الحركة الديمقراطية الآشورية باقية مع شعبنا في ضرائه وتطلعاته / الحلـقة الثانـية :
والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري ينتف ريشه في برد شتاء ما قبل الإنتخاباتالحلـــــــقة الثانـــــية :
بين قيل ِ القريب و قال ِ الغريب يظطر المرء أحيانا إلى تكرار ما سبق قوله على مسمع كل من في آذانه صمم , إننا ككلدواشوريين عراقيين ,عشنا بجوار الأكراد حلو الحياة ومرّها سوية كجيران ودافعنا عن قضاياهم وطنيا ودوليا ,وإختلطت دماءنا, وإمتلأت السجون من أهلنا ثمنا لمواقفنا , وما زلنا نتطلّع بشغف إلى إشراقة مستقبل آمن لهم ولنا ولكل العراقيين , نعم نحن نحبهم ونحترمهم كشعب جار ليس أقل من محبتنا وعلاقتنا بجيراننا واهالينا في مدينة الموصل العزيزة وفي كل المحافظات, من عرب وشبك وتركمان وايزديين وصابئة وأرمن, وليس بإمكان أحد إنكارهذه الحقيقة,وفي نفس الوقت نؤكد رفضنا القاطع لأي مسعى غير نبيل ينتقص من هذه العلاقة لأجل أغراض مشبوهة . ما من شك ,أنّ هذه الأواصر قد أصابها ما اصاب عموم المجتمع العراقي بسبب أجندات الأحزاب وممارساتها بعد إحتلال العراق على وجه التحديد , كادت هذه الأجندات أن تعكّر هذه الجيرة التاريخية و تفسد العلاقة الشعبية والإجتماعية التي نعتز بها جميعا.
وإذ نحن نتطلع إلى مستقبل زاهي للجميع , ما أحوجنا إلى إعادة ترتيب ما خربّته سياسة المحتل وإنتفاخات العمل الحزبي, نحن الآن بأمسّ الحاجة إلى إستعادة قوة هذه الروابط الوطنية والإنسانية وزيادة متانتها اكثر وأكثر في عقد شراكة متزنة تحترم إراداة الآخر بعيدا عن فكرة تسّيد الغني القوي على العبد الفقير التي راجت مفاهيمها مؤخرا بفعل توافق شهوات الأحزاب السياسية مع أجندة المحتل , إن كنّا نزعم بأننا في زمن السعي نحو الديمقراطية , فالديمقراطية لا تعني التفريط بطرف لحساب طرف آخر ,ولا تسمح بأن تُستَغَل العلاقات الشعبية المتآخية بقصد إختراقنا سياسيا , بالتالي لا أحد يقبل أن تشكل دفئ مواقفنا المتآخية حائلا أمام مطالبتنا الأصولية بحقنا و بوجوب إحترام كافة حقوقنا القومية والوطنية المنصوص عليها في كل دساتير العراق .
ليس من باب كيل الإطراءات والمدائح للحركة الديمقراطية الأِشورية ولا تغاضيا عن أخطاء إرتكبتها خلال نشاطها , ولكن إنصافا للحقيقة يتحتم علينا القول بأن عملية تمحيص بسيطة لحال العراق بعد إحتلال العراق وتسلط قوى داخلية وخارجية زرعت الفوضى والرعب والخيبة لدى جميع العراقيين , هذا الوضع المزري برمّته يخبرنا عن ما بإمكان ممثلنا البرلماني فعله وقوله لوحده في خضم هرج القتل الطائفي ومرج الفساد الذي ثبت بأن كتل برلمانية متنفذة كانت هي الحاضن الرئيسي لمنفذيه , من جهة ثانية فإن عملية إحصاء بسيطة لكمّ الإنتقادات التشهيرية والتلفيقات المجحفة التسقيطية التي كيلت بحقها , أثبتت الحركة الديمقراطية الأِشورية رزانتها في مسعاها الدائم الى تهدئة أجواء بيتنا الداخلي و إلتزام آداب الحوار حتى مع الذين لم يحسنوا ألأدب, وبالرغم من أنها كانت هي المستهدفة غالبا , إلا أنها نأت بنفسها عن تنفيذمهمة تصعيد التوترمع أية جهة سياسية خصوصا مع الأحزاب الكردية أو داخل صفوف شعبنا , كما لاحظنا ذلك بوضوح حين تحاشت التعاطي مع صراخات وإستنجادات أقلام المنعمين في خيرات بلدان الغرب و سعت في نفس الوقت الى إعتماد الحوار مع العراقي الآخر , لا بل إدراكا منها أن حالنا العام لا يسمح لنقاشات عقيمة يدفع شعبنا ثمنها على طول الخط إرتأت تبني الحلول الوسطية التي تلائم المرحلة ,في المقابل كانت أقلام بعض الكتبه تستهل مقالاتها ببسملة التهجم ضدها وضد كل من يخالف فكر الكاتب, وحصة الحركة من الإتهامات الغريبة كانت دائما حصة الاسد من هذه الحملات المسعورة (وبسملة تعني قول بسم الاب والابن او بسم الله الرحمن,,,) .
من المؤسف أن يصل الأمر عند نفر من المختلفين مع الحركة إلى نعتها وقياداتها بالعنصرية والمانعة لأي تقارب داخلي , بينما الدلائل المتوفرة والأحداث تؤكد عكس ذلك, وإلا هل سأل أحدهم ما سبب موافقة الحركة على تداول أية تسمية يختارها شعبنا ؟ ناهيك أن الحركة ومنذ تأسست, كانت وما زالت تضم كوادرمن كافة طوائف شعبنا , وها نحن نشهد مصير الذين تكاتفوا على تسقيطها كيف يتناثرون , وهو بالتأكيد نتاج جهل سياسي متجذر إعتمد الثرثرة في خطابه ليس إلا , أو خباثة السياسة في تمرير الفكر المشوّه , في كل الأحوال هو مطب واضح ألقى الإخوة الساسة المتحزبون أنفسهم فيه بوعي او بدونه وقعقعة سلاحهم هي عينها لم تتغير منذ لحظة شروعهم ولحد هذه اللحظة التي نقرأ فيها بيانات إنسحابهم من المجلس, لم يتعدى سلاحهم أكثر من رمي أهلهم بالحجر بينما بيوتهم من زجاج حين دخلوا النفق المظلم برغبتهم,والغريب العجيب أننا إلى الآن لم يتكرّم علينا أحد هؤلاء المنظرين أمثال الصنا وغيره و تطرّق ولو بجملة خجولة حول أسس وثوابت العمل السياسي القومي الممكن إعتمادها في حالة كحالة شعبنا الكلدواشوري السرياني المعقدة .
لقد بات واضحا ومعلوما بأنه من أجل ضرب هذه الحركة الفتيه والحد من دورها المتصاعد مورست شتى الأساليب لوأد هذا الوليد وكبت أصوات أهله , ومؤسف جدا أن ساسة قوميون متحزبون يزعمون النضال من اجل حقوق الكلدواشوريين سخروا تنظيمهم وآخرون يساريون ساهموا بأقلامهم مجتمعون على تحقيق هذا الهدف الغير النبيل, ظنا منهم أن ذلك سيزيد من رصيدهم لدى الآخر,وهنالابد لنا ان نقولها الآن : على الباغي تدور الدوائر, و ها نحن نراهم اليوم كيف يعودون بخفي حنين بعد أن سبق وحذرّهم الكثيرون خاصة الحركة التي إتخذت في حينها موقفا نابعا عن إلتزامها بنهج يمنحها الإٍستقلالية والثبات , نعم أستخدمت اساليب غريبة عجيبة لضرب الحركة وتعطيل دورها في محاولة توريطها بمشاريع أغمض العديد أعينهم عن حقيقة تلك المشاريع, لقد تم هدر ملايين الدولارات من أجل خداع اهلنا تحت زيف يافطة إبقاء الواوات أو إزاحتها ,و ملايين أخرى ضاعت في تاسيس تنظيم المجلس الشعبي ,وملايين أخرى لإنشاء فضائية قناة عشتار الناطقة بأسم المجلس الشعبي التي لم يعلن رسميا عن مصدر تمويلها , كما لم تقدم لمشاهديها سوى عروض صلوات قداديس تليها حفلات رقص و أغاني ,وملايين أخرى لتشكيل قائمة عشتار التي أخفقت والقائمين عليها في الإلتزام بأبسط معايير الديمقراطية في الإنتخابات , و رغم فوزها (الغير الجدير) في الأنتخابات المحلية بثلاث مقاعد ,مازال الناس كعادتهم يتساءلون أين الفائزون العشتاريون وأين دورهم فيما يحصل و يدور في مجلس محافظة نينوى وقرانا , ولماذا ينسحب ممثلها من مجلس المحافظة؟ واين ضغطهم في فرض إشراك أبناء شعبنا في تشكيلة الحكومة الجديدة في الأقليم؟ لماذا هذا الصمت الغريب؟
بصراحة نقولها بأننا لم نكن نتمنى أن نشهد ما شهدناه في أحدث تقرير للمنظمة الأمريكية الهيومان ووتش رايتس , الذي يشدد فيه على مطالبة الأحزاب الكردية وميليشياتها بالكف عن الممارسات الغير القانونية من تكريد ملامح الحياة وهدر أموال في غير محلها بهدف فرض واقع مرفوض إنسانيا وديمقراطيا,وبالمناسبة هذا تقرير ليس صادرا من الحركة الديمقراطية الأشورية كي نتهمها بالتحريض, ولا من أي حزب كلدواشوري اوتركماني او شبكي او ايزيدي ,إذن التصحيح والإصلاح مطلوب على الاقل كرّد شجاع لما ورد في التقرير إن كان هناك من يستكثر علينا مطالبنا وحقنا بالعيش الكريم , ونحن في مرحلة الكل يبحث عن العيش المستقر والحياة الكريمة .
لمن لا يرى هذه الحقائق او يراها ويتقصد تغافل تساؤلاتنا نقول لهم يا سادة أن التخفي و تشويه الحقيقة لم يعد ينطلي على أحد و سرعان ما تنكشف حقيقته , أما التبعية وذلتّها فهي عمرها لم ولن تمنح أو تثبت حق التمثيل الشرعي , فكيف بأقلام غارقة تمدح المشوّه وتسعى فرضه على الناس ,لقد ثبتت عدم مصداقيتهم ومعهم الجهة التي تمولّهم وإتضح بأن الهدف هو ليس منحهم حق تمثيل الشعب والدفاع عن حقوقه على ارضه بل تنصيبهم كان أشبه بالعامل البسيط الذي يشغلّ بأجر يومي للعمل في مشروع وهو لا يعرف حتى إسم ذلك المشروع و لا صفته الخدمية , أي كالأحوَل الذي يخوط بصف الإستكان يتكلم عن مصلحة شعبه لكنه يعيش في عالم آخر يضرب فيه الأخماس بالأسداس, وحين لا يصله من الكعكة شيئ يصدر بيانات إنسحابه من المجلس مدّعيا حرصه على ثوابته القومية, وكأن ثوابته القومية القويــــــمة تتغير بحسب مواسم الحصاد وشرط حجم المحصول !!! .
إعتمادا على هذه المعطيات الواضحة ,و من هذا المنبر أدعي بأننا كنا نقرأ ونتابع جيدا كل طروحات وتنظيرات جماعة المجلس الذي بدأ الآن ينتف ريشه في شتاء ما قبل الإنتخابات , إن أساليب كتاباتهم وممارساتهم الملتوية , ثم دعواتهم لزوعا للمشاركة في مؤتمراتهم او التحالف معهم وطريقة إنتقادهم لمواقف زوعا الرافضة للخنوع والذيلية , كنا في حينها نؤكد للإخوة الذين إنسحبوا من المجلس يوم امس بوجوب الحذر من التفريط بمصير شعبهم في توريط الذات في مثل هذه المطبات لأنها ظاهرة لا تنم عن اي ذكاء سياسي لكنهم ولأن باع المنفعة الشخصية عندهم هو الأطول , لم يصغوا إلينا ولم يستفادوا من سبب إصرار الحركة على موقفها في إلتزام مسؤوليتها السياسية و الأخلاقية تجاه شعبها ومستقبله الذي ما يزال هو الرافد الذي يغذيها بأوكسجين البقاء والإستمرار, فالحركة لم ترفض المبادرة الصادقة التي تلملم الشمل بل رفضت كل ما من شأنه تسويف دورنا ومصادرة إرادتنا ,إذن كل ما أثير و يثار في هذا الشأن ضد الحركة من قبل هذا النفر المرتبك لهو بمثابة بالونات أطلقها المجلسيون وباركهم كل من إنضم اليهم باحثا عن منصب لينسحب اليوم بعد خيبة الكعكة وخروجه من المولد بدون حمص , إن اصابت بالوناتهم الهدف فلا باس وان لم تصب فإلى فرصة أخرى , كما يقال في المثل المصلاوي : حلبت حلبت ما حلبت قامت وقلبت ,........لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح وطوبى لكل من عاد إلى أهله فهو منتصر وإن عاد متأخرا.
...................... الى الحلقة الثالثة