التاريخ يتكلم الحلقة 83 واقع المراة العراقية الراهن
قدمت هذه المحاضرة في غرفة الينابيع والان انشرها لان الحاضرين اتفقو على انها محاضرة غنية وهذه المحاور التي تناولتها1- وضع المراة بعد سقوط الصنم
بعد زوال الصنم 2003 اقسم العراق الى مناطق جغرافية يختلف فيها وضع المراة اقليم كردستان اخذت الحركة النسوية تنتعش اكثر . ولها نشطات كثيرة تتمحور بزيارة وفود نسائية الى البرلمان في منطقة كردستان . عقد ندوات وورشات عمل بلا كلل ولا ملل . الاعلام بشكل عام يتحدث عن قضية المراة بشكل مفضوح ولم يبقي سكة للمسؤولين الذين يحاولون ابقاء المراة اسيرة العقلية الذكورية الموروثة . والاهم من ذلك تنظمت الحركة النسوي اكثر وهي تعرف اين تتوجه وكيف توصل صوتها الى الجماهير اولا والى صانعي القرار السياسي بمعنى اخر زادت خبرة المنظمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني بألية العمل . وكان من احد نتاجات عملها اخذت تنظم وتستضيف مؤتمرات عالمية مثلما حدث في السليمانية عام 2006 عقد مؤتمر لنبذ العنف ضد المراة . لكن الطريق طويل امامنا . عكس ذلك يحصل في المدن الغربية في العراق مثل الرمادي والموصل وتكريت ومعها كركوك . المراة- "الكثيرات" منهن مقيدات حرمن من العمل من التعليم ,محرومات من الحياة الاجتماعية والاقتصادية الطبيعية بسبب نشاط القوى الارهابية والتكفيرية التابعة الى اعوان النظام السابق واعوان القاعدة المتخلفين . بنفس الوقت هناك محافظات في الفرات الاوسط وبعض مناطق الجنوب المراة نهضت بشكل سريع منها الحلة _بابل- التي تنشط فيها المنظمات النسوية مع منظمات المجتمع المدني واقيمت الكثير من ورشات العمل والندوات والاجتماعات رغم محاولة الميليشيات المتخلفة العائدة الى القوى الدينية الوقوف حجرعثرة امام تطور المراة في الوسط والجنوب وبعض مناطق بغداد لكن الذي يعطينا زخما ان المراة العراقية ليست متعجرفة تتمسك بالقديم . بل انها تتقبل الحداثة ولها رغبة وطموح للتعلم والدخول الى الحياة العصرية .
2- دور المنظمات النسوية
المنظمات النسوية تعمل عملا رائعا غالبيتها تناضل في ساحة نضال الحقيقية فهي تتحدى الارهاب الصدامي والتكفيري . انها تتحدى الاجرام الذي ياتي من القوى الارهابية والتكفيرية والميليشيات الراديكالية التي تحاول خنق المراة باسم الدين فهي بهذه الحالة تسئ الى الدين اكثر مما تسيئ الى المراة . المنظمات النسوية في العراق هي في تنسيق مستمر في الداخل والخارج والهيئات الدولية في كل العالم كل العالم . والدليل على ذلك شبكة المراة العراقية التي تضم اكثر من 80 تنظيم نسوي فهي توحد مطاليبها وتجلى ذلك في كل نشاطات التي اقيمت وتقام بخصوص تعديلات الدستور وخصوصا في الورشات الكثيرة والتثقيف المستمر والتالكيد على المادة 41 والمادة 92 التي لها علاقة مباشرة بخصوص قانون الاحوال الشخصية . ونتيجة عمل هذه المنظمات الدؤوب استطاعت ان تلغي قانون 137 سئ الصيت الذي وقعه عبد العزيز الحكيم . انا اعتبر مجرد الوقوف بوجه رجال الدين المتطرفين هذه تجربة رائعة تعلمنا الكثير لابل تستفاد منها المراة في الشرق الاوسط جميعا .
3- الاحزاب الدينية والمراة
نحن نناضل ونعطي ضحايا لناتي بالمراة الى البرلمان ونحن العالمانيات استطعنا ان نفرض الكوتا 25% لكن جيئ بنساء غير كفوءات متخلفات يجلسن وراء الكراسي الخلفية في البرلمان العراقي لانهن لايعرفن لماذا هي جالسة على هذا الكرسي وماذا تطرح لانها لاتمثل المراة العراقية بل هي تمثل احزابها لذا هي دمية بيد الحزب وهي موجودة لطموحات وامتيازات مادية تحصلها من الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الفكر الديني المتطرف لكني متفائلة انها مؤقتة وسيأتي يوم تحاسبهن المراة العراقية لماذا بقين صامتات حينها عن اوضاع المراة العراقية المنكوبة لا بل قسم منهن يقفن ضد طموح المراة لان احزابهن هكذا تملي عليهن واكبر دليل وزيرة المراة من يسمع صوتها؟ ومن يعرف اين هي؟ وماذا تعمل ملئت وزارتها من امثالها المتخلفات؟ رغم ان همومنا واحدة ونشترك بها جميعا الا انا حرة اتكلم واتحدث واكتب وفق ما اجده صحيح دون ضغط من اية جهة بينما هي اسيرة بيد التوجه الحزبي الذي تنتمي اليه .
4- تفرير الامم المتحدة الذي صدر في 31 اذار الماضي .
حقيقة انتقد التقرير لانه ناقص وغير كامل واشار الى الكثير عن وضع المراة في كردستان العراق فقط ولم يطرح اية قضية بخصوص المراة على عموم العراق . في حين ان وضع المراة العراقية الذي يعتبر اهم قضية لما يخص عمل( يونامي) المنظمة الموجودة في هيكل الامم المتحدة التي تهتم بقضايا المراة . دعني اقول ان اللجنة الناقصة كل الذي نشرته بعض الارقام والاحصائيات حصلت عليها بطرق سهلة عبر الانترنيت وغيرها . اين الزيارات الميدانية لمعرفة الوضع الحقيقي للمراة العراقية . لاشئ اطلاقا وكأن المراة العراقية تعيش في نعيم . واعضاء الهيئة في العراق تصرف لهم الالاف الدولارات شهريا . هل ممكن ان اسأل لماذا تصرف هذه المبالغ الباهضة ؟ تطرق التقرير الى قضية مهمة وهي ظاهرة "القتل غسلا للعار " نعم هذه قضية مهمة جدا وجائت بارقام من محكمة الجنايات ومن مستشفى ازادي في دهوك ويذكر التقرير سجلت 289 حالة حرق في محافظة دهوك اسفرت عن حرق 46 حالة وفاة عام 2005 , 366 حالة حرق ادت الى 66 حالة وفاة عام 2006 . . في اربيل في اربيل اسفرت 576 حالة حرق حالة حرق حرق 358 حالة وفاة عام2003 وتعاني اكثر من نصف النساء من حروق تتراوح بين 70- 100% نقلا عن تقارير الاطباء تذكر" قمن بحرق انفسهن" غير ان عدم قيام السلطات باجراء تحقيقات شاملة يشير ان الادلة المتوفرة لازالت غير قاطعة . في السليمانية ذكر تقرير عام 2006 : وقعت 88 امراة بين سن 15-45 ضحايا لحوادث اطلاق النار . لقت 41 امراة منهن حتفها وتشير كل الادلة انه يتم اطلاق النار على الضحية في بيتها ثم يبلغ الشرطة على انها "انتحرت" . واصبحت كلمة الانتحار" ياما اسهلها "في كردستان العراق . والحكومة في منطقة كردستان لم تأخذ هذا الموضوع بجدية لان الكثير من اعضاء الحكومة في منطقة كردستان هي الاخرى تقع تحت التاثيرات القبلية الذكورية التي تؤمن بهذه الجريمة على انها شرعية .
5-التناقضات الموجودة في المجتمع الشرقي ( العراقي)
المجتمع الشرقي الذي بقي متزمتا بالاساليب القبلية الاقطاعية التي تناقض تطور المراة وهذه التناقضات تشمل العلاقات الاجتماعية والانتاجية والثقافية . الجيل الجديد يتصارع فيما بينه ويتصارع بين الفكر القبلي القديم والفكر المتطور الجديد الذي يهدف الانفتاح وبناء مجتمع جديد يلتحق بعجلة التطور العالمي الاقتصادي والتكنولوجي والاجتماعي والثقافي . عند المراة كل هذه الصراعات يحسمها الوعي الثقافي والاجتماعي والاقتصادي ومنها منهاج دراسي صحيح ونظام مدرسي مؤهل لدفع عجلة التاريخ الى الامام , الاعلام العراقي لازال لم يأخذ دوره الصحيح بطرح هذه القضية بشكلها الشعبي الواسع . الان يسود الجهل والامية في صفوف النساء وبشكل واضح جدا قي الريف العراقي والمناطق التي تسيطر عليها القوى الدينية المتطرفة اذ حرمت الطفلات من التعليم خلافا للاعلام العالمي لحقوق الانسان . بالوقت الذي نطالب بالديمقراطية اولا ثم بناء العراق الجديد . كل شئ يوضع على اكتاف الوضع الامني وهذا صحيح ولكن ماذا عن المناطق الامنة في العراق ؟ قضية تعليم وتثقيف المراة المفروض ان تتحول الى (قضية جماهيرية تعمل على تثقيف شهريار وشهرزاد معا لان احدهم يكمل الاخر .
نيسان 2007