التفجيرات والقتل تنقص من "فرحة الف طفل" يتيم في بغداد
اقامت محافظة بغداد بالتعاون مع امانة بغداد ومنظمات المجتمع المدني ،اليوم الثلاثاء، حفل لتكريم الف طفل يتيم بمناسبة اقتراب ايام عيد الاضحى المبارك على حدائق متنزه الزوراء وسط العاصمة بغداد، وفيما أعلنت دعمها للجهود المبذولة لرعاية الايتام واستعدادها لـ"احتضان" منظمات المجتمع المدني التي تتطوع لخدمة هذه الشريحة، أكدت هذه المنظمات أنه لم يتم تكريم الف طفل كما كان مقررا لان بعضهم امتنعوا عن قبول الدعوة للمشاركة بسبب خوفهم من الوضع الامني وتفجيرات بغداد الاخيرة.
وقال النائب الاول لمحافظة بغداد جاسم البخاتي في حديث الى(المدى برس)، في الإحتفالية التي اقامتها المحافظة بالتعاون مع امانة بغداد ومنظمات المجتمع المدني على حدائق متنزه الزوراء وسط بغداد "نبارك الجهود المبذولة من قبل جميع المشاركين في إحتضان هذه الشريحة المهمة من الايتام كمؤسسة اليتيم ومنظمة داري والتي دائما تتطوع لخدمة هذه لشريحة".
وأضاف البخاتي "من خلال تواصلنا مع هذه المنظمات سنقوم بإحتضان كل منظمات المجتمع المدني من خلال مؤتمر كبير وتسليط الضوء على دور المنظمات الفاعلة".
من جانبه قال مدير عام العلاقات والإعلام في أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة في حديث الى (المدى برس)، إن "إحتفالية هذا اليوم تقيمها أمانة بغداد بالتعاون والتنسيق مع محافظة بغداد وبعض منظمات المجتمع المدني من أجل رسم الفرحة على شفاه هذه الشريحة من الأيتام الذين فقدو ذويهم جراء الاعمال الارهابية وغيرها"، مبينا ان الامانة هيأت "الاجواء المناسبة لهذا الحفل منذ فترة وتكريم الاطفال الايتام هذا اليوم هو ثمرة التحضير الجيد".
بدوره قال رئيس اللجنة الطبية لمنظمة داري الانسانية حر عامر في حديث الى (المدى برس)، إن "المنظمة قامت بالتعاون مع محافظة بغداد وأمانة بغداد وبرعاية مؤسسة اليتيم الخيرية بحملة فرحة الف طفل مع إقتراب عيد الاضحى المبارك"، مشيرا الى ان "ما قمنا به اليوم هو دعم الاطفال الايتام وإرشادهم صحيا".
وأضاف عامر أن "ما نتأسف عليه هو ان البعض من الذين دعوناهم من الاطفال لم يحضر نتيجة لصعوبة التنقل والوضع الأمني المحرج والإنفجارات التي هزت العاصمة بغداد مؤخرا وجاء هذا الامر عكس ما تم تخصيصه للاطفال من ملابس وألعاب لاننا خصصنا هدايا لألف وخمسين طفلا يتيما".
وشهد ختام الإحتفالية التي أقيمت هذا اليوم على حدائق متنزه الزوراء توزيع الهدايا على الاطفال الايتام، الذين قدر عددهم ببضع مئات.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية كشفت، في (14 حزيران2013)، أن هناك "(1- 3) ملايين أرملة وربة بيت" تعيل عائلة لوحدها في العراق، مشيرة إلى أن هناك "بيتا واحدا من بين كل عشرة بيوت تقوده امرأة لوحدها"، فيما أعلنت قيام "وفد عراقي بزيارة واشنطن للفترة من (13- 20) حزيران الجاري" ضمن برنامج (مبادرة المرأة العراقية الديمقراطية IWDI)، مؤكدة ان الوفد سيقوم بـ"مناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه الأرملة العراقية وربات البيوت".
وشهدت المدن العراقية بعد عام 2003 عنفا طائفيا تعرضت خلاله العديد من الأسر الى عمليات قتل واغتيالات مما خلف عوائل بلا معيل وازدياد ملحوظ لشريحة الايتام والارامل التي تعاني من صعوبة توفير قوتها اليومي ومصدر معيشتها، فيما أسهمت الحروب التي مرت بالعراق منذ ثمانينات القرن الماضي وإلى عام 2003، وأعمال العنف التي أعقبت ذلك، في وجود شريحة "مليونية" من الأرامل والأيتام.
وعلى الرغم من عدم وجود احصائيات دقيقة لعدد الايتام في العراق الا ان البلاد التي شهدت حروبا وعنفا طائفيا افقد الكثير من العوائل معيلها حتى راح مئات الالاف من الضحايا والتي سببت ووجود اسر افقدت معيلها وصعوبة توفير قوتها اليومي ومصدر معيشتها، كما تواجه الأرامل المحتاجات للمعونة، عراقيل وعوائق بيروقراطية حكومية شديدة التعقيد تجعل أمر الحصول على مساعدة "شبه مستحيل".