطهم علاقات حميمة.* عباس مدني:- هو مسؤول جبهة الانقاذ الاسلامية التي تمثل التيار المتطرف بين الاسلاميين او الاصوليين، وهي المسيطرة على الشارع الجزائري ووجدت لها ارضية خصبة في القرى والارياف وسط الطبقة غير المثقفة.
بعد مرور شهر على انتقالي الى شقتي الجديدة سمعت طرقا على الباب، لم افتح. جاري الجيكي فتح بابه وتكلم مع شخص جزائري باللغة الفرنسية وانا استرق السمع خلف الباب فلاحظت تحته ورقة ذات فئة 200 دينار جزائري تزحف الى الداخل! بعد لحظات غادر الجزائري ففتحت الباب وسألت جاري عنه واخبرته بموضوع العملة الورقية التي لا زالت على الارض. ضحك الجيكي قائلا: يدعي الجزائري انك صديقته. استغربت للامر ونفيت ذلك اذ لم يمر على وجودي هنا الا بضعة ايام لكن الجيكي ابدى استخفافه بعقلية اولئك البشر ومدى تخلفهم، واضاف قائلا: ان الجزائري ذكر انك رومية (مسيحية) وتعيشين بمفردك فهذا يعني، في تفسيرهم انك (مومس)! تستقبلين الرجال من اجل المال. واشار جاري بان لا اتأثر لذلك الموقف ولا انزعج منه " فدعيهم يفكرون كيفما يشاؤون "، وكرر نصيحته بعدم فتح الباب قبل التأكد من هوية الطارق.
اضطررت الى تحويل سريري من غرفة النوم الى الصالون، الذي كان اقرب الى الجيران، فبمجرد الطرق على الحائط، كانوا يستطيعون سماعي فيهبون لنجدتي حيث ينامون في الغرفة الملاصقة لصالون شقتي. وكل ليلة كنت احفظ رقم تلفون بيت د.حسام (ابو شذى) في ذاكرة الهاتف واضعه عند رأسي، وبمجرد الشعور بخطر داهم كنت اضغط على زر الذاكرة ليرن هاتف بيت د.حسام ليحضر خلال لحظات.
لم تكن لدينا صداقات مع الجزائريين، مع ان بعض النساء كن يرغبن اقامة علاقة معنا، لكنهن كن يخشين المتطرفين الاسلاميين جماعة عباس مدني الذين يعتبرون الاجانب اعداء للاسلام فهم يصدرون للمجتمع الاسلامي العادات والتقاليد الهدامة! لذلك اعتبروا كل اجنبي مخرب للبلاد!
مرة اخرى تعرضت للاعتداء، في الخامسة مساء، من شتاء نفس العام. روعني خبط شديد على الباب، ركضت حافية من خلال المطبخ وضغطت على زر ذاكرة الهاتف ليرن في منزل د. حسام حيث صعد مباشرة وشاهد شخصا جزائريا فسأله: ماذا تريد؟" اجابه: اريد صاحبة البيت، اريد ان ادخل عندها وادفع لها، رد عليه د. حسام: الافضل لك ان تترك العمارة فان هذه الفتاة انسانة مثقفة محترمة." ترك الجزائري العمارة وهو غاضب. بعد مغادرته فتحت الباب وسألت د. حسام عن الموضوع فرد بسيل من الشتائم واللعنات للاسلامين المتطرفين وعقولهم الضحلة "فهم يدمرون بافكارهم المتطرفة بلدهم." نهاية حلقة رقم يكتب لاحقا
ذلك الشتاء، وفي يوم ممطر، بينما كنت عائدة من الجامعة لاحظت رجلا يتعقبني بعد ان نزلت من سيارة الاجرة متوجهة الى شقتي التي لا تبعد عن الشارع باكثر من عشرين مترا. لم التفت اليه ولكني اسرعت بدخول بيت د. حسام في الطابق الاول. لاحظ ارتباكي وسأل: ماذا حصل؟" اخبرته عن الشخص الذي يقتفي اثري. خرج يسأله ما يريده مني: فقال وكأنه هو المغبون: هذه المرأة سافرة! الم تتعلموا بعد اننا لا نوافق ان تعمل المرأة! جئتم هنا، انتم الاجانب، لتخريب المبادىء الاسلامية."
عند حلول شهر رمضان دعيت من قبل عائلة عراقية للافطار معهم. خرجت من البيت واستأجرت سيارة تاكسي وعند وصولي الى الشارع المؤدي اليهم وهو يبعد مسافة عشرة دقائق لحقني شاب مهندم، بدأ يسمعني كلمات بذيئة جارحة وهو في حالة من الغضب والهياج حاول ان يخمطني بيديه ناديت صارخة اتركني اتركني . سمعني المارين في الشارع تركني لكني اسرعت الى بيت اصدقائي العراقيين بيت ابو نهلة ، فتركني بعد ان دخلته. وصلت حالة بالغة من العصبية والتوتر، وبدأت اقذف والعن، دون وعي مني، فرد صاحب الدار المرحوم ابو نهلة: يظهر انك قليلة المعرفة بالعادات والتقاليد الاسلامية. فهم (الاسلاميون)، يعتبرون طريقة لبسك منافية لمشاعرهم الدينية!" بالرغم من انني كنت مرتدية ملابس طويلة الاكمام مقفلة الازرار ومريلة طويلة ايضا، اذا ما الخطأ؟ اجابني ابو نهلة: انت متعطرة ولا يجوز ذلك للمرأة في شهر رمضان، فهذا يعني انها مفطرة وتغري الرجال بممارسة الجنس معها!" هذه معلومة اخرى جديدة مفيدة! على الاجنبي ان يتصرف وكأنه مسلم في رمضان!
كنت اقوم بواجباتي التدريسية في الجامعة على اكمل وجه، دون ان اصادف اية صعوبات او اشكالات، واقمت علاقة طيبة مع الطلبة، بمن فيهم "الاخوان المسلمين" لاني احترم مشاعرهم الدينية ولا علاقة لي بما يفكرون طالما هم لا يؤذون احدا. لم ادخل في اية نقاشات دينية اذ كان ما يحاذر منه اساتذة الجامعة هو ان لا يتورطوا في مناقاشات دينية خصوصاً في شهر رمضان.
من الصعوبات الاخرى، وهي لا تقل عما ذكرته، الضائقة المالية التي عانيت منها، لم تصرف لي رواتبي طيلة العام الدراسي. كانوا يقولون ان ميزانية الدولة تبدأ في الشهر الرابع فما علي الا الانتظار، بدأت بطلب المساعدة من اصحابي وكان ابة زينب ود. شابا قد اسلفني بعض المال كل شهر الى ان حل الشهر الرابع الذي كنت انتظره بفارغ الصبر. لم يصرفوا لي شيئا فقد اخبرني المحاسب ان هناك مشكلة، اذ لا يصدقون انك عراقية فاسمك يدل انك مسيحية، كيف تكونين عراقية وانت مسيحية؟! كل عراقي يجب ان يكون، بالضرورة مسلما. ولكن الذي يحيرني انك تتكلمين العربية بطلاقة وبلاغة!" قلت طالما اتكلم هكذا كيف اكون اجنبية؟" واخذت الاتصالات تجري بين الجامعة والعاصمة مع مدير المصرف وانا ضائعة بين هؤلاء. دخلت على مدير المعهد وبدأت اتهجم عليه: " كيف تكون بمستوى المسؤولية وانت لا تستطيع تسديد حقوق منتسبيك؟ انني في بلد غريب، ليس لدي نقود وليس لدي معارف او اقرباء، كيف اعيش؟ ومن اين؟ الم يخطر ببالك كيف اكون استاذة في الجامعة وليس معي ما يسدد فاتورة الهاتف او ايجار المسكن اويكفي لشراء ما يسد رمقي؟" بقي صامتا مشدوها لا يصدق، فهو لم يعتد ان تقف امامه امرأة، وتناقشه وتعنفه بهذا الاسلوب لانهم يعتبرون المرأة مخلوق من الدرجة الثانية لا تملك الحق في الجدال مع الرجال! ثم اجابني: لو كنت امرأة جزائرية لما استطعت التحدث الي بهذا الشكل. هذه جرأة غريبة لامرأة عربية لم اصادفها في حياتي. انني رجل محافظ لا اسمح مطلقا لامرأة ان تحدثني بهذه الطريقة. هل تعلمين انني عندما اترك المنزل صباحا اقفل بابه على زوجتي ولا اسمح لها ان تفتحه لشخص غريب الا لاخيها فقط! كما لا اسمح لها مطلقا ان تخرج لوحدها!"
انه امر مضحك ومبكك في الوقت نفسه، اذ كيف آمل من شخص هذه طريقة تفكيره ان يجد حلولا لمشاكلي؟ يجب ان اعتمد على نفسي. خرجت من عنده وانا اكاد انفجر من الغضب، في اليوم التالي ذهبت عند المحاسب الذي اتصل بمدير البنك المركزي الجزائري فطلبني هذا بدوره، ليطلع على وثائقي ويدقق هويتي. في اليوم الثالث سافرت الى العاصمة لمقابلته حيث بدأ معي التحقيق التالي:
هل انت من اب وام عراقيين؟
اسمك يدل على انك مسيحية؟ هل هناك روم (مسيحيون) في العراق وما هي نسبتهم؟
لماذا لم تدينوا بالديانة الاسلامية وبقيتم على تلك الديانة الى الابد؟
ما هي الوثائق التي تثبت انك عراقية؟
وختم اسئلته: انك تتكلمين عربية سليمة!"
ناولته دفتر الهوية الشخصية العراقي ومن ثم دفتري والدي. اخذ يدقق المعلومات المدونة وتأكد من انها صحيحة، لكنه لم يكتف. قال ساتصل بالسفارة العراقية لاتأكد منهم هل هناك مسيحيون في العراق؟ ووعدني بانه بعد الاتصال سيوافق على صرف مرتباتي جميعها في بداية شهر ايار.
في نفس الفترة اثمرت جهودي بعد بحث مضن، عثرت على صديقتي د.آمال ربيع، بعد فراق دام ثماني سنوات. كانت تعتقد بانني قد استشهدت في كردستان! وبعد جهد جهيد، استطعت الحصول على عنوانها وراسلتها فما كان منها الا ان اتصلت هاتفيا، وهي متلهفة لاستقصاء اخباري التي انقطعت، وكأنني بعثت الى الحياة مجددا. اطلعتها على وضعي المأساوي في الجزائر. واتفقنا على ان توجه لي دعوة لزيارتها في دبي لانني افتقدتها، ومن ثم يمكن ان اجد لي عملا هناك او في احدى الدول الخليجية ضمن اختصاصي. دبي هي بلد النفط واختصاصي هو في صلب الموضوع. ذهبت الى زميلي د. شابا من كرمليس لترتيب امور السفر: فهناك مشكلتان اولها؛ كيفية الحصول على التذكرة؟ ومن الذي يسدد ثمنها؟ اخذ د. شابا مسألة الحجز على عاتقه بواسطة مافيا السوق السوداء المستفحلة في الجزائر، واستطعنا الوصول الى شخص يحجز لنا التذكرة مقابل 1000 دينار جزائري اكثر من سعرها الحقيقي، واقرضني شابا سعر التذكرة البالغ 3000 دينار جزائري، ذهابا وايابا، (خط التذكرة هو الجزائر – القاهرة – دبي والعودة) غادرت الجزائر مع الرفيق ابو فرح احد زملائنا من موستغانم . هبطنا في القاهرة، واشرت جميع الجوازات الا جوازي، فقد حجزت في احدى قاعات المطار لمدة ساعة وزميلي ينتظرني في القاعة الثانية. اجرت سلطات المطار معي التحقيق التالي:
هل انت عراقية؟ اسمك يدل على انك مسيحية؟ ماذا تعملين في الجزائر؟ ولماذا قصدت مصر؟ وماذا تعملين في دبي؟ ومتى العودة؟ وماذا تحملين من امتعة؟ هل بصحبتك هدايا وما هي؟ هل تسافرين لوحدك ومع من تعيشين في الجزائر؟ ثم اخذ الموظف جواز سفري لتدقيقه في جهاز كهربائي.
بعد هذه الاجراءات اعيد لي الجواز، وخرجنا، انا والاخ ابو فرح، نبحث عن فندق. توجهنا الى شارع طلعت حرب فوجدنا مأربنا في شارع يتفرع منه. حجزنا غرفتين في الطابق الثالث في فندق اسعاره رخيصة، ثم خرجنا نتجول في شوارع القاهرة.
لاول مرة ازور هذه المدينة، انها حقا مدينة جميلة ينساب وسطها نهر النيل الخالد، بخيلاء وتؤدة، وعلى شاطئيه انتصبت ابنية فخمة ذات اشكال هندسية تنم عن ذوق رفيع، يشكل معظمها كبريات فنادق العاصمة. نسمات عليلة تضفي على الطبيعة جواً آسر. طبيعة الناس، هي الاخرى، تترك احساسا بالمودة، مما يزيد النفس اطمئنانا وراحة.
انتصف الليل وقررنا العودة الى فندقنا، الذي لم نعد نتذكر اسمه ولا اسم الشارع. حاولنا وكررنا المحاولة، دون فائدة، واثناء ذلك كنا نلتقي الكثير من المشردين الذين انتشروا على الارض وافترشوها، فهم بلا مأوى ، تنتقل الشرطة بين تجمعاتهم. شوارع القاهرة تكتظ ايضا، بالشرطة المحلية فيشعر المرء بالاطمئنان لهم، فالابتسامة لا تفارق وجوههم وهم لا يبخلون في تقديم اية مساعدة ممكنة على غير ما هو مألوف عن الشرطة من نزعة عدوانية تجاه المجتمع. الساعة الثانية بعد منتصف الليل ونحن لا زلنا نبحث عن ضالتنا، سألنا احد اولئك الشرطة عم تبحثون؟ اخبرناه بالقصة ونحن نضحك من ذلك التصرف الذي يوسم به اهل القرى الذين يذهبون الى المدينة لاول مرة! ضحك الشرطي ايضا للمأزق الذي نحن فيه واشار علينا ان نذهب معه الى المركز السياحي الخفر بسيارة اجرة على ان نتحمل نحن تكلفتها. اتفقنا, وما ان وصلنا المركز حتى بدأ المسؤول اتصالاته بالفنادق يسأل عن اسمائنا المدونة في سجلاتهم، كانت الساعة قد بلغت الثالثة صباحا عندما رجعنا الى قاعدتنا! ضحكنا على انفسنا بما فيه الكفاية وحذرني الاخ ابو فرح من مغبة افشاء ذلك السر الى المعارف والاصدقاء لاننا سنصبح مادة للتندر. فمن يصدق ان اثنين من اساتذة الجامعة جابوا الدنيا وزاروا دولاً كثيرة يفوتهم هذا الامر! ولكني ما ان عدت الى الجزائر حتى اخبرت زوجة ابو فرح بذلك المقلب مما كان مبعث ضحك وتندر لايام طويلة.
حطت بنا الطائرة في دبي، كانت آمال، صديقتي، وزوجها وابنهما عبودي وخادمتهم السيرلانكية في استقبالنا. كان لقاءاً حميماً يا ليته يعود ثانية. عشت معهم في بيت جميل، تجولنا في كل زوايا دبي، ثم ابو ظبي، العين، الشارقة. تعرفت على تلك الامارات ومعالمها مع آمال، كانت قد افتقدتني كما افتقدتها، ولم يتسنى لها اقامة صداقة متينة كالتي كانت تربطنا ايام الدراسة في الخارج. كنا نتشارك في السراء والضراء حيث فرضت علينا حياة الغربة ان ننصهر في بوتقة واحدة، نكافح لكي نحقق طموحاتنا في التحصيل والدراسة. كانت تسعى لان تكون طبيبة ناجحة وانا بدوري اكافح لان اصبح استاذة جامعية. تحملنا الظروف المعاشية القاسية في الاقسام الداخلية وصعوبة التأقلم والفروقات الاجتماعية والسياسية السائدة. كنا نلاحظ التناقضات في السياسة الخارجية للاتحاد السوفيتي، كذلك البيروقراطية التي تنخر في جسد الاشتراكية هناك، كانت كلها عوامل احباط معنوي لم نكن نتصوره، لكن كان علينا تجاوزه للعبور الى هدفنا.
كنا نتحدث عن خاليات الايام وذكريات الدراسة في الاتحاد السوفيتي، ومن استرسالنا في الحديث استغرب زوجها لماذا انا في خط المعارضة؟ ولماذا لا ارجع الى العراق؟ ونحن في حديثنا عن الماضي كانت اخبار الساعة تشير الى ان صدام عقد مؤتمر قمة عربية في بغداد حضرها الشيخ زايد. انتقدت تلك القمة وكل القمم العربية التي لا فائدة ترجى منها. لكن الضجيج الاعلامي كان يعطيها حجما اضخم من حقيقتها. استغرب زوجها عصام لهذا العداء السافر ووجهة النظر التي لم يستسغها، قال معلقا: هذه المرة سينتقم صدام من اسرائيل وسيضربها بشدة وهذا مؤشر لما يتحلى به صدام من شجاعة فائقة، انه صنف نادر من القادة العرب هذه الايام،" والحديث لازال لعصام "حيث لديه جيش عرمرم ذو خبرة قتالية نادرة، ويمتلك سلاحا متطورا يحسب له الف حساب،" وجهة النظرهذه لم اتفق معها، وانتهى الحديث الذي كان يمكن ان يتشعب الى ما لا نهاية.