الجبهة السريانية الثقافية في لبنان .. ورأي في التسمية السريانية
د. عماد شمعونwww.sargon.se
2006-02-03
"إن الحضارة التي ننتمي إليها نحن أبناء الجبهة السريانية الثقافية هي حضارة بلاد الهلال الخصيب الممتدة من مدينة الجبروت نينوا شرقاً الى مدينة الحرف والنور جبيل غرباً.
لقد عُرف شعبنا في بلادنا هذه بتسميات عدة كان أبرزها وآخرها التسمية الآشورية في شرقي البلاد، والتسمية الآرامية في أوسطها، والتسمية الفينيقية في مغربها.
وما أن أخذت تسمياتنا المتعددة تبهت في ظل الاحتلالين الفارسي والروماني، حتى ظهرت تسمية جديدة لتعبر عنا جميعاً وهي التسمية السريانية. واننا إذا ما راجعنا كافة حقباتنا التاريخية من اكادية وكنعانية وبابلية وآشورية وآرامية وكلدانية وفينيقية …نجد أن حقبة لم تعمر ألفي سنة كالحقبة السريانية التي ما زالت حية حتى يومنا هذا.
إن أهلنا أبناء كنيسة المشرق الذين أدخلوا على تسميتهم الكنسية التسمية الآشورية مؤخراً، أي منذ بضعة سنوات، عرفوا على مدى ألفي سنة بالسريان، وكذلك الآراميون والفينيقيون، فالموارنة في لبنان لم يعرفوا في تسمياتهم الكنسية بالفينيقيين الموارنة بل بالسريان الموارنة.
نحن ضد التنكر لجذورنا القومية، آشورية كانت أم آرامية أم فينيقية. ولكننا إذا ما كنا صادقين في الدعوة الى التوحد فيما بيننا نحن أبناء الحضارة الواحدة، فلا يجوز أن نطلق العنان لإحدى تسمياتنا الثلاث على حساب غيرها من التسميات. ولهذا فلنقبل جميعنا على التسمية السريانية التي فرضت ذاتها علينا منذ ألفي سنة على أقل تعديل. فيصبح بإمكان الآشوري الذي تعود حضارته الى ما قبل السريانية، أي الى ما قبل الميلاد بأكثر من ألف سنة، أن يعرف عن نفسه قائلاً: أنا سرياني آشوري. وكذلك الآرامي بإمكانه أن يعرف عن نفسه قائلاً: أنا سرياني آرامي. والفينيقي أيضاً في قوله: أنا سرياني فينيقي. إننا من هذا المبدأ نكون قد سمحنا للتسمية السريانية أن تبقى التسمية الجامعة فيما بيننا وذلك مع الحفاظ دوماً على مختلف خصوصياتنا التاريخية.
إن قوميتي لا تكتمل من دون فينيقيتي وآراميتي وآشوريتي. وإننا إذا ما اعتمدنا التسمية السريانية لجبهتنا فلأنها تعبر عنا جميعاً ولا تستثني منا أحداً، فلا نكون آشوريين متنكرين للآراميين والفينيقيين، ولا نكون آراميين متنكرين للآشوريين والفينيقيين".
عشتم وعاشت الأمة السريانية ...أمة رائدة منتصرة
د. عماد شمعون