Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

( التمويه القصدي بين المفهوم و المصداق في نقد المؤسسة الدينية )

 

تخضع كل مؤسسة تحتوي على مفهومي النظرية و التطبيق الى مستويين من النقد يتناول أحدهما المستوى النظري و الفكري و العقدي الذي تتبناه المؤسسة والفلسفة التي يستمد منها قيمومته الفكرية و متبنياته الايدلوجية , و أخر يسلط الضوء على التطبيق العملي لهذه المفاهيم و مدى التطابق بين الشكل و المضمون بين النظرية و التطبيق أي يحاكم الافراد في سلوكهم الجمعي و الفردي تبعاً لما يتبنونه و يؤمنون به من أفكار و عقائد , 

و في داخل الدائرة الاسلامية يوجد شبه أجماع على صحة التأصيل النصي للنظرية الاسلامية سواءاً كان قرانياً أو نصاً للمعصوم بعد خضوعه للضوابط المتبعة في تصحيح الاحاديث , و تبقى أشكالية نوع القراءة للنص و الرؤية و الفهم التابع للمعطيات الفكرية في خلفية القاريء او المفكر و لكنها لا تخرج عن الدائرة الاسلامية في العموم و في الخطوط العريضة المتفق عليها و تبقى سهام النقد موجهة للجزئيات او للقراءات المتنوعة بتنوع خلفيات من يقرأ و من ينظّر ,

أما المستوى العملي و التطبيقي فهو معرض للنقد بصورة أكبر لأنه خرج عن دائرة التنظير التي تجهد أدمغة الفلاسفة  و المفكرين الى مستوى التطبيق العملي لهذه الافكار المتبناة من قبل المؤمنين بها , و هنا تكمن الخطورة فتطبيق الافكار على أرض الواقع يحتاج الى فهم هذه الافكار و هضمها جيداً من قبل القادة العمليين و أستيعاب جميع الحدود و المواقف و طبيعة المرونة التي يمكن ممارستها للوصول الى الاهداف التي نظر اليها واضعوا الفكر , 

و هنا يفرض علينا السؤال التالي هل وقوع الخلل في التطبيق يعني بالضرورة أن الخلل في النظرية و رغم ان الاجابة المنطقية هي النفي الا اننا نقع في كثير من الاحيان ضحية الاحتيال في من يريد ان يعوم الحقيقة و يشوه الصورة في الطرح الاسلامي لنظريته الالهية المتبناة من قبل المسلمين و هذا التشويه يسير في خطين متوازيين أحدهما خارجي و الاخر داخلي ,

فهناك ايادي و قوى داخلية و خارجية تحاول بكل جهدها ان تخلط الاوراق بين المتبنى و المتبني بين النظرية و التطبيق و ان كان هناك افتراق في المصلحة و في الاسلوب و لكن النتيجة واحدة و الضرر على الاسلام و الاطروحة الالهية , 

فالنظرية الاسلامية تقف بقوة و ثبات و على مدى الدهور و العصور و التحديات و التقلبات كمشروع الهي منقذ للبشرية ليوصلها الى بر الامان مواجهاً لكل الاطروحات البشرية الاخرى , حيث ماتت و اندحرت و اندثرت الكثير من الايدلوجيات و النظريات و الافكار لأنها لم تملك مقومات الديمومة أو أنها وجدت نتيجة لضروف وقتية او لمعالجة مشاكل آنية و أنتهت بأنتفاء الحاجة اليها أو لتغير موضوعي أو زمني أو مكاني أو لانقراض المؤمنين بها , فبقاء النظرية الاسلامية يثبت صلاحيتها لكل الازمنة و الامكنة و معالجتها لمختلف المشاكل , لهذا لجأت القوى الخارجية التي تواجه هذا الفكر مبدأ التعويم بين الفكر كنظرية متكاملة و بين من يتبناها شكلا لا مضموناً أي أن سلوكه الخارجي  لا يمت لها بصلة لذلك سوق في الاعلام نموذج مشوه للاسلام و للمسلمين و بدء ينتقد الاسلام بصورته المشوهة من خلال النفخ الاعلامي و الدعم و التغذية للاسلام الارهابي المتشدد الذي يقتل و يفجر و يذبح و يلغي الاخر لمجرد انه مختلف في الرأي , فسحبت هذه الصورة المشوهة و الخاطئة في الفهم و التطبيق و السلوك بقصدية مفتعلة على الاسلام ككل و حوصر الفكر الاسلامي بهذا الطرح المشوه حصراً رغم أنه غير معترف به كوليد شرعي من قبل المسلمين أنفسهم فأستخدم كأداة تهديم سواء على المستوى النظري أو على المستوى العملي , 

أما الاستخدام الخاطيء في المزج بين الطرح الاسلامي و سلوك المسلمين فاستعمل من قبل بعض المسلمين من داخل الاسلام عندما أسقطوا القدسية التي هي للاسلام و لشخصية الرسول و اهل بيته ( عليهم السلام ) على دوائر عديدة هي خارجة عن هذه القدسية لذلك يقع من ينتقد سلوك بعض الاشخاص المنسوبين للاسلام في دائرة التشكيك أو من ينتقد بعض التصرفات و الشعارات المنسوبة للشعائر الالهية زوراً فيكفر و يخرج من الملة و ينعت بأبشع الاوصاف و يجند له من يشن عليه الحرب و التسقيط بتهمة أنه مس المقدسات حتى لو كان هو من داخل المؤسسة الدينية أو حتى لو كان يتصف بالعلم و الاجتهاد أو أنه في مقام المرجعية للامة فهو محترم ما دام لا يقترب من بعض المسميات التي أضيف لها هالة مقدسة لم ينالها حتى المقدس الذي نسبت اليه و يفترض انها أخذت هذه القدسية من انتسابها اليه فذابوا في الشكل و تركوا المضمون و تعبدوا بالمسميات دون الاهتمام بقربها أو بعدها عن القيمة الفكرية لانتساب هذا الاسم لذلك المسمى و رفضوا أي انتقاد للتطبيق و السلوك لانهم عوموا الصورة بين الاسم و المسمى و بين الفكرة و التطبيق فلا يحق لك ان تنتقد او تضع سلوك او تصرف فلان للتشريح على طاولة الاسلام فقط لانه يحمل الوصف الكذائي و لا يحق لك أن تنتقد الحالة الخاطئة لانها أكتسبت صفة الشعيرة و الشعائر مقدسة و بدأت هالات التقديس تتوالد و تتفرع و تضاف هنا و هناك كتروس و دروع و جدران محصنة و مع تقادم الازمنة تتحول هذه المقدسات الوهمية الى اساطير لا يمكن المساس بها و سلاح التكفير جاهز لإخراج من ينتقد هذه المسمياتمن الدين ليكون كمن يغرد خارج السرب . 

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
الصمت ازاء انتهاك الاعراض العراقية هل هو تشريع ام ترويع ؟ سجاد السيد/ لم يكن الاسلام يوما ما ولا في موقف ما دينا يقف موقف المتفرج ازاء محنة الانسانية ابدا بل في كل واقعة لابد من موقف وحكم يبرز ما يفعله الانسان ازاء ذلك ، ولم يقف الاسلام على فرنسيس الفاتيكان من أجل الإنسان من المؤكد إن الكنيسة أمّنا تحمل إلينا حقيقة الإنجيل المقدس أمانةً منها حسب وصية الرب، كما تؤكد رسالتها وفقاً لقصد الله الآب في رسالة الابن والروح القدس... هكذا يقول المَجْمَع الفاتيكاني الثاني (الدستور العقائدي في الكنيسة؛ عدد1). وقداسة البابا يرعى الكنيسة المقدسة عملاً بقول الرب يسوع لبطرس لا يصح إلا الصحيح عبدالخالق حسين/ البقاء للأصلح (survival of the fittest) مقولة خلدت اسم قائلها الفيلسوف وعالم الاجتماع الإنكليزي هربرت سبنسر، أسس عملية الاتصال اللغوي في ضوء مبادئ علم التحكم الذاتي ( السيبرنيتكا ) عامر صالح/ لقد نشأ علم التحكم الذاتي ـ السيبرنيتكا(1) متأثرا بمعطيات علوم كثير, لعل أهمها علم الفسيولوجي ( علم وظائف الأعضاء ) وبشكل خاص فسيولوجيا الدماغ , حيث تم نقل مبادئ وقوانين عمل العضوية الحية إلى نطاق العضوية الجامدة,
Side Adv1 Side Adv2