Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الجحر الذي نلدغ منه .....دائما !!!!ء

خرجت علينا وسائل الأعلام المختلفة يوم 24\9\2008 بنبأ توصل النواب العراقيين بمختلف أنتماءاتهم القومية والطائفية والمذهبية الى حل مؤقت للمشكلة التي أثارتها المادة 24 والخاصة بكركوك التي سبق وأن أقرها مجلس النواب العراقي ورفضها مجلس الرئاسة .... وفي نفس الجلسة صدر قرار آخر من المجلس المذكور بأغلبية 191 صوت مقابل 84 صوت على الغاء المادة (50)من قانون انتخاب مجالس المحافظات بناء على مقترح قدمه الأيزيديون وبعض الأقليات ( كما صرح بذلك السيد حيدر العبادي - النائب في كتلة الأئتلاف العراقي الموحد ) وكان ضمن المصوتين تأييدا للألغاء كافة أعضاء البرلمان من الكتلة الكردية التي تملك ( 58 ) صوتا

هنا استيقظ النائمون ( المودعين كل بيضهم في سلة الأحزاب الكردية ) من حلمهم الوردي في المنطقة الآمنة والحكم الذاتي الذي اعتقدوا انه أصبح شبه مؤكد لأنه أساسا كان فكرة الأحزاب الكردية وأن مسؤولين كبار من الحزبين الكرديين كانوا يدعون له ( علما أن الأخوة الأكراد كانوا شبه واضحين أن مايدعون اليه هو منطقة آمنة أوحكم ذاتي لقرى سهل نينوى فقط , وليس كما حاول البعض اطلاق عبارة الحكم الذاتي في المناطق التاريخية للمسيحيين والتي لم يحاول احد منهم تسميتها أو تحديدها جغرافيا ). لذلك كانت صدمة لهم للواقع المر الذي رأوا نفسهم فيه وبان لهم الواقع الأليم الذي يحيط بهم . فانتقد بعضهم هذا القرار , وهدد آخرون بالأنسحاب من التحالف الكردستاني ( سرعان ما تراجعوا عن تهديدهم لاحقا ) وآخرون قدموا اعتراضاتهم للمسؤول الأممي ورئاسة الجمهورية . ولكن مهما تكن النتيجة فأن ما حصل يجب أن يكون دافعا قويا لأعادة تقييم واقعنا الأليم نحن المسيحيين العراقيين
لقد ثبت مما حدث يوم 24\9 أن كافة الأحزاب والمنظمات والتنظيمات والمجالس التي تدعي تمثيلها للمسيحيين العراقيين في ما يسمى العراق الجديد , هي أوجه متعددة لعملة واحدة , لأنها جميعها لم تأت نتيجة انتخابات حرة ونزيهة لأصوات المسيحيين العراقيين لأن معظمهم قاطعها لعدم ثقتهم وايمانهم بها , أو تلاعبت الأيدي الخفية التي لها مصلحة في تغييب الصوت المسيحي المعارض لتوجهاتهم ومخططاتهم , وهذا ما جاء في مقال كتبه الصحفي البارز الأستاذ جميل روفائيل بعد اعلان نتائج الأنتخابات مباشرة تحت عنوان (الأنتخابات العراقية , لا ديمقراطية ولا نزيهة , والعون فرعون ) ورد فيه ما يلي ( أما في المنطقة الكردية , حيث يسيطر الحزبان الديمقراطي والأتحادي على كل شيء من دون استثناء , وبالضبط كما كان يسيطر البعث أيام زمان ) ويستطرد (وهكذا تحركت الصناديق وأوراق الأنتخابات وغيرها من المستلزمات بسرعة وبكميات تفوق المطلوب الى المناطق الشيعية والكردية , بينما حرمت مناطق المسيحيين والأيزيديين منها ) ء

لذلك فأن ما يحتاجه المسيحيون اليوم هو قيادة أمينة - حكيمة - لا تتأثر بالمغريات المادية والمناصب . بل تضع نصب عينيها الحرص على المسيحية والمسيحيين في هذا البلد العريق , تعمل مع كل مخلص في الحفاظ على وجوده كدولة ذات سيادة أسوة بدول العالم الأخرى , فأن مستقبل الوجود المسيحي في هذا البلد هو في وجود دولة قوية , ديمقراطية , بعيدة عن أي توجه طائفي أو ديني أو عنصري . فمن هي هذه القيادة ؟؟

لا شك أن المرحلة الحالية التي يمر بها العراق وفي ظل الأحزاب الدينية والطائفية والقومية مع وجود الأحتلال , فأن أفضل قيادة (( مرحلية )) هي الكنيسة ممثلة بمجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق , أي رؤساء الكنيسة الكلدانية والسريانية والآثورية والأرمنية واللاتينية والأنجيلية . لتكون مرجعية عامة للمسيحيين العراقيين لتقرير ما يخص شؤونهم ومستقبلهم وحقوقهم الأساسية والدفاع عنها في حالة حصول أي غبن أو انتقاص فيها , ولتكون صوتا قويا في المحافل الدولية , والجهات النافذة في الداخل , للأعتراض على أي غبن قد يحصل للمسيحيين العراقيين في الظروف الآنية الغير مستقرة بعد . أن هذا لا يعتبر ما يطلق عليه البعض من تدخل رجال الدين بالسياسة , بل الظروف الحالية تتطلب ذلك , ولكونهم رعاة مسؤولين عن رعاياهم التي أؤتمنوا عليها , ولأن الأحزاب والتنظيمات المسيحية فشلت في نيل حقوقهم أو الحفاظ عليها . ومما لا شك فيه أن مذكرة أو طلب أو احتجاج يصدر من هذا المجلس ( مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق ) الى أية جهة سواء كانت دولية أو داخلية سيكون تأثيرها أكثر بكثير من صدورها من أحزاب أو مجالس أو اتحادات لايعرف كيف نشأت ومن تمثل ومن يمولها .... همها الرئيسي نيل مكاسب آنيّة للأحزاب أو الجهات التي تمولها , وهم بالتأكيد عديموا المقاومة تجاه الأغراءات المادية على حساب المصلحة المسيحية والوطنية

كيف يكون ذلك ؟؟

قد يكون ما أذكره لدى كثيرين خياليا وصعب التطبيق , ولكن اذا رجعنا الى مبادئنا المسيحية التي علمنا اياها الأنجيل المقدس , كالتواضع والمحبة للقريب , وأذا ساد هذا المبدأ بين العلمانيين والآباء الرعاة كل حسب مسؤوليته , فسيكون عاملا مؤثرا في الوصول الى الهدف وذلك



علينا جميعا الألتفاف حول الكنيسة والألتزام بتعاليمها وقوانينها التي تؤكد على الصوم والصلاة , فالكنيسة هي الأم التي يرى كل مسيحي راحته في حضنها الدافىء , وأمام الصوم والصلاة لا توجد كلمة مستحيل , فهي القادرة على فتح كافة الأبواب المغلقة وبواسطتها ننال كل حقوقنا اذا ما سلبت منا , وبالصوم والصلاة من أجل آباؤنا الروحيين , ينالون شحنات من القوة والمقدرة في التغلب على كافة الصعوبات التي تواجههم في رعاية أبنائهم .



وعلى رعاتنا من الآباء الكهنة المحترمون , وأساقفتنا الأجلاء يسري أيضا هذا المبدأ , أي التواضع والمحبة يضاف اليه مبدأ آخر لا يقل أهمية وهو (( الطاعة )) فلكي تكون الكنيسة فعالة في خدمة أبنائها يجب أن يسود مبدأ الطاعة بين أبنائها لرؤسائهم الروحانيين الدينيين وبمختلف المستويات . فالأسقف لكي يكون متميزا في رعاية أبرشيته يجب أن يكون مطاعا من قبل الكهنة والشمامسة الذين يساعدونه في خدمة الأبرشية والكنيسة . وكذلك على الأساقفة الأجلاء واجب طاعة رئيسهم الروحي ورئيس كنيستهم , متمثلا بغبطة البطريرك الجليل , فقوة رئيس الكنيسة هي من دعم وطاعة مرؤوسيه من الآباء الكهنة والأساقفة , والأبتعاد عن القرارات الفردية التي سوف تؤثر سلبا في مستقبل عموم المسيحيين في العراق دون الرجوع الى رئيس الكنيسة , ومن ثم الى مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق . لأن أعداء المسيحيين في العراق يحاولون دائما زرع بذور التفرقة والشقاق ليسهل عليهم تمرير مخططاتهم واهدافهم التي هي بالتأكيد لا تتطابق مع الأهداف المسيحية والمسيحيين .لذلك فأن أي رأي أو مقترح يخص المستقبل المسيحي في العراق , يجب أن يصدر من جهة مخولة في رئاسة الكنيسة , أو جهة مخولة من مجلس رؤساء الطوائف لمسيحية في العراق .



أن العراق ورغم مرور أكثر من خمسة أعوام على تغيير نظام الحكم السابق لا يزال غير مستقر لا سياسيا ولا أمنيا وأتجاهه غير معلوم , ولأن الأسباب التي قدمت لتبرير التغيير سقطت واحدة تلو الأخرى وبأعتراف الجميع , وأهداف الأدار الأمريكية غير واضحة في مستقبل العراق



لذلك علينا أن نكون على وعي كامل في التوافق على قيادة حكيمة - أمينة - بعيدة عن المصالح الذاتية والشخصية - لا تتأثر بالمغريات المادية - متواضعة - تحب الخير للجميع

وهذه يصعب توفرها في المرحلة الراهنة , الا في الكنيسة





بطرس شمعون آدم

Opinions