Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

التلوين بالريشة على الصخور لا يمحي الإبداع المحفور

قيل في وصف المحفور وتأصلّه الأمدي بأن التعلّم في الصغر كالنقش على الحجر, وكما يبدو واضحا بالعين المجرده ومن دون الإستعانة بأية عدسه مركبة لتكبير الدقائق, بأنّ حكمة الكون و فلسفة خالقه قد منحا الطبيعة كما للإنسان شيئا أشبه بما يُعرف بالمناعة للتصدّي ضد كل ما هو طفيلي و ليقيها حيال كلّ ريح هوجاء أو يدا تعمل سعيا بعكس كل ماهو مألوف من تشويه لحقيقة حصولها أو إنتحال هوية وجودها .
فالذي يسعى إلى النيل ناخرا في جسد أيّ قوم و عطاءات تاريخه, او المتسللّ إجحافا حاشرا أنفه في صفحات أوطان ومعالم ديموغرافياتها , هو بحكم نواياه الشريرة وبطلان حججه ليست سوى ضرب من صنوف تلك الطفيليات التي تقتات على نزف دماء أهلها و تهلهل في مأتم وأحزان اقرانها متخذةّ لها من القناع الودود في تشويه الأشياء سترا كمن يتوهّم بأن الغربال يحجب أشعة الشمس .
أنا لست مؤرخا,,ولا ممّن يتغنّى بالتاريخ بديلا كي يحل محل رغبتي في إحياء معانيه و كيفية تطويرها وترويضها لصالح البشريه و مبدعيها, لكنني سأدلو بقليل مما أعرفه حول العجيب الذي أقرأه هذه الأيام.
إنّ ألذين بنوا المعابد بسواعدهم حفرا في صخور الجبال ,وذلك بالضبط ما فعله أجدادنا الأشوريون العظام بعرق جبينهم وفكرهم النيّر حين شيدوا بانفسهم من الصروح والمقامات ألتي يشهد لها كل صاحب ضمير ممّن عاشوا ويعيشون في أكنافها والذين وطأت أقدامهم أنحاء معمورة بلاد الرافدين (بيث نهرين) , تلك المشاهد التي كالت وزادت البشريه بكل سخاء شرفاّ على شرفها , فمعبد الإله( سن) المشيّد في جبل ألقوش الذي كان يطوف به أهاليه في نينوى في كل عيد أكيتو(رأس السنة الأشوريه) هو واحد من الماّثر الشاخصة التي يسعى البعض إلى طمرها لغرض في نفس يعقوب , كان معبد الإله (سن) لمن لا يعرف الحقيقه أقول , هو من صناعة أهل الدار وذات السواعد وليس مستوردا او مستعار من عنديات الجار! , و كذلك حفر وتشييد نصب الملكة شيروو ملكثا في جبل بندوايه وغيرها الكثير من أثار وماّثر لايسع المجال من ذكرها هنا, هي مبعث فخر وإعتزاز لنا ويفترض أن تجعلنا بصدق ووعي توّاقين و متأهبين لإبرازها و حمايتها وقادرين أمام تحملّ مسؤوليات ومهام أسمى وأرفع من أن نكون نحو النكران والتطفلّ دوما هابطين , أولئك الأكابر , بناة هذه الصروح لم يكونوا لحظة غافلون او جاهلون لحقيقة مجيئ اليوم الذي سينبري فيه فطحل او جهبذ من هنا او هناك كي يحّد بقلمه أو ينّعّم ريشته ليرسم ما يطيب له بحبر وألوان سترفضها وتنبذها حتما قساوة ذلك الصخر و سوف تمقتها في مدى هزالتها مصداقية إبداعات أصحابها الناطقه وأمانة حافريها, ثم يأتينا العبقري رسّام( القرن الجديد ) يريد أن يلطشها ! , لكن أين؟ فوق ما حفرته فؤوس الجبابره , وحيث إرتوت من دم شرايين أحفادها و من عرق جبين أوليائها,يأتينا الفطاحل اليوم كلّ يحمل أمام إسمه ما لذ وطاب من ألقاب مستجيرا بسيل من الإسهاب والإطناب فقط ليقول : مت أنت كي أعيش أنا من ساقية سيّد نعمتي !!!!, ويا ليته كان منحدرا وسيد نعمته من نفس الظهر أو عين الشجرة!!!
Opinions