Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

التعامل بعقلانية

النضال ذو الأهداف والتوجهات النبيلة لابد يوما أن يحقق رسالته مهما طال الزمن أو بعدت المسافات، فلابد أي يستجيب القدر ويُذعن أمام إرادة الشعب الذي يصبو إلى الحياة؛ خاصة عندما تكون أهدافه نبيلة.

اليوم نجد البعض مما حلمنا به في الماضي تم الشروع لوضعه على الورق بوثائق مُصوَّتٌ عليها من قبل مجموعة من الشعب العراقي الذين يمثلون كردستان حيث صوَت برلمان الإقليم في اليوم التاريخي 24 حزيران 2009 باعتماد تسمية واحدة لشعبنا (الكلداني السرياني الآشوري)؛ أقرارا بوحدته كيف لا وهو يتكلم بلغة واحدة ويحمل تاريخا مشتركا وأرثا حضاريا واحدا، كما أقرَّ الدستور بحقنا في الحكم الذاتي وهذا بعض من مطالبنا التي طالبنا بها من خلال مؤتمر عينكاوا 2007، الحكم الذاتي لن ولا يكون قفصا لنا ولا يبعدنا عن العراق الواحد الموحد، فسيبقى العرب والكُرد وباقي المكونات أخوة لنا نتفاعل وأياهم ونعمل ونضحي من أجل العراق هذا الاسم الذي عشنا تحت ظله وشربنا من مائه وكبرنا من خيراته.

ولذلك نقول لأخوتنا الذين يعملون لتشتيت قرار الأمة إن عرفوا أو لم يعرفوا، أنكم يَجب أن تُراجعوا ذواتكم لكي تلتحقوا بركب الأمة لكي تضعوا أيديكم مع أيدي أخوتكم، وكم هو غريب أن نجد الصوت الوحيد الذي كان ضد هذه المكتسبات هو صوت من أبناء شعبنا الذي لابد أن يقتنع يوما أن الغناء خارج السرب لا يفيد شيئا وإن المجموعة عندما تغني معا وبنظام نخرج بمقطوعة موسيقة جميلة، لأن ليس من المعقول أن يكون الواحد على صواب أمام ما يقارب المائة غيره متفقين على أمر ما آخر.

على شعبنا أن يقتنع بأنه يجب أن يُدار بأفكار من داخل العراق لأن في الداخل هو الشعب، وفي العراق يناضل هذا الشعب وهو أدرى بواقعه لأنه يراه ويعيشه على أرض الواقع وهنا يتعايش: الكلداني مع السرياني والآشوري ولا يجد حرجا بذلك ويتبادلون الزيجات والمناسبات دون أي حرج ويغني هذا في حفلة ذاك وبالعكس دون استغراب إننا جميعا فروع لشجرة واحدة وحتى كنسيا نحن متداخلين؛ أليس بطريركنا الجليل الكردينال مار عمانوئيل الثالث دلي بطريركا للكلدان والآشوريين الكاثوليك في العراق والعالم ؟ أليس العديد من الكلدان ومنهم قساوسة وشمامسة ينتمون إلى الكنيسة الآثورية ولا يجدون أي اختلاف عندما يعيشون في حالتهم الجديدة؟ أليس المطران الآثوري مار باواي سوريشو انضم بمحض إرادته متحدا بشكل أو بآخر مع الكنيسة الكلدانية في أمريكا؟ فالحالات كثيرة لكن لمن له عينان تبصران لينظر ويتمعن!!! إن القنوات بيننا في الداخل مفتوحة ولم تنقطع أبدا وما تلاحظونه من تقاطعات أحيانا في الداخل فهو من تأثيرات خارجية ومن الداعمين بالذات الذين يريدون تنفيذ أجنداتهم الخاصة وللأسف يجدون دائما من يرحب بدعمهم ويلبس الثوب الذي يريدونه وهذا ليس أمرا صحيحا وقال يوما أحد الحكماء: لا خير في ود امريء متلونٍ إذا مالت الريح مالَ حيثُ تميل!!!

أخوتي الأحباء إن قضية شعبنا ليست معروضة في المزاد لكي تُباع لمن يدفع أكثر ولا يمكن لهذا الشعب أن يغير لونه حسب رغبة الداعمين فهناك من يكون اليوم آشوريا ويصبح مرة أخرى كلدوآشوريا وفي الثالثة كلداني أصيل وربما سنجد يوما أنه أصبح كرديا أو عربيا من العرب الأقحاح فلابد أن تكتمل ملامح اللاعبين على الحبال.

لكن المخلصون يتعاملون دائما بواقعية ويحللون الواقع ويضعون الخطط حسب الظرف الذي يعيشونه، لذلك نتعامل بحرص لكي يكون الكل معنا لأننا من العراق وفي العراق وسنخدم بتضحية ونزاهة لإعلاء كلمة العراق وكذلك سيخدم أبناء شعبنا الموجودين في كل مناطقه كأبناء بررة سواء في أربيل أو دهوك أو الموصل أو بغداد أو البصرة بتفانٍ لكي يبرهنوا للعالم بأن الشعب (الكلداني السرياني الآشوري) هم من سكان العراق الأصليين الذي بُني العراق على أكتافهم وهم ورثة آشور وبابل وسومر وهم أهلٌ للثقة في تحمل المسؤولية عن أنفسهم بحكمٍ ذاتيٍ ينظم أمورهم.

فبوركت كل المساعي الخيرة التي زرعت الأمل في قلوبنا وبدءنا نلمس النور في آخر النفق الذي نأمل أن لا يكون طويلا ويأخذ وقتا غير محدد لتجاوزه ونأمل أن يكون الجميع معا أثناء العبور إلى الضفة الأخرى؛ ضفة الحكم الذاتي ليكونوا معا شعبا واحدا حرا هو شعب (السورايىْ).

عبدالله النوفلي

27 حزيران 2009


Opinions