Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الحبوبي يطالب الجعفري بإلغاء المحاصصة..وأن يتخذ القرارات الحاسمة بنفسه

18/02/2006

بغداد-( أصوات العراق)

دعا المراقب والمحلل السياسي السيد هاشم الحبوبي الدكتور إبراهيم الجعفري ، المرشح لرئاسة الحكومة المقبلة في العراق ،إلي"إلغاء المحاصصة الطائفية داخل مؤسسات الدولة..خاصة الأمنية ،وأن تكون الحكومة قوية وفاعلة في الشارع ،وأن يكون أمر إتخاذ القرارات الحاسمة بيده." وعدد الحبوبي ،في حديث لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة أسبابا خمسة وراء فوز الدكتور الجعفري ،رئيس الحكومة المؤقتة وزعيم حزب الدعوة الإسلامية، بمنصب(مرشح الإئتلاف) لرئاسة الحكومة القادمة لفترة أربع سنوات ،بعد أن تخطي بفارق صوت واحد منافسه مرشح المجلس الأعلى للثورة الإسلامية السيد عادل عبد المهدي ،بعد صراع طويل وشاق استمر قرابة الشهرين..وكاد يهدد وحدة الإئتلاف العراقي الموحد(الشيعي). وأشار هاشم الحبوبي،في بداية الحديث ،إلي أن "هذا الفوز أثار إستغراب المراقبين والمحللين السياسيين في العراق ،علي خلفية التسريبات التي ظهرت قبل يوم من التصويت داخل الائتلاف..وأشارت إلي حظوظ عادل عبد المهدي الكبيرة للظفر بالمنصب."

ولكن: كيف استطاع الجعفري أن يقلب المعادلة خلال أربع و عشرين ساعة ،ومن كان يقف وراء هذا الفوز ؟. يجيب الحبوبي "هناك ستة كتل رئيسية داخل الائتلاف العراقي الموحد ،وهي.. حسب حجمها داخل الإئتلاف: التيار الصدري ،المجلس الأعلى ،حزب الدعوة بشقيه ، المستقلون ،والفضيلة..وداخل الإئتلاف نفسه هناك تكتلات ورؤى مشتركة بين بعض الأطراف."

ويتابع "لذا فمشاورات اللحظة الأخيرة كانت ذات تأثير في تحويل بعض الأصوات لصالح الجعفري ،وسحب البساط من تحت قدمي عبد المهدي مرشح المجلس الأعلى الذي يتزعمه السيد عبد العزيز الحكيم رئيس الكتلة في الجمعية الوطنية."

ويشير الحبوبي إلي أنه "يمكن تلخيص العوامل المؤثرة التي أحدثت الفارق داخل الإئتلاف في خمسة أسباب ،أولها: الصراع بين الكتلتين الأكبر ،وهما المجلس الأعلي والتيار الصدري ،ورغبة الصدريين في عدم السماح للمجلس بالإستئثار بالسلطة علي حساب المكونات الأخرى..من خلال عدم السماح له بالحصول على منصبي رئاسة الكتلة و رئاسة الوزراء في الوقت نفسه." ويضيف أنه " كانت هناك تسريبات تتحدث عن تهديد الكتلة الصدرية بالإنسحاب من الائتلاف ،مما يعني ضياع أغلبيته..وفرط عقده في حال عدم فوز الجعفري وحصول عبد المهدي على رئاسة الحكومة." ويوضح الحبوبي العامل الثالث بقوله "التهديدات بالانسحاب وضعت ضغوطا..خاصة على المستقلين ،ذلك أنهم سوف يكونون أكبر الخاسرين في هذا الحالة ،لذا مال بعضهم لرغبة التيار الصدري..وساندوا ترشيح الجعفري." ويشير إلي عامل آخر هو "وسطية الجعفري بين التيار الصدري والمجلس..وخلفيته الإسلامية ، بالمقارنة بالتنقلات الفكرية التي طرأت على شخصية عبد المهدي..من البعثية إلى الشيوعية ثم إلى الإسلامية." وعزا الحبوبي العامل الخامس والأخير الذي عزز فوز الجعفري بترشيح الإئتلاف إلي " الصفقة التي حصلت بالتأكيد بين الجعفري والتيار الصدري (ووعده) بمنحهم مناصب معينة في الحكومة القادمة ،علي خلفية إصرار الصدريين على ترشيح الجعفري بكل الوسائل الممكنة لتحقيق ما يريدون..ورفض عملية التوافق بأي شكل من الأشكال."

لكن المحلل السياسي هاشم الحبوبي يري أن "هناك عوامل عدة قد تؤثر علي مستقبل حكومة الجعفري بعد تشكيلها ،وسوف تكون حاسمة في عمر تلك الحكومة..وفرص قبولها في الشارع العراقي ،عدا مسألتي الأمن والوضع الإقتصادي."

ويوضح أن من بين هذه الأمور "مسألة كركوك ،وموضوع الفيدرالية ،والتغيرات المحتملة على الدستور ،وأخيرا..شخصية الجعفري وتعاطيه مع الفرقاء السياسيين ،خاصة الأكراد.. الذين يمكنهم إسقاط الحكومة ،على إفتراض أنهم سوف يكونون الحليف الرئيسي للائتلاف." وحول ما قد يعنيه فوز الجعفري بالنسبة لقائمتي الدكتور إياد علاوي (العراقية) والتوافق (السنية) ،يعتقد الحبوبي أنهم "فرحون بهذه النتيجة..لأن عادل عبد المهدي كان سيحظي بقبول أكبر من الحليف الرئيسي للائتلاف وهم الأكراد ،وكذلك من الأطراف الدولية الرئيسية الفاعلة في الساحة العراقية."

ويقول "هم (أي كلا القائمتين) يرون أن فرصة إنفراط عقد الإئتلاف أصبحت أكبر بفوز الجعفري عنها بفوز عبد المهدي ،فصحيح أن الجمعية الوطنية انتخبت لمدة أربع سنوات.. لكن هذا لا يعنى بالضرورة أن تستمر الحكومة نفس الفترة الزمنية."

وعن فرص الجعفري بالبقاء في سدة الحكم لأطول فترة ممكنة ،يري الحبوبي أن "علي الجعفري أن يكون غير الجعفري الذي رأيناه خلال الأشهر الماضية ،فاختيار الشخصيات المناسبة من وزراء ومستشارين أصبح أمراً لا مفر منه." ويضيف "عليه كذلك أن يسعى بكل ما أوتي من قوة لكي يلغي (المحاصصة الطائفية) داخل مؤسسات الدولة ،خاصة المؤسسات الأمنية" ،موضحا أنه "على سبيل المثال (ينبغي) إلغاء المحاصصة في تعيين الجنود بوزارة الدفاع حسب الإنتماءات الطائفية ، ومحاولة إرجاع التجنيد الإجباري للتخلص من هذا الإرث الجديد." ويري الحبوبي أهمية " أن تكون الحكومة قوية و فاعلة في الشارع" ،لافتاإلي أن يكون الدكتور الجعفري "رئيساً للوزراء..وليس رئيسا لمجلس الوزراء ،بمعنى أن يكون أمر إتخاذ القرارات الحاسمة بيده..وليس أن يتصرف كل وزير بحسب رغبة الكيان السياسي الذي ينتمي له ،كما كان الحال في كل الحكومات المؤقتة السابقة بعد سقوط النظام." Opinions