الحشد تمشّط ضواحي سامراء - إنزال جوي وقصف بالطائرات والمسلحون ينسحبون الي كركوك وتكريت وبعقوبة
18/03/2006زمان ــ رويترز
واصلت القوات الامريكية ومغاوير وزارة الداخلية والشرطة العراقية امس عملية الحشد (سوارمر) لتضييق الخناق علي المسلحين في ضواحي سامراء فيما قالت مصادر وثيقة الاطلاع لــ (الزمان) في طبعتها الدولية من داخل سامراء ان (منطقة العمليات ارض منخفضة اصبحت مركزا لتجمع مسلحي تنظيم القاعدة الذي يترأسه ابو مصعب الزرقاوي. واوضحت ان منطقة العمليات التي تتراوح مساحتها بين 20 ــ 30 كيلومترا مربعا تمتد بين سامراء وقضاء الدور). وحول المواجهات الدائرة حاليا قالت المصادر (ان المسلحين فتحوا النار علي القوات المتقدمة في منطقة البوخدو وحاولوا وقف هذا التقدم عن طريق تفجير الغام اراضية وعبوات مفخخة). واوضحت (انه جري تفجير اربعة منازل لسكان المنطقة) حيث لم يجر تحديد الخسائر. واضافت ان منطقة العمليات شملت انزال جنود امريكيين ومغاوير الداخلية العراقية لتعزيز التقدم (نحو مواقع المسلحين). وقالت (ان القوات الامريكية عثرت علي جثتين مقطوعتي الرأس في المكان الذي قتلت فيه الصحفية العراقية اطوار بهجت التي كانت تعمل لقناة العربية التلفزيونية قبل استشهادها. فيما أعلن الجيش الأمريكي أمس عن مقتل أحد جنوده في العملية الخميس. واوضحت المصادر ان اغلبية (مسلحي القاعدة انسحبوا من المنطقة قبل يومين بعد تسريب معلومات اليهم) عن الهجوم. يذكر ان اول مفاوضات اجرتها القوات الامريكية للتهدئة كانت مع المسلحين الذين يتمركزون في هذه المنطقة عبر وساطة لوزير عراقي في حكومة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي. واوضحت المصادر ان منطقة العمليات من الصعب السيطرة عليها حيث تحدها مدينة بعقوبة من الجنوب وسامراء من الشمال الشرقي وبحيرة الترثار من الغرب وتكريت الشمال الغربي حيث انسحب المسلحون اليها. وتوقعت (عودة المسلحين الي هذه المنطقة الزراعية التي تضم منازل متناثرة للفلاحين). وقالت (ان الوضع هاديء في سامراء والحياة تسير فيها بشكل عادي). مستدركة لقد كنانسمع طيلة ليل الخميس وحتي فجر امس اصوات الصواريخ التي تطلقها المروحيات الامريكية. وكشفت المصادر عن وجود خلاف بين مسلحين القاعدة وعلماء الدين في سامراء الذين حذروهم من القيام بهجمات ضد المدنيين. من جانبها قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس امس في سيدني ان القوات العراقية تقوم بدور مهم في العملية العسكرية في سامراء. واضافت في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد اعتبر ان دور القوي الامنية العراقية في هذا الهجوم يدل علي انها تتحمل الجزء الاكبر من المعركة من اجل الامن. علي صعيد متصل قال اللفتنانت كولونيل باري جونسون المتحدث باسم الجيش الامريكي ان القوات التي تقودها الولايات المتحدة تقوم بعمليات بحث في كل 16 كيلومترا بعد الاخري عن مقاتلين وانه لم ترد انباء عن سقوط قتلي أو جرحي بين صفوف الامريكيين أو القوات العراقية. وأضاف أن 50 شخصا اعتقلوا و30 مازالوا محتجزين. وعادة ما يصف الجيش الامريكي المقاتلين بانهم ارهابيين" لكن العراقيين الذين حاصرتهم الغارات قد يكونون مجرد مزارعين عاديين في المناطق الريفية القريبة من سامراء. وقال القومندان جون كالاهان من الفرقة 101 المجوقلة لوكالة فرانس برس "لقد تم اعتقال 48 شخصا" اطلق سراح 17 منهم في وقت لاحق مؤكدا "عدم حصول اي مواجهات مع المسلحين". واوضح ان "الهدف من العملية منع القوي المعادية للعراق من اقامة ملاذ آمن" في المنطقة الشاسعة. وتابع ان 60 مروحية تشارك في العملية التي وصفها الجيش الامركي بانها الاكبر منذ غزو العراق عام 2003. واوضح كالاهان انه تم سحب 900 جندي من اصل 1500 شاركوا في العملية مناصفة من الاميركيين والعراقيين. وتابع ان القوات المشاركة في العملية عثرت علي ستة مخابئ اسلحة تحوي كميات من قذائف الهاون وقاذفات الصورايخ والمتفجرات واسلحة خفيفة اضافة الي ادوية ووثائق للمسلحين. وقالت رنا صالح الام لسبعة اطفال وهي تصنع الخبز علي نار الحطب بينما كان الجنود يفتشون منزلها "انها المرة الاولي التي يفتشون فيها منزلي لكن الجنود يظهرون احتراما لشخصي". واضافت "لا يوجد اي مسلح هنا كما انه لا وجود دائما للشرطة العراقية" . وبدوره، قال الكابورال الاميركي مايك كوبش ان عمليات البحث بطيئة بسبب طبيعة المنطقة الريفية حيث المنازل متفرقة.
واضاف ان "السكان لا يكنون اي موقف عدائي تجاهنا لكنهم غير مسرورين في الوقت ذاته من وجودنا". ومن جهته، قال الكابتن تيم شوماخر من الفرقة الرابعة للمشاة "لم نواجه اي مقاومة" موضحا ان الوحدات التابعة له تقوم "بتنظيف كل منزل او بقعة" في منطقة عملياتها.